العدد 3597 - الخميس 12 يوليو 2012م الموافق 22 شعبان 1433هـ

هافيلانج وتيكسيرا حصلا على رشى بالملايين

فضيحة جديدة تهز «الفيفا»

ذكرت صحيفة «أو ستادو دي ساو باولو» أمس (الخميس) أن الرئيس السابق للاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) جواو هافيلانج والرئيس السابق للاتحاد البرازيلي للعبة ريكاردو تيكسيرا قد يحاكمان في البرازيل بسبب قضية الفساد المتورطين فيها.

وتلقى كلا المسئولين رشاوى مليونية في إطار المفاوضات مع شركة التسويق الرياضي «آي إل إس» المفلسة، بحسب ما كشفت عنه وثائق نشرتها أمس الأول (الأربعاء) إحدى المحاكم السويسرية. وقد تتم المحاكمة في البرازيل في حالة وجود طلب تعاون قضائي من جانب سويسرا، البلد الذي صدر فيه الحكم، أو في حالة القيام بمعادلة للاتهام. وأضافت الصحيفة أن طلب تعاون من سويسرا إلى البرازيل سيساعد في تسهيل الإجراءات الضرورية للتحقيق، مثل البحث عن أدلة أو جمع الشهادات. كما أنه في حالة الرغبة في إجراء تحقيقات في البرازيل، ينبغي على السلطات المعنية التوجه بطلب تعاون قضائي دولي.

وتم الكشف عن ضلوع المسئولين البرازيليين السابقين أمس الأول (الأربعاء) من خلال وثائق نشرت عقب حكم المحكمة العليا السويسرية. وبحسب هذه الوثائق حصل رئيس الفيفا بين عامي 1974 و1998 هافيلانج على 1.5 مليون فرنك سويسري (نحو 1.25 مليون يورو بسعر اليوم) فيما حصل تيكسيرا خلال الفترة من مايو/ أيار 1995 ونوفمبر/ تشرين ثان 1997 على 12.74 مليون فرنك سويسري على الأقل (نحو 10.6 ملايين يورو بسعر اليوم).

على صعيد آخر، أكد رئيس الفيفا جوزيف بلاتر أن اجتماع الجمعية العمومية للاتحاد الدولي وحده من يمكنه اتخاذ قرار حول احتفاظ هافيلانج بمنصبه كرئيس فخري للفيفا. وقال السويسري على موقع الاتحاد: «لا، لا يمكنني أن أحاسبه. الجمعية العمومية اختارته رئيسا فخريا. فقط الجمعية العمومية يمكنها أن تقرر مستقبله».

وتشير الوثائق التي جمعتها سلطات الادعاء إلى أن الفيفا كان على علم بحصول أشخاص يعملون به على رشى. وأغلقت القضية في مايو 2010 بعد إعادة دفع مبلغ لم يكشف عنه من قبل هافيلانج وتيكسيرا. ولكن المحكمة العليا في سويسرا أصدرت الأربعاء المستندات التي بحوزتها بناء على طلب مؤسسات إعلامية. وظلت عضو منظمة الشفافية الدولية للشئون الرياضية سيلفيا شينك، منتقدة للفيفا. وقالت: «إنني مندهشة من أن السيد هافيلانج مازال الرئيس الفخري للفيفا على رغم أنه بات معلوما منذ سنوات بأنه تلقى أموالا». وأضافت أشعر بالصدمة من أن محامي الفيفا حاول أن يبرر بأن الأموال ذهبت إلى هافيلانج وتيكسيرا بدلا من الفيفا». وكان الفيفا منح شركة «أي أس أل» حقوق بث نهائيات كأس العالم في عامي 2002 و 2006.

ولد هافيلانج في الثامن من مايو 1916 لأب بلجيكي كان يعمل في بيع الأسلحة النارية والذخيرة. وعلى مدار 9 عقود، حقق هافيلانج نجاحا تلو الآخر، منذ بدأت علاقته بالرياضة في سن الصبا، إذ لعب في فرق الناشئين بنادي فلومينينزي البرازيلي لكرة القدم قبل الانتقال للسباحة وكرة الماء. كان هافيلانج أحد أفراد البعثة البرازيلية المشاركة في دورة الألعاب الأولمبية العام 1936 بالعاصمة الألمانية برلين. وعندما اعتزل ممارسة الرياضة على المستوى الرسمي، شغل هافيلانج رئاسة الاتحاد البرازيلي للرياضات قبل توليه منصب رئيس الفيفا في العام 1974 ليبدأ «ثورة» حقيقية في مسيرة الفيفا، إذ أصبح أول رئيس غير أوروبي للفيفا. ونجح هافيلانج في تحويل كرة القدم إلى مجال مربح اليوم، إذ أكد أنه تولى رئاسة الفيفا وخزانته بها 20 دولارا، وترك منصبه وخزائن الاتحاد الدولي تحوي 4 مليارات دولار. وحتى العام الماضي، كان هافيلانج عضوا في اللجنة الأولمبية الدولية لكنه استقال لأسباب صحية في ديسمبر/ كانون الأول الماضي، وجاء تنحيه عن منصبه ليسقط عنه إجراءات اللجنة الأولمبية الدولية بشأن ادعاءات بالفساد ضده. وكان من المقرر أن يمثل هافيلانج أمام لجنة القيم باللجنة الأولمبية الدولية للاستماع إلى أقواله في الادعاءات بشأن حصوله على رشى من مؤسسة «آي. إس.إل» للتسويق الرياضي عندما كان رئيسا للفيفا. وخلال رئاسته للاتحاد الدولي، وسع هافيلانج عضوية الاتحاد والتي تبلغ حاليا 208 من الدول الأعضاء، أي ما يفوق عدد الدول الأعضاء في منظمة الأمم المتحدة. كما ارتفع، في عهده، عدد المنتخبات المشاركة في نهائيات بطولات كأس العالم من 16 إلى 32 منتخبا. ونجح هافيلانج بسياسته في جذب رعاة بارزين مثل شركات كوكاكولا ونايكي وبودفايسر وماكدونالدز، لرعاية الفيفا وبطولاته.

العدد 3597 - الخميس 12 يوليو 2012م الموافق 22 شعبان 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً