العدد 3625 - الخميس 09 أغسطس 2012م الموافق 21 رمضان 1433هـ

طول أمد معركة حلب يشير إلى ضغوط على الجيش السوري

ربما كانت لدى قوات الجيش السوري التي تقصف مقاتلي المعارضة المسلحة في حلب اسبابا قوية لتأخير المرحلة الثانية من حملتها لاستعادة اكبر مدن سوريا والتي تتمثل في تقدم لقوات المشاة سيكون اختبارا للروح المعنوية للجنود في الخطوط الأمامية.
لكن بينما تحقق قوات الرئيس السوري بشار الاسد السيادة الجوية وتملك تفوقا هائلا على قوات المعارضة في المدرعات والمدفعية وعدد الجنود إلا أن تدني الروح المعنوية قد يؤدي إلى اضعاف تأثير هذا التفوق.
وقال ابو فرات الجرابلسي احد قادة المعارضة المسلحة لرويترز خارج حلب "اعرف هؤلاء الناس فقد عملت معهم. انهم جبناء ولا قلب لهم."
وربما لم يكن ذلك سوى امنيات دعمتها سلسلة انشقاقات عن الجيش ساهمت في رفع الروح المعنوية للمعارضة المسلحة خلال الاسابيع الاخيرة.
واقر الجرابلسي بعوامل اخرى قد تكون وراء تأخير الهجوم البري على حي صلاح الدين في حلب وقال ان السبب في ذلك ربما يكون "انهم يحاولون ارهاقنا او استنزاف ذخيرتنا" من خلال استمرار القصف.
ومن شأن قصف المدينة وتدمير بناياتها إثارة موجة غضب عالمي خاصة وأن القلعة القديمة في حلب من مواقع التراث العالمي وهو ما من شأنه ان يؤدي إلى اقتراب التدخل الخارجي اكثر فاكثر.
فضلا عن ذلك فإن القتال المتلاحم الذي يجب ان يعقب اي هجوم بالمدفعية سيكون اكثر صعوبة في مدينة يغلق الحطام شوارعها الضيقة بينما تحتاج المدرعات إلى شوارع واسعة.
لكن مع مرور الايام دون وقوع هذا الهجوم البري الكبير تتزايد الشكوك بين السكان في منطقة حلب إلى جانب بعض المحللين في الغرب في ان يكون لدى الجيش قوات مدربة بما يكفي ولديها الدوافع القوية لتنفيذ المهمة الموكولة اليها.
ومما يدعم هذا التصور ما يجري على الارض بين القوات الحكومية ومقاتلي المعارضة من مواجهة ربما لن تكون لها نهاية اذا اقتصرت على جولات من الهجمات والاكمنة التي تنصبها قوات المعارضة في مقابل قصف متكرر من جانب القوات الحكومية للمدينة والقرى المحيطة بها. وقال جيفري وايت الباحث الامني في معهد واشنطن لدراسات الشرق الادنى لرويترز "الجيش يواجه بعض المشكلات التكتيكية مع اقترابه من المعارضة المسلحة في حلب. "
اذا كنت ستستولي على مدينة فأنت بحاجة لعدد كبير من الجنود لأنه ستكون هناك دائما اماكن كثيرة للعدو يتحرك فيها فيمكنهم ان يتحركوا بين البنايات ويمكنهم ان يتحركوا تحت الارض .. لذا لا يدهشني ان يكون الموقف بهذه السيولة."
وقصفت القوات الحكومية المناطق التي تسيطر عليها قوات المعارضة المسلحة في حي صلاح الدين - البوابة الجنوبية لحلب - دون الدفع بقوات برية للاشتباك مع قوات المعارضة المسلحة.
والمخاطر عالية في هذه المعركة، إذ لا يحتمل الاسد -الذي تهيمن على حكومته اقلية علوية- خسارة حلب اذا كان يريد البقاء رئيسا ذا مصداقية. ومع انتشاره بشكل واسع في العديد من مناطق التمرد اضطر الجيش -الذي يشكل السنة عماده- إلى التخلي عن اراض في سبيل سعيه لحشد القوات من اجل السيطرة على حلب.
ويقول محللون ان التأخير في الهجوم البري من الممكن ان يكون سببه حسابات متعددة.
فمن الممكن ان يكون الجيش في انتظار التعزيزات او ربما كان تقديره هو الحاجة إلى مزيد من الوقت لاضعاف مواقع المعارضة المسلحة.
وربما كان الجيش السوري يحاول تفادي حمام دم محتمل من الممكن ان يثير تدخلا عسكريا اجنبيا.
ومن الممكن ايضا ان يكون المقصود بالقصف المستمر الذي يأتي اغلبه عشوائيا هو اضعاف معنويات المعارضة المسلحة بما يدفعها إلى استخدام مخزوناتها من الذخيرة وهو ما يمكن ان يؤدي بدوره إلى نزوح مزيد من السكان المدنيين.
