يقول كل عاقل إن أمتنا الإسلامية لو كانت تفعل ما تقول لما بقيت إسرائيل جاثمة على صدورنا، تستغل ثروتنا وتنهب خيراتنا وتفرق بيننا وتقضم ما تشاء من أراضينا.
ويجزم كل إنسان لو كانت المنظمات الانسانية والإغاثية ومن ورائها الدول الداعمة والمتبنية لمشروعها تفعل ما تقول وتدافع عما تعتقد لما دغدغت عواطفنا وأحاسيسنا سنويا بالتقارير المستفيضة عن المجاعة والفقر في العالم، والفقر والمجاعة في معدلات تصاعدية.
ويدعي كل مواطن أن لو صدقت أجهزة دولته في مكافحة الفساد وفي مشاريع التطوير والخطط الاقتصادية وحولت كل جملها وبياناتها للفعل لكان اقتصادنا ونحن دول غنية في أحسن حال.
نحن أمة تملك الشطارة في أمرين التنظير الذي يحلق بنا وكأن كل الأمور قد حلت وكل القضايا قد عولجت، بمجرد أن تكلمنا فيها وخطبنا أو ألقينا بيانا، والتصفيق الذي يشعرنا بالنشوة والنصر، ويضيف لنا فخرا قبل أن نقدم على أي عمل.
كثيرة هي الأطروحات والمؤتمرات والبيانات وحتى المبادرات التي تتحدث عن وحدة الأمة والحوار بين مذاهبها، لكنها تموت في لحظة ولادتها، وفي جملتي الأخيرة الكثير من المبالغة والمجاملة، إلا إذا اعتبرنا مجرد العرض والطرح والقاء البيانات هو ولادة حقيقية.
لم تعد أطروحات الوحدة مقنعة لأحد ما لم تتجه للفعل والممارسة الميدانية، لأن التجارب تعلم وتلقن من الدروس ما لا تعطيه البيانات والكلمات الرنانة، وإن صفقت لها كل الارض.
إن التحدي الحقيقي - الأولي - أمام أطروحات التلاقي والحوار بين المذاهب هو أن تشاهد حركتها في اتجاهات أربعة:
الأول: إيقاف الفتاوى التي تنال من المذاهب الأخرى، وتنتقص من أتباعها، وتصفهم بما لا يليق بالمسلم، لأنها مؤججة للنزاعات، ومسترجعة للأوجاع، كما أنها توجد مناخات لخلق أجيال جديدة تنمو في بيئة موبوءة وغير صالحة.
الثاني: إيجابية الإعلام، فالإعلام السلبي يجهض كل المبادرات الحسنة التي تتوسل الحوار والتلاقي بين مكونات المجتمع، وأخبث إعلام في هذا السياق هو الذي يحاول انتزاع مكاسب سياسية متوسلا بأطروحات واصطفافات مذهبية، ومثله من يحلل المواقف ويوجهها في اعلامه المسموع والمرئي وجهة طائفية متمذهبة.
إيجابية الاعلام ذات أثر بالغ وفاعل في انطلاق مشروعات الحوار والتلاقي الايجابي، كما ان سلبيته تزيد الخلاف وتوسّع الفجوة بين المذاهب والطوائف.
الثالث: دعم مشاريع التلاقي الأهلية التي تنطلق من داخل المجتمع ومن مؤسساته المدنية ونخبه المثقفة، وعدم وضع القيود والعراقيل في وجهها، فالمجتمعات بصدقها وفطرتها الصافية قادرة على دفع عجلة المشاريع التي تؤمن بها أميالا بعيدة نحو هدفها وغايتها.
العراقيل الرسمية تدل على عدم مساندة أجهزة تلك الدول لما يعرض من مبادرات وبيانات ومؤتمرات تدغدغ شعور التقارب، بل إن تلك العراقيل تعكس ارادة فعلية مخالفة لمؤديات تلك الكلمات الدافعة باتجاه التلاقي.
الرابع: الاسراع والمبادرة الفعلية بسن قانون التجريم العادل لكل من يسيء للآخر، ومحاسبته حسابا عسيرا وفق قانون واضح لا لبس فيه، لأن ترك المسيء يسرح ويمرح يعطي رسالة غير مريحة للمجتمع، كما أنه يدفع للمزيد من الاساءة، فمن أمن العقوبة أساء الأدب.
باختصار شديد أمتنا بحاجة إلى الفعل بعد القول، وهي مدعوة لتقييم الأمور على أساس مسارها الفعلي الحقيقي، وحركتها على أرض الواقع، ويكفيها ما مر من تجارب تحريك المشاعر، وتقطيع الوقت، وحرف الأنظار، واستثمار عواطف الناس، ثم الاتجاه نحو الافلاس والخسارة والتقهقر للخلف.
كل عام وانتم بألف خير بمناسبة عيد الفطر المبارك، وكل مبادرة ومؤتمر حوار ونحن وإياكم بعيون مفتوحة على حركة الأرض والواقع.
إقرأ أيضا لـ "الشيخ محمد الصفار"العدد 3635 - الأحد 19 أغسطس 2012م الموافق 01 شوال 1433هـ
النسيان قد غلب أم الفعل أبلغ من القول!
قد لا يكون غالب ومغلوب لكن لم يختلف الا المتخلف في ما قال و ما فعل. فكيف نأمر الناس وتنسى أنفسنا الأمارة بالسوء؟ أم كيف نقول ما لا نفعل؟
فهل حالة إنفصام في الشخصية أم سوء تدبير أم عدم تفكر وتذكر؟
أنه لا يوجد أمر من الله للناس بالافتاء، بل ان الافتاء مخالفة ومعصية فيها لبديهية أن الله كلماته تامة ودينه كامل ورسالتة أبلغها النبي محمد (ص) كما بلغها الانبياء والرسل من قبله كاملة غير منقوصة. فلما الافتاء والاستفتاء اذا؟
فضيلة الشيخ
كلام موزون و منطقي لاكن شيخنا الفاضل هل عبارة ( ياثارات الحسين ) تفرق او تجمع ؟ وهل طائفة تحمل الثأر انظر كم قرن مضى و لازالت تحملة هل تستطيع في جرة قلم ان تغيره؟ عيدكم مبارك و كل عام وانتم بخير
واقع العرب والمسلمين
الواقع للامتين العربيه والاسلاميه لخصته الايه(يقولون ما لا يفعلون )
حوار الافعال
لو المساجد والمآتم تصبح ورش عمل تربويه عمليه بين الاباء والابناء والامهات والبنات بدل طريقة الالقاء من علي المنابر انجان انصلح حالنا وصار القول فعل بس فالحين نكتب ونقرأ وساعات نصفن في الملقي
دائره مغلقه