زار نائب رئيس مجلس الوزراء سمو الشيخ علي بن خليفة آل خليفة المجلس الرمضاني لوزير التربية والتعليم ماجد النعيمي، حيث أكّد خلال زيارته أهمية مثل هذه المجالس في تعزيز الروابط المجتمعية وتقوية أواصر اللحمة الوطنية وترسيخ العادات الاجتماعية التي تربّت عليها الأجيال المتعاقبة وتنبثق من قيمنا العربية والإسلامية الأصيلة.
كما زار المجلس رئيس مجلس النواب خليفة الظهراني وعدد من الوزراء والنواب وأعضاء مجلس الشورى وكبار المسئولين في الدولة وأصحاب الأعمال وأعضاء مؤسسات المجتمع المدني والأكاديميين والإعلاميين.
وضمن المناقشات التي شهدها المجلس دار الحديث عن العديد من الأمور وبشكل خاص الجوانب التعليمية ومنها مناقشة أهم ما تم تحقيقه من نتائج على صعيد تطبيق برنامج تحسين أداء المدارس.
وبين وزير التربية والتعليم الخلفية التاريخية للمشروع، حيث أوضح لحضور المجلس أنّ برنامج تحسين أداء المدارس انطلق منذ العام 2008م بعشر مدارس حكومية، وتوسعت الوزارة في التنفيذ حتى نهاية العام الدراسي المنقضي ليشمل التحسين مئة مدرسة، وسيتمّ تعميمه على جميع المدارس الحكومية في العام الدراسي المقبل 2012/2013م.
وردّاً على استفسار عدد من حضور المجلس عن كيفية متابعة أداء المدارس ومساعدتها على الالتزام بمتطلبات البرنامج، أشار الوزير إلى أنّ الوزارة خصصت فرقاً للدعم، يتألف كل فريق من رئيس مدارس وثلاثة اختصاصيين تربويين واختصاصي خدمة مجتمع وأربعة من اختصاصيي الإشراف التربوي في المواد الأساسية، بالإضافة إلى شريك التحسين، ويقدم هذا الفريق الدعم والمساندة اللازمة لتطبيق وتنفيذ مشاريع التحسين في المدارس، كما أن هذا الفريق يقوم بمساعدة المدارس في إعداد الخطط التشغيلية المبنية على توصيات هيئة ضمان الجودة من قبل المدارس التي يتم زيارتها زيارة مراجعة، لجعل المدارس تركز على تنفيذ التوصيات بهدف الارتقاء بمستوى أدائها ومتابعة تنفيذها، كما يقوم الفريق بمتابعة الانجازات المتحققة في المشاريع، وإجراء التقييم الذاتي وفق مجالات مشروع المدرسة البحرينية، ما انعكس على الدرجة التي تم رصدها لبعض المدارس بعد قيام وحدة مراجعة أداء المدارس لتهيئة ضمان جودة التعليم والتدريب بزيارة تلك المدارس، سواء كانت مراجعة أو زيارة متابعة، حيث لوحظ أن بعض المدارس حققت نتائج مشرفة، بدليل ارتفاع عدد المتفوقين في المرحلة الثانوية هذا العام ليصل إلى 500 متفوق ومتفوقة بزيادة بلغت نسبتها 13.8 في المئة عن العام السابق.
وعن استعدادات الوزارة لتعميم برنامج تحسين أداء المدارس ليشمل جميع المدارس خلال العام الدراسي القادم قال الوزير انّ الوزارة خلال السنوات الماضية قامت بتهيئة المدارس التي لم تطبّق برنامج التحسين من خلال إعداد برنامج متكامل لنشر ثقافة البرنامج حتى تكون مستعدّة لتطبيقه، كما قامت بعقد دورات مكثفة لتدريب المعلمين في هذه المدارس على الإستراتيجيات الحديثة للتعليم والتعلّم وعقد دورات تدريبية للقيادات العليا والوسطى، بالإضافة إلى توفير جميع الاحتياجات البشرية لهذه المدارس قبل بداية العام الدراسي المقبل.
واستشهد الوزير في سياق حديثه عن نتائج برنامج تحسين أداء المدارس بمدرسة المحرق الثانوية للبنات التي كانت أوّل مدرسة يتم تطبيق البرنامج بها في العام الدراسي 2008/ 2009م، وساهمت مشاريع التحسين التي نفذتها المدرسة خلال الأعوام الأربعة السابقة في تحقيق طموحاتها البعيدة التي كانت تسعى دائماً للوصول إليها، وتمكنت من تحويل نفسها من مدرسة ثانوية إلى مؤسسة تعليمية متكاملة يتكلم جميع منتسبيها بلغة واحدة متناغمة فيما بينهم في ضوء رؤية ورسالة وخطة إستراتيجية محكمة وطموحة، وهذا ما جعلها من المدارس الثانوية النموذجية المتميزة التي حصلت على تقدير ممتاز في جميع بنود ومعايير تقييم هيئة ضمان جودة التعليم والتدريب، وأصبحت هي أول مدرسة ثانوية بالبحرين تحصل على هذا التقرير على مستوى المدارس الثانوية لعام 2010/2011م.
