العدد 2479 - السبت 20 يونيو 2009م الموافق 26 جمادى الآخرة 1430هـ

ضرورة مشاركة جميع الأطراف في التغيير

المحفوظ في مؤتمر «أمل» التداولي الثاني:

دعا الأمين العام لجمعية العمل الإسلامي الشيخ محمد علي المحفوظ الحكومة والجمعيات السياسية وجميع قوى المجتمع إلى العمل المشترك من أجل التغيير. جاء ذلك في كلمته التي ألقاها أمس (الجمعة) في المؤتمر التداولي الثاني لجمعية العمل الإسلامي (أمل) تحت شعار «حان وقت التغيير» في جمعية المهندسين البحرينية في الجفير. وأضاف «نحن نطمح إلى التغيير الذي يشترك فيه الجميع، وتنصهر فيه الدولة مع الناس حتى لا يعود هناك من مميز بين مسئول ومواطن، ويرى الناس أنفسهم سواسية أمام القانون والأرض والساحل وأمام بعضهم البعض».


«الجمعيات الست»: حان الوقت لوطن بلا عنف ولا عنف مضاد

المحفوظ: نحن بحاجة إلى تغيير تشارك فيه جميع الأطراف

الجفير - عبدالله الملا

دعا الأمين العام لجمعية العمل الإسلامي الشيخ محمد علي المحفوظ الحكومة والجمعيات السياسية وجميع قوى المجتمع إلى العمل المشترك من أجل التغيير.

جاء ذلك في كلمته التي ألقاها أمس (الجمعة) في المؤتمر التداولي الثاني لجمعية العمل الإسلامي (أمل) تحت شعار: «حان وقت التغيير» في جمعية المهندسين البحرينية بالجفير.

وقال المحفوظ: «كما أكدنا دائما أن الديمقراطية الحقيقية لا تكون من دون حق التنوع والاعتراف بالآخر، ولا يمكن لهذا الحق أن يلغى، ولا يمكن أن نعطي الفضل لأي إنسان عن أخيه إلا بما فضل الله عز وجل، ولا يمكن أن نحقق ديمقراطية حقيقية من دون نظام عادل، ولا يمكن أن نؤسس لنظام ديمقراطي من دون شراكة. ولا يمكن أن تتحقق ديمقراطية حقيقية من دون مساواة بين الناس واحترام للحقوق. ولا يمكن أن تتأسس الشراكة من دون توزيع عادل للثروة واحترام حقوق الإنسان».

وأضاف «نحن نطمح إلى التغيير الذي يشترك فيه الجميع، وتنصهر فيه الدولة مع الناس حتى لا يعود هناك من مميز بين مسئول ومواطن، ويرى الناس أنفسهم سواسية أمام القانون والأرض والساحل وأمام بعضهم بعضا. أما إذا تمايز الناس وإذا تفاضل الناس، فإننا سندخل دائما في حالات من الجدل. نحن بحاجة إلى حالة جمعية ينصهر فيها الناس جميعا حتى لا يبقى هناك مجال للتمييز بين مسئول ومواطن».

ونوه «ينبغي أن يبقى حق الإنسان المعدم هو المحفوظ في الديمقراطيات، وهذا لا يعني أن الديمقراطية للضعيف فقط من دون القوي ولكن ينبغي أن نحسب حسابات هذا الضعيف لكي لا تكون الديمقراطيات في أوطاننا هي ديمقراطية النخبة، إننا بحاجة اليوم إلى أن نرفع هذا الشعار من دون تحسس، ونحن في جمعية العمل الإسلامي لا نطرح هذا الشعار بشكل منفرد، بل نفتح النافذة لنعمل جميعا في وطننا نحو التغيير، فهل هذا الحال يعجبنا اليوم حيث لم تتبقَّ من سواحلنا مساحة تتجاوز 3 في المئة، ويبقى الناس يترنحون أمام علاوة الغلاء التي تأتي أو لا تأتي، ونعيش على وقع التمييز الطائفي، وهل تفاهمنا على البرلمان أو الشورى أو التجنيس.

هذا الشعار مفتوح لنا جميعا، الحكومة والشعب والجمعيات وأهل الاختصاص لنعمل جميعا لنصل إلى إنجاز يستطيع الناس أن يقتسموه جميعا لكي لا يقال إن أحدا انفرد بالكعكة، إذا كانت هناك كعكة».

وقال الأمين العام لجمعية العمل الإسلامي: «إن التغيير سنَّة كونية، وطموح بشري وإنساني، وعندما نرفع التغيير شعارا فإننا نتبع السنة الكونية. ونحلم بأن نحقق الطموحات البشرية، ونعمل على الارتقاء بأنفسنا ومجتمعنا إلى الأفضل، فمن لا يتغير إلى الأفضل فإنه يتوقف في مكانه ومن يتوقف في مكانه فإنه يرجع إلى الوراء ولا يحافظ على موقعه».

وتابع»إن علينا أن ندرك حجم التحديات العالمية التي نواجهها اليوم، وأن ندرك حجم الأزمات التي تعصف ببلادنا، ولذلك فإن من العقل والحكمة أن نرفع شعار: «حان وقت التغيير» من أجل الانطلاق نحو غد مشرق تسود فيه العدالة والمساواة وتعزز فيه تساوي الفرص واحترام حقوق الإنسان. وعلينا كمجتمع أن نعمل على صناعة التغيير وذلك من خلال امتلاك الإرادة الحرة المستقلة التي تعزز قدرات الإنسان، وهذا لن يتحقق إلا برفع سياسة التكميم من خلال القوانين أو المال السياسي أو القيود أو من خلال الاستقطاب الذي يحصل يوميّا في ساحتنا، كما أن الإرادة لن تولد إلا من خلال استنهاض الهمم والعقول. وإذا كنا جادين في التغيير فعلينا أن نمتلك مثل هذه الإرادة، هذه الإرادة التي غيبت لأسباب عدة وبقيت مقيدة من خلال القيود السياسية والاجتماعية. وفي ذلك تقييد للإرادة والعقل، فنحن نطمح إلى الصعود إلى القمة، ولا نود أن نعيش في أية حفرة إلا حفرة الإنسان التي تكون راحة الإنسان من حياته، ومن يمتلك الإرادة لن يموت، والمجتمعات الحية لا يمكن سلب إرادتها، وأما المجتمعات الميتة فعليها أن تراجع حساباتها».

وقال: «نحن أمام مشروع التغيير، أو شعار التغيير، ونحن بحاجة إلى رؤية المشروع، وانظروا إلى التمايز الكبير بين مجتمعات متقدمة تقدم الكثير كل يوم مهما اختلفنا معها، ولربما تقدم الجديد ليس على مستوى الغذاء والبطن بل على مستوى الأفكار، فكيف تستطيع الولايات المتحدة أن يتحدث على لسانها رجل أسمر اللون ويتحدث عن التغيير ويقود حملة للتغيير فيغير الفكرة والنظام والثقافة ويصبح أول رجل ملون يصل إلى سدة الحكم في أقوى دولة في العالم وأسوأ دولة محتلة في العالم».

وتساءل المحفوظ «كيف يمكن لمجتمع فتي جمع من كل مكان أن يصل إلى ما وصل إليه، ولكن تبقى أميركا هي التي تقدم الجديد على مستوى الدولار والاستعمار، واليوم على صعيد السياسات».

من جهته، قال النائب جواد فيروز في كلمة الجمعيات السياسية الست: إن «ذكر الشهداء والمناضلين القريبين منا جدّا، ومن مات منهم من الذين قدموا الغالي والنفيس من أجل الدين والوطن ولتحقيق العدالة والمشاركة السياسية وصنع القرار واجب علينا، ونحن نؤكد التغيير في هذا الوطن الذي يصر شعبه على استمرار النضال من أجل نيل الحقوق بكل الوسائل السليمة التي تكفلها الدساتير والقوانين العادلة. في فترة العمل السياسي السري في الداخل كما في الخارج في الحقبة الماضية، وفي العمل السياسي الحاضر وعلى رغم الصعوبات التي توضع أمام طرق الإصلاح، كنا ولانزال ننشد التغيير».

وأوضح «بعد كل هذه التضحيات وكل هذا العمل الدؤوب والمضني من جميع المناضلين على هذه الأرض الغالية الذين يشكلون قوة تسعى إلى رفعة العمل والارتقاء به، فقد حان وقت التغيير الذي لا مناص منه والذي سيشمل أهم ملفاتنا السياسية... لقد حان وقت التغيير لمنح المجلس المنتخب جميع الصلاحيات، ولقد آن الأوان للحكومة أن تصلح الدوائر الانتخابية المجحفة وتلغي المراكز الانتخابية العامة، وحان الوقت للحكومة لنبذ سياسة التمييز بين المواطنين واعتماد معيار المواطنة، وحان الوقت للتغيير من أجل الإصلاح السياسي وتشارك كل القوى في العمل السياسي الوطني من أجل البناء ومحاربة الفساد».

وبيَّن «لقد حان الوقت لوقف التعذيب والتنكيل بالمواطنين والاعتراف تحت وطأة التعذيب، وقد حان الوقت للإفراج عن جميع المعتقلين في مخالفة واضحة للعفو الملكي الأخير. وقد حان الوقت لأن تحترم القوى الأمنية حق الاحتجاج السلمي. لقد حان الوقت لتعاطي القوى السياسية المعارضة مع بعضها بعضا، وعلى هذه القوى أن تترك الانشغال في الاحتراب الداخلي وتوحد الجهود في صف واحد لتجاوز العقبات الكبيرة التي تضعها الحكومة في كثير من القضايا».

وقال: «لقد آن التغيير لوطن لا تلجأ فيه أية جهة للعنف ولا العنف المضاد، في وطن تخلو فيه السجون، وفي وطن تضع فيه الحكومة ضمن أولياتها المواطن المخلص، ولا تعمل على استبداله بشعب آخر من مختلف بقاع الأرض».

وفي كلمة اللجنة المنظمة قال المدير العام للمؤتمر الشيخ عبدالله الصالح: «كلنا قرأ الآية الكريمة «إن الله لا يُغيِّر ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم» (الرعد: 11) عشرات المرات وكلنا استشهد بهذه الآية، وكلنا حاول أن يبث روح التغيير في مناسبات كثيرة، ولكن هل فكرنا في هذه الآية وما تعنيه، وهل تدبرنا فيما ترمي إليه هذه الآية وأن نطبق الآية على أنفسنا، وهل سألنا أنفسنا لماذا لا نتغير ويتغير المجتمع من حولنا؟ وعندنا جميعا استعداد لأن نتهم الجميع إلا أنفسنا فنحن نبرئها، ودائما كل ما يصيبنا سببه كل شيء إلا أنفسنا وذواتنا. إذا أخفق طالب في النجاح كان الجواب الأسئلة صعبة والمناهج غير متوازنة وإلى آخره من تلك التبريرات، ولكن المبرأ الوحيد هو أنفسنا نحن».

وأضاف «إن الظروف المحيطة بنا لها تأثير كبير فينا، لكن نفوسنا بأيدينا نحن، ونستطيع أن نغير الكثير في هذه الحياة وقد أتاح لنا الله ذلك، وجعلها أقوى من أي عامل آخر، والفرق بين الناجحين والفاشلين ليس سوى قرار يتخذه الإنسان ويعمل من أجله، قرار بتغيير النفس وتكييفها بمتطلبات المرحلة وظروف المهمة المناطة بي، فالناجح قرر الحركة وتحرك فحقق النجاح، والآخر بقي مكانه فكان فاشلا».

وتساءل: «لماذا ننتظر التغيير من الآخرين وهو في أنفسنا وأيدينا؟ لماذا ندع الآخرين يقررون عنا وكما نشتهي نحن. فلنصارح أنفسنا، ولذلك فقد بدأ التغيير وعلو الموج لا يمكن أن يوقفنا. إن التغيير آت لا محالة، وهو قريب منا، ولكن نحن جميعا نأمل أن تحصل عملية التغيير بصورة طبيعة لا بعملية قيصرية، وإذا كان التغيير بعكس ذلك فإنه لن يكون من مصلحة الجميع».

ولفت إلى أن التغيير المنشود يجب أن يكون تغييرا إلى الأفضل ولكن ليس كل تغيير هو المطلوب بل التغيير إلى الأفضل، ويفترض بنا كشعب مؤمن بقيمه وبجمعية، قد تجاوزنا مرحلة المراهقة، ولذلك لا نقبل تغييرا ضد دين الله وشرائعهم، ولا نقبل تغييرا لا يجلب السعادة لأبناء الشعب، ولا نقبل تغييرا لا يقوم على أساس العدل. المطلوب منا جميعا اليوم هو أن نساهم في صياغة عقولنا ونفوسنا لبناء الوطن والمواطن النموذج. المطلوب منا هو إرساء أسس التعاون والفاعلية في المجتمع. والمطلوب منا هو إرساء أسس الشراكة الواضحة القائمة على تساوي الفرص والقائمة على الكفاءة. حان وقت بناء المواطن الفاعل وحان وقت التغيير القائم على العدالة والمساواة.

العدد 2479 - السبت 20 يونيو 2009م الموافق 26 جمادى الآخرة 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً