ضمن سعيها للتواصل مع المثقفين المحليين، وحرصًا على الانتقال إلى تجربة الآخر وتفصيلها، التقت وزيرة الثقافة الشيخة مي بنت محمد آل خليفة يوم الجمعة الماضي مجموعة من المثقفين البحرينيين في أمسية رمضانية جمعت الفنانين، الكُتّاب، المفكرين، المسرحيين، التشكيليين والممثلين وذلك ببيت القهوة في مدينة المحرق، حيث كان هذا اللقاء فرصة للتعرف على آخر مشاريع وزارة الثقافة، وتبادل وجهات النظر حول دور المثقف المجتمعي وأساليب تفعيل الحراك الفكر المحلي وتطويره بأدوات ابتكارية ومشاريع مستمرة.
وصرّحت وزيرة الثقافة أن وجود المثقف المحلي من أجل تغيير وتبديل المفاهيم السائدة ضروري للانتقال إلى مسارات فكرية وعلمية متقدمة، مشيرةً: "مهمتنا كمثقفين تختلف عمّا حولنا لأننا نحتاج لاستيعاب كل ما هو بسيط أو معقد. نحن نملك فعل التغيير والأداة المختلفة للتعامل مع الوضع المجتمعي وتحريكه، لذا علينا أن نستثمر كل الفرص المتاحة، ونوظّف إمكانياتنا لحماية موروثنا الحضاري وتطويره، وصناعة حضاراتنا الآنية أيضًا وإشاعتها".
وأعلنت خلال الجلسة عن مشروع "المسرح الوطني" الذي يتحقق الآن بدعم كريم من جلالة ملك البلاد المفدى، حيث يشكّل منجزًا وطنيًا يستخدم الفن المسرحي والاستعراضي ويتوسّع في إحداث الأثر عبر التناول البصري، مردفةً: "حلم المسرحيين بات وشيكًا، فالخشبة المسرحية التي توزّعت ما بين نوادٍ ومسارح صغيرة، بإمكانها الآن أن تحظى بفرصتها وتهيئ لإبداعاتها مكانًا في المسرح الوطني، الذي سيقتبس أيضًا مسرح العالم ويرصد تجربته لتتوازى المعطيات المحلية والعالمية".
وقد تبادل المثقفون في هذه الجلسة العديد من المواضيع والآراء حول اهتمامات المثقف البحريني، ووضعه.
كما شاركوا بآرائهم حول مشاريع وزارة الثقافة وفعالياتها خلال هذا العام الذي تحتفي فيه المنامة بكونها عاصمة للثقافة العربية.
مؤكدين أن السيرة الثقافية للمملكة بدأت باتخاذ منحى تنمويًا وتصاعديًا ملحوظًا.
وتناولت مجموعات منهم العديد من الأحلام والتوقعات للمشهد المحلي، حيث تحدثوا حول مشاريعهم المقبلة في المسرح، التمثيل، الفن التشكيلي والمعارض وغيرها.
كما اقترح البعض تصورات عامة للاهتمامات الثقافية والفكرية التي يجب أن ترصدها الساحة، وأشاروا إلى المشاريع الفردية الخاصة بكل منهم.
تجدر الإشارة إلى أن هذه الجلسة كانت بداية لمشاريع أخرى والتفاتات ناحية مواضيع مختلفة، لا تزال قيد الاقتراح أو المناقشة مع الأطراف المعنية بها.