قال إمام وخطيب جامع الإمام الصادق (ع) في الدراز، الشيخ عيسى قاسم: إن حماية المواطنين من الاستهداف، وحراستهم جميعاً، وتوفير الأمن لهم، واجب ديني وإنساني وعرفي ودستوري وقانوني على الحكومة، «وعليها الرجوع إلى القانون الذي وضعته بيدها على الأقلّ...، حتّى مع من يُخالف هواها ويُغضبها إن أنكر الظلم وطالب بالحقّ والعدل وضاق بقفص العبوديّة واشتدّ تَوْقه لفضاء الحريّة»، معتبراً أن «الوضع في البحرين لم يبقِ أمناً للمواطنين، وصار النّاس يستشعرون بالاستهداف العامّ الذي يلاحقهم ليلاً ونهاراً».
ووصف قاسم، في خطبته أمس الجمعة (27 يوليو/ تموز 2012) الأمن في البحرين بأنه «مفقود»، مبيناً أن «المواطن فيه ذكراً كان أو أنثى غيرُ آمنٍ على نفسه، لا في شارع ولا في زِقاق ولا في منزله ومأواه، لا في ليل ولا نهار، وما الذنب؟ الذّنب أنْ ضجّ النّاس من الظلم، أنِ استغاثوا من السياسة الجائرة، أنْ طالبوا بحقوقهم وبكرامتهم».
وأضاف «كيف يأمن المواطنون وما تمّ اقتحامه من بيوت المسالمين منذُ بداية شهر يونيو أكثر من 270 بيتاً؟ ليتحوّل جوّها إلى جوٍّ مرعبٍ للكبير والصغير».
ورأى قاسم أن مثل هذا الواقع لا ينفع معه إلا الحلّ الذي يعطي للشّعب اعتباره، ويعترف له بحقوقه ويُبوئه موقعه وينهي مأساته ويحمي حقّه وكلمته، «ويكفيه من مضاعفة تضحياته وآلامه ومتاعبه بين الحين والحين والفينة والفينة في جولات متكرّرة من المطالبة الساخنة بالحقوق، والمقاومة من أجل تصحيح الوضع والخروج من مأزق الفساد الذي تتعاظم موجاته وتغرق هذا الوطن من فعل السياسات الظّالمة».
من جهته، أكد إمام وخطيب جامع مركز أحمد الفاتح الإسلامي الشيخ عدنان القطان أنه «لو أخرج الأغنياء زكاة أموالهم لما رأينا فقيراً ولا مسكيناً، ولا جائعاً ولا عارياً، ولا محروماً ولا محتاجاً في ديار المسلمين». وقال القطان، في خطبته أمس الجمعة (27 يوليو/ تموز 2012): «في الوقتِ الذي ترى الدّراسات الاجتماعيّة والاقتصادية أنّ مشكلةَ الفقر معضِلة اجتماعيّة، عجَز العالم المعاصرُ عن حلّها والقضاء عليها، فإنّ علاجَ الفقر في الإسلام له في القرآن العناية البالغةُ، وله من السّنة النبوية الاهتمام البارز، بل إنّ الدراساتِ المنصِفةَ تثبت بكلّ برهان ساطعٍ أنّ الإسلام عالجَ مشاكلَ الفقر بالعلاج الجذريّ الأصيل، المُقامِ على بنيانِ العدل، ومبدَأ التكافُل الاجتماعيّ، بنظامٍ متعدّد الأوجهِ متينِ الأسُس راسِخِ القواعِد شامِل الإصلاح».
وأضاف «مِن هنا جاءت فريضةُ الزّكاة في الإسلام، فريضةٌ معلومة من الدّين بالضّرورة، فرضيتُها ثابتة بالآيات القرآنيّة والسنّة النبوية المتواترةِ، وإجماعِ الأمّة كلِّها، فقد قرن الله تعالى الزكاة في غير ما آية من كتابه بالصلاة».
وأوضح «الزّكاة شعيرة كبيرةٌ وعبادة عظيمة، فريضةٌ دوريّة منتظِمة، دائمةُ الموارد، مستمرّة النفع والمقاصِد، فريضةٌ مقاصِدها إغناء الفقراء وذوي الحاجات، إغناءً يستأصِل شأفةَ العوَز من حياتِهم، ويُقدِرهم على أن ينهَضوا وحدَهم. هي حقٌّ للفقراء في أموالِ الأغنياء، ليس فيها معنًى مِن معاني التفضُّل والامتِنان، وليست إحساناً اختياريّاً، إنّما فريضةٌ تتمتّع بأعلى درجاتِ الإلزامِ الخلُقيّ والشرعيّ». وبيّن إمام وخطيب جامع مركز أحمد الفاتح الإسلامي أن «الزّكاة حقٌّ معلوم، قدّر الشرع أنصبتَه ومقاديرَه وحدودَه وشروطَه، ووقتَ أدائه وطريقة أدائه، حتى يكونَ المسلم على بيّنة من أمره، ومعرفةٍ بما يجب عليه؟ وكَم يجِب؟ ومتى يجب؟ فعلى كلّ مسلم أن يكونَ على بيّنة من تلك الأحكامِ، وعلى درايةٍ بتلك التعاليم عن طريق سؤالِ أهل العلم والاستيضاح من أولي العرفان».
وأفاد «الزّكاة تجِب في الأثمانِ وهما الذّهب والفضّة بأنواعهما، ويلحَق بهما الأوراق الماليّة التي جعلها الناس أثماناً وأقياماً، كما تجب في الخارجِ من الأرضِ مِن كلّ حبّ وثمَر يُكال ويدَّخر، كما تجِب في بهيمةِ الأنعام، وعروض التّجارة وهي كلّ ما أُعِدّ للبيع والاكتساب أيّاً كان نوعُها، سواء كانت من العقارات كالأراضي والدّور أو كانت من غيرها، فإذا حال الحولُ على هذه العروض قوِّمت قيمةَ السوق وأخرَج مالكها زكاتَها من مقدار قيمتِها ربعَ العشر، أمّا من أعدّ عقاراً للإيجار لا للبَيع والاتّجار، فالزّكاة في أجرةِ العقار إذا حال عليها الحول».
ودعا القطان المسلمين كافة وخصوصاً الأغنياء إلى إخراج زكاة أموالهم، قائلاً: «إنّكم في شهرِ رمضان المبارك، شهر ترقّ فيه الطّباع، وتتهذّب فيه النّفوس، وتتحرّك المشاعر الطيّبة، وتحنو إلى الخيرِ النفوس الخيِّرة، وقد اعتاد كثير من المسلمين على إخراج زكاة أموالهم في هذا الشهر الكريم».
إلى ذلك، رأى إمام وخطيب جامع عالي الكبير الشيخ ناصر العصفور أنه «ليس أمام حكومات وأنظمة الدول والبلدان في خضم هذا العالم المضطرب، ودرءاً لمخاطر التدخلات الخارجية، وخصوصاً العالم الثالث ودول المنطقة، التي هي مستهدفة في وجودها واستقلالها واستقرارها، إلا الالتفاف والتلاحم مع شعوبها والاحتماء بها، بتعزيز وحدتها وبنيتها الداخلية الاجتماعية والوطنية، وذلك بالسعي إلى تحقيق تطلعات ومتطلبات هذه الشعوب وحاجاتها الرئيسية والأساسية من بناء وتنمية سياسية واقتصادية بكل أبعادها، وإرساء دعائم العدل الاجتماعي».
وأكد العصفور، في خطبته أمس (الجمعة) أن «الشعوب هي الضمانة الحقيقية وهي الركيزة الأساس التي تستند إليها أمام أي خطر يتهدد وجود ومستقبل هذه الأوطان والبلدان». ونبه العصفور إلى أن «الدول الكبرى الطامعة والقوية، لا تكف عن صناعة الحروب واختلاق الأزمات والصراعات خارج أراضيها وحدودها، وتشعل المواجهات والحروب الباردة والساخنة، لتحقيق مصالحها واستراتيجياتها القريبة والبعيدة، وتخلق أسواقاً لاستهلاك السلاح والمتاجرة به، لإنعاش مصانعها وتجارتها الحربية»، مبيناً أنها «قد تخوض الحروب المباشرة تارة، متى ما تطلب الأمر، وبالوكالة أخرى وإدارة الصراعات من خلف الستار وإغراق الدول في فوضى عارمة، يطلقون عليها مسميات فضفاضة مثل (الفوضى الخلاقة) ولا يعلم أحد كيف يمكن أن تكون فوضى وخلاقة في الوقت ذاته». وأفاد بأن «البشرية على طول تاريخها وعلى مدى الأحقاب الطويلة، عانت أنواعاً وأشكالاً من الحروب المدمرة والقذرة، نتيجة صراعات ونزاعات طويلة عرفها الإنسان، وقل أن تجد ما يطلق عليها حرباً عادلة بكل المقاييس إلا ما ندر، ومن ذلك الحروب الدفاعية أو حروب الاستقلال والتحرير، التي تخوضها الشعوب والدول ضد الاحتلال والتدخل الأجنبي، ومهما كانت الذرائع التي تساق من تجار الحروب لتبرير هذه الحرب أو تلك، فهي لا تخرج عن دائرة الأطماع والمنافع والمصالح السياسية والاقتصادية وغيرها، الآنية والمستقبلية، عن طريق استنزاف الموارد والطاقات الاقتصادية والبشرية، وتكريساً للاستغلال والاستئثار بمقدرات وإمكانات الآخرين واستعبادهم».
وذكر أنه «في دراسة أعدتها إحدى المؤسسات المعنية بالسلام، تبين من خلال أجيال البشر المتعاقبة منذ أكثر من ثلاثة آلاف سنة، لم ينعم إلا عشرة أجيال فقط بالسلام، أي بمعدل عام واحد مقابل ثلاثة عشر عاماً من الحروب والصراعات».
وأضاف «لك أن تتصور حجم الآثار والدمار والأضرار الفادحة التي تخلفها الحروب والصراعات من قتل وتدمير وإفساد للبشر، والحجر وأمراض ومجاعات، وتخلف وأضرار نفسية وأضرار بيئية تبقى آثارها وأضرارها إلى مدد طويلة ولأجيال متعاقبة، وخصوصا في العصر الحديث، وتطور الآلة الحربية وأسلحة الدمار الشامل، وما يمتلكه الإنسان المعاصر من إمكانات حربية هائلة وقدرات متطورة من أسلحة مدمرة فتاكة، كفيلة بأن تدمر الأرض وما عليها مرات ومرات لا تبقي ولا تذر».
من جانبه، اعتبر إمام وخطيب مسجد أبي بكر الصديق الشيخ علي مطر، أن كل مسئول في الدولة «خادم للوطن والمواطنين، ولم يكلف بهذا المنصب إلا لخدمة الناس والتسهيل عليهم»، مؤكداً أنه «يجب على جميع المسئولين من وزراء وغيرهم، التسهيل على المواطنين وقضاء حوائجهم وانجاز معاملاتهم بكل دقة وسرعة».
وأشار مطر، في خطبته أمس (الجمعة) إلى ضرورة مساعدة الفقراء، وتلمّس احتياجاتهم، وخصوصاً في شهر رمضان، داعياً إلى البذل والعطاء «ونحن في شهر الجود والبذل والعطاء علينا أن نبحث عن الفقراء والمحتاجين والأسر المتعففة، ونوصل إليهم زكاتنا وصدقاتنا، وألا ننتظر سؤالهم ومجيئهم إلينا». وقال: «على سائر الجمعيات الخيرية أن تفتش وتبحث عن هؤلاء المحتاجين وتقديم المساعدات لهم، وحفظ ماء وجوههم، لكي لا يضطروا لذل السؤال والطلب، وإعطاء الجميع دون تمييز ولا محاباة، فالأموال التي عند الجمعيات هي أموال المحسنين والمتصدقين، وأنتم أمناء عليها، لأن هناك من يشتكي بأنهم يذلون على أبواب الجمعيات وأن هناك واسطات ومحسوبيات، فاتقوا الله في هؤلاء».
العدد 3612 - الجمعة 27 يوليو 2012م الموافق 08 رمضان 1433هـ
حصاد الاسبوع
تعتبر صلاة الجمعه حصاد الاسبوع يلتقي المسلمون في هذا اللقاء المبارك يستنرون بفكر الاسلام النير لحل قضاياهم ويتخلصون من اسباب الفتن ومايضعف شوكتهم خصوصا المتربصين ومن هنا تبقى خطب الجمعه زادلمن لازادله
يا كثرة العبر و قلة من يعتبر
بسم لله الرحمن الرحيم
ما تم ذكره من قبل الشيوخ الكرام من الطائفتين الكريمتين يعتبرمن الأمور المهمة جداً ,و اشدد على ما ذكره العلامة و المرجع الديني اية الله الشيخ عيسى قاسم حفظه الله و رعاه , فـ الأمان مفقود ! إذا كان من يحمي البلد هو من يزعزع البلد فـ أين الأمان ؟ رفقاً بالفقراء رفقاً بالنساء و الأطفال و الشيوخ , أرحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء .
الشيخ الكريم علي مطر حفظه الله و رعاه ذكر أمر مهم ايضاً لا نرى أي تجاوب من المسؤولين في أكثر المناصب اتجاه المواطنين _أتقوا لله فيما تفعلون