قال صاحب مكتبة «صلاح الشعبية» في السوق الشعبي صلاح حسين علي خلال لقائه بـ «الوسط» إن الحريق الذي شب في السوق بتاريخ 15 يوليو/ تموز 2012، وتسبب في أضرار وخيمة طالت 500 فرشة، قضى على آلاف الكتب من مكتبته التي فتحها منذ العام 1999 وكانت تمثل دخله الأساسي.

ودعا إلى إسقاط متأخرات الإيجارات المستحقة لوزارة شئون البلديات والتخطيط العمراني مراعاة للظروف الصعبة التي يمر بها باعة السوق، فضلاً عن أمله في التعجيل بتفعيل توجيهات سمو رئيس الوزراء والتي دعا فيها إلى إعادة بناء السوق الشعبي بمواصفات تضمن وجود متطلبات ومعايير السلامة، مع الحفاظ على نكهة السوق وطابعه الشعبي، والبدء فوراً في الإجراءات التنفيذية للشروع في بناء السوق بعد الانتهاء من حصر الأضرار مباشرة.

داعياً لإسقاط متأخرات الإيجارات والتعجيل في إعادة بناء السوق

صاحب مكتبة «صلاح الشعبية»: حريق السوق الشعبي قضى على آلاف الكتب

الوسط - زينب التاجر

عزم على البدء من الصفر بعد أن قضى حريق السوق الشعبي الذي شب في 15 يوليو/ تموز الماضي وتسبب في أضرار وخيمة طالت 500 فرشة، قضى على آلاف الكتب من مكتبته التي فتحها منذ العام 1999، إذ قال صاحب مكتبة «صلاح الشعبية» صلاح حسين علي خلال لقائه «الوسط»: إن حريق السوق الشعبي قضى على مكتبته بشكل كامل والتي كانت تمثل دخله الأساسي.

ودعا إلى إسقاط متأخرات الإيجارات المستحقة لوزارة شئون البلديات والتخطيط العمراني مراعاة للظروف الصعبة التي يمر بها باعة السوق فضلاً عنه أمله في التعجيل في تفعيل توجيهات سمو رئيس الوزراء والتي دعا فيها إلى إعادة بناء السوق الشعبي بمواصفات تضمن وجود متطلبات ومعايير السلامة مع الحفاظ على نكهة السوق وطابعه الشعبي، و البدء فوراً في الإجراءات التنفيذية للشروع في بناء السوق بعد الانتهاء من حصر الأضرار مباشرة.

وفيما يأتي نص ما جاء في اللقاء...

كيف أنشأت مكتبتك في السوق الشعبي؟

- كنت أهوى القراءة وعلمت بأن تاجراً يرغب في تصفية أعماله بعد خسارته المالية ويملك كمّاً من الكتب فاشتريتها وفتحت مكتبتي الخاصة في العام 1999، ومنذ ذلك الحين وأنا أبيع وأشترى الكتب من مملكة البحرين ودول الخليج ولي زبائني الذين يحبوني وأحبهم كما وأن بعض الطلبة الجامعيين حينما ينتهون من الدراسة يبيعونني كتبهم.

من المعروف أن ليس كل قارئ للكتب يملك القدرة على التجارة بها فكيف تمكنت من ذلك؟

- حبي للكتب والقراءة جعلني أهوى هذا العمل ليكون مصدر رزق جيد بالنسبة لي ولاسيما أني متقاعد ولي من الأبناء اثنين، كما وأن الممارسة في البيع والشراء تمنحك الخبرة في العمل، وبعد سنوات في هذا المجال استطعت أن أقيم الكتب وأسعرها فضلاً عن تمكني من استقراء أذواق القراء والتمييز بين أكثر الكتب رواجاً.

كما وأنني من المشاركين الدائمين في إذاعات دول مجلس التعاون ولي 190 مشاركة أدبية، وحصلت على جائزة كأفضل مشارك من إذاعة دولة قطر مؤخراً.

ما نوعية الكتب التي تبيعها في مكتبتك؟

- أبيع كتب مختلفة أدبية، ثقافية، علمية، طبية، دينية ومراجع فضلاً عن الروايات وقصص الأطفال والقرطاسيات، كما وأبيع الكتب العربية والأجنبية، وتتفاوت أسعارها فمنها الزهيد ومنها غالي الثمن.

هل هناك من يشتري كتباً غالية الثمن من رواد السوق الشعبي؟

- زبائني لا يقتصرون على البحرينيين، فمن خلال عملي في السوق الشعبي وشرائي للكتب من دول الخليج كونت علاقات جيدة، وبعد احتراق السوق الشعبي تلقيت مكالمات كثيرة من زبائني البحرينيين والخليجيين والأجانب وأبدوا لي تعاطفهم وحزنهم على ما خلفه الحريق من أضرار في مكتبتي التي اعتادوا على زيارتها بين فترة وأخرى.

بالحديث عن زوار المكتبة كيف كانت حركة البيع؟

- تأثر السوق الشعبي كما تأثرت مملكة البحرين من الأحداث السياسية الأخيرة، إذ قل رواد السوق الشعبي، في حين كان يرتاد مكتبتي في السابق يومي الجمعة والسبت نحو 2000 زائر بحريني وآخرون من دول مجلس التعاون الخليجي، ولم تكن الأحداث السبب الوحيد في انخفاض عدد زوار مكتبتي فظهور الطفرة الإلكترونية وعصر الإنترنت والقراءة الإلكترونية أسهم بشكل كبير في عزوف الكثيرين عن شراء الكتب.

لماذا أسعار الكتب لديك رخيصة؟

- الأسعار متفاوتة لدي منها الرخيص جداً ومنها الغالي، وكل كتاب يختلف عن الآخر، كما وأن بعض الكتب أبيعها رخيصة لوجود كمية كبيرة منها لدي.

دائماً ما تردد بأنك لست بائعاً تقليدياً فما معنى ذلك؟

- صحيح أنني أعمل لكسب الرزق إلا أني أحب عملي وأسعى للاستمتاع به فأقيم المهرجانات والفعاليات مع إقبال كل موسم كالعيد وشهر رمضان والعودة للمدارس لجذب زوار للسوق الشعبي كما وأشارك في معارض الكتاب وإن كانت متعبة مادياً

فلنتحدث عن حريق السوق الشعبي، ماذا خلف من خسائر وراءه في مكتبتك؟

- حينما علمت بالحريق تضايقت جداً، إلا أني حمدت الله فالحريق قضى على مكتبتي بشكل نهائي، إذ أتلف آلاف الكتب فيها، واليوم أنا مجبر للبدء من الصفر لأقف مجدداً، ولم يقتصر أثر الحريق على مكتبتي، إذ أثر على حياتي بشكل كامل فاليوم أنا أعتمد على راتبي التقاعدي فقط بعد أن كان عملي في السوق الشعبي مصدر رزقي الأساسي.

وأستغل الفرصة، لأوجه ندائي للجهات المعنية بالتعجيل في تفعيل توجيهات سمو رئيس الوزراء الداعية إلى «إعادة بناء السوق الشعبي بمواصفات تضمن وجود متطلبات ومعايير السلامة مع الحفاظ على نكهة السوق وطابعه الشعبي، والبدء فوراً في الإجراءات التنفيذية للشروع في بناء السوق بعد الانتهاء من حصر الأضرار مباشرة»، كما وأدعو إلى إسقاط متأخرات الإيجارات المستحقة لوزارة شئون البلديات والتخطيط العمراني مراعاة لظروف الباعة في السوق الشعبي.

كما وأدعو جميع التجار والناس والجهات الرسمية للوقوف مع باعة السوق الشعبي ودعمهم بعد الذي حل بهم، وأوجه ندائي إلى زملائي في السوق للوقوف جنباً إلى جنب لتجاوز ما حدث ولنعود كما كنا وأفضل.

وأوجّه شكري لسمو رئيس الوزراء لاهتمامه بالموضوع فضلاً عن تثميننا مساعي وزير شئون البلديات والتخطيط العمراني ومدير عام بلدية المنطقة الوسطى ولإذاعة البحرين لاهتمامها بموضوع السوق الشعبي وإتاحة الفرصة لنا لبث همومنا، كما وأخص بالشكر الأخ عادل الرويعي وضيف سلمان والمفتشين ووسائل الإعلام التي كانت تتحدث عن السوق الشعبي وتطويره قبل وبعد الحريق.

كما وأسجل عتبي على وزارة الثقافة لعدم اهتمامها بما ألم بي على الرغم من أنني أسهم في نشر الثقافة.

ما هي المواقف التي تذكرها من أيام السوق الشعبي؟

- في بداية عملي كنت أجهل أسعار الكتب، لدرجة أن البعض كان يظن بأني أبيع الكتب بالوزن، كما وأذكر أن أحد الزبائن كان يدخل مكتبتي ويضع بعض الكتب في كيس دون علمي ومن ثم يبيعها علي وآخر كان يقطع أوراقاً من الكتاب لكي أخفض سعره، ورغم كل ذلك كانت أيام جميلة.

ماذا يمثل السوق الشعبي لك ولزملائك؟

- السوق الشعبي ليست مصدر رزق فحسب، فمعظم الباعة فيها من المتقاعدين فهي المتنفس لنا فضلاً عن أننا عائلة واحدة فيها، فأنا وكثير من زملائي في السوق الشعبي نحلم بأن يتم إعادة بناء السوق وضمان الأمن والسلامة فيه وأن تكون على غرار سوق المباركية في الكويت أو سوق واقف في دولة قطر ولكن بنفس وروح بحرينية أصيلة.