للمرة الأولى -إذا لم تخني الذاكرة-، تنجح معظم اتحادات الألعاب الجماعية في إقرار شكل مسابقاتها للموسم المقبل ومواعيد انطلاقتها قبل فترة طويلة على بدايتها، باستثناء اتحاد السلة الذي خلف القاعدة التي كان يسير عليها في المواسم الماضية في أن يكون هو أول الاتحادات إقراراً لبرنامجه، فإذا به يصارع حتى الآن من أجل إقرار البرنامج الزمني لمسابقاته، بل والأدهى من ذلك تحديد شكل مسابقاته التي كثر عليها اللغط في الموسم الماضي. هذه النقطة التي يجب أن تلتفت إليها الاتحادات في تسييرها لمسابقاتها، من شأنها إعطاء المسابقة الطابع التنافسي المأمول، خصوصاً إذا ما عرفت جميع الفرق شكل المسابقة وخصومها منذ البداية وللنهاية، وما نتمناه نحن أن تواصل الاتحادات هذا المنهاج في المواسم المقبلة، مع الابتعاد قدر الإمكان عن سياستها في إصدار الجداول الدورية والتأجيل المستمر. بالعودة لشكل مسابقات الموسم المقبل في ألعاب «القدم، اليد والطائرة» باعتبارها قد أقرت، فإنَّ اتحاد القدم أصدر - مضطراً بسبب استضافته لدورة الخليج المقبلة - برنامج مسابقاته بعد أسابيع بسيطة من نهاية دوري الموسم الماضي، وهاهو الآن يستعد لانطلاقته رسمياً شهر سبتمبر/ أيلول المقبل، وهذه نقطة تُحسبُ للاتحاد، إذا ما عرفنا بأنَّ المواسم الماضية تكون فيها الانطلاقة غامضة تماماً.

في اتحاد اليد نجح الأخوة في اعتماد شكل المسابقة سريعاً وقبل فترة كافية، وتحديد موعد انطلاقة المسابقة بشهر ديسمبر المقبل، وهو النظام الذي تم تطبيقه الموسم الماضي، على رغم بعض الاختلافات والاعتراضات، خصوصاً على الدور التمهيدي الذي سيكون من خلال دور واحد فقط مؤهل، إذ كان البعض يفضل أن يكون عبر دورين لإتاحة الفرصة لجميع الأندية للعب والمشاركة وتعديل أوضاعها فيما لو لم تكن جيدة بداية الموسم، على أن تكون الدورة السداسية من دور واحد فقط، ومن ثم المواصلة بالطريقة ذاتها، غير أن عدم تفاعل الأندية -للآسف- مع الاتحاد في اجتماعاته يضطر بالاتحاد في كثير من الأحيان لاعتماد النظام الذي يراه هو مناسباً.

في الكرة الطائرة، اعتمد الاتحاد نظام الموسم الماضي والموعد الذي ستنطلق به المسابقة، على رغم ارتباطه بموعد البطولة العربية التي لم تحدد بعد، وذلك بتغيير نظام الهبوط وشكل المباراة النهائية، على رغم -أيضا- وجود تحفظات من بعض الأندية، لكن إثارة التأهل والحسابات التي أضافت رونقاً على المسابقة الموسم الماضي، كان هو الغالب في اعتماد النظام. يبقى اتحاد السلة الذي يجب أن يفكر كثيرا في طرق مسابقاته، ويغلّب مصلحة الجميع، لا المصلحة المالية، حتى يتمكن من تحديد شكل مسابقاته وموعد انطلاقتها، من دون إرباك لخطط إعداد الأندية للموسم الجديد.