يوماً بعد آخر تزداد الهوة والفجوة بين كرتنا وبين أقرانها في القارة الآسيوية وخصوصاً مع زيادة المعايير الاحترافية التي وضعها وما زال يضعها الاتحاد الآسيوي لكرة القدم للاتحادات الأهلية لتطبيق مشروع أو منظومة الاحتراف الكروي والذي بدأ منذ ما يزيد على الخمس سنوات.

الاجتماع الأخير الذي عقد في العاصمة الماليزية كوالالمبور مقر بيت الكرة الآسيوية وأطلق عليه اجتماع كرة القدم للمحترفين وتم خلاله مناقشة الكثير من الجوانب والنقاط والأفكار ولعله خرج بقرارات جديدة أبرزها على الإطلاق تلك المتعلقة بمعيار الملاعب.

وما هو معروف بأن الاتحاد القاري وضع لجنة خاصة مهمتها معاينة وتفتيش مدى جودة الملاعب التي تقام عليها مباريات بطولاته ومسابقاته وكذلك المباريات الدولية الخاصة بالمسابقات، وخلال الاجتماع الأخير أقرت اللجنة رفع معدل معيار الملاعب من 50 نقطة لتكون 140 نقطة، وفي معيار آخر خاص بالأندية ومدى اتجاهها للاحتراف من استقلالية لتصل نسبته إلى 200 نقطة، وفي المعيار الأخير والمتعلق بالمستوى الفني للمسابقات المحلية في كل دولة أو اتحاد تم رفعه بنسبة تصل إلى 100% وبذلك يكون المعدل 200 نقطة.

3 معايير من أهم وأبرز البنود التي ترتكز عليها منظومة الاحتراف، ولو قارنا كل معيار منها بما هو موجود لدينا هنا في البحرين لخرجنا بنتائج ربما تسبب «صدمة وأمراضاً نفسية»، ولتأكد لنا بما لا يدع مجالا للشك أننا نعيش في عصور غير تلك التي يعيش فيها أقراننا سواء على المستوى الإقليمي أو القاري.

ولو أخذنا على سبيل المثال معيار الملاعب فإننا بالكاد نستطيع تنظيم دورة إقليمية مثل الخليج يستطيع ملعبان أن يستوفيان شروط الاستضافة «بمكياج» المجاملة طبعا، وفي المعيار الثاني وهي الأندية فإننا بحاجة ربما لعشرات السنين من أجل استيفاء هذا المعيار خصوصا أن أشقاءنا الذين سبقونا في هذا المسار وعلى رغم كل ما يملكونه من قدرات وإمكانيات مالية وإعلامية وتسويقية واقتصادية وجميع الجوانب الأخرى المتعلقة بالمنظومة فإنهم بالكاد وضعوا لبناته الأولى.

المعيار الثالث المهم بحسب لجنة الاحتراف الآسيوية يتعلق بالمسابقات المحلية وتحديدا مسابقة الدوري والمستوى الفني، وبنظرة فاحصة ودقيقة فإن حال هذه المسابقة ومنذ ما يقارب من 10 سنوات وهي في تراجع مستمر، وسيزداد التراجع خلال السنوات المقبلة والسبب يعود لقلة الإمكانيات والقدرات وتركزها في ناديين بالكثير.