البعض متفائل من اجتماع قادة العرب والمسلمين الذي سيعقد في مكة المكرمة يومي 26 و27 من شهر رمضان الكريم والبعض الآخر لا يرى في هذا الاجتماع أي فائدة تذكر باعتبار التجارب السابقة لهؤلاء الزعماء الذين اجتمعوا كثيرا ولم يقدموا لبلادهم نفعا وكانت اجتماعاتهم عبئا على شعوبهم وأمتهم الإسلامية وتثبيطاً لهمم المصلحين الذين تحترق قلوبهم على شعوبهم وبلادهم.
قيل: إن اجتماع مكة المكرمة سيبحث أهم القضايا العربية والإسلامية مثل قضية فلسطين وقضية سورية وكذلك قضية مسلمي ميانمار وسواها من قضايا العرب والمسلمين، ومع أهمية هذه القضايا وأهمية أن يكون للعرب دور أساسي فيها ليس بعد اجتماعهم في مكة بل قبل ذلك بكثير إلا أن البوادر غير مشجعة نظرا للاختلاف الكبير بين المجتمعين بشأن قضية سورية – مثلا – وكذلك الولاءات الخارجية والانتماءات العرقية والمذهبية مما يجعل الاتفاق بين المجتمعين أمرا في غاية الصعوبة، ومع هذا كله فإن الأمل يبقى قائما لعل وعسى أن ينفخ الله في أرواحهم فيوحدوا جهودهم في الطريق السليم لمصلحة بلادهم وشعوبهم.
لكن الأهم من كل ما ذكرت ـ على شدة أهميته ـ أن يبحث المجتمعون حالة التمزق التي تمر بها بلادهم، وكذلك حالة التمزق التي يخطط لها الأعداء لكي يجعلوا بلادنا مزيجا عجيبا لا يمكنه التواصل ولا يمكنه أن يصبح قويا يستطيع الوقوف أمام مخططاتهم الإجرامية للاستيلاء على بلادنا وإخضاعها لمخططاتهم! أمامنا بعض الشواهد وفي تاريخنا شواهد أخرى، ففي سنة 1916م اجتمع ممثلوا فرنسا وبريطانيا للاتفاق على تقاسم البلاد العربية التي كانت تابعة للخلافة العثمانية واتفقوا على الخريطة الحالية لبلادنا العربية التي جعلوها تعتمد على التقسيم العرقي والقومي بدلا من اعتمادها على الانتماء للدين الإسلامي الذي تؤمن به كل هذه البلاد وكما كان الحال عليه في الدولة العثمانية، وهذا التقسيم استهدف إبعاد المسلمين عن مصدر وحدتهم وقوتهم وهو الإسلام وإخوة المسلمين، وجعلهم يتقاتلون ويتباعدون لأتفه الأسباب... وهذا ما حصل فعلا وما نراه اليوم واقعا في الحالة العربية! لكن هذا التقسيم لم يكن كافيا في نظر أعداء العرب والمسلمين، فبدأنا نسمع حديثا عن تقسيم العراق إلى دويلات: عربية سنية، وأخرى شيعية وثالثة -!!
والواقع الحالي يرى المشهد العراقي مخزيا والأكراد يعلنون بين وقت وآخر أنهم قد يجرون استفتاءً على دولة كردية مستقلة! وفي الحالة السورية يتحدث بعض القوم عن أن بشار الأسد قد يعلن دولة علوية مستقلة في اللاذقية، وهناك حديث عن اختلاف إسلامي مسيحي لا نعرف مداه، ولكنه قد يكون تمهيدا لتمزيق سورية إلى دويلات ضعيفة تسعد إسرائيل بوجودها!
حديث التقسيم وصل إلى مصر والسعودية وفلسطين، فمرة باسم المذهبية – سنية وشيعية – ومرة باسم الدين – مسلمون ونصارى – ومرة باسم العرقية مثل الحديث عن دولة للبوليساريو بين المغرب والجزائر.
أما لبنان فهي مقسمة – فعلا- ومع هذا فإن أعداءها لم يكتفوا بهذا التقسيم فأمروا عميلها (ميشيل سماحة) أن يقوم ببعض التفجيرات في شمال لبنان بين طوائف المسيحيين والعلويين والسنة لكي يزيدوا النار اشتعالا وتصبح لبنان على صفيح ساخن بصفة دائمة ليسعد الصهاينة بهذا الفعل ونكون يدهم الطولى في لبنان وفلسطين وسواها.
الحالة العربية لا تدعو للاطمئنان، فالتمزق ينخر فيها، والفساد بكل أنواعه ينخر في جسدها، فهل يستطيع حكامها أن يعيدوا النظر في أنفسهم – أولا – فيصلحوها ثم ينظرون إلى شعوبهم فيقومون بواجبهم تجاه هذه الشعوب قبل أن يلتف الحبل حول رقاب الجميع فلا يستطيعون له فكاكا؟!
إقرأ أيضا لـ "محمد علي الهرفي"العدد 3629 - الإثنين 13 أغسطس 2012م الموافق 25 رمضان 1433هـ
انا مع الراي الثاني
باعتبار التجارب السابقة ....
بل سيزيد الانقسامات
انا على يقين من ان هذا المؤتمر سيزيد الهوة والانقسامات الى ابعد الحدود وسنرى وأذكركم بعد يومين او ثلاثة ما هي النتائج
مؤتمر مثل هذا لا بد له من مقدمات وتمهيد ولكن على ما يبدوا ان وراء الاكمة شيء لا نعرفه
الانصاف زينة
ايها الكاتب المحترم الوزير ميشيل سماحة لارال القضاء يحقق في قضيته ولم يصدر حكم الادانة حتى الان وماذا عن المسلحين في شمال لبنان والذين يدعمونهم بالمال والسلاح ام انك لاترى الا بعين واحدة فقليل من الانصاف
ماذا يقول المثل؟؟؟
المثل يقول اتفق العرب على أن لايتفقوا فهل تكسر هذه القاعدة اليوم ونرى اتفاقا عربيا!!! أظن وأظن انهم لو اتفقوا فهي من علامات قيام الساعة