العدد 3615 - الإثنين 30 يوليو 2012م الموافق 11 رمضان 1433هـ

التدريس في الثانوية وعبدالملك أثرا في حياتي وصفعة المدرس لا أنساها

«الوسط الرياضي» يوثق تاريخ الرياضة البحرينية (8)

يسعى «الوسط الرياضي» منذ عدة أعوام، في شهر رمضان الكريم، طرح لقاءات حوارية مع قيادات رياضية، لعبت دوراً بارزاً في صناعة صرح الرياضة البحرينية . بهدف المساهمة في توثيق الرياضة البحرينية، وحفظ سجل هذه الشخصيات الرياضية. وحينما سعينا للقاء شخصية هذا العام التي تألقت وبرزت في مجال التربية الرياضية المدرسية، وتميَّزت بأنَّها أول شخصية بحرينية تتخصص في علوم التربية الرياضية وتحصل على شهادة البكالوريوس من معهد التربية الرياضية بالقاهرة، ويتبوأ مديراً لإدارة التربية الرياضية والكشفية والخدمات الطلابية مدة 27 عاما. كان الهدف منه توثيق تاريخ الرياضة المدرسية. التي كانت يوماً ما تمثل القاعدة التي انطلقت منها جميع الألعاب. إلا أنَّنا وجدنا في شخصية محدثنا جاسم محمد أمين واجهة تاريخية بارزة، نطل منها على تاريخ الرياضة البحرينية، بعد أن شارك مع أوَّل وفدٍ كروي توجه إلى المكسيك لتقديم عضوية البحرين في «الفيفا» العام 1986 وترأس أول لجنة تشرف على تنظيم لعبة كرة السلة العام 1967، بجانب حضوره الكبير في مجال التربية الرياضية كمدرس وموجه ومراقب ومدير للإدارة... لذلك كان لنا معه هذا الحوار المتشعب الذي أرَّخ للعديد من الألعاب الرياضية.


أمين يشرف على تدريب رياضة الملاكمة في مدرسة المنامة الثانوية عام

الوسط - عباس العالي

نطالب محدثنا بأن يعود بذاكرته إلى اللحظات المهمة التي عاشها في فترة النصف الثاني من ثمانينات القرن الماضي بعد أن رجع من القاهرة حاملا أول شهادة بكالوريوس للتربية الرياضية، وهي الفترة التي بلورت بشكل كبير شخصيته الاجتماعية والرياضية.

يقول محدثنا، بأن هناك محطات صقلت شخصيته وأعطته دافعية والتعامل مع الحياة بواقعية أكثر ما كان عليه حينما كان طالبا بمدرسة الثانوية ونجما لفريق كرة السلة بمنتخب المعارف، ثم طالبا بمعهد التربية الرياضية وحصوله على بعثتين دراسيتين من البحرين والقاهرة جعلته يعيش في بحبوحة من العيش لم يكن يحلم بها!، فبعد العودة إلى البحرين وتعيينه مدرسا بمدرسة المنامة الثانوية إحدى اكبر مدرستين في البحرين، تفوقت -في تلك الفترة- المنامة الثانوية على مدرسة الهداية الخليفية بالمحرق بإنجازاتها الرياضية المتعددة، وكان طالب المرحلة الثانوية -آنذاك- ذا شأن كبير، لان المتخرج من هذه المرحلة ينخرط في مجال العمل وتكوين مستقبله، إلا من القلة القليلة التي تتاح لها فرصة تكملة الدراسة الجامعية في الخارج، وكان لاعب المدرسة الثانوية نجما في فريقه ومعروفا في المجتمع الرياضي آنذاك، وكانت البداية الحقيقية من هذه المدرسة.

فحينما وجد مدير المدرسة المربي الفاضل عبدالملك الحمر في محدثنا الطموح والإصرار على العمل المتواصل، اجتمع به وقال له: «المدرسة بحاجة إلى مسئول عن المكتب الرياضي، يهتم بالنظام في المدرسة أثناء الفسحة وقبل طابور الصباح، ويشرف على عمل مدرسي التربية الرياضة، وقد وجدت فيك ضالتي، ومن اجل ذلك سأعينك مسئولا عن مكتب التربية الرياضة والإشراف على النظام في المدرسة مقابل تقليص عدد الحصص التي تدرسها».

يقول محدثنا: «أتاحت لي هذه المسئولية ضبط النظام في المدرسة ولكن أثناءها وقعت لي قصة طريفة جدا لا أنساها، ففي الفسحة كان الطلبة يتهافتون على «المقصف» لشراء السندويشات والمرطبات، وتحدث فوضى بسبب ذلك، فاضطررت إلى رسم خط ابيض من الجير في الأرض أمام المقصف، وطلبت من الطلبة أن يسيروا داخل الخط بشكل منتظم قبل الوصول للمقصف وذلك من اجل القضاء على التدافع بين الطلبة وحفظا للنظام، والطالب غير المنتظم ينال عقابه.

وفي إحدى الفسح وجدت أحد الأشخاص مندفعا من خارج الطابور لابسا قميصا اخضر محاولا الوصول للمقصف طلبا للأكل، فذهبت إليه في غضب ووجهت له لطمة من الخلف ناهرا إياه لهذا التصرف، وحينما استدار الشخص اكتشفت بأنه احد المدرسين العرب الجدد الذي حضر حديثا للبحرين، فاعتذرت له بلباقة وسط ضجيج ضحك الطلبة وكانت من بين النوادر التي لا أنساها في مرحلة التدريس.

العدد 3615 - الإثنين 30 يوليو 2012م الموافق 11 رمضان 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً