توفِّرُ لنا الآيات والأحاديث في إطارها العامِّ منهجاً إلهياً، وتعاليم سلوكية عمليةً رائدةً راقيةً بالإمكان اعتبارها دستوراً مُحكَمَاً، إذا ما تَبِعَهُ الإنسان فردا ومجتمعا سَلَكَ بِهِم السُبُلَ إلى جنة الرضوان، التي ادخرها لعباده الرب الرحمن، فارتضى لهم أموراً، وحرَّم أُخرى، لِحكمةٍ منه، ومصلحةٍ تَقصُرُ العقولُ عَنْ فهمِها، وَمِنها «الخيانة»، التي حذّر الله منها، وأوجب العقوبة عليها، فقال تقدَّست أسماؤه: «إِنَّ اللَّهَ لاَ يُحِبُّ الْخَائِنِينَ»، مُقدِّمةُ عَذَابٍ تَفْتَحُ على مرتكبها أبواباً من الخسران المبين، وصفها أمير المؤمنين (ع) في عهدٍ له لأحد عماله على الصدقة بقوله: «وَمَنِ اسْتَهَانَ بِالأَمَانَةِ، وَرَتَعَ في الخِيانَة، وَلَمْ يُنَزِّهْ نَفْسَهُ وَدِينَهُ عَنْها، فَقَدْ أَحَلَّ بِنَفْسِّهِ الَذُلَّ وَالخِزَّيَ فِي الدُّنيا، وَهَوَ في الآخِرة أَذَلُّ وَأَخْزَى».
مفهوم الخيانة لغة: أصلها (خَوْن)، قال فيها أرباب اللغة خانَهُ في كذا يَخونُه خَوْناً وخِيانَةً ومَخانَةً، فاعلها خائِنٌ وخائِنَةٌ وخَؤُونٌ وخَوَّانٌ، والجمع خانَةٌ وخَوَنَةٌ وخُوَّانٌ بمعنى خيانة العَهْد والأمانَةَ، وقال آخرون هو نقصان الوفاء. قال الزمخشري في كشافه: معنى الخون النقص؛ كما أن معنى الوفاء التمام»، كما ذكرها ابن منظور في لسانه: «خَوْنُ النُّصْحِ وخَوْنُ الوُدِّ، والخَوْنُ على محن شَتَّى»، وقال الشيخ في مجمع البحرين: «هي مخالفة الحق بنقض العهد في السر، وهي نقيض الأمانة».
مفهوم الخيانة في الإصطلاح: تعددت كلمات المحققين والمفسرين في معنى مفهوم الخيانة إلا انهم اتفقوا على أصل مشترك، فقال الراغب الأصفهاني في مفرداته: «الخيانة والنفاق واحد إلا أن الخيانة تقال اعتبارا بالعهد والأمانة، والنفاق يقال اعتبارا بالدين ثم يتداخلان فالخيانة مخالفة الحق بنقض العهد في السر، ونقيض الخيانة الأمانة يقال: خنت فلانا، وخنت أمانة فلان»، فيما قال في تعريفها الطبطاطبائي في ميزانه: «الخيانة نقض الأمانة التي هي حفظ الأمن لحق من الحقوق بعهد أو وصية ونحو ذلك».
مفهوم الخيانة في النصوص الدينية: تظافرت النصوص الشريفة، من الكتاب والسنة، لبيان مفهوم الخيانة وخطورتها، وما لها من عواقب دنيوية وأخروية، ومنها قوله تعالى في كتابه العظيم: «إِنَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللَّهُ وَلاَ تَكُن لِّلْخَائِنِينَ خَصِيمًا» (النساء: 105)، وقال تبارك اسمه في آية أخرى: «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَخُونُواْ اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُواْ أَمَانَاتِكُمْ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ» (الأنفال: 27)، وفي آية لاحقة من نفس السورة يقول جلَّ جلاله: «وَإِمَّا تَخَافَنَّ مِن قَوْمٍ خِيَانَةً فَانبِذْ إِلَيْهِمْ عَلَى سَوَاء إِنَّ اللَّهَ لاَ يُحِبُّ الْخَائِنِينَ». (الآية: 85).
