العدد 3624 - الأربعاء 08 أغسطس 2012م الموافق 20 رمضان 1433هـ

«الأسد مخلوفي» رمز صارخ لـ «محاربي الصحراء»

يطلق على الرياضيين الجزائريين لقب «محاربي الصحراء»، فبعد انجازات منتخب كرة القدم في مونديال 1982 عندما لقنوا ألمانيا الغربية درسا بهدفي رابح ماجر ولخضر بلومي، وصولات عداء المسافات المتوسطة نور الدين مرسلي في المحافل العالمية، وجولات «ابن البلد» زين الدين زيدان مع المنتخب الفرنسي لكرة القدم، أضيف على لائحة المحاربين الأشاوس اسم جديد هو العداء توفيق مخلوفي.

حلق مخلوفي في سباق 1500 م أمس الأول (الثلثاء) في العاب لندن الاولمبية ولم يلحق به احد مانحا العرب أول ذهبية في الألعاب، ليسير على خطى مواطنيه مرسلي في اولمبياد أتلانتا 1996 وحسيبة بولمرقة في برشلونة 1992 ونورية بنعيدة مراح في سيدني 2000 الذي أحرزوا ذهبية المسافة ذاتها.

تظهر على مخلوفي (24 عاما) ملامح صحراوية قاسية، شخصية الشجعان وبنية جسدية صلبة قادرة على مواجهة التحديات، وهو ابن مدينة سوق اهراس الواقعة بالقرب من الحدود التونسية (560 كلم شرق الجزائر العاصمة)، والملقبة «سوق الأسود» لأنه في السابق كانت من اكبر المدن التي يتم المتاجرة فيها بالأسود ويطلق عليها الامازيغ اسم طاغاست.

لم يكن مشوار مخلوفي مفروشا بالورود، فتحدى عراقيل كثيرة بسبب رفض التكفل به وإجباره أحيانا على تغيير المدربين والضائقة المادية التي واجهها، فعمل مع الخبير الجزائري عمار براهمية المدرب السابق للبطل مرسلي ثم مع الصومالي جاما أدن الذي يشرف على السوداني ابو بكر كاكي المرشح لنيل ذهبية 800 م في لندن، وتمكن بإرادته الحديدية وشجاعته من تحطيم جميع الحواجز: «كنت في حالة سيئة في بداية العام لكني قمت بتغيير مدربي والطريقة التي استعد بها للمنافسات».

بدأ مستوى مخلوفي يتطور، فبلغ نصف نهائي سباق 1500 م في بطولة العالم 2009 في برلين، قبل أن يكرر ذلك في نسخة 2011، وانطلق في رحلة تحسين أوقاته ليدخل السباق النهائي في لندن مرشحا للمنافسة على الميداليات بعد أدائه الصلب في نصف النهائي.

لكن متاعب مخلوفي كادت تقضي على حلمه، بعدما استبعده الاتحاد الدولي لألعاب القوى من الألعاب الاولمبية بتهمة غير عادية وهي عدم بذل الجهد الكافي في تصفيات سباق 800 م، بعد نسيان الاتحاد الجزائري سحبه من السباق اثر تأهله الى نهائي 1500 م، ثم السماح له بعد ساعات قليلة بالمشاركة «بعد مراجعة الأدلة المقدمة من قبل المسئول الطبي للجنة المنظمة (لإصابة في ركبته)».

مخلوفي وهو الابن البكر لعائلة من 6 أولاد، قال لوكالة فرانس برس بعد فوزه: «لم احسب أي حساب لما حصل معي في سباق 800 م، ولم يؤثر ذلك علي في سباق اليوم (أمس الأول)».

استعد مخلوفي، المنضم لفريق سوناتراك النفطي، في اثيوبيا والسويد، فأحرز سباق 800 م في بطولة إفريقيا بتوقيت 1.43.88 د، ثم أحرز سباق 1500 م في لقاء اوسلو ضمن الدوري الماسي، قبل ان ينهي استعداداته لاولمبياد لندن بالحلول خامسا في لقاء موناكو في 20 تموز/يوليو الماضي في سباق سريع سيطر عليه الكينيون لكنه حسن رقمه الشخصي الى 3.30.80 د.

الكينيون الذين حاولوا التضييق على مخلوفي قبل أن ينطلق كالسهم في الأمتار الـ150 الأخيرة، اختفوا عن المنافسة في الملعب الاولمبي في ستراتفورد، فتذيل اثنان منهم الترتيب وحل سيلاس كيبلاغات سابعا، كما أن اسبيل كيبروب حامل اللقب والأخير في الترتيب بسبب معاناته من المرض، المح بعد السباق الى ما قد يغذي الشائعات حول فوز مخلوفي قائلا: «ما اعرفه، أني بريء»، وذلك بعد عاصفة الأسئلة التي شككت حول قدرته على التعافي السريع من إصابته، فرد: «عانيت من إصابة في ركبتي ونصحت بعدم المجازفة بالمشاركة في سباق 800 م. تلقيت بعض العلاجات واستطعت الركض في النهاية».

أشار مخلوفي الى الراية الوطنية أمام الملايين الذين شاهدوه ينقض على الكينيين أبطال المسافات المتوسطة، قبل أن ينال تهنئة من البطلة السابقة نورية مراح ويمضي ليلة خاصة مع الوفد الجزائري في عاصمة الضباب.

عادة ما يخوض المحاربون معاركهم لفترات طويلة بعيدا عن أصدقائهم وأقاربهم، ومخلوفي بعد «7 أشهر بعيدا عن عائلتي التي شاهدتني على التلفاز»، سيعود معافى من معركة حياة واولمبياد ساخن ظافرا بميدالية صفراء تطوق عنقه وترفع معنويات «محاربي الصحراء».

العدد 3624 - الأربعاء 08 أغسطس 2012م الموافق 20 رمضان 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 3 | 6:52 م

      توفيق عربي مسلم

      كانت الصعوبات كبيرة وكانت عزيمتة كبيرة وطموحه اكبر ثقته بالله وان ماكتبه الله له لن ينزعه احد اوصله غايته الف مبارك حفظك الله يا اسد

    • زائر 2 | 4:21 م

      original congrats

      asly mabrook

    • زائر 1 | 4:12 م

      فعلا محارب الصحراء

      عندما تتبع حركات هذا البطل الخفيفة و المملوؤة بالحيوية ترى محاربا و عندما تنظر إلى كيفية عضه للسانه ترى محاربا و عندما تنصر إلى ملامحه ترى عربيا صحراويا، نحتته طبيعة الجزائر الإخاذة ، فعلا هو من محاربي الصحراء ! ألف مبروك ! للجزائر و العرب

اقرأ ايضاً