أصبح حصول العداءة مريم جمال على الميدالية البرونزية في دورة الألعاب الأولمبية التي اختُتِمت حديثاً في لندن حديث الشارع الرياضي، فتعالت التصريحات من كلِّ جانب، الأول يعبر عن سعادته والآخر - وأنا منهم - طالب بصقل المواهب البحرينية والابتعاد عن مشروع الاستيراد لأننا نمتلك مواهب كثيرة بحاجة إلى الاهتمام والرعاية.

الأمر الذي لفت الأنظار أكثر، التصريح الذي أدلى به أحد اللاعبين الذين رفعوا علم البحرين خفاقاً في البطولات، فكان تصريحه «غريباً» للغاية عندما قال بأن حصول جمال على الميدالية «صدفة»!

ليس من المعقول أنْ نقول بأنَّ إنجاز تحقق - بغضِّ النظر عن إنجاز مريم جمال - يأتي بالصدفة، فعلى سبيل المثال عندما نتحدث عن فوز منتخب اليمن على البحرين في إحدى المحافل لا نقول صدفة، فهناك أسباب كثيرة تثمر عن الانتصار، والأمر الآخر أنَّ نجاح أيِّ إنسان أو مؤسسة وغيرها من المستحيل أن يأتي بالصدفة، فعندما تصل إلى القمر تكون هناك دراسات وجهد ومثابرة ثم تصل إلى هدفك، وغيرها الكثير من الأمثلة فهل كل ذلك يأتي بالصدفة!

لست في موقع الدفاع عن العداءة مريم جمال، لأنني - بصراحة - لم أفرح بالانجاز كثيراً بحجم ما فرحت برؤية علم البلاد يرفرف في المحفل العالمي، وكنت أتمنى أن تكون المشاركة واسعة من المواهب البحرينية التي لو شاركت وحققت انجازات سيهلل الجميع وسيفرح الصغير قبل الكبير.

بعيداً عن حديث «الصدفة»، حمل تصريح رئيس المجلس الأعلى رئيس اللجنة الأولمبية البحرينية سمو الشيخ ناصر بن حمد صدى واسعاً في الشارع الرياضي، فالجميع اتفق معه بأنَّ المشاركة لم ترتقِ للمستوى المطلوب لأن طموح البحرين أكثر من الحصول على ميدالية برونزية، فهناك دول عربية شاركت بألعاب ولاعبين أقل وخرجوا بحصاد أكبر.

من غير المعقول أن تمرَّ مشاركة البحرين في محفل عالمي بحجم أولمبياد لندن مرور الكرام، وأتمنى أن لا يتأخر المسئولون بالبحث عن الأسباب التي أدت إلى خروج المشاركين باسم البحرين من دون إنجاز واكتفوا بتحطيم أرقامهم الشخصية، فكانت المشاركة لتحطيم رقم شخصي بدلاً من الاجتهاد على المنافسة والاقتراب من الميداليات على أقل تقدير.

أخيراً... أتمنى أن يسرع المسئولون بإخراج الأسباب للشارع الرياضي ولابد أن تكون مقنعة، وأوجه سؤالاً لمن هلَّل وفرح بتحطيم سباح أو عداء رقمه الشخصي: «هل أنتم راضون عن المشاركة، أم كان هدفكم المشاركة من أجل المشاركة فقط وتحطيم رقم شخصي وصاحبه في المركز الأخير»! وأقول ذلك لأننا بحاجة لزيادة الأهداف وطموحنا أكبر بكثير من ميدالية واحدة وتحطيم أرقام شخصية لا تغني من جوع.