يطل علينا ضيفنا العزيز، الذي طالما ننتظره، ونتهيأ لاستقباله، يقبل علينا كل عام مرة واحدة، ويمكث مدة شهر بالتمام والكمال. بشوق ولهفة نتحينه، لأن ما لدينا من حمولة روحية ومعنوية ومادية قد نفدت فنأخذ جرعات جديدة نكمل بها مسيرنا في الحياة لعامنا المقبل.
يحار القلم فيك يا ضيف، وأنت شهر فضله الله على سائر الشهور، إنك شهر الله نقبل إليك على ضيافة وأية ضيافة نحن على موعد معها، ضيافة تختلف، وتمتاز على صنوف سائر الضيافات، فهي ضيافة المعشوق للعاشق .
منزلة وفضل شهر الله: يقول الله في محكم كتابه العزيز، «شهر رمضان الذي أنزل فيه القران هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان» (سورة البقرة).
عدت يا شهر الله، عدت يا شهر الخير والبركات، والرحمة والغفران، والمحبة والالفة، والسماح والصفاء، شهر أنزل فيه كتاب الله فكان طريقا لهدايتهم وقنديلا ينير دربهم، قال (ص): إذا دخل رمضان فتحت أبواب الجنة، وغلقت أبواب جهنم وسلسلت الشياطين.
نعم، أبواب الجنان مفتوحة وأبواب جهنم تقفل، والشقي من يحرم غفرانه في هذا الشهر الفضيل، نحن ضيوف على الله وما أكرم الرب وما ألطفه حين يكون الإقبال والإدبار إليه.
الصوم سبيل للتقوى: في سورة البقرة الآية 183 يقول عز وجل: «يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون». يمثل الصوم إحدى العبادات الروحية، النفسية، والإنسانية التي تهدف لتربية الانسان تربية سامية، فالصوم مدرسة عظيمة.
يعرف الصوم في الإسلام بأنه: الإمساك عن الطعام والشراب والجماع وسائر المفطرات ويكون ذلك من طلوع الفجر إلى غروب الشمس، ويحقق الصوم غايات متعددة يعيشها الصائم ويكون نقي الروح، طاهر النفس، صحيح البدن، قوي الارادة.
يعد الصوم من الفرائض التي من شأنها اعداد القلوب وتهيئتها لتقوى الله وخشيته، فالصوم لا يتمثل بعدم الأكل والشرب إنما يتعدى نطاق المادة ليشمل الجانب الروحي فيكون بذلك صوم الجوارح والجوانح، فكما تصوم المعدة عن الطعام يصوم الفكر عن الخواطر السيئة، وتصوم النفس الأمارة بالسوء، وتصوم الغريزة، ويصوم الغضب وجميع تلك الآفات التي تفسد الروح، فالمرء يصوم بكل كيانه... جسده وروحه لله قربة طاعة ولما فيه من امتثال لأمر الشارع لأنه فريضة على سائر المسلمين فهو تكليف شرعي يفرض على كل من وصل سن التكليف.
الصوم صحة: للجانب الصحي للصوم أثر بارز، فقد ثبت أنه يزيل المواد المترسبة في الجسم ويطهر الأمعاء من السموم ويزيل الشحوم ذات الخطورة الشديدة على القلب على حد تعبير احدهم، فقد قال أحد أطباء الغرب في الصوم: إنه جراح ذهني يشفي من العلل دون استعمال مشرط وإراقة الدم، الأهم من ذلك لما يعود على الصائم من نتيجة في تقوية سلوك الصائم أي السلوك الإنساني السليم وإعداده للتحمل والصبر.
كيفية إدراك شهر الله: الإدراك الحقيقي لهذا الشهر يكمن في المعرفة الحقيقية لفضله بتجنب تفريط أيامه ولياليه بما فيه لهو الدنيا كمن يقضي الليل بأكلمه في أحد المقاهي، أو من يكون همها اعداد أشهى وألذ المأكولات، أو كمن يقضي طول اليوم يقلب في القنوات فيكون همه البرامج بغض النظر عن أهداف البرامج، لا ينبغي إهدار هذه الضيافة بما لا يعود بالنفع سواء كان نفعاً دينوياً أم أخروياً، لابد من أن تكون هناك استجابة لتلبية نداء الله ونداءات المساجد بتعميرها والحضور بشكل مكثف، فليس كل من أدرك شهر رمضان يدخل الضيافة، والعكس كل من دخل الضيافة يدرك شهر رمضان، الأسوأ من ذلك كله من استهان وفرط بأعظم ليلة فيه وهي ليلة القدر ويالها من ليلة عظيمة فهي خير من ألف شهر تتنزل الملائكة تحف المناجين، التائبين، الصائمين، المقصرين، العائدين لله، فيعتق في هذه الليلة أضعاف من يعتق في كل ليلة من نيران جهنم، وتمحى فيها السيئات، يغفر الله الذنوب، تضاعف بها الحسنات فسلام هي حتى مطلع الفجر، ومن هنا فإن أقسى عقوبة يعاقب بها الانسان هي سلب نعمة لذة شهر رمضان، فالالتفات لهذه المائدة والأطباق الالهية ينبغي أن يدرك من أول الليالي وألا نترك السفرة الالهية.
تفكر وتدبر... إقبال: وفي جانب آخر، اتطرق لمسألة روحية تكون في التفكر والتدبر في شئون الله، فالتفكر ساعة خير من عبادة ليلة، فعباد الله يكونون من أصحاب القلوب النيرة الشفافة والضمائر الحية الذين يرون الأحداث والمتغيرات بقلوبهم، فالتفكر عبادة عظيمة لا يستهان بها والكثير يغفل عنها. فالعبادة لا تكون محصورة في أعمال الجوارح وإنما للقلب أعمال يعتبر بها وقد يكون عمل قلبي أفضل من بعض أعمال الجوارح.
منال عادل التيتون
قال الله في كتابه الكريم «وَالأَرْضَ مَدَدْنَاهَا وَأَلْقَيْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنبَتْنَا فِيهَا مِن كُلِّ شَيْءٍ مَّوْزُون» (الحجر: 19). حينما يتناول آباؤنا وأجدادنا من أطياب متلذذات الحياة، وحينما تتنعمون أنتم برفاهية ليس بعدها رفاهية، أجد حملاً ثقيلاً أحمله على كاهلي كما يجب أن يحمله جميع من هم في عمري، لست أتجاوز السابعة عشرة من عمري، حين ينعت وبدأت مرحلة شبابي، صرت أرى هذه الأشجار تقطع وتلك البحار تردم، أرى مختلف الحيوانات ترغم بالخروج من محمياتها الطبيعية وربما الخروج من حياتها، لأجل ثوبٍ فخم يرتدى أو اكسسوار تتفاخر به أولئك النساء حينما يلبسنه ليظهرهن بمظهر رائع أمام خليلاتهن، أو حينما أدوس بقدمي على سجادة ناعمة لأراها منسوجة من ظهر ذاك الحيوان الصغير. أليس من المفروض أن يحترم ويعتني من هم قبلنا بمجتمع الحياة الآخر، هل نسيتم الطبيعة، تلك التي سترد عليكم يوماً بأبشع ما أنتم عملتم بها؟ قطعتم أشجارها، شردتم حيواناتها وعرضتموها للانقراض، وردمتم بحارها، من أجل بناء ذاك المجمع الفاخر، أو التباهي بحللٍ تافهة، أين حقوق الطبيعة منها؟ أين حقوقنا نحن كأبنائكم منها؟ وإن ردت عليكم أفعالكم... من أين نشرب؟ ومن أين نأكل؟ وأين نعيش؟ في مدارسنا وفي تلك الكتب سمعنا مقولة «التنمية المستدامة»، وحينما نظرت لأرضِ وطني، فأنا لا أذكر بأني مررت على بستانٍ واسع يشع بخضرته، وإن كنت أذكر أمواج شاطئ تدفئني فقد كان ذاك منذ سنين عدة حين كنت أتعلم المشي ونطق الحروف حينها، أرى من قطع ومن حرق ومن استنفد ما أمامه يتسم بالأنانية وحب الأنا، لكي تتمتعوا أنتم بحياةٍ ورفاهية متناسيننا نحن ومن بعدنا، أن تستلذوا بآخر طيبات الحياة وتتناولوها، وإن لم تكن حقوقنا، فأين حق الطبيعة؟ أوليس لذاك الحيوان الحق في العيش كما لك أنت الحق؟ وتلك البحار! فبأي حقٍ تردمُ ماءً جعله الله سبحانه ملجأً لك ولغيرك من المخلوقات الحية من أجل مجمع سكني أو تجاري أو غيره مما شابه؟ ناهيك عن الأشجار التي كانت تملأ الأرض شرقاً ومغربا حينها. وإن كنت سأتحدث عن بلادي فكما رأيت في القصص والحكايات فإنها كانت تسمى ببلد المليون نخلة، تبقى منها على ما أظن 400 نخلة أراها الآن على أرصفة الشوارع مستوردةً من الخارج كما أعتقد. لم نطلب منكم مالاً أو شهرة أو شيئاً منها، طلبنا منكم حياة لنا ولحقوقنا، أن تتركوا الطبيعة كما منحتكم تمنح من بعدكم. تشكون من قلة هذا ومن قلة ذاك ونشكو نحن من الحياة التي أعتقد إن لم أمرر بها أنا فسيمر بها جيل أبنائي من بعدي، حين لا يجدون أرضاً أو مسكنا أو طعاما، حين تجف المياه وتتيبس البساتين والحدائق، وتبقى تلك البنايات شامخة من أجل ترفٍ ومباهاة. في ميثاق الأرض العالمي، رتبت تلك القوانين والأشرعة التي حُث عليها لأهميتها، حيث كانت: الاحترام والعناية بمجتمع الحياة، وحدة النظام البيئي الحيوي، سلامة الأنظمة البيئية، العدالة الاجتماعية والاقتصادية، الديمقراطية، تجنب العنف والسلام. أتحدث باسمي وباسم شبابِ وأطفال الغد، من حقنا الحياة كما أنتم تنعمتم بها، كفوا عن استغلال مواردنا بأبشع الطرق، كفوا عن نهب ما ليس لكم به حق، كفوا عن ردم طبيعةٍ وحياة احتوتكم فهي سترد عليكم لاشك بتلك الطريقة البشعة التي عاملتموها بها، وسنكون نحن وأبناؤكم ضحيةً لترفكم وعدم مسئوليتكم. ازرعوا تلك البذرة في كل مكان تذهبون، ارفضوا ردم بحاركم ومياهكم، وإن رأيتم جلود تلك الحيوانات معروضة للبيع وللمفاخرة ارفضوا شراءها وقفوا في وجه العنف، في وجه من أراد حياته على حساب غيره، هذا أبسط ماتقومون به من أجلنا. نحن بحاجة تلك الحياة كما أنتم حصلتم عليها، بحاجة لرؤية تلك المحميات الطبيعية وتلك الحدائق والبساتين والغابات التي لطالما رأيناها في قصص مصورةٍ كانت تحكى لنا قبل النوم، فهل لنا فيها الحق كما حصلتم عليها أنتم؟ طموحنا وطموحكم في تلك الحياة جميل، ولكن التزامنا جميعاً بالحفاظ على مصادرها وعطاياها هو الأجمل، قراركم جميعاً هو بدايةٌ لعزمٍ وأمل، وعملكم هو اشتداد تلك الروح التي أبحث عنها فيكم. هاجر عباس الملا أهدي هذه الكلمات المتواضعة إلى صديقي فهد العلوي لتكون ذكرى على مر السنين. من سنين طيفك يراودني كل يوم أنشده يراودني من سنين حبك ملكته واسمك في قلبي وضعته أحبك وحبي إلك عميق وأعتبرك مثل الشقيق إنت السند للأبد وإنت الحنون مثلك ما انوجد طيفك يراودني بعيد شوفتك مثل يوم عيد أفرح إذا أشوفك تخدمني لو صعبه ظروفك مثلك أبد ما بشوف إنت بالحسن موصوف موصف بعد بالكرم من سنين لي جار بوجودك تضوي الدار تحبك كل الناس أغلى من الذهب والماس إلك من قلبي تحيات يا صافي النيات يحفظك رب السماوات جميل صلاح تتحدث المصادر عن راهب آثر اعتزال مجموعته من الأساقفة في قرية سماهيج بسبب بعض الخلافات بالمنطقة والنزوح لمكان ناءِ عن السكن وبنى له ديراً خاصاً به للتعبد فيه، ولما كان هو الوحيد في تلك المنطقة فقد أصبح معلماً فيها وأطلق على المنطقة اسم دير الراهب (أي الراهب الذي اعتزل الأساقفة في سماهيج) وكان ذلك العام 410م والذي أصبح في الوقت الحاضر «مسجد الراهب» بقرية الدير. ما يهمنا في الحاضر هو وجوب الاهتمام بهذه المنطقة التاريخية من حيث التطوير الشامل وبشكل عاجل تطوير شبكة الطرق وخاصة في محيط مسجد الراهب التاريخي الذي يصعب على القاطنين والزوار المرور بالسيارات بالقرب من المسجد، فضلاً عن إيجاد مواقف خاصة بالمسجد أو لأهالي الدير. نطلب من الجهات المختصة إعطاء الأولوية من التطوير لهذه المنطقة المميزة، كما لا يفوتنا تذكير وزيرة الثقافة بأهمية المكان وإعادة النظر في قائمة الأماكن التراثية والتاريخية في جزيرة المحرق. حسين ناصر الحبيبحفاظكم على ميثاق الأرض وحياة أبنائكم
طيفك يراودني
قرية الدير التاريخية
العدد 3605 - الجمعة 20 يوليو 2012م الموافق 01 رمضان 1433هـ
ازمه مواقف
الطرق ضيقه ولاتوجد مواقف للسيارات الوضع مزري
ويجب الاهتمام والتعريف بهذا المسجد
هل جدور هذا الخلاف القديم لازال ممتد لنكون صريحين
لماذا لايتحد فريق كرة اليد في قرية الدير وقرية سماهيج ليشكلوا فريقا قويا