وحين سأل أحد أولياء الأمور من حضور المجلس عمّا إذا كان برنامج تحسين أداء المدارس مقتصراً على المرحلة الثانوية أجاب الوزير بأنّ البرنامج يشمل جميع المراحل الدراسية، ولقد تمّ تطبيقه حالياً في 100 مدرسة وسيتم تعميمه على جميع المدارس والمراحل الدراسية في العام الدراسي المقبل. واستشهد الوزير على ذلك بمدرسة الحدّ الابتدائية للبنين التي ساهم تطبيق برنامج تحسين أداء المدارس بها في ارتفاع معدّلات نتائج الطلبة في الاختبارات الوطنية.
كما ارتفعت نسب النجاح لطالبات في الحلقات الدراسية الثلاث بمدرسة جو الابتدائية الإعدادية للبنات في ظلّ تطبيق برنامج تحسين أداء المدارس، وحدث تحسّن ملحوظ في سلوك الطالبات بعد أن كانت المدرسة سابقاً تعاني من المشكلات السلوكية، وساهم البرنامج كذلك في زيادة التواصل بين أولياء الأمور والمدرسة حيث حرصت مدرسة جو على تشجيع أولياء الأمور على التواصل مع المدرسة من خلال التواصل عبر sms واللقاءات التربوية المفتوحة التي تعقدها المدرسة مع أولياء الأمور بشكل مستمر واليوم المفتوح وعبر مجلس الأمهات الذي يعد حلقة وصل بين أولياء الأمور والمدرسة فتتم فيه مناقشة المستجدات وطرح المشكلات وعرض الاقتراحات التي تقوم مدرسة جو دائما بأخذها في الاعتبار والعمل على حل المشكلات.
الإدارة التفويضية بالمدارس
وأضاف الوزير أنّ برنامج تحسين أداء المدارس كان له أثره في دورة العمل داخل المدارس أيضاً، وهذا ما أكّدته التقارير الواردة من الميدان ومنها على سبيل المثال مدرسة مالك بن أنس الابتدائية للبنين التي أسهم البرنامج في نقل العمل من الطريقة القديمة القائمة على المركزية في إدارة العمل المدرسي، إلى التفويض الذي يتقاسم فيه المدير مع شركائه في العمل وهم المدير المساعد والمعلمين الأوائل والمشرفين كقيادة وسطى فاعلة في دورة العمل المدرسي، وأصبح يحكم تسيير العمل خطة إستراتيجية قائمة على رؤية واضحة ورسالة تهدف إلى تحقيقها على أرض الواقع، وأصبح يدير المدرسة فريق متكامل من الكفاءات التي تعتمد عليها المدرسة في تطوير كفاءتها، وهذا ما شهدت به هيئة ضمان الجودة في زيارتها الأخيرة للمدرسة وأسهمت هذه المشاريع في زيادة مستوى التواصل بين المدرسة والمجتمع المحلي، وذلك بدءًا بالمساهمة في وضع رؤية ورسالة المدرسة، ومن خلال مجلس اباء تشاوري، ومن خلال لقاءات أسبوعية مكثفة لقيت استحسان أولياء أمور الطلبة، ما أسهم في حل مشاكل الكثير من الطلاب، ودفع عجلة التحصيل الدراسي لدى بعض الطلبة المتعثرين، ما أكسب المدرسة سمعة طيبة في المنطقة وأثر على زيادة إقبال المجتمع المحلي على التسجيل بالمدرسة، حتى من المجمعات السكنية غير التابعة للمدرسة .
وردّاً على سؤال أحد الحضور عن دور برنامج تحسين أداء المدارس في تحقيق الانضباط الطلابي أجاب الوزير بأنّ ضبط السلوك الطلابي في المدارس أولوية في برنامج التحسين، لأنّ انشغال المعلّم بضبط الطلبة داخل الصف يكون على حساب الإدارة الصفية ومتابعة الطلبة والالتزام بالخطة الدراسية.
واضاف انه بحسب الزيارات التي قام بها المسئولون ولجان المتابعة بيّنت أنّ هناك تحسّناً كبيراً في السلوك الطلابي في الكثير من المدارس التي كانت تعاني من ذلك، ومنها على سبيل المثال مدرسة أبوصيبع الابتدائية للبنين التي كان السلوك الطلابي فيها معوقاً كبيراً لأي تقدم في الأداء، ولكن بعد تطبيق برنامج تحسين أداء المدارس ساهم البرنامج في تثبيت السلوكيات المرغوبة وتعديل السلوكيات غير المرغوبة ووضع الإجراءات الوقائية اللازمة للحد من السلوكيات الخاطئة، ما ساعد المعلمين على أداء دورهم داخل الصف.
واوضح النعيمي ان مشروع السلوك من أجل التعلم ساهم في خفض معدل المشاكل السلوكية من 35 في المئة في العام الدراسي 2008/2009 إلى 2,9 في المئة في العام الماضي 2010/ 2011م وهو انخفاض كبير جداً وملموس. كما ساهم برنامج تحسين أداء المدرسة في تحسين نسبة حضور الطلبة إذ بلغت 98.1 في المئة، وقد أصبحت المدرسة أنموذجاً يحتذى في برنامج تعديل السلوك، وقد زارها العديد من الوفود التعليمية من مختلف المدارس والإدارات التعليمية للاطلاع على هذه التجربة الثرية.
العدد 3612 - الجمعة 27 يوليو 2012م الموافق 08 رمضان 1433هـ