في اعتقادي المتواضع بأن تطور الأمم وتقدمها لا يقاس بالرصيد المالي ولا بالمبالغ المجمدة في البنوك العالمية، ولا ببناء ناطحات السحاب او تشغيل ميترو الانفاق، لان هذه الأمور لم يصنعها ابناء الوطن ولم يكن له دور فيها، وجاءت بفضل ما انعم الله على هذه البلاد من موارد طبيعية باهظة الثمن مثل البترول والغاز والذهب والماس وأمور اخرى كثيرة، جعلتها قادرة على تشييد ذلك وبناء أجمل القصور. والأوجه الحضارية للدول المتقدمة تقاس بتطورها الصناعي والتكنولوجي والزراعي والثروة الحيوانية والزراعية، والصناعة الالكترونية التي غزت العالم في الآونة الاخيرة. وهذه الدول اهتمت بثقافة الإنسان كاهتمامها ببناء الوطن، فكان الابداع الثقافي والفني والرياضي والأدبي والموسيقي. والرياضة هي جزء لا يتجزأ من أوجه ثقافة الانسان وتطوره، كما انها تمثل نافذة حضارية تطل منها على علوم غاية في الاهمية مثل علم التشريح والقياس وعلم النفس الرياضي، بجانب علوم مرتبطة بالرياضة لا تعد ولا تحصى. ونتائج الدول في دورة الالعاب الاولمبية الصيفية تعد الترمومتر لهذا التطور والابداع الذي نتحدث عنه، لذلك اصبحت الشعوب تقيس نتائج هذه الدورات كدليل على نجاح خططها وبرامجها التطويرية. والعالم العربي ممثل في 17 دولة شارك اولمبياد لندن ووقف رصيده عند ميدالية ذهبية واحدة حققها محارب الصحراء الجزائري توفيق مخلوفي، والسباح التونسي أسامة الملولي، في حين كان رصيد دول فقيرة مثل إثيوبيا افضل حالا من جميع الدول العربية مجتمعة. والغريب ان دول العالم تتقدم وتتطور للامام بعكس الدول العربية التي تتراجع الى الخلف. وخير دليل على صحة ما اقوله أن مصر حققت للعرب ميداليتين ذهبيتين في رفع الاثقال والمصارعة العام 1928 وتكرر هذا الانجاز اعوام 1936 و1948 ثم تراجع مستواها الى الخلف. لذلك يتوجب علينا كعرب ان نبحث عن اسباب تخلفنا الرياضي وتقهقر مستوانا قياسا بتطور الرياضة العالمية، ونعيد حساباتنا نحو الاهتمام بالرياضة، ونهتم بتطور الانسان العربي وصقل مواهبه وخلق روح الابداع فيه، اما البحث عن لاعبين مطمورين من دول فقيرة نشتريهم بفلوسنا لتمثيلنا وحمل علم بلادنا في مثل هذه المحافل الاولمبية فهو لن يطورنا، بل سيزيدنا تخلفا وتأخرا، وسنجد أنفسنا -على رغم كل الملايين التي نصرفها- مازلنا في اول السطر!
إقرأ أيضا لـ "عباس العالي"العدد 3627 - السبت 11 أغسطس 2012م الموافق 23 رمضان 1433هـ
أبطال الكارتون
عايشين علي البطولات المزيفه
لا ويستانسون بعد
ما قول الا مالت
ويلي
تسلم أيدك وين إليي يسمع
إبحث عن العقل
العقل و التفكير المسيطران على هذه الأمة تحت عناوين مختلفة، مثل قيمنا و حضارتنا و .... الخ ، تمنعانه من التطور. إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا أنفسهم. يعنى يغيروا طريقة تفكيرهم. هل هذا ممكن؟