المسلسل الكويتي «ساهر الليل» الذي يأتي بعد أكثر من عشرين عاماً يروي مواجع الشعب الكويتي من الاحتلال العراقي الذي طاله في تسعينيات القرن الماضي لسبعة أشهر عجاف. وقتها لم نسمع غير قصة احتلال الكويت خلال ساعتين، وهروب شعبها من البطش، ولسنواتٍ طوال كانت تلك الصورة تكاد تكون الأبرز بين الصور التي يحملها الكثيرون عن تلك الشدة التي مدت بظلالها فوق دول الخليج برمتها.
إعادة إحياء الجزء الذي لم نره ولم نسمع عنه احتاج إلى جرأة وقوة، الجرأة في فتح الجرح لمئات الآلاف من الكويتيين من جديد، والقوة في مواجهة الأحداث كما وقعت آنذاك بألم وحياد يقتضي إظهار حتى المواقف الانسانية من بعض الجنود العراقيين في تعاملهم أثناء الاحتلال.
المسلسل الذي ألهب مشاعر الآلاف من المتابعين من داخل الكويت وخارجها وأعاد فترة الغزو لدائرة البحث التاريخي تشابهت تفاصيله مع كثير من المشاهد والمواجع التي تكررت في بعض دول الربيع العربي، ما يقودنا للتأكيد أن عقلية المحتل وقسوته تتشابه أحياناً مع قسوة الأنظمة الدكتاتورية في تعاملها مع شعوبها، وإن بدا أن المحتل له ما يبرّر تصرفاته فإن الأنظمة ليس لها ذلك.
المسلسل الذي يعتبر الأبرز في رمضان هذا العام، تطرّق لعدة محاور منها الظروف الإنسانية القاسية التي عانى منها الشعب الكويتي إبان الغزو، والعزلة الإعلامية آنذاك، الرعب ورائحة الدم الذي أدمن المحتل سيلانه، قضية الأسرى والتعامل خارج دوائر القانون وحقوق الإنسان، المقاومة الشبابية وتحدي بطش الغازي، تقديم النماذج الوطنية البارزة في مقاومة الاحتلال آنذاك والتي لم تجد اهتماماً إعلامياً لإبرازها بعد التحرير وحتى اليوم... كل ذلك في قالب إنساني اجتماعي يجبر المشاهد على أن يكون وسط تفاصيل الحدث المرّ حتى لأولئك الذين لم يولدوا في ذلك الوقت أو كانوا صغاراً.
كعادة المواقع الاجتماعية التي أصبحت جزءًا أساسياً من دورة تفاعلاتنا مع الأحداث، احتل مسلسل «ساهر الليل» مساحةً من الجدل عبر «تويتر»، فمجرد البحث عن اسم المسلسل يأخذك لآلاف التغريدات التي تدور عنه، بين معجب بأحداث المسلسل، ومتهكم لطريقة عرضه وتفاصيله التي يجدها البعض شبيهة بما يدور في البحرين من حراك شعبي وتحركات شبابية. وأكثر ما يلفت الأنظار والضمائر أيضاً هو دفاع بعض المغرّدين عن الرئيس العراقي السابق صدام حسين الذي تسبب بكوارث عدة لشعبه ولدول الجوار، وكان احتلال الكويت أحد جرائمه، لكن عوضاً عن التعاطف مع المتضرّرين من الحروب الغوغائية التي زج نفسه بها تجدهم يلومون القائمين على المسلسل ويعتبرون عرضه نوعاً من تأجيج العداء ويرفضون ذكر صدام بسوء، معلّلين ذلك بأنه وإن كانت له زلات من بينها احتلال الكويت، إلا أنه مات وكان آخر قوله أشهد أن لا اله إلا الله، وكأن قتل الناس بالجملة يمكن أن نطلق عليه زلةً وهي أصغر الخطأ، متناسين أن فرعون آمن أيضاً قبل أن يغرق فهل قبلت توبته؟
لا يخرج الانقسام فيما يحدث عن انقسام من أجل الطائفة لا الانسان، فالتحيّز للإنسان لا يمكن معه لأحد أن يستخف بمواجع شعب تعرض للاحتلال والتشرد والقتل والرعب، ثم حين يعدم من تسبب في كل ذلك على يد أفراد من الطائفة الأخرى نعود فيرثيه بعض الدعاة كما يستحق المصلحون في الأرض وهو الذي ما ترك بقعة لم يزرع بها الحزن والدمع حتى بلده.
الخطوة التي قام بها طاقم المسلسل هي من أجل التاريخ، مشاهد يعاد بها تذكير الشعب بوحدته ووطنيته وبأن الكويت هي من تجمعهم لن يفرقهم معها شيء أبداً، هي رسالةٌ لمن يريد أن يؤلّب الأخوة ضد بعضهم وينهش في عظام اللحمة الوطنية لبلدٍ يختار أن يكون المواطن قبل كل شيء وأي شيء.
إقرأ أيضا لـ "مريم أبو إدريس"العدد 3624 - الأربعاء 08 أغسطس 2012م الموافق 20 رمضان 1433هـ
تكملة 3: توصيف أحادي التفكير!
في واحدة من أكبر وأسرع عمليات الهروب في التاريخ، ليتم تحرير البلاد فيما بعد على يد غير أهلها في عملية مدفوعة الأجر سلفًا ولاحقًا بأبهظ الأثمان، في الوقت الذي كان راديو البي بي سي يصف طريقة احتفال شباب الكويت بإطلاق أول قذائف (التحرير) على ملاجئ الأبرياء من أطفال بغداد، والتي كانت (الاحتفالية) عبارة عن عمليات تفحيط بسياراتهم في شوارع لندن.
تكملة: توصيف أحادي التفكير!
فضلاً عن أطياف المعارضة الأخرى في وقائع مأساوية يندى لها جبين التاريخ، الذي لن يغفر أيضًا لمن جاء بعد تلك العقود يذرف الدموع على صانع المأساة الخفي ليُظهره في صورة الضحية في سرد سطحي يتعاطى بسذاجة فاقعة مع ما يُفترض أنها مرحلة حساسة في تاريخ المنطقة تحتاج إلى دراسةٍ وتحليل علمي موضوعي رصين لا تفاعل منفلت مع مسلسل ضعيف الإتقان نعلم جميعًا حجم المبالغة والتصنع التي تكبدها مؤلف السيناريو والممثلون لتضخيم حالة الشجاعة والمقاومة لإخفاء ما يعلمه الجميع من هروب غالبية شعب الكويت من بلادهم
توصيف أحادي التفكير!
المسلسل، والمقالة، وكذلك بعض التعليقات، وقعت جميعًا في مطب التوصيف أحادي النظرة، فما نسي الجميع أن يذكروه هو أن غزو الكويت كان إحدى النتائج المترتبة على عملية إنتاج غير محسوبة لطاغية ساهم كثرة من أهالي الكويت -باعترافهم- في تمجيد جرائمه، بدءًا بحربه على جارته إيران التي أكد الكويتيون أنهم -حكومةً وشعبًا- دفعوا الجزء الأكبر من فاتورة تسعير أوارها لتطحن أكثر من مليون شهيد فضلاً عن الخراب الاقتصادي والعمراني والاجتماعي، وهي الفاتورة ذاتها التي فرزت قسطًا لتسعير نار القمع ضد المواطنين الأكراد
هل عرفتم الاسلام ؟!
كيل المديح لصدام من باب كيل المديح للحجاج فبالرغم من أنه قتل الآلاف الا إنه خدم الاسلام. هذا قول بعض المعتوهين الذين لا يعرفون حتى اسم الاسلام ، وكذلك هو مبرر للمستبدين استبدادهم. بئس المعرفة معرفتكم بالاسلام !
الآن آمــــــنـــــــــت برب موسى
مثل فرعون بالضبط ،، ومثل عمر بن سعد قاتل الامام الحسين نيابة عن يزيد طبعا . وهو الذي قال (( أتــــوب إلــــــــى الــــرحــــمـــن مـــن ســنـــتـــيـــن ))
لـع،لـهـم يـتـذكـــــــرون
لعل الظلمة والطغاة والمتجبرين أن يعودوا إلى رشدهم . اللهم إنتقم للمظلومين والشهداء في كل مكان . وخصوصا دولتي الـــكـــويـــــــــتـــــــــــــــــــــــــ
احسنت
سلمت تلك الأنامل ... لا فض فاك
القاتل يعدم
اصبح صدام شهيد الامة لأنه أرتكب مجازر كبيرة و قضت المحكمة بإعدامه ، إذن كل قاتل للنفس المحرمة و تقضي المحكمة بقتله فهو شهيد ..
قتل الالاف و لكن لما رأى الموت تشهد الشهادتين فأصبح شهيد الأمة !!
متألقة دةما
يتهكم اكثر ويطغي اكثر حيث لم يكن هناك اعلام يفضح جرائمة كما يتم اليوم فضح الدكتاتورين ونشره للجميع هذا هي الموجه الذي رفضها البعض وامر بحذف المسلسل وتقبلها البعض الاخر وتاثر بها كونه يعيش المعاناة عموما لكل ظالم يوم شكرا عزيزتي
متالقة دائما
مثل ماهناك اناس يمجدون الطغاة هناك اناس يقاومون ويرفضون الذل والهوان المنظر واحد باختلاف الزمان والمكان ما اصاب الكويت مجسم لما يحدث اليوم في البحرين ولكن باختلاف التطور والضجة الاعلامية ربما استطاع صدام ان
ساهر الليل
المسلسل تجاهل الكثير من الحقائق واظهر أن المقاومة كان بها اختلاط وحب و غرام. كما أن من عاش تلك الأيام يعلم جيدا وقفة أهل الخليج مع الشعب الكويتي والتي تجاهلها الكاتب. كنت أتمنى أن يكون أبطال المسلسل هم الأشخاص الأصليين الذين كانو بالكويت أحسن من الأسماء الموجودة حاليا. بوناصر الإمارات