عزا إمام جامع قلالي الشيخ صلاح الجودر في خطبته أمس (الجمعة) سبب انتشار الأوبئة بين الناس إلى محاربة الله ورسوله والمؤمنين، وأكل الحرام، وأكل أموال الناس بالباطل، وبخس الناس حقوقهم، والكذب والزور والبهتان والرشوة والمحسوبية، والتعدي على الطبيعة ومخلوقات الله.
وقال إن نِعم الله تترى، وآلاءه تتوالى، ونعماءه تتواصل متى ما كان الإنسان شاكرا لتلك النعم، فإذا كفرت تلك النعم، وجحد موجدها، وأشرك مع الله إلها آخر، وإذا أفسد في الأرض، والظلم والتعدي على الخلق، حينها يقل الخير، وترفع الرحمة، وتنزع البركة، ويذهب الأمن، ويكثر الشر، وتنزل العقوبة والعذاب، وتحل المصائب والكوارث، وتنتشر الأمراض والأوبئة، وتختل الحياة، وتتغير الطبيعة.
وأوضح قائلا: لقد جاء عن رسول الله (ص): «لم تظهر الفاحشة في قوم قط حتى يعلنوا بِها إلا فشا فيهم الطاعون والأوجاع التي لم تكن مضت في أسلافهم الذين مضوا».
وذكر أن ما يحدث في عالم اليوم من أمراض وأوبئة، وأدواء وأسقام، لأمر يثير في نفوس البشرية الخوف والجزع، ومنها، مرض الإيدز1981م، وجنون البقر1986م، وأنفلونزا الطيور1997م والتسونامي2004م والاحتباس الحراري2005م وانتشار الغبار والأتربة وأمراض القلب والسرطان، والحمى القلاعية، وانهيار الأسواق المالية 2008م، ما ينغص على البشرية معيشتها وينكد عليها أمنها واستقرارها.
وأردف أن آخر هذه الأوبئة هي أنفلونزا الخنازير هذا العام 2009م القادم من القارة الأميركية، وكانت بدايات هذا المرض في العام 1918 الذي عرف حينها بالحمى الأسبانية لأنها أودت بحياة 30 مليون نسمة من سكان أسبانيا وحدها، الرقم الذي يفوق ما خلفته الحرب العالمية الأولى، وسميت تلك السنة بسنة الرحمة.
وهنا في البحرين كذلك تفشى حمى الطاعون في العشرينات من القرن الماضي وسميت السنة كذلك بسنة الرحمة، رجاء رحمة الله، وقد أودى هذا الوباء بالكثير من أبناء هذا الوطن والمنطقة فأغلقت المدارس، وألغيت الاحتفالات والاجتماعات، وأصبح الحداد والحزن في كل بيت، فقد أودى ذلك الداء بأسر كاملة.
وتطرق الجودر إلى ظاهرة تلويث المياه والشواطئ، فأشار إلى مشروع معالجة مياه الصرف الصحي وما تخلفه من أضرار صحية، وقال: إن وجود مثل محطة توبلي لمعالج مياه الصرف بين الأحياء والمساكن يشكل خطرا بيئيّا على القاطنين هناك، وكذلك ري المزروعات بهذه المياه المعالجة سبب لانتشار الأمراض.
ولفت إلى تلويث البحار والشواطئ، من تجريف الرمال وإلقاء المخلفات، وسكب الزيوت وإلقاء هياكل السيارات والسفن المحطمة، مشيرا إلى ما يحصل في ساحل الغوص مثالا، فهناك السفن المحطمة وكيف يتم تلويث السواحل، الأمر الذي أفسد الحياة البحرية، وأمات الأسماك النادرة. وذكر أنه بعد أن كنا موئلا لأسماك الخليج تحولت سواحلنا إلى مكب للنفايات والملوثات. فأين ساحل الحد وقلالي والدير وسماهيج وحالة بوماهر والبسيتين وساحل بوصيبع وساحل الجزائر وساحل سترة وساحل المالكية، وانظروا إلى ثروتكم البحرية كثروة وطنية، وتصدوا لقراصنة البحر ومفسدي الحياة البحرية، وتذكروا أن أجدادكم حينما تمسكوا بدينهم كانت الأسماك تأتيهم إلى بيوتهم، فإنه ما نزل بلاء إلا بذنب، ولا رفع إلا بتوبة، وعليكم باتباع الإرشادات الصحية من مصادرها الرسمية، وإياكم والإشاعات المغرضة أو تصفية الحسابات السياسية أو المصالحة الذاتية.
العدد 2479 - السبت 20 يونيو 2009م الموافق 26 جمادى الآخرة 1430هـ