تمر دول منطقة اليورو بأزمة اقتصادية هي الأكبر والأعقد في تاريخها بشكل فرض على جميع الدول الأوروبية خطط تقشف عاجلة لمواجهة هذه الأزمة التي انعكست بشكل سلبي على القطاع الرياضي وخصوصاً كرة القدم.

في السنوات الأخيرة كنا نسمع مع بداية كل صيف عن صفقات بمبالغ قياسية تبرمها كبار الأندية الأوروبية، وفي الموسمين الأخيرين كان هناك شبه عزوف عن مثل هذه الصفقات وفي هذا الموسم تعقد الأمر بشكل أكبر وكأن حالة من الوجوم تصيب أوروبا.

وحدهم العرب هم من يغردون خارج السرب بشكل أثار حفيظة كبار المسئولين السياسيين والاقتصاديين الأوروبيين.

حتى ريال مدريد مع مالكه الشهير بيريز توقف فجأة عن صفقاته الكبيرة وبات مضطراً إلى مفاوضة توتنهام الإنجليزي على كل يورو للظفر بخدمات الكرواتي لوكا مودريتش بعد أن كان يستقطب كبار النجوم من دون حساب للمبالغ المدفوعة، وهو عاجز للموسم الثاني على التوالي على إبرام صفقة انتقال الظهير الأيمن البرازيلي مايكون من إنتر ميلان الايطالي على رغم حاجته الماسة إليه.

بقية الكبار في أوروبا مازالوا في موقع المتفرج بل أن بعضهم يفضل بيع كبار نجومه لتغطية مصاريفه كما فعل ميلان الايطالي.

في الموسم الماضي كان نادي مانشستر سيتي ومالكه الإماراتي وحده في السوق بصفقات خيالية متعددة، وفي هذا الموسم كان باريس سان جرمان الفرنسي ومالكه القطري يبرمون الصفقات الواحدة تلوى الأخرى.

صفقات سان جرمان أثارت حفيظة الجميع حتى الحكومة الفرنسية التي خرج وزير ماليتها ليبدي امتعاضه الشديد على دفع مثل هذه المبالغ في زمن العسرة، وليعقد مقارنة غريبة بين فيها أن الراتب السنوي للنجم السويدي ابراهموفيتش المنتقل لباريس سان جرمان يبلغ 14.5 مليون يورو وهو ما يفوق مصروفات كامل البعثة الفرنسية في أولمبياد لندن 2012 مع مكافآت أعضائها والتي لن تتجاوز 11.5 مليون يورو!.

نعم وحدهم العرب يشدون من أزر أوروبا في سنوات الضيق، فحتى الريال لم يعد يجرؤ على إبرام صفقات خيالية قد تكسبه سخط الكثيرين في إسبانيا التي تعيش خطر الإفلاس أسوة باليونان.

لعل أمل أوروبا الوحيد بات في الأثرياء العرب القادرين وحدهم على إنعاش القارة العجوز رياضيا في الوقت الذي تعاني فيه الرياضة العربية كثيرا وتفتقد أبسط المقومات التي تمكنها من مقارعة الكبار!.