تتجدد الاسطوانة السنوية مع انطلاقة كل موسم في جميع أنديتنا المحلية التي تتسابق فيما بينها بالتعاقد مع اللاعبين المحترفين بهدف الوصول لأفضل تشكيلة لفرقها الكروية، وغالبية الأندية تتجه قبل تعاقداتها لتجربة اللاعبين، ولعلها الوسيلة الأفضل قبل «وقوع الفأس في الرأس».

لعل السبب الأول الذي يدفع أنديتنا للتعاقد مع لاعبين مغمورين هو قلة وشح الموارد المالية التي تجعلهم عاجزين عن التعاقد مع لاعبين معروفين على المستوى الإقليمي أو القاري ناهيك عن عدم قدرتهم في التفكير ولو بجلب لاعب عالمي معروف كما يفعل أشقاؤنا في الخليج بتعاقداتهم التي تصل إلى ملايين الدولارات.

في النصف الأول من عقد الثمانينات من القرن الماضي شهدت ملاعبنا دخول المحترفين بأعداد قليلة ربما تعد على أصابع اليد الواحدة، إلا أن اللافت في وصولهم كانت المستويات الفنية البارزة التي قدمها أولئك اللاعبةن ونذكر منهم على سبيل المثال الغاني كوارشي وعادل العنايشة مع المحرق، والبرازيلي برونو مع الرفاع، وآدم في الوحدة، وغيرهم من الذين لا تحضرني أسماؤهم الآن.

الهدف من التذكير بتلك العينة من اللاعبين هو تأثيرهم الفني على فرقهم الكروية على أرضية الملعب وهو الذي نفتقده حاليا في أنديتنا على رغم أن قانون تسجيل اللاعبين يتيح لكل ناد تسجيل 4 محترفين على رغم وجود تفاوت في نسبة كل ناد، وذلك بحسب إمكاناته المادية وموازنته التي وضعها في تعاقداته الموسمية.

عملية اختيارات اللاعبين بالتأكيد هي عملية فنية تحتاج لنظرة خاصة من المدرب لتحديد احتياجات فريقه، وتشكل حالة الاستقرار في صفوف أي فريق عامل مهم في تحديد حاجته من اللاعبين وهو ما نراه في الفرق والأندية الأوربية من خلال بقاء المدرب واللاعبين بصورة منتظمة مع الفريق عدا التغيرات القليلة التي تحدث مع انطلاقة كل موسم وتتجدد في منتصفه بفترة الانتقالات الشتوية.

حالة الاستقرار الفني التي تعيشها أنديتنا المحلية في دوري الأضواء هي عامل مهم في تحسين صورة كل فريق هذا الموسم وخصوصا أن المدرب سيكون مسئولا في تحديد احتياجاته والمراكز التي تحتاج لتدعيم وتعزيز بلاعبين محترفين وذلك إذا ما وضعنا في الاعتبار معرفته الكاملة بالقدرات والإمكانات التي يمتلكها فريقه من لاعبين محليين، ويبقى السؤال المطروح هل تستفيد أنديتنا من محترفيها؟، أم يبقى الأمر لديهم مجرد تكملة عدد؟.