العدد 3605 - الجمعة 20 يوليو 2012م الموافق 01 رمضان 1433هـ

قاسم: الأمن الاجتماعي مطلب السياسة العادلة وشرط للنمو والازدهار...والمحمود: الإدارة الأميركية شريك أساسي فاعل في الأزمة البحرينية

خطيب «الفاتح»: شهر رمضان محطة لتعبئة القوى الروحية والخلقية التي تحتاج إليها الأمة
خطيب «الفاتح»: شهر رمضان محطة لتعبئة القوى الروحية والخلقية التي تحتاج إليها الأمة

قال إمام وخطيب جامع الإمام الصادق (ع) في الدراز، الشيخ عيسى قاسم إن: «الأمن الاجتماعيّ حاجة كلّ المجتمعات ومطلب كلّ سياسةٍ عادلة وواجب كلّ حكومة وهدفٌ عالٍ من أهداف الدّين القويم وشرطٌ من شروط النموّ والازدهار والتقدّم، ولا هناءة لمجتمعٍ يحكمه العدوان ويسوده الخوف ويقع فيه المال والعرض والنّفس والدّين في دائرة الترصّد والتهديد والوعيد».

واضاف «للأهميّة البالغة للأمن في نظر الدّين جاء التركيز عليه في عددٍ من النّصوص الاسلامية: تقول الآية الكريمة: «وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الْقُرَى الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا قُرًى ظَاهِرَةً وَقَدَّرْنَا فِيهَا السَّيْرَ سِيرُوا فِيهَا لَيَالِيَ وَأَيَّامًا آمِنِينَ» (سبأ: 1)، فالآية الكريمة تركّز على نعمة الإيمان».

وذكر قاسم، في خطبته أمس الجمعة (20 يوليو/ تموز 2012) أنه «بانهيار الأمن الاجتماعي وتحطّم جسور الثّقة بين أهل المجتمع الواحد وتوقّع الضرر والإضرار من كلّ الأطراف، ترتفع موجة الاضطراب في النّفوس، ويشقى الجميع، وتتقطّع سبل الحياة، ويُشَلُّ الإنتاج الصالح، ويشعر الكلّ بأنّه محاطٌ بالموت من كلّ مكان».

وأشار إلى أن النصوص القرآنية والأحاديث تؤكد على الأمن، مبيناً أن «الأمن والصحّة مصداقين بارزين ومن أجلى مصاديق النّعيم الذي يُسأل عنه الإنسان في توظيفه له يوم القيامة; ذلك باعتبارهما روح النّعيم في الدنيا».

ورأى أن «السياسات الظالمة تفسد الأوطان وتنشر الفتن، وتزرع الأحقاد وتثير الفوضى، وتقوّض الأمن الاجتماعي وتزلزل الأوضاع وتشقي الحياة».

وبيّن أن «أمن النّاس تحوّله – أو تحيله - السياسة الظالمة إلى خوف، وبلد الخير تحوّله إلى بلد شرٍّ وفساد. تقول الكلمة عن الإمام عليٍ (ع): شرّ البلاد بلدٌ لا أمن فيه، ولا خصب».

وأضاف «حيث لا أمن لا خصب ولا سعة في إنتاج ولا تفرّغ للبناء والتقدّم بمستوى الحياة. والسياسات الظالمة تحدث الفرقة، والفرقة فتّاكة بأمن النّاس وهي بما تثيره من احتراب وتؤدّي إليه من استباحة الدماء لونٌ من مرّ العذاب».

وأردف قائلاً: «أيُّ سببٍ لتقويض الأمن الاجتماعي مِنْ أنْ تُطلق السياسة الظالمة يد الإرهاب والسطو; لتعيث فساداً ليلاً ونهاراً في المناطق السكنيّة في القرى والمدن، تقتحم على الآمنين بيوتهم من غير إذن، وتكسر عليهم أبواب غرف نومهم الخاصّة...، وتضرب من تضرب، وتدمي من تدمي، وتنهب من تنهب، وتصطحب معها من تريد اصطحابه للسّجن والتّعذيب؟».

واعتبر إمام وخطيب جامع الإمام الصادق (ع) في الدراز، أن «الممارسات العدوانيّة التي تُرتَكب في حقّ هذا الشعب المسلم، تعبّر عن تنكّرٍ تامّ وتجاوزٍ للقيم الأخلاقيّة، والأعراف الحميدة وحقوق المواطنة، وحرمة الإنسانيّة والدساتير والقوانين المدنيّة ومواضعات المجتمع الإنساني».


المحمود: الإدارة الأميركية شريك أساسي فاعل في الأزمة البحرينية

من جهته، اعتبر إمام وخطيب جامع عائشة أم المؤمنين، الشيخ عبداللطيف المحمود أن الإدارة الأميركية شريك أساسي فاعل في الأزمة البحرينية، مبيناً أن «الحقائق التي انكشفت لجميع أهل البحرين، أظهرت أن الإدارة الأميركية شريك أساسي فاعل في أحداث البحرين وليست متفرجاً، ومازالت مدافعة عن قادة الأزمة وممثليها وحامية لهم».

وقال المحمود، في خطبته أمس (الجمعة): «ليس ببعيد أن تكون الأموال التي أدخلت إلى البحرين (11 مليون دولار) إنما هي جزء من تلك المخططات القذرة ضد شعب البحرين ونظامها، لإشاعة الفوضى التي يسمونها الفوضى الخلاقة، بل نكاد نجزم أن هذه الأموال كانت لمثل هذا الاستخدام، كما فعلوا بالعراق الشقيق بعد الاحتلال الأميركي، فقد فقدت من أمواله أيام الحاكم الأميركي ومن حقوق الشعب العراقي مئات الملايين من الدولارات للوقيعة والقتل بين الأطراف العراقية لتدمير ما بقي من البنية التلاحمية بينهم وما بقي من البنية التحتية».

ووجه المحمود «رسالة إلى الذين يتعاونون مع السياسة الأميركية من منطلق طائفي»، قائلاً: «نقول لكل من يتعاون مع المخطط الأميركي ومن تؤيده السياسة الأميركية لِلَّعب بالقضية الطائفية: إن أميركا لا تقوي شوكتكم، ولا تحمي ظهوركم ولا تدافع عنكم من أجل سواد عيونكم، ولا من أجل عدالة قضيتكم إن كانت عادلة».

وأضاف «وإنكم تعلمون علم اليقين أنها تعمل جاهدة من أجل شق الصف الإسلامي بين السنة والشيعة، لاستخدام كل طائفة ضد الأخرى، ليتحاربوا فيما بينهم ويسيلوا دماء بعضهم البعض، ويدمروا دولهم وثرواتهم بالنيابة عنهم، لتحقيق المخطط الأميركي والغربي المعلن وليس الخفي، فاتقوا الله في أنفسكم للدنيا وللآخرة، واتقوا الله في طوائفكم وفي دولكم، وفي شعوب العالم العربي والإسلامي فمخططهم على العرب وعلى المسلمين أجمعين وأنتم تعلمون، وما الله بغافل عما يعمل الظالمون».

وتحدث المحمود عن إدخال 11 مليون دولار أميركي إلى البحرين الأسبوع الماضي، وأشار إلى أنه «في بادئ الأمر ادُعي أنها لدفع رواتب العاملين في القاعدة البحرية الأميركية، ولما لم يصدق الناس ذلك وما كان لهم أن يصدقوا، لأنه من المعروف أن رواتب جميع العاملين في المصالح والمؤسسات الرسمية الأميركية، تودع رواتبهم إلكترونيا في حساباتهم البنكية، ثم ادعوا أنها لمواجهة متطلبات القوات والمصالح الأميركية في منطقة الخليج، وصدر عن وزارة الخارجية ووزارة الداخلية والبنك المركزي، أن هذه المبالغ قد دخلت بالطريق والإجراءات المتعارف عليها قانونا»، معتبراً أن ذلك «إعلان تغطية غير مقبول عند الشعب البحريني».

وأضاف «نود أن نقول للمعنيين بالأمر في مملكتنا حماها الله من شر أعدائها ومن شر أصدقائها ومن شر بعض مَنْ هم مِنْ جِلْدَتِنَا وَيَتَكَلَّمُونَ بِأَلْسِنَتِنَا: إذا كان الأمر كما تقولون، فلماذا لم يصدر هذا التوضيح من أول ما تسرب الخبر إلى الإعلام، واحتاج الأمر إلى يومين لستر الفضيحة، أي بعد أن تمت التغطية الشكلية وبعد أن دقت الأجراس على الفضيحة الأميركية؟».

وأوضح «يغلب على الظن أن هذه التغطية إنما هي تطبيق لقاعدة (حكم القوي على الضعيف)، ولكننا نقول للمعنيين ستكونون ضعفاء إذا ابتعدتم عن شعبكم ولم تثقوا به، ولن تكونوا ضعفاء إذا كنتم مع شعبكم وكان شعبكم معكم في صف واحد لمواجهة الأعداء والماكرين من الأصدقاء».

وتحت عنوان «فضائح المخابرات مشهورة ومعروفة لتحقيق العلميات القذرة»، ذكر إمام وخطيب جامع عائشة أم المؤمنين أن «العالم كله يعلم ما تقوم به المخابرات المركزية الأميركية، وكثير من مخابرات الدول الكبيرة من استخدام الأموال التي تدفع نقدا للقضايا غير القانونية، كما يسمونها للتجسس وشراء الأسلحة وإثارة القلاقل وتمويل المنظمات المتعاونة معها.

واعتبر أن «المخابرات الدولية استخدمت كل الطرق المحرمة قانونا للحصول على الأموال، بما فيها المتاجرة في المخدرات والتجارة في الأسلحة، للتغطية على عملياتها التي يسمونها هم بالعمليات القذرة. وسجلات الصحف والوثائق كشفت عن بعض هذه الفضائح للإطاحة بأنظمة الحكم ولإشاعة الفوضى في الدول التي يراد الإطاحة بأنظمتها ولتخريب المجتمعات».

عيد: منع المسيرات والتجمعات مخالف لقوانين حرية التعبير

إلى ذلك، اعتبر إمام وخطيب جامع كرزكان الشيخ عيسى عيد أن منع المسيرات والتجمعات والاعتصامات، في أماكن أجازت السلطات الأمنية إقامة مثل هذه الفعاليات فيها، ولا تعد من الأماكن الحيوية الضرورية «يعد مخالفة للقانون المحلي، والقوانين الدولية التي تبيح حرية التعبير».

وقال إن المسئولين المعنيين يقولون إنهم رخصوا لـ 88 تجمعاً ومسيرة منذ بداية العام الجاري (2012)، متسائلاً، في خطبته أمس (الجمعة): «ما هي نسبة استجابة الدولة للمطالب الشعبية التي نادى وطالب بها الشعب؟، بعد هذا العدد من التراخيص للمسيرات والتجمعات، والاعتصامات، فلماذا لم تتحقق مطالب الشعب؟».

وأضاف «من الطبيعي أن يستمر الشعب في مطالباته، فبعد الاستماع إلى المطالب الشعبية من خلال التجمعات والمسيرات والاعتصامات، ينبغي أن تكون هناك استجابة من قبل الدولة، ولو كانت هناك استجابة من قبل الدولة لما وصل الأمر إلى هذه المرحلة الحرجة».

وذكر أن «منع المسيرات، والتعاطي الأمني في إسكات الأصوات، لا يجدي نفعاً، ولا يجلب ثمراً، ولا يصب في مصلحة البلد أصلاً».

وفي سياق خطبته، أشار عيد إلى أنه «لا يختلف اثنان أن العنف من أية جهة لا يولد إلا العنف، ولا يختلف أحد في أن نبذ العنف وتحمل المسئولية من جميع الأطراف سيهيئ الأرضية للتوصل لحلول توافقية».

ونوّه إلى أن «هناك مشكلة تتحدد في «تحديد أسباب العنف، بمعنى تحديد أساس المشكلة القائمة، وهي معروفة وواضحة للجميع في الداخل وفي الخارج. ولاشك في أن معرفة السبب عامل مساعد قوي لكل المشكل ونزع فتيل العنف، وإزالته، إذا توافرت النية الصادقة، والعزيمة المخلصة».

وأكد إمام وخطيب جامع كرزكان «ليس من وسائل نبذ العنف استعمال القوة المفرطة في قمع الاحتجاجات السلمية، والاعتقالات التي لم يسلم منها حتى الأطفال، والاستمرار في عملية محاربة الشعب في أرزاقه، بالاستمرار في الإصرار على الفصل، والاستقطاعات من الرواتب».

القطان: «رمضان» فرصة لإصلاح الأوضاع وما فسد من أحوال الأمة

من جهته، رأى إمام وخطيب جامع مركز أحمد الفاتح الإسلامي الشيخ عدنان القطان، أن شهر رمضان يعد فرصة لإصلاح الأوضاع في الأمة الإسلامية، وما فسد من أحوال فيها، مشيراً إلى أن «الأفراد والأمم لمحتاجون لفترات من الراحة والصفاء لتجديد معالم الإيمان، وإصلاح ما فسد من أحوال، وعلاج ما جد من أدواء، وشهر رمضان المبارك هو الفترة الروحية التي تجد فيها هذه الأمة فرصة لاستجلاء تأريخها، وإعادة أمجادها، وإصلاح أوضاعها».

وقال القطان، في خطبته أمس (الجمعة) إن شهر رمضان: «محطة لتعبئة القوى الروحية والخلقية، التي تحتاج إليها الأمة، بل يتطلع إليها كل فردٍ في المجتمع، إنه مدرسة لتجديد الإيمان، وتهذيب الأخلاق، وتقوية الأرواح، وإصلاح النفوس، وضبط الغرائز، وكبح جماح الشهوات، إنه مضمار يتنافس فيه المتنافسون للوصول إلى قمم الفضائل، ومعالي الشمائل، وبه تتجلى وحدة الأمة الإسلامية».

وأضاف «الصيام مدرسة للبذل والجود والبر والصلة، هو حقاً معين الأخلاق ورافد الرحمة، ومنهل عذب لأعمال الخير في الأمة. فما أجدر الأمة الإسلامية وهي تستقبل شهرها أن تقوم بدورها! وتحاسب نفسها! وتراجع حساباتها! وتعيد النظر في مواقفها».

وأكد أن «شهر رمضان فرصة للإقلاع والندم والتوبة والإنابة، وهو مدرسة الصبر والتحمل والقوة والإرادة، فلنبادر جميعاً إلى الكف عن الوقوع في أي لونٍ من ألوان المحرمات في حقوق الله أو في حقوق عباد الله، لاسيما والأجواء الإيمانية والأوقات الروحانية تعين على ذلك، كيف لا والعمر قصير، والأجل يأتي بغتة».

وفي سياق خطبته، دعا إمام وخطيب جامع مركز أحمد الفاتح الإسلامي و»بإلحاح» القائمين على وسائل الإعلام والمسئولين عن القنوات الفضائية في بلاد المسلمين «أن يتقوا الله عز وجل في الأمة في هذا الشهر الكريم، فيبثوا الخير والفضيلة، ويكفوا عن الشر والرذيلة، تأدباً مع قدسية الزمان، ورعاية لحرمة شهر رمضان، هذا إن رمنا الاستفادة من هذا الشهر الكريم».

العدد 3605 - الجمعة 20 يوليو 2012م الموافق 01 رمضان 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 21 | 9:09 ص

      لماذ لم تستنكر يا ....

      لماذا لم تستنكر الاشاعة و الخبر الكذاب عن ان ال 11 مليون الى المعارضه ... ؟؟

    • زائر 18 | 4:52 ص

      المحمود

      ما تكلم به المحمود وبشكل منقلب هو الصحيح لانه يعرف علاقة الحكومة بالادارة الحامريكية وان ما يحدث لنا بسبب امريكا وانه بالامكان وجود حل بين المعارضة والسلطة الا ان السلطة ليس لديها ضوء اخضر ليمكنها التصرف فاهي مقيده
      الحلول موجودة وبكل بساطه الافراج عن جميع المعتقلين ومحاسبة المجرمين القتلة سوف تهدء النفوس ويكون التوافق ولنجرب

    • زائر 17 | 4:48 ص

      المحمود

      هذا الخطاب يجب الابتعاد عنه .

      كفاك تازيم يا دكتور ؟

    • زائر 16 | 4:39 ص

      عاشق الحريه

      والله كفو ياالمحمود بس سوال واحد فقط من الذي يحتمي بالأمريكان ويقدسهم ويعمل لهم الف حساب، ارجو الاجابه بشكل مباشر منغير لف اودوران

    • زائر 13 | 3:21 ص

      نقول لكل من يتعاون

      نقول لكل من يتعاون مع المخطط الامريكي!!!!من يتعاون ماتدري

    • زائر 9 | 2:24 ص

      ويش النهايه

      كل تدخلات خارجيه مره ايران ومره امريكا

    • زائر 8 | 2:11 ص

      المحمود: الإدارة الأميركية شريك أساسي فاعل في الأزمة البحرينية

      قد يختلف مع العديد من المواطنين ولكنني ارى ان المحمود هو الوحيد الذي يشخص الوضع بشكل دقيق وان سبب الأزمة اولا وأخيرا الولايات المتحدةالتي ليس لها صديق دائم؟؟

    • زائر 7 | 1:59 ص

      11 مليون وخطبة المحمود

      الدولة قالت كلمتها انها رواتب الجيش الامريكي ومشكلتنا في البحرين المشككين

    • زائر 4 | 1:44 ص

      جفيريه

      تاج الراس يا شيخ عيسى قاسم

    • زائر 1 | 1:21 ص

      لماذا لم يستنكر المسلمون هذا؟ الحديث النبوي يقول (من بات ولم يهتم بأمور المسلمين فليس منهم)..

      الشيخ عيسى قاسم: «أيُّ سببٍ لتقويض الأمن الاجتماعي مِنْ أنْ تُطلق السياسة الظالمة يد الإرهاب والسطو; لتعيث فساداً ليلاً ونهاراً في المناطق السكنيّة في القرى والمدن، تقتحم على الآمنين بيوتهم من غير إذن، وتكسر عليهم أبواب غرف نومهم الخاصّة...، وتضرب من تضرب، وتدمي من تدمي، وتنهب من تنهب، وتصطحب معها من تريد اصطحابه للسّجن والتّعذيب؟».

اقرأ ايضاً