لا تزال البيروقراطية مرضاً متفشياً في وزارة الصحة، سواء في الرعايتين الأولية أوالثانوية، دون مراعاة للجانبين الإنساني والأخلاقي، الملازمين للخدمات الصحية بطبيعة الحال
فبرغم التوجيهات السامية من الحكومة الرشيدة لتقديم أفضل الخدمات الصحية لجميع المواطنين والمقيمين على حد سواء، وبتوفير الرعاية الكريمة لهم، والالتزام بالواجبات والحقوق التي تفتخر بها وزارة الصحة، وتزين بها أروقة وممرات المستشفيات والمراكز الصحية؛ ناهيك عن التوجيهات السامية الصادرة من لدن صاحب السمو الأمير الشيخ خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء الموقر، بالاهتمام بمرضى فقر الدم المنجلي (السكلر)، والمساهمة في التخفيف من آلامهم ومعاناتهم، بتوفير أفضل الخدمات والرعاية الكريمة لهم؛ نجد هناك من يخالف هذه التوجيهات، ويتعامل بدكتاتورية بعيدة كل البعد عن التوجيهات السامية، محاولاً إهانة وإذلال المرضى، والتعامل مع مرضى السكلر بعنجهية، ووسمهم بالإدمان دون وجه حق، أو اتهامهم بالتمثيل بحسب تعبير بعض الأطباء، وتطبيق قوانين خاصة بهم على المرضى، تخالف قوانين وزارة الصحة أو -البروتوكول- العلاجي الخاص بمرضى السكلر.
تألم يا مريض السكلر ومتْ بصمت، فإن كنتَ مريضاً مدرجاً تحت استشاري معين فللدكتاتورية معنى آخر، فأنت يا مريض السكلر تمثل وتتصنع الألم، ولو كنت في غرفة الإنعاش، لن يشفع لك كل ذلك، فسيتم إيقاف العلاج عنك، وسيتم إخراجك من تلك الغرفة المشئومة، ولن يُكتفى بذلك، بل سيهينك ذلك الاستشاري، وإن لم تمتثل لرغباته وأوامره اللاّإنسانية عليك التوجه لقسم الشكاوى بطلب منه لتغييره، ولكن لا حياة لمن ينادي، لن تجد من يتجاوب معك في ذلك القسم،لأن هنالك قائمة وشكاوى مكدسة في أدراج ذلك القسم ضد ذلك الاستشاري، ولا يجد هناك من يجرؤ على محاسبته، أو حتى مخاطبته على أقل تقدير، فلذلك تألم ومت بصمت، دون أن تنبس ببنت شفة، فلك الله يا عزيزي يا مريض السكلر.
ولا تقتصر معاناتك يا مريض السكلر مع ذلك الاستشاري إن كنت مريضه، فهناك من يشاطرك المعاناة، والذل، والإستخفاف بالألم في قسم الحوادث والطوارئ، حيث لا يحق لك يا مريض السكلر أن تذهب لتلقي العلاج أكثر من مرة، فإن أصابتك النوبة مرة أخرى في مثل اليوم، تألم ومت بصمت أيضاً، لأنك في الزيارة الثانية سترى نظرات البعض من الأطباء وكأنك مدمن، وتتصنع الألم وتمثل للحصول على العلاج، وكأن تلقي العلاج الكريم ليس من حقك يا مريض السكلر، مخالفين بذلك القسم، والإنسانية، وكل حقوق المريض، حيث يمنع عنه العلاج.
نتساءل لماذا تتم معاملة مريض السكلر بهذه الطريقة اللاّإنسانية؟ وكأن المرض هو من جنى عليه، وليس نعمة أنعم الله بها عليه، فالصحة تاج على رؤوس الأصحاء لا يراها إلا المرضى.
حميد المرهون
يا فْلانْ دَهْرِكْ بِرِيْ يِشْهَدْ عَلِيْكْ إِنْ صاحْ
لَيْوادْ يامَا اْنْصُحُوْكْ ومُا سِمَعْتْ إِنْصاحْ
طَكَاكْ رُوْحَهْ يُبَهْ ما هَمِنِا إِنْ صاحْ
يا فْلانْ مُوْجْ اِلْهَوَىْ مَحَّدْ تَرَى جابِلَهْ
وِاْلْلِي يِحاوِلْ يُبَهْ هَمْ وُكِدَرْ جابْ لَهْ
وِاْلْلِي سَأَلْ بِاْلْهَوَىْ مَحَّدْ تَرَى جابْ لَهْ
وِيْصِيْحْ ما بِاْلْهَوَىْ يا صاحِبِي إِنْصاحْ
خليفه العيسى
العدد 3625 - الخميس 09 أغسطس 2012م الموافق 21 رمضان 1433هـ
يعجز اللسان عن شكرك ياحميد
تسلم ايدك ياحميد وماقلته قليل مما نعانيه نحن مرضى السكلر في مستشفى السلمانية .