العدد 3611 - الخميس 26 يوليو 2012م الموافق 07 رمضان 1433هـ

البحرين بخير... سمعتوا «زين»؟!

مريم الشروقي maryam.alsherooqi [at] alwasatnews.com

كاتبة بحرينية

رمضان -العيد- المدارس- الكهرباء المتأخّر دفعها- «ماجلة البيت»- الهواتف- بترول السيّارة ولوازمها- قرض البنك- الجمعية- مصروف البيت لشهر، أنسيتُ شيئا! ذكّروني يرحمكم الله، فالبحرين بخير... سمعتوا «زين»؟!

لا تقرأوا ثنايا السطور، فالرسالة واضحة، ولا تحتاج إلاّ إلى الآذان الصاغية، وليست للعيون التي ستقرأها فقط، فالكلمات قد تحتاج إلى أن تُسمع ولا تُقرأ في بعض الأحيان!

حدثتنا إحدى الأخوات تشكو الهمّ الذي يشكوه كثير من المواطنين، ولكنّها بالطبع تشكوه بحرقة، فهي لا تعلم أين تتوجّه لتحل معضلتها، فالديون تراكمت، والزوج أوقفَ عن العمل، والدائن يركض وراءها، ليس واحد أو اثنان، بل كثير منهم يتّصلون يومياً، ويطلبون مالهم، فما قصّتها مع الديون؟! كانت هذه الأسرة كأية أسرة بحرينية، تزوّجت بالدين، اذ لا يستطيع البحريني الزواج بدون دين البنك، ولكأنّه علامة مسجّلة على بحرينيّته، وبها يبدأ حياته، وما هي إلاّ سنوات معدودة، حتى بدأت أحداث 14 فبراير وما تلاها، فأوقف الزوج عن العمل، واعتمدت أسرتها الصغيرة على راتبها الذي لا يتبقّى منه شيء للأمور الحياتية البسيطة، وقد عجزت من الدين ومن القروض، والآن هي تغرق في بحرها، ككثير من خلق الله القاطنين على هذه الأرض. سألتنا ما العمل؟ أتحرق نفسها وتتخلّص من الدنيا؟ أتطلّق من زوجها وتجعله يسافر ويعيش حياته بعيداً عنها وتدمّر أسرتها؟ كيف ستستطيع المضي في هذه الحياة الكئيبة المهمومة التي تزداد يوماً عن يوم؟! هذا حال العديد من الأسر، وليست الأسر التي خسرت وظائفها هي الوحيدة التي تعاني الأمرّين، بل هي تعيش في تعاسة وفقر مدقع، تزيد عن حال الأسر الأخرى التي تحاول العيش وليس الترفّه!

طرحت علينا هذه المرأة المنكوبة سؤالاً، ولم نستطع الإجابة عليه، أين المسئولون عنّا؟! فنحن بسبب الحوادث لم يطلنا خير ولا باطل، ولا نستطيع الحصول على أبسط حقوقنا، ونضيف إلى ذلك إرهاق الحياة، التي أبعدت الضحكة والابتسامة من وجوهنا.

تكلّمنا كثيراً عن مشكلة الديون في أعدادٍ سابقة، ولكن إن لم تُحل هذه المشكلة فإنّها ستؤدّي إلى ازدياد غضب الشارع، فهَمُّ الدين من أصعب الهموم، فأنت تنام ولا تنام حقيقة، لأنّ بالك مشغول بها، وتصحو وتشعر بمرارة الحياة، كصخرة انقضّت على نفسك ولا تذهب عنك حتى في منامك، وتزداد مشاعر الإحباط والغضب، فالراتب لا يكفي المتطلّبات ولا يكفي الحياة الطيبة الهنيئة، وليست المرفّهة.

ندعو الله أن يفرّج همّ الأخت، مع إنّنا نشك بأنّ هناك من يستطيع مساعدتها في سد قروضها، وإرجاع زوجها إلى عمله، ولكنّنا نتمنى ممّن لديه الحكمة، وممّن يرجّح العقل أن يبادر في دراسة الشارع البحريني، ومتطلّبات الشعب البحريني، حتى لا يثور الشارع مرّة أخرى، فتكون ثورته نكبة على الجميع.

اللهم احفظ البحرين وأهلها، اللّهم سد دين كل المدينين، اللهم ارحم أهل البحرين، فإنّهم ضعفاء وأنت القوي، وانصرنا على همومنا الدنيوية ولا تجعلها أكبر همّنا، إنّك سميع عليم مجيب في هذه الأيام المباركة. وجمعة مباركة.

إقرأ أيضا لـ "مريم الشروقي"

العدد 3611 - الخميس 26 يوليو 2012م الموافق 07 رمضان 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 23 | 10:50 ص

      شبعنه قهر

      وزياده على ها الماسي صاروا الأجانب ينافسون المواطن ويضايقونه في رزقه حسبنا الله ونعم الوكيل .

    • زائر 21 | 9:29 ص

      مواطن

      لو هذا المقال في دولة الامارات او الكوين كان من زمان اسقطوا الديون عن المواطنين ولكن لا عجب انت في البحرين كل شي فيها غير .

    • زائر 20 | 7:50 ص

      الحل

      يجب حل المشكلة من جذورها ،اما صدقة من هنا او مكرمة من هناك فهذه ليست حلول ،وكماقال الامام علي عليه "لاتلوم الذي اذا جاع شهر سيفه

    • زائر 19 | 7:40 ص

      أين المسؤلين!!؟؟

      كل ما حدث بعين المسؤلين و قرارات فصل الناس من وظائفهم اتخذت لتأديب الموظفي و أسرهم لكي تصل هذه الأسر لهذه النتيجة.. و لكن الله سيكون في عون المظلوم

    • زائر 18 | 7:38 ص

      الهي

      اللهم انا نشكو اليك فقد نبينا وقلة عددنا وشدة الفتن بنا وتظاهر الزمان علينا فكم يا إلهي من كربة قد فرجتها وهموم قد كشفتها ورحمة قد نشرتها وحلقة بلاءٍ قد فككتها من دعاء الافتتاح الذي يستحب قراءته في كل ليلة من ليالي شهر رمضان.

    • زائر 17 | 7:33 ص

      اشياء لم تذكر

      شكرا للكاتبة على ذكر هموم المواطنين. نعم هناك امور لم تذكيرها منها السكن والامن والبعثات والمداهمات الليلية وجشع التجار والكذب الاعلامي والمحسوبية و و و و

    • زائر 16 | 6:59 ص

      واين الي

      لماذا يابنت الشروقي لا تدعين الجمعيات التي حرضت هذا الاخ لمساعدتة ؟؟؟؟؟؟؟؟؟

    • زائر 14 | 4:46 ص

      يادانة البحرين....

      كل يوم تثبتين أنك وطنية حتى النخاع, واستاذة في كل المواضيع التي تلامس المواطن في الصميم ولسان حال البحرينين أو الناطقة باسمهم وما يدور في خلجاتهم فلك الشكر في هذا الشهر الفضيل .

    • زائر 13 | 3:47 ص

      ما دخل المعارضة في هذه الامور المعارضات في كل العالم تطالب بأكثر مما نطالب به هنا والله تبينا نعيش مثل العبيد طول حياتنا مثل قطيع الغنم والبهايم.
      الله خلق الانسان في حالة من التطور والرقي ومن الناس من ادمن البقاء على العبودية لغير الله.
      من يرضى لفنسه ذلك فهذا شأنه اما نحن فواجبنا وتكليفنا الشرعي الذي نفهمه من الدين بأن نقول الحق ونطالب بحقوقنا حتى لا نأتي يوم القيامة وتكون الحجة علينا لا لنا فنكون عشنا الفقر في الدنيا وفي الآخرة نتحمل مسؤلية الفقر الذي عشناه

    • زائر 12 | 3:10 ص

      (نعم هنا البحرين تقطع الكهرباء عن مواطن ماعنده ياكل..........ديهي حر

    • زائر 11 | 3:10 ص

      هذا الحال الذي تريده المعارضه؟

      الله يفرج هم كل مكروب ولاتحافين يامريم عليها بكره ..... .حسبي الله ونعم الوكيل

    • زائر 10 | 3:08 ص

      مشاخيل

      يعجز اللسان عن الشكر والثتاء على هذه المواضيع الهادفة النابعة من أحساس ومشاعر مواطنة شريفة غيورة محبة لابناء جلدتها وهذا هو حال الاغلبية العظمى من المواطنين ، نتمنى في هذا الشهر الكريم لفتة أبويه حنونة من جلالة الملك على شعبه .

    • زائر 9 | 3:00 ص

      الله وحده اعلم بالحال ونسأله ان يفرّج

      عبيد الله يريدون قطع الارزاق التي تكفل الله بها لكل الكائنات والمخلوقات.
      ولكن هنا في البحرين البشر غير يتدخلون في ما جعله الله رزقا للمؤمن والكافر والمشرك والملحد والفاسق
      كل البشر ينزل رزقها من السماء بغض النظر عن انتمائاتهم واعراقهم ولكن هنا في البحرين تتدخل الايدي في محاربة الارزاق بشتى الطرق.
      نعم لقد طال الامد ولكن لا ليوم يأتي فيه الفرج
      فإن الله يملي ويمهل ولكنه لا يهمل

    • زائر 8 | 2:59 ص

      في بعض الاحيان القرض ليست ضرورية

      عند الزواج لماذا الطلبات التعجيزية
      لماذا السيارة يجب ان تكون من الوكالة
      لماذا كل فرد بالاسرة لديهم هاتفين او اكثر من اغلى المركات .
      لماذا جهاز التلفاز LED
      بعض الاحيان ترى الناس تسرف بدون حساب

      هذا لا يمنع تقصير الدولة و لكن لا نكون نحن و الزمان على انفسنا

    • زائر 7 | 2:49 ص

      استرزق الله مما في خزائنه يادانه الحد ماضاقت الا لتفرج

      برغم التلميع المستمر للحاله الاقتصاديه المتعثره التي تعيشها البلد الا ان الواقع الاقتصادي المر وشحه السيوله المتداوله في اسواق الديره واغلاق الكثير من المحلات التجاريه وتناثر يافطات على دكاكين في وسط الاسواق التى كانت عامره قبل الازمه للايجار وين ماتدير عينك في اي سوق في الديره...... في الامارات تمت تسوية الديون والكويت تخصيص مبالغ لرفع مستوى المعيشة ....ديهي حر

    • زائر 6 | 2:36 ص

      لأُوْلِي ظ±لأَلْبَابِ

      اعلموا ايها القوم بان الظلم ظلمات وان الظلم ان بقى دمر فيكفينا عبرة لما حصل لعاد وثمود وفي وقتنا الحاضر القريب تونس وليبيا ووو مثالا وليس حصرا أفلا تعقلون ؟

    • زائر 5 | 2:35 ص

      اللهم

      آللهم ارحم اهل البحرين فآنت القوي ونحنوالضعفاء آمين رب العلمين بحق محمدوآله الطاهرين

    • زائر 4 | 1:47 ص

      البحرين بخير

      نتمنى ان تكون بخير!! ولكنها ليست كذلك !! طالما لا يوجد عدل في المعاملة والحقوق ستبقى فئة من الناس تعاني من الفقر والتهميش والإقصاء ، لو كان هناك عدل لما خرج الناس في الشارع يطالبون بحياة افضل ، عجبي من الذين يقيسون الامور بمقياسهم ويقولون ان الدنيا بخير لان بطونهم مليانه وحقوقهم محفوظة!!

    • زائر 3 | 12:23 ص

      ندعوا صباحاً ومساءً جهراً وعلانيةً ونضاعف الدعاء مع كل مناسبة، على يقين بأن الله سميع الدعاء وستنفرج الأيام عن خير للجميع..

      اللهم احفظ البحرين وأهلها، اللّهم سد دين كل المدينين، اللهم فرّج عن كل مريض أو جريح، اللهم أرجع كل مبعد عن أهله لتقر أعينهم وتلم شملهم..

      اللهم ارحم أهل البحرين، فإنّهم ضعفاء وأنت القوي، وانصرنا على من ظلمنا، إنّك سميع عليم مجيب في هذه الأيام المباركة. وجمعة مباركة.

    • زائر 2 | 12:18 ص

      هل يتحمل من تسبب في أذية هذه العائلة الوزر؟ سواء من وشى أوساهم بقول أو أمر أو فعل في فصل زوجها.. وهل ينتفع بصيامه والأذي لأخيه المسلم لا يزال؟

      حدثتنا إحدى الأخوات تشكو الهمّ ولا تعلم أين تتوجّه لتحل معضلتها، فالديون تراكمت، والزوج أوقفَ عن العمل، والدائنين يركضون وراءها، يتّصلون يومياً يطلبون مالهم..

      بعد أحداث 14 فبراير أوقف الزوج عن العمل، واعتمدت أسرتها الصغيرة على راتبها الذي لا يتبقّى منه شيء للأمور الحياتية البسيطة، وقد عجزت من الدين ومن القروض، والآن هي تغرق في بحرها..

      سألتنا ما العمل؟ أتحرق نفسها وتتخلّص من الدنيا؟ أتطلّق من زوجها وتجعله يسافر ويعيش حياته بعيداً عنها وتدمّر أسرتها؟

    • زائر 1 | 10:48 م

      كربابادي

      لا فائدة في العيش الرغيد لكن بدون كرامة

اقرأ ايضاً