واضطر مقاتلو المعارضة المسلحة اليوم الخميس الى اخلاء موقع سيطروا عليه لنحو اسبوعين بعد نفاد ذخيرتهم والانسحاب بعيدا عن خط الجبهة. لكن هذا التأخير من الممكن ان يعكس ايضا قلق القوات الحكومية من امكانية انشقاق اي قوات ترسلها إلى القتال في حي صلاح الدين.
وقال ديفيد هارتفيل المحلل المتخصص في شؤون الشرق الاوسط في مركز اي.اتش.اس جينز "نظريا تبلغ قوة الجيش السوري 200 الف جندي. "
لكن 170 الفا منهم مجندون. من الممكن ان يكونوا بين المطرقة والسندان حيث لا يمكنهم الانشقاق ولا يرغبون في القتال - وربما يكون نظام الاسد غير راغب في المخاطرة بالاستعانة بهم."
ويقول جنود انشقوا عن الجيش ان خط المواجهة دائما ما يضم جنودا من السنة الذين ربما يعانون من ازمة اخلاقية تتعلق باطلاقهم النار على اهلهم من السنة.
وقال مقاتلون معارضون ايضا لرويترز انهم استطاعوا اختراق ارسال الجيش والاستماع إلى القادة وهم يتحدثون إلى قادتهم واحدهم يقول "ارسلتم لي نساء. انهم لا يتقدمون. احتاج إلى رجال."
ولم يتسن التحقق من هذه الرواية. لكن شاشانك جوشي الباحث في معهد رويال يونايتد سيرفيسيز للدراسات الامنية قال ان اي فكرة عن ان حلب ستكون معركة حاسمة لا محل لها حتى الان.
وقال "ليس هناك ما يمكن اعتباره حاسما مطلقا في هذا الامر ... ما يدهشني انها معركة شديدة السيولة مع المتمردين الذين يسيطرون على المساحة الاكبر من الارض لكن بشكل ضعيف للغاية."
ويقول سكان انهم يعتقدون ان الجيش يحاول ارهاب الأسر كي تغادر المنطقة حتى يستطيع مواجهة المعارضة المسلحة فضلا عن قصف القرى المجاورة حيث يعيش اقارب المقاتلين المعارضين.
وقال الشيخ توفيق قائد كتيبة نور الدين زنكي التي تتمركز في شارع 15 في صلاح الدين ان الفكرة هي الضغط على أسر المقاتلين كي يطلبوا ابناءهم على خط المواجهة ويقنعوهم بالعودة إلى ديارهم.
وقال في مقابلة مؤخرا "الجيش السوري يرسل رسالة إلى الأسر في حلب مفادها: اضغطوا على ابنائكم الذين يقاتلون مع الجيش السوري الحر للانسحاب حتى يمكننا الدخول والا اقتحمناها وقمنا بمذبحة. "
كما هو الحال الان نحن نعاني من كثير من الاصابات - امس فقط (يوم الاثنين) اصيب 30 من رجالي من بينهم انا فقد اصبت في ظهري.
نحن نحاول دائما تشجيع المزيد من الشبان على الانضمام إلى صفوفنا.
عدت لتوي من رحلة إلى الريف لتجنيد مزيد من الرجال."
وتبدو آثار القصف على المناطق المحيطة جلية لا تحتاج إلى دليل.
ونشرت منظمة العفو الدولية صورا بالأقمار الصناعية توضح نطاق القصف المدفعي في حلب منذ 23 يوليو/ تموز إلى اول اغسطس/ آب وظهر فيها اكثر من 600 حفرة خلفتها قذائف المدفعية على الارجح في مناطق في محيط حلب.
وقال كريستوف كويتل من منظمة العفو الدولية بالولايات المتحدة "ما يمكننا ان نراه من الصور من نهاية يوليو هو نحو 58 دبابة و45 عربة مدرعة اخرى داخل وحول حلب ونحو 50 قطعة مدفعية نشرت خلال هذا الوقت في مواقع الجيش السوري."
وحتى الاسلحة الثقيلة مثل قاذفات الصواريخ المتعددة والصواريخ ذاتية الدفع من الممكن ان تستخدم في هذه المنطقة.
لكن التفوق في التسليح الذي يتمتع به الجيش يبدو انه يتوازن بالروح المعنوية المرتفعة للمعارضة المسلحة كما يقول الشيخ توفيق. "
على خط المواجهة في شارع 10 نحن في المواجهة مع الجيش ويمكننا الاستماع إلى محادثاتهم عبر جهاز اللاسلكي - نسمع قادتهم يعطون الاوامر للجنود بالتقدم ويواصلون حثهم لكن الجنود لا يتقدمون ويجبنون. "
لقد انتزع القادة الهواتف المحمولة من الجنود حتى لا نتمكن من الاتصال بهم والحث على المزيد من الانشقاقات".
 





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 18 | 5:56 م

      ناصر

      ظعوط ومنهارين ومرتبكين
      لما رأوه بالجيش الشوري الحر من عزيمة وإصرار وقوة
      والنصر قريب للجيش الحر بإذن الله مع هالشهر الكريم

    • زائر 16 | 10:56 ص

      لماذا حر يا أخي ؟؟؟ حر لان:

      عناصرة من مختلف الجنسيات
      حر لان عناصرة من المرتزقة من كل مكان
      حر لانه يستلم الاسلحة من كل مكان بما فيهم اسرائيل.
      حر لانه يحرق اليابس والخضر في سوريا.
      حر لانه يقتل النساء والاطفال والابرياء.
      حر لانه يذبح حسبما يريد.
      حر لانه يحتل المنازل وفتحها على بعضها البعض ويطرد نازليها.
      حر يفجر الماء والكهرباء ومصادر تزويد المواطنين بالطاق’
      والقائمة تطول ..
      أخي الكريم ... هذا إسم على مسمى.

    • زائر 15 | 8:47 ص

      من قال الجيش الحر

      من اين له هذا الاسم

      هذا ليس بجيش حر

      لوكان حرا لما اخذ اوامره من دول النفاق
      واسرائيل وامريكا وبريطانيا واذنابهم في المنطقة

    • زائر 14 | 8:19 ص

      صراحة الواجد يجب ان يقف وقفة احترام لتماسك الجيش السوري وصمودة والسيطرة على الامور رغم الحملة العالمية عليه

      هذا لم يكن متوقع
      اذهله الامريكان والاوربيين وعملائهم والرشاوي وغيرها.
      وأذهلنا
      ونحن نحترمه لذلك.

    • زائر 13 | 7:55 ص

      حرب عصابات وهناك مدن وهناك مدنيين .. الجيش ليس همجي ...يجب ان يخطط

      التخطيط الجيد هو ثلاثة أرباع النصر
      .
      هل هناك من يتوقع أن الجيش السوري يدخل المعركة بمجرد وصوله حلب.
      .
      غريبة
      .
      تخطيط وحصار ومعرفة المعلومات ولما تكتمل الصورة يبدأ الهجوم.

    • زائر 12 | 7:33 ص

      ولااحد يرضى

      ولا احد يرضى ايضا ان يرى مرتزقة من بلدان اخرى تقاتل وتمول!!!! وهم يرون بلدهم تضيع .. لا احد يرضى على ارضه

    • زائر 11 | 7:20 ص

      النصر للجيش الحر

      النصر للجيش الحر قادم لأنه الحق ضد الباطل والظلم المتمثل في حكم االاسد البعثي.

    • زائر 10 | 7:03 ص

      النصر للجيش الحر باذن الله

      وسيحدث انشقاقات عديدة ضد بشار وسينقلب السحر على الساحر، فلا احد يرضى على اهله القتل والتهجير وذبح الاطفال والنساء والشيوخ.

    • زائر 9 | 6:48 ص

      اخي العزيز

      نحن نتكلم عن موازين القوى ولانتكلم عن اصول المقاتليين نتكلم عن القوات السورية لم تخظ الحروب في الوقت القريب الحروب التي تتكلم عنها مضىعليه مايقارب 35 سنة يعني الجنود الذين شاركوا فيها لم يعودوا الان في الحدمة الذين يملكون الخبرة في حرب الشوارع اغلبهم ترك الخدمة او تقاعد اما عن الددبابات فهيا عديمة الفائدة في المدنم لانه لايوجد امامها مجال للرؤية الى الامام في الامام بيت وفي اليمين بيت وفي اليسار بيت ومن الخلف بيت وتصبح عديمة الفائدة ضد الافراد وهدف سهل للمسلحين الذين هم خليط غير متجانس

    • زائر 8 | 6:39 ص

      الجيش السوري لم يخوض حرب شوارع

      خاض الحرب في حماة دمر المدينة بالكامل عن بعد بواسطة القصف بالمدفعية اما عن لبنان لم يقاتل في لبنان بل كان يقصف مناطق العدو والمقاتليين اللبنانيين هم الذين يتدمون بعد القصف المهيدي وقد قصف مخيم تل الزعتر في لبنان التابع للاجئين الفلسطينيين بالمدفعية والدبابات وقتل اكثر من 6 آلآف فلسطيني لم يقتحم قصدي لم يقتحم اقتحام وتطهير وفي عام 1990 قام الجيش السوري في لبنان بقصف قوات الجنرال ميشيل عون بالمدفعية وعن طريق الخطأ قتل اكثر من الف جندي سوري عندما قصف من المؤخرة مقدمة القوات السورية

    • زائر 6 | 6:09 ص

      جديد

      النظام السوري الوحشي القمعي سيزول بإذن الله تعالى رغم مساندة كل قوى الظلام له وكان شعار السوريين الاحرار يالله مالنا غيرك يالله

    • زائر 4 | 5:26 ص

      الرصاصي

      الزائر المحترم رقم 2 تقول بأن القوات السورية لا تملك الخبرة في قتال الشوارع مبين انك تعلق فقط على ما تراه وليس لديك اي خلفية تاريخية لأن القوات السورية خاضت تقريبا 6 حروب ومنها تمكنها من وقف الحرب الاهلية اللبنانية يعني شارك الجيش السوري من قبل في حرب الشوارع وبالنسبة لمقاتلي العصابات المسلحة هل لديهم الخبرة او الغطاء الشرعي للقتال؟ الاكيد لا لأنهم مجرد خليط غير متجانس من مختلف الدول رموا بأنفسهم في التهلكة وسوف يلاقون مصيرهم المحتوم قريبا جدا مثلما لاقاه غيرهم في الايام السابقة

    • زائر 3 | 4:28 ص

      توالناس ليش مستعجلين

      المعركة ستطول هذة حربشوارع كما حدث في الشيشان تم تدمير العاصمة غروزني ولم يتم تدمير المقاومة فيهايتم تدمير البناية من عشرة طوابق وفي النهاية تتم المقاومة من الطابق الارضي المعركة بحاجة لاشهر للسيطرة عليها سواء من المعارضة اومن الحكومة

    • زائر 2 | 4:18 ص

      المعركة ستمتد لاشهر

      القوات السورية تواجة حب ضروس وحرب عصابات في احيا المدينة والخيار الوحيد هو قصف الاحياء قصف مركز يعني قصف الحي لمة شهر وتدميرة تدميرا كاملا وبعد ذلك دحول القوات القتال في المناطق السكنية من اصعب الاعمال الحربية والقوات السورية لاتملك الخبرة في ذلك ولم تخوض حروب في ذلك لان المعارضة تتخذ موقف المدافع والحكومة في وضعية الهجوم وامعادلة العسكرية في هذة الحالة تقول الجندي المدافع يعادل ثمانية مهاجمين يعني تدمير المنطقة وبعد ذلك دخولها والا ستتكبد خسائر فادحة في الارواح والمعدات

    • زائر 1 | 3:56 ص

      التقرير لرفع المعنويات

      هههههه
      رأينا بأم اعينا وسمعنا باذننا لم يقل لنا احد او نقل روايه تحتاج للتحقق او لا
      ان معنويات الجيش السوري معنويات فولاذيه وكتب الكاتب في الواشنطن بوست هاريك بانتيون ان لدى الجيش السوري قوه ليس لها مثيل وان الاسد ذو السن الصغير يمتلك من الذكاء ما أمكنه من توجيه صفعات للغرب وكل المتآمرين
      شاهدنا كيف ان مقاتلي المعارضه يتهاوون بالعشرات وكانوا يفرون من الخوف ويقولون الجيش دخل الجيش دخل!! من الرعب

اقرأ ايضاً