كتبت تصريحا لرئيس نادي الاتحاد أحمد جعفر قبل يومين تحدث فيه عن وجود نية لتجميد لعبة كرة اليد بالنادي، علما بأن النادي من الأندية المؤسسة للعبة وأهم روافد الكادر التحكيمي في السنوات الماضية وإن كان لم يقدم لاعبين من حيث العدد بما يتناسب مع تاريخه للمنتخبات الوطنية. التصريح الذي أدلى به رئيس النادي فيه جانبان مهمان، الجانب الأول هو وجود نية التجميد وهذا هو النتيجة، الجانب الثاني بأن كرة اليد ليست مفضلة للقاعدة والمفضل هي لعبة كرة القدم والسلة وهذا هو السبب.
سأترك الجانب الأول لاتحاد اللعبة المسئول عن بذل الجهود لعدم إيقاف النشاط في هذا النادي، وسأتحدث عن الجانب الثاني لأنه الأهم من وجهة نظري، لو سئل طالب في المرحلة الأخيرة من الثانوية العامة أي تخصص سيختار في الجامعة؟، فسيختار بلا أدنى الشك التخصص الذي يجعله قادرا على الحصول على وظيفة تناسب طموحه عمليا وماديا، وهنا أتحدث عن الطالب الطموح الذي يريد أن يصنع لنفسه شيئا لا الطالب الذي يختار التخصص الأسهل.
لعبة كرة اليد هي لعبة الإنجازات وهي اللعبة التي شرفت المملكة مرارا وتكرارا منذ ثمانينات القرن الماضي ولم تتوقف عن الإنجاز على رغم تعاقب الأجيال وعلى مختلف المستويات السنية، إلا أن المشكلة تكمن في القوانين واللوائح التي تسير بها اللعبة، وما نظام الانتقال الحر (المشروط بدفع 2000 دينار) بعد الثلاثين عاما إلا خطوة أولى ولدت بجهود شخصية وقد تموت في اجتماع الجمعية العمومية المقبل (على سبيل المثال).
الأندية تريد من اللاعبين أن يرفعوا شعار (الولاء للنادي) الذي ولد فيه، ودائما ما تتحدث أن لها الفضل الأوحد في بروز اللاعبين وتقول بأنها دفعت وقدمت للاعب من أجل أن يصل إلى مستوى اللعب في المنتخبات الوطنية، وفي الواقع لو يتحدث اللاعبون بلغة الأندية المادية هذه، وجلسوا الى طاولة النقاط لحساب ما دفعه النادي طوال 10 سنوات مثلا، لما تجاوز الألف والألفين دينار، ذلك بالنسبة للأندية التي لا تدفع سوى «الشورت والشيرت» والحذاء.
وفي كواليس كرة اليد البحرينية الأندية التي تدفع رواتب أو مكافآت لا تتعدى الناديين في الوقت الحالي وكل الأندية تصيح من الضائقة المادية غير أنها لا تفكر في الاستثمار من أجل أبناء النادي وتنظر لمصلحة اللاعب بأفق ضيق، لذلك يفكر الناشئ في لعبة كرة القدم والسلة لأن الطريق للاستفادة أوسع، بدليل أن معظم الأندية في اللعبتين تدفع مبالغ جيدة للانتقال، والأندية التي تسرح لاعبيها تنجب آخرين، والحياة لا تتوقف لديها، وفي كرة اليد قد تكون كلمة السر في (المحرق) وهذا حديث الأسبوع المقبل.
إقرأ أيضا لـ " محمد أمان"العدد 3625 - الخميس 09 أغسطس 2012م الموافق 21 رمضان 1433هـ