العدد 3628 - الأحد 12 أغسطس 2012م الموافق 24 رمضان 1433هـ

الرياضةُ المدرسيَّةُ كانت تمريناتٍ سُويديَّة تحوَّلت إلى تنافسيَّة وأصبحت مادةً منهجية!

«الوسط الرياضي» يوثق تاريخ الرياضة البحرينية (17)

رئيس وزراء لبنان الاسبق رياض الصلح يصافح رئيس وفد البحرين جاسم أمين في ختام الدورة الرياضية العربية المدرسية 1973
رئيس وزراء لبنان الاسبق رياض الصلح يصافح رئيس وفد البحرين جاسم أمين في ختام الدورة الرياضية العربية المدرسية 1973

يسعى «الوسط الرياضي» منذ عدة أعوام، في شهر رمضان الكريم، إلى طرح لقاءات حوارية مع قيادات رياضية، لعبت دوراً بارزاً في صناعة صرح الرياضة البحرينية، بهدف المساهمة في توثيق الرياضة البحرينية، وحفظ سجل هذه الشخصيات الرياضية. وحينما سعينا للقاء شخصية هذا العام التي تألقت وبرزت في مجال التربية الرياضية المدرسية، وتميَّزت بأنَّها أول شخصية بحرينية تتخصص في علوم التربية الرياضية وتحصل على شهادة البكالوريوس من معهد التربية الرياضية بالقاهرة، ويتبوأ منصب مدير لإدارة التربية الرياضية والكشفية والخدمات الطلابية مدة 27 عاما. كان الهدف منه توثيق تاريخ الرياضة المدرسية. التي كانت يوماً ما تمثل القاعدة التي انطلقت منها جميع الألعاب. إلا أنَّنا وجدنا في شخصية محدثنا جاسم محمد أمين واجهة تاريخية بارزة، نطل منها على تاريخ الرياضة البحرينية، بعد أن شارك مع أوَّل وفدٍ كروي توجه إلى المكسيك لتقديم عضوية البحرين في «الفيفا» العام 1986 وترأس أول لجنة تشرف على تنظيم لعبة كرة السلة العام 1967، بجانب حضوره الكبير في مجال التربية الرياضية كمدرس وموجه ومراقب ومدير للإدارة... لذلك كان لنا معه هذا الحوار المتشعب الذي أرَّخ للعديد من الألعاب الرياضية.

الوسط - عباس العالي

يشعرُ محدثنا الآن بالفخر والسعادة لأنه تمكن خلال مسيرته الرياضية الطويلة تحقيق العديد من الانجازات التي شارك فيها كلاعب، ثم إداري ومسئولٍ عن أهم وأبرز الإدارات الرياضية التي كانت السبب الرئيسي في بروز الحركة الرياضية في البلاد والوصول بها إلى المواصيل التي وصلتْ إليها في وقتنا الحاضر، كما أنَّ الرياضة المدرسيَّة هي مِنْ أوَّل مَنْ عمل على تشكيل منتخبات رياضية شرَّفت البحرين في المحافل الخارجية؛ لذلك يتناول في هذه الحلقة التطور الذي طرأ على درس التربية الرياضة فيقول:

«الرياضة المدرسية هي الحاضنة الأولى للرياضة البحرينية، ودرس التربية الرياضية في المرحلة التعليمية الأولى هو السبب في شدِّ الطالب الصغير لممارسة الألعاب الرياضية»، لذلك يقول «تحتاج المرحلة الأولى إلى أسلوب شيِّق، يشد انتباه التلميذ، ويحاكي خياله، لذا فالقصص الحركية والتمرينات التمثيلية هي أسهل طريقة للتدريب، بها يمتزج الخيال بالحركة، وأؤكد على أنَّ ما يُسمَّى بالطريقة الحرَّة هي أسلوب حديث وشيق، كما أنها الطريقة التي تراعي الظروف الفردية واكتشاف قدرات وإمكانات التلميذ، بملاحظة المدرس أو المدرسة، كما إن استخدام الوسائل المساعدة كالكرات الصغيرة والأجهزة المناسبة تزيد من رغبة التلاميذ في التعلم والإبداع».

لذلك حاول محدثنا أن يكسر الحالة المملة الذي كان عليه درس التربية الرياضية فأدخل العام 1970 الطريقة الحرة في تدريس مادة التربية الرياضية في المدارس.

ويتذكر محدثنا أنه في أوائل خمسينات القرن الماضي حينما هبت تقليعة جديدة في المجال الرياضي سميت بالأهرامات الرياضية خصوصا من الخبراء المصريين، والبحرين دائما بطبيعتها تحب أن تواكب كل ما هو جديد، فحاول كل مدرس أن يجتهد بعرضها وشرحها لنا بشكل مبسط، وكنا نعمل على تطبيقها.

ويرد بحديثه على منتقدي الرياضة المدرسية في الوقت الحالي لأنها كانت يوم ما رياضة بطولات ويقول: «الرياضة المدرسية تطورت مع تطور السنوات الطويلة، فحينما بدأت الدراسة النظامية في البحرين كانت تعتمد على الجهود الذاتية في خلق نشاط رياضي مدرسي غير ممنهج، وحينما جاء الأستاذ عبده صالح مع البعثة المصرية أخذ على عاتقه تطبيق القوانين وأنظمة الألعاب الرياضية والتربية الرياضية السليمة، كما احدث الأستاذ سيف المسلَّم حينما تسلَّم زمام الإدارة نقلة نوعية حينما اهتم بالمسابقات والمهرجانات الرياضية، وما لا شك فيه لعب -أيضاً- دورا كبيرا على مستوى الرياضة الأهلية».

كما تغيرت فلسفة التربية الرياضية من مرحلة إلى أخرى وبعد أن كانت تمرينات سويدية تعلم على الضبط والربط أصبحت في فترة ما رياضة تنافسية اهتمت بخلق فرق رياضية في المدارس وتنظيم المسابقات الرياضية ثم أصبحت في الوقت الحالي مادة ممنهجة تعكس واقع المجتمع والفلسفة الاجتماعية والتربوية، وأصبح البرنامج المدرسي يقوم على المرتكزات الثلاث (درس التربية الرياضية والنشاط الرياضي الداخلي والنشاط الرياضي الخارجي)».

ويختتم حديثه «ومن هذا التوضيح أقول بأن عودة الرياضة المدرسية لتكون رياضة منافسات تحتاج إلى تغير الفلسفة والنظرة إلى حصة التربية الرياضية وبدلاً من أن يكون هناك مدرس لحصة التربية الرياضية يكون هناك مدربٌ للألعاب الرياضية!، ولكن على رغم تغير المفاهيم إلا أن الرياضة المدرسية ما زالت هي الحاضنة للرياضة البحرينية وهي الأساس الذي تخرجت منه المواهب الرياضية لذلك حققت الرياضة المدرسية - دائماً - نتائج في البطولات الخارجية، كما غذَّت الأندية والمنتخبات الرياضية بمواهب واعدة من مراكز التدريب المدرسية التي تحتضن مواهب رياضية في ألعاب التنس الأرضي والجمباز وألعاب القوى والسلة والطائرة والطاولة.

العدد 3628 - الأحد 12 أغسطس 2012م الموافق 24 رمضان 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً