لا أعتقد أنَّ جماهير النادي الأهلي قد مرُّوا بحالة من (الألم) بقدر ما مروا بها عند هبوط فريقهم لكرة القدم لدوري الدرجة الثانية للمرة الأولى في تاريخه، وصحيح أن فريقهم لم يحقق بطولات كثيرة طيلة تاريخه الكروي إلا أنه يبقى قطباً كروياً شامخاً في الكرة البحرينية، وهذا أمر لا يختلف عليه اثنان بالتأكيد، فهبوط الأهلي كان غريباً للغاية، إذ لم يعهد أحدٌ على مشاهدة الكرة الصفراء في الدرجة الثانية مطلقاً كون هذا الهبوط هو الأول في تاريخ النادي، وبالتالي بغض النظر عن الأسباب فإن الهبوط يُعتبر أمراً لافتاً ولكن بالسلب لا بالإيجاب، وهو وضع لم يكن يتمناه عشاق القلعة الأهلاوية، بل وحتى الكثير من عشاق الأندية المنافسة أكدوا لي شخصياً عدم رضاهم عن هبوط الأهلي، كون دورينا في الأصل (ميت)، وسقوط النسور قد حفر القبر لهذا (الميت)!.

بعد كل ما حصل، والتسليم بأن الأهلي قد هبط على رغم أن الكثير لم يكونوا مصدقين في البداية، كنا نتوقع نحن كإعلاميين وأيضاً متابعي الكرة البحرينية أن يشهد النادي الأهلي (انتفاضة) لم تحصل من قبل إطلاقاً، حتى تتم إعادة الأمور لمجاريها كون ما حصل ليس بالأمر السهل، وهذا ما هو مفترض أن يحصل ويحدث، ولكن وبحسب وجهة نظري فإن ردة الفعل الأهلاوية لم تكن بقدر هذا الهبوط التاريخي الأول في التاريخ الأصفر.

صحيح أن رئيس جهاز كرة القدم الحالي عبدالعزيز بوخمسين الذي تم انتخابه مؤخراً لعضوية مجلس الإدارة في اجتماع الجمعية العمومية (الضعيف للغاية)، صحيح أنه يبذل كل ما بوسعه من أجل وضع الفريق الأصفر في حالٍ جيدة بالموسم المقبل، لكنه بالتأكيد لن يتمكن من قلب الأمور إذا ما كان (يصفق) لوحده من دون وجود دعم ومساندة حقيقية من كل الأهلاويين وبالذات من مجلس الإدارة الذي يبدو أنه لم يتعلم إلى الآن من أخطائه السابقة، وكأنه هو الذي على حق والبقية على خطأ.

كرة القدم تتطلب اهتماماً ودعماً أكبر، فالأهلي عاجز إلى الآن عن التعاقد مع لاعبين للفريق الكروي وحتى عن استعادة الطيور التي هاجرت الموسم الماضي ولأسباب أغلبها مالية، بينما في الوقت نفسه يُفاوض لاعبين بألعاب أخرى بمبالغ كبيرة، والكل يعرف أن الأهلي منافس في اغلب الألعاب الجماعية التي تتطلب دعماً كبيراً كذلك، ولكن كرة القدم يبقى لها نصيب الأسد من المتابعة كونها (واجهة النادي)، والوضع إذا ما استمر على ما هو عليه، فشخصياً لا أتوقع أن يعود الأهلي لدوري الكبار، وهذا ليس من باب (الشؤم) على الأهلاويين، ولكن حقاً الوضع يحتاج إلى (فزعة)!.