أعلنت وزيرة الثقافة الشيخة مي بنت محمد آل خليفة، عن انطلاق فعاليات مهرجان تاء الشباب الرابع، في الأول من شهر سبتمبر/ أيلول المقبل، وتستمر حتى نهاية الشهر نفسه، مبينة أن شعار المهرجان لهذا العام هو «تفكير... تجسيد... تحديث»، وتشارك فيه شخصيات بحرينية وخليجية وعربية.
وخلال مؤتمر صحافي عُقد ظهر أمس الأحد (15 يوليو/ تموز 2012)، بمتحف البحرين الوطني، أفصحت الشيخة مي رداً على سؤال لـ «الوسط»، عن أن موازنة المهرجان لهذا العام 100 ألف دينار، لافتة في الوقت ذاته أن «الموازنة لم تتغير عن الأعوام الماضية، إلا أن البرامج ازدادت والمبادرات اتسعت عن السابق». وحضر المؤتمر الصحافي مجموعة من الشباب الذين سيشاركون في فعاليات المهرجان.
واعتبرت وزيرة الثقافة أن «مهرجان العام الجاري يكتسب أهمية خاصة، نظراً لأنه يأتي ضمن عام المنامة عاصمة الثقافة العربية (2012)، وهي المناسبة العربية التي تكرّس تأسيس بنية تحتية ثقافية، ووزارة الثقافة تراهن على الشباب وترى أنهم أساس في مسيرة التنمية الثقافية، ولابد من إعدادهم واكتشاف خبراتهم ومواهبهم للقيام بدور فاعل في الفترة المقبلة».
وأكدت أن «هؤلاء الشباب استطاعوا على مدى الأعوام الماضية تقديم تجارب ثقافية مميزة ومحاولات مختلفة تقارب مشاهد فكرية وثقافية متنوعة، وفي هذا الصيف أيضاً يشاركون في صياغة جماليات عديدة تترك بصمة في مسيرة العمل الشبابي الثقافي في البحرين»، مبينةً أن «مثل هذه المشاريع تعدّ أجيالاً متمكّنة ومتمرسة في مجال الثقافة».
وأشارت الشيخة مي إلى أن مقر مهرجان تاء الشباب، سيكون في مركز الجسرة للحرفيين، مشيداً بتعاون الشيخ وفاء آل خليفة مع الوزارة، والسماح للجنة المنظمة للمهرجان استخدام المركز كمقر لها ولاجتماعاتها ولقاءاتها.
ونوّهت الشيخة مي إلى صاحب فكرة مهرجان تاء الشباب، وهو وكيل وزارة السابق المرحوم محمد البنكي، معتبرة أن «لم يرحل عنا، ومازال باقياً معنا».
وتنطلق فعاليات مهرجان تاء الشباب الرابع، في مجمع 338 في العدلية، بتسع مبادرات، وهي: «كلنا نقرأ»، «درايش»، «تشكيل»، «تكنيك»، «حفاوة»، والمبادرات الثقافية التي يتم تدشينها للمرة الأولى هي: مبادرة «أوبراليك» التي تجمع المسرح بالموسيقى، ومبادرة «سينما». بالإضافة إلى تبادل ثقافي فكري بين الشباب البحريني والمغربي يتم لأول مرة ضمن مبادرة «دوزنة».
من جانبها، وأوضحت رئيسة اللجنة التنظيمية الأستاذة رندة فاروق أن «ثيمة» المهرجان تحمل معاني الابتكار، وتنزع إلى إضفاء لمسات جديدة من خلال الفعاليات النوعية المقدمة من المبادرات.
وذكرت «يزخر المهرجان بجدول حافل بالفعاليات المتنوعة والتي تتطرق إلى الكثير من المواضيع الثقافية. وأشارت فاروق إلى أن «الافتتاح سينطلق في الأول من سبتمبر في مجمع 338 بمنطقة العدلية، يليه تدشين مقر التاء في القسم الجديد بمجمع السيف في الثاني من الشهر ذاته، وتستمر الفعاليات والأنشطة على مدى شهرٍ كامل، يختتم فيه تاء الشباب مبادراته في آخر سبتمبر».
ورداً على سؤال لـ «الوسط» عن عدد الشباب الذين سيشاركون في المهرجان الرابع، أوضحت فاروق أن «المشاركات في المهرجان الرابع فاقت التوقعات، ففي العام الماضي بلغ عدد الشباب المشاركين قرابة 250 شاب وشابة، أما العام الجاري فالعدد بلغ نحو 400 شاب وشابة، وأما قادة المجموعات فعددهم 50 شاباً قائداً».
وبدورها، شرحت عضو اللجنة الإعلامية بمهرجان تاء الشباب فاطمة عبدعلي، مبادرات المهرجان لهذا العام، وقالت إن مبادرة «كلنا نقرأ» المعنية بنشر ثقافة القراءة وتشجيع الشباب عليها، ستحتفي بالكاتب اللبناني جبران خليل جبران في مناقشة كلاسيكية لكتاب «النبي»، كما تستضيف عبدالإله بلقزيز في «جدل الديمقراطية»، والكاتبة السورية هيفاء بيطار لمناقشة مجموعتها القصصية «يكفي أن يحبك قلب واحد لتعيش». ومن مصر، يناقش الشباب الكاتب عزت القمحاوي حول كتابه «الغواية»، ويستحضرون معاً تجربة الشاب الكويتي عبدالوهاب الحمادي في روايته «الطير الأبابيل» ليتحدثوا حول إنسان ما بعد الحرب ومناوشاته النفسية والاجتماعية.
وأفادت بأن مبادرة «درايش» فتركز من خلال فعالياتها هذا العام على إعادة إحياء المساحات والأماكن الحيوية، والسعي إلى تحديثها وإعادة هيكلتها بما يتلاءم مع التراث المعماري البحريني من خلال «كأن نفعل الأمل»، التي سيتوجه فيها المعماريون الصغار إلى إحدى ساحات المحرق لإعادة تأهيلها، وفعالية «يخضرّ كشجرة» التي تركز على تصميم الحدائق وتفعليها لتكون أكثر حيوية وجاذبية. كما تجوب «درايش» المعمار في مسارين، الأول بداخل مملكة البحرين في فعالية «تجرّبنا المدن» التي ينتقل فيها الجمهور حول أهم المعالم البحرينية لاستعراض روعة البناء الهندسي وتكوينه الذي ترك بصمة واضحة في النسيج العمراني البحريني، بالإضافة إلى جولة مصغرة حول حضارات العالم في «العالم في مدينة» من خلال افتراض يستعرضون فيه معمار الشعوب الأخرى وما يميز ثقافتها البصرية عبر توظيف العناصر المعمارية وكيفية تناولها في مختلف الحضارات.
وذكرت أن «ما يميز هذه المبادرة في نسختها الرابعة هو تفاعلها مع الحضور الذي لن يتّخذ دور المتدرّب أو المستمع فقط، بل سيكون مشاركاً فاعلاً في «لايك آند ديسلاديك»، حيث يكون كل واحد منهم محكّماً وصاحب رأي لتقييم آراء المسئولين والمحللين لقوانين البناء والتخطيط المعماري في البحرين، بالإضافة إلى فعالية «لن ينتظر البيت أكثر» والتي يستشير فيها المهتمون مصممين داخليين للتمكّن من تنسيق وتصميم منازلهم».
وواصلت عبدعلي شرح مبادرات تاء الشباب الرابع، مبينة أن مبادرة «تشكيل» تأتي بجديدها في مجال الفنون البصرية من خلال أعمال فنية متنوعة تُعرض بطريقة حديثة مغايرة، حيث تتعامل فعالية «ضوء وقهوة» مع تقنية الرسم الضوئي لإبراز جماليات جديدة ومدهشة في أحد المقاهي. كما تقدم للأطفال «ممسكة بقزح الأطفال» من خلال «الكوميكس - الرسومات الكاريكاتيرية القصصية» التي تدشن فيها «تشكيل» بالتعاون مع «كلنا نقرأ» أول إصدار قصصي على هيئة مجلة خاصة بالأطفال. تتجه المبادرة عموماً إلى المفهوم الجمالي والجدارايات في محاولة لتحديث وتجميل الحوائط من خلال الرسم عليها وإضفاء اللمسات الفنية عليها عبر فعالية «منظور» التي توظف تقنيات الخداع البصري، و «غرافيتي» التي تشارك بخبرات لبنانية وفرنسية لتقديم لوحات تعبيرية شعبية وشائعة. كما تستفيد من بطاقات شحن الهواتف لرسم بورتريهات فنية في فعالية «ألو».
وتابعت «تقدم مبادرة (تنصيص) عدداً من الورش المتخصصة في المجال الإعلامي، حيث تفتتح فعالياتها بورشة عمل عن التقارير الثقافية في الإعلام السمعي والمرئي لمستشار التطوير في إذاعة وتلفزيون البحرين إيلي فلوتي، فيما تتعمق أماني الحلواجي من جامعة البحرين في تفسير إشكاليات الإعلام الإلكتروني وتوظيف خفاياه. فيما تلتبس المسافة ما بين «تنصيص» والمغرب، إذ تستضيف كلاً من الإعلامي عدنان ياسين ورئيسة إذاعة المغرب أسمهان عميمور في ورشتين منفصلتين تركزان على إعداد التغطيات الإعلامية الثقافية المكتوبة، الإذاعية والمرئية».
واستطردت «تستمر مبادرة «تكنيك» للعام الثاني على التوالي والتي تركز على الجوانب التقنية والإلكترونية من خلال فعاليات تجمع بين الفائدة العلمية والمتعة في آن واحد، إذ تفتتح فعالياتها بـ «تويت أب» يلتقي فيه المغردون للنقاش حول إشكاليات شبكات التواصل الاجتماعي، تتبعها فعالية «ارسم شيئاً» على أجهزة الآيباد لإضفاء اللمسات وفتح المخيلات الإبداعية. ودمجاً بين الموسيقى والتقنية، تقيم «تكنيك» فعالية «آي ميوزيك» بالعزف على أجهزة الآيفون والآيباد، كما تستعرض مشاريع تخرج خريجي مجال التقنية والاتصالات في فعالية «خارج المعادلة». كما تدشن ضمن أنشطتها لتدشين مكتبة إلكترونية لمختارات من الكتب البحرينية تحت عنوان «أسرع من ورق».
وبيّنت أن «مبادرة (دوزنة) المعنية بضبط الإيقاع بين المبادرات وخلق التوازن بينها، تُشرِع باب الثقافة هذه المرة ناحية المغرب، إذ تبدأ فعالياتها بأمسية شعرية بعنوان «خارجاً من حروبه الصغيرة» للإعلامي والشاعر المغربي «عدنان ياسين»، ومن ثم تناقش مع مثقفي المغرب في طاولة مستديرة موضوع الربيع الثقافي في جلسة بعنوان: «ماذا عن ربيع عربي من نوع آخر؟». وفي اقتراب شعري، تدمج في آخرها التجربة الشعرية المغربية بالتجربة المحلية في أمسية بعنوان: لف القصيدة جيداً».
وأضافت أن «مبادرة (حفاوة) لهذا العام، تستدرج طيف الكاتب المصري الراحل عبدالوهاب المسيري الذي يعد من أبرز المؤرخين العالميين المتخصصين في الحركة الصهيونية في فعالية «ماركسي في الشارع اليهودي»، حيث تصدر كتاباً باسمه ضمن سلسلة «أطياف» كعادة تاء الشباب في كل عام». وقالت إن مبادرة «أوبراليك» لأول مرة مركزة على الفن الموسيقي المسرحي، حيث تقدم عرضين مصغرين على شكل «اسكتشات»، الأول بعنوان «ما يكفي لأغنية» والآخر «نقلد الموسيقى»، بالإضافة إلى ورشة «مهارات التواصل عبر المسرح» للبناني ميشيل الحوارني. كما تقدّم «أوبراليك» ختاماً لفعالياتها مسرحية «الكناس والوتر» مختزلة بذلك جميع التدريبات وورش العمل والإعدادات في مسرحية مغناة. وختمت شرحها عن مبادرة «سينما»، معتبرة أنها «جديد آخر ضمن التاء، إذ تطرح الثقافة الفيلمية من خلال فعاليتين الأولى «سيناريو أول» تدشن فيها المبادرة ضمن جناح تاء الشباب، والفعالية الثانية «قصيرة ولكن تكفي» التي تستعرض عدداً من الأفلام البحرينية القصيرة».
هذا، ووجهت اللجنة التنظيمية لمهرجان «تاء الشباب» شكرها لجميع الرعاة الداعمين والشركاء الإعلاميين وهم: شركة البحرين للاتصالات السلكية واللاسلكية (بتلكو)، شركة طيران البحرين، مجمع السيف التجاري، ديار المحرق، صحيفة «الوسط»، صحيفة «الأيام»، صحيفة «الوطن»، صحيفة «البلاد»، ومجلة «البناء» السعودية.
يُذكر أن مهرجان «تاء الشباب» انطلق في العام 2009، تحت مظلة وزارة الثقافة بدعم وتشجيع من وزيرة الثقافة الشيخة مي بنت محمد آل خليفة، للفكرة التي أطلقها مؤسسها الراحل محمد البنكي لإدماج الشباب في الحراكات الثقافية وتفعيل دورهم في صياغة وتبادل الثقافات، وإيجاد روح شبابية ثقافية في الوسط البحريني».
العدد 3600 - الأحد 15 يوليو 2012م الموافق 25 شعبان 1433هـ