وقفة مع الآيات: تُثبت الآيات السابقة أن الخيانة فعل مذمومٌ حرَّمه الله سبحانه، ونهى عن إتيانه، لماذا؟
نجد الجواب في قولٍ لأمير المؤمنين (ع) يقول: «الخيانة أخو الكذب»، وقال (ع): «الخيانة صنو الإفك»، وفي قولٍ آخر له: «الخيانة رأس النفاق»، وهذا عينه ما قال به الرسول (ص): «إِيَّاكُم وَالكَذِبَ فإِنَّ الكَذِبَ مُجَانِبٌ للإِيمان» ليصِل بالنتيجة إلى قوله (ص): «كُلُّ خَلَّةٍ يَطبَعُ عَليها المؤمِنُ إِلا الخِيانة وِالكَذِبْ».
كل هذا لما للخيانة من أثرٍ سلبيٍ على حياة الفرد والمجتمع، فنجد الآية الأولى تتحدث عن إنزال القرآن الكريم على الرسول (ص) ليحكُم بما هو حق لله، وكما يريد الله للحكم أن يصدر على يديه (ص)، وفي ذات الوقت ناهيةً له عن الدفاع عن أيَّ خائنٍ أو معاهدٍ في نفسه أو ما يتصِلُ به، دِفاعاً قائماً على المطالبة بما هو ليس حق ومخالف للواقع، ونصرةً للظالم والمعتدي، على المظلوم والمعتدى عليه، وهذا ما يشير له سبب نزول الآية، على اختلاف في التفاصيل بين المفسرين، وهو قضية درع «قتادة بن النعمان» وسرقتها على يد جاره «طُعمة بن أُبيرِق»، وتخبِئتُهُ لها عند «زيد بن السمين» اليهودي وترافُعَهُما إلى رسول الله (ص) في القضية ليفصل بينهما.
أما الآية الثانية فأمرها من حرمة الخيانة، والنهي عن إتيانها، والزجر عنها واضحٌ وبيَّنٌ، ذلك أَنَّ المفسرين قالوا إنَّ هذه الخيانة لله وللرسول (ص) كانت بإظهار الإيمان، وإتيان النصيحة، بينما هم في واقع الأمر مُستترون بالكفر والنفاق في الباطن، يتعاونون مع أعداء الإسلام ورسوله (ص)، ويسربون إليهم من الوثائق والأسرار ما خفي عنهم، والتي سعى المشركون آنذاك في محاولة للاستفادة من هذه الخيانة بالقضاء على الدين الإسلامي والقضاء على ذكره وأثره.
لهذا السبب نجد أَنَّ النهي القرآني اعتبر مثل هذه الخيانة خيانة لله والرسول (ص)، وهي بلاشك خيانة للمؤمنين الذين يمثلون المجتمع الإسلامي في مجموعه، على أَنَّ بعض المفسرين اعتبروا هذه خيانة للأمانة؛ ذلك أَنَّ مِنَ الأمانة ما هو مختص بالله تبارك وتعالى عند الناس كالأحكام والحدود التي بيَّنتها الشرائع السماوية، والأخرى أَمانةٌ مُتعلقةٌ بالأنبياء والرسل والأوصياء الأولياء وما حُفِظَ مِنْ سِيرِهِم مِنْ قَولٍ وِفِعلٍ وَتقرير، ومِنها مَا هو أَمانةٌ بين الناس بعضهم البعض، كالأموال والودائع والحقوق.
فلما كانت الخيانة - ضِدَّ الأمانة في إطلاقها العام - فِعلاً قَبيحاً ينبذه العقل وتشمئز منه النفوس، والفطرة السليمة، كانت خيانة الله ورسوله والمؤمنين والمجتمع بمثل هذا الحجم من القُبحِ والنبذِ والاشمئزاز والخروج من نقاء الفطرة وصفائها، إلى التلوث بأعمال الشيطان، والتكدُّر بأدران النفس المائلة إلى حُبِّ ما حّم عليها من المحظورات، واقتراف الموبقات، وتجاوز ما أمر الله به من حدود ونهايات، ذلك أّنَّ الإنسان بما وهبه الله سبحانه مِنْ عَقْلٍ وَحِسٍ وَفَهْمٍ وَإدْراكٍ للأمور يَستطيعُ التمييز بين ما هو حَسَنٌ وقبيحٌ، وصحيحٌ وغير صحيح، فضلاً أَنَّ واقع الأمر من الخيانة هو خيانة الإنسان لنفسه وإيمانه، فهل يقدم عاقل مؤمنٌ على الخيانة؟ ولعل في رواية الحسن بن محبوب عن الإمام الصادق (ع) ما يُثبت لنا هذه الحقيقة حيث يقول في سؤاله له: «يكون المؤمن بخيلا؟ قال: نعم، قلت: فيكون كذابا؟ قال: لا ولا خائنا، ثم قال: يجبل المؤمن على كل طبيعة إلا الخيانة».
ويكفي في الإشارة إلى الآية الثالثة التي أوردناها من سورة الأنفال الشريفة أن الحق سبحانه لا يُحِبُّ الخائنين، ليعلم الإنسان أيَّ خسارة عظيمة، وفوادح أليمة، ستحِلُّ بِهِ عندما لا يُحِبُّهُ اللهُ، فَيُصبِحُ عرضة للأخطار، ولقمة سائغة بيد الشياطين الأشرار، فَمَنْ يستطيعُ إِنقاذه وَمُسَاعَدَتَهُ ومَدِّ يَدِ العَونِ لَه؟
وملخص الآية الكريمة كما تُشير لها كتب المفسرين، إنْ لاحت الأخبار والشواهد التي تُفيد الخيانة من قوم بينك وبينهم عهد وميثاق وحصل لك الخوف منهم، فأرسل إليهم رسولا يُبلغهم بإلغاء العهد والميثاق، وحدوث غير هذا الأمر يُعتبر خيانة، وهذا مما لا يُحبه الله تعالى، وهذا سموٌ وَعلوٌ لعدل الدين الإسلامي في المعاملة بالحسنى حتى مع غير المسلم.
تعاليم أخلاقية عظيمة: من بين التعاليم التي تواترت فيها الكثير من النصوص الشريفة هي «النهي عن الخيانة ولو بالخائن»، ومنها الآية الفائت ذكرها، ومثلها في الحديث ما ورد عن خير خلق الله (ص) قوله: «لا تَخُن مَنْ خَانَكَ فتكونَ مِثلَه»، وقال الإمام علي (ع): «لا تَخُن مَنْ ائتمنك وإِنْ خَاَنَكْ، ولا تُشِنْ عَدوَّكَ وَإِنْ شَاَنَكْ «، وفي سؤال للإمام الصادق (ع) سأله إياه سليمان بن خالد قال: «رجل وقع لي عنده مال وكابرني عليه وحلف، ثم وقع له عندي مال، فآخذه مكان مالي الذي أخذه وأجحده وأحلف عليه كما صنع؟: إن خانك فلا تخنه، فلا تدخل فيما عبته عليه».
وفي رائعة من روائع التعاليم الأخلاقية العالية، ما روي عن أبي حمزة الثمالي أنه قال: «سمعت سيد الساجدين (...) يقول لشيعته: «عليكم بأداء الأمانة، فَوَالذي بَعَثَ مُحَمّدًا بِالحَقِّ نَبِياً لَوْ أَنْ قَاتِلَ أَبي الحُسين بن علي بن أبي طالب (ع) إئتمنني على السيف الذي قَتَلَهُ بِهِ لأدَّيَتُهُ إِليَه».
أسباب الخيانة ودوافعها: الأول الورع والتقوى: أمران بهما تُنال الدرجات السامية، ويرقى الإنسان بهما نحو الجنة العالية، فلا غنى للإنسان من الورع عن المحرمات، واجتناب الموبقات، واجتراح السيئات، والتقوى الذي من شأنه أن يحميه من الهفوات، ويقيه من السقطات، ويَنهض به من العثرات، ذلك أن الشيطان يجري منه مجرى الدم، فيحرك هذه النفس نحو كل ما فيه تجاوز وخروج على ساحة الحق سبحانه وتعالى، ومنها ارتكاب فعل الخيانة الشنيع الذي يُرجع سببه الإمام علي (ع) إلى عامل التقوى، وما ينتج عن انتفائه واختفائه، وهو بالتالي مخالفة لأوامر الله، فيقول: «الخيانة دليل على قلة الورع وعدم الديانة»، وقال الصادق (ع): «مَنْ لَقِيَ اللهَ تَعالى مِنْكُم بِالوَرَعِ، كَانَ لَهُ عِنْدَ اللهِ فَرَجاً. إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجلَّ يقول: «وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِم مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاء وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُوْلَئِكَ رَفِيقًا» (النساء: 69).
الثاني: الغدر والإنتقام: لاشك أن الغدر والانتقام تابعان لشهوة النفس والهوى المتحرر من قيد العقل، وميزان العدل، وهما كما يعبَّرُ عنهما عند علماء الأخلاق من نتائج «القوة الغضبية»، التي سيندم عليها المرء بعد أن يعود لرشده ويفيق من حالة الغضب التي اعترته، فهذا الرسول (ص) يحدثنا فيما عهده لعلي(ع) حول الغدر إذ يقول: «وإياك والغدر بعهد الله والإخفار لذمته، فإن الله جعل عهده وذمته أمانا أمضاه بين العباد برحمته، والصبر على ضيق ترجو انفراجه خير من غدر تخاف أوزاره وتبعاته، وسوء عاقبته»، وكذلك أمير المؤمنين يُحدثنا حول الغدر فيقول: «الغدر بكل أحد قبيح، وهو بذو القدرة والسلطان أقبح»، وفي وصية للإمام الصادق (ع) يقول: «لا ينبغي للمسلمين أن يغدروا، ولا يأمروا بالغدر، ولا يقاتلوا مع الذين غدروا». كذلك هو الأمر بالنسبة للانتقام، وضده: «العفو»، الذي هو من سمات الأنبياء وشيم الأولياء والصلحاء، الذي مدحه الله في قرآنه العظيم بقوله: «وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ» (آل عمران: 134). وقوله (ص): «مَنْ كَظَمَ غَيظاً وهو يَقْدِرُ عَلَىَ إِنْفاذِهِ ملأَ اللهُ قَلْبَهُ أَمْنَاً وَإِيمَانا»، وفي حديث آخر له (ص) في أحد خطبه: «ألا اُخبِرُكُم بِخَيرِ خَلائِقِ الدُّنيا وَالآخِرَةِ العَفوَ عَمَّنْ ظَلَمَكَ وَتَصِلُ مَنْ قَطَعَكَ وَالإِحسانُ إِلى مَنْ أَساءَ إِلَيكَ، وَإِعطَاءُ مَنْ حَرَمَكَ».
الثالث: حب الدنيا والحرص عليها: إنَّ حُبَّ الدنيا المُتمثِلُ في حب المال والثروة، وحب الجاه والمنزلة، وحب الرئاسة والزعامة، وهو كما في الأحاديث رأس كل خطيئة، والحرص على تحقيق هذه المطالب، والوصول إليها، من دون أهميةٍ ورعايةٍ لطرق تحصيلها وبلوغهم إياها، حِرصاً يكادُ يتنازل فيه المرء عن قيمه ومبادئه وشعاراته التي نشأ وتربّى عليها، ليُضيع بالتالي إيمانه والتزامه بدينه، وهذا ما تكشفه الرواية التي ينقلها حماد بن بشير عن الصادق قال: «سمعت أبا عبدالله (ع) يقول: ما ذئبان ضاريان في غنم قد فارقها رعاؤها، أحدهما في أولها والآخر في آخرها بأفسد فيها من حب المال والشرف في دين المسلم»، وهو بذلك في معرض خسارة الآخرة وتضييعها أيضاً حيث يقول تبارك اسمه في أمرها: «تِلْكَ الدَّارُ الآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الأَرْضِ وَلا فَسَادًا وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ» (القصص: 83)
أحمد عبدالله
عبدالله نجم وغاب من سمانا
متى يطل نورك علينا يا ضوانا
يشع النور منك ويعتلي بعنوانه
ويعرج لقلوب تلهج بذكرك يا مُنانا
يتعذر شعري فيك وكلامي يا ملاذ الروح
وبيك احتارت أبياتي، وما يدري القلب (ش)يبوح
أكتب عن عشقنا أو فرحنا أو همس (لـ)جروح
لو عن سهرنا، ولمتنا، وضحكاتنا اللي ترد الروح
عبدالله فارقتني، وضيعتني، ودنيتي معاك تروح
وخليتني وحيد أنزف الآه، وجسمي غدا مجروح
وبقى ذكرك يلهج بقلبي وبفكري المملوح
عسى ربي وأدعيه بقلب متفطر ومقروح
يجمعني فيك بجنانه يا عبدالله يا توأم الروح
سيدعبدالله العلوي شاب عُرف بطيبة قلبه، وأخلاقه الرفيعة، وفي هذا اليوم تمر الذكرى الثانية على مجاورته للرفيق الأعلى، حيث شاء القدر أن يكون أحد ضحايا الإهمال الطبي، ليكون الضحية الـ 18 من أصل 35 ضحية سكلر في العام 2010.
رحمة الله عليه، سخَّر نفسه لخدمة إخوانه المرضى، فكان لا يتوانى عن مد يد العون لتقديم المساعدة على قدر استطاعته، فانخرط في جمعية السكلر البحرينية، ليكون ركناً أساسياً من أركان الجمعية، وعضواً فاعلاً في أنشطتها وفعالياتها، وكان المصمم الرئيسي لمطبوعات الجمعية من كتيبات وبروشورات، بالإضافة إلى تصميم الموقع الرسمي للجمعية.
المغفور له بإذن الله، كان كالنحلة الدؤوب، يسعى بكل جهد رغم نوبات السكلر الحادة، والآلام التي تنخر عظامه للمشاركة والحضور في فعاليات وأنشطة الجمعية المختلفة، وعندما يكون على السرير الأبيض لا يمنعه ذلك أيضاً من مد يد العون، من خلال التصاميم المتميزة لكل الفعاليات والأنشطة الخاصة بالجمعية.
جهوده الطيبة كان لها الأثر الملموس للارتقاء بجمعية السكلر البحرينية، حيث كان عضواً مهماً في لجنة العلاقات العامة والإعلام، ومن ثم قام بترشيح نفسه ليكون عضواً إدارياً وفاز في انتخابات الجمعية، ولكن وافته المنية بعد شهر ونيف من انخراطه في مجلس الإدارة.
فقدنا شخصية ساهمت بالكثير من أجل خدمة المرضى، والتخفيف من معاناتهم، نسأل الله له الرحمة والمغفرة، وأن يلهمنا وذويه الصبر والسلوان.
حميد المرهون
لعل الأمر الأكثر ادهاشاً في معركة الأمعاء الخاوية التي يخوضها الأسرى الفلسطينيون في سجون الاحتلال الإسرائيلي هذه الأيام هو هذا الإصرار منقطع النظير على الاستمرار في هذه المعركة وتحقيق نتيجة إيجابية من وراء هذا الإجراء الذي ربما يصل إلى حد استشهاد بعض هؤلاء الأسرى أو تعريض حياتهم للخطر على أقل تقدير، والذي لا يمكن إلا أن يحسب ضمن حالة المقاومة التي يعيشها الإنسان الفلسطيني عموماً تحت ظلم السجان والمحتل الإسرائيلي داخل سجنه الصغير في أقبية الاحتلال أو سجنه الكبير في الأراضي المحتلة.
فمرة جديدة يثبت الإنسان الفلسطيني أن جذوة المقاومة لا يمكن أن تنطفئ في صدره ضد ظالميه وسجانيه ومحتلي أرضه، وهو ما يؤكده آلاف الأسرى الفلسطينيون في السجون الإسرائيلية الذين ينفذون إضراباً مفتوحاً عن الطعام حتى يجبروا سجانهم على تنفيذ مطالبهم في وقف إجراءاته العدوانية والقمعية بحقهم، وبينها العزل الانفرادي لسنوات طويلة والتعذيب الممنهج والتوقيف لسنوات دون محاكمة ودون أي تهمة، وكذلك منع ذويهم من رؤيتهم، ولعل هؤلاء الأسرى بمعركتهم هذه يحركون الضمير العالمي ومن يدعون حماية حقوق الإنسان والدفاع عن حرياته الأساسية كي يرفعوا الصوت ولو لمرة واحدة ضد محتل غاصب ومجرم قاتل.
آلاف الأسرى الفلسطينيين لايزالون في سجون الاحتلال وبعضهم معتقل منذ عشرات السنين ويعانون ظلماً مزدوجاً، ظلم الاحتلال وظلام سجونه... وهناك من لا يأبه بقضيتهم من قيادة الشعب الفلسطيني بل قد يسعى لتحقيق مكاسب سياسية على حسابهم والمتاجرة بقضيتهم ولا يكل من المطالبة عبثاً باستئناف مفاوضات عقيمة مع عدوه، أبعد ما يمكن أن يتمخض عنها هو السلام في وقت تواصل فيه سلطات الاحتلال أعمال القتل والتنكيل بالشعب الفلسطيني وتشريده وسرقة أرضه وتهويد القدس ومقدساتها وكان آخرها قرار حكومة نتنياهو بناء أكثر من ألف وحدة استيطانية جديدة في القدس المحتلة!
صالح ناصر طوق
العدد 3597 - الخميس 12 يوليو 2012م الموافق 22 شعبان 1433هـ
كم هو صعب
لم يكن غريباً بأنك تتذكر أيامٌ جميله عشتها برفقته.. لم يكن غريباً نراكـ تخط إبداعكـ لذكرى كآنت من أجمل الذكريات لديك.. ولكن الغريب بأن نرآك خذلآنك له وهو يتوسد الثرى.. من المؤسف بعد كل الذكريات الجميلة ان ننزعها بـ قسوة .. \\r\\nكم هو صعب خذلانك له يا حميد.. \\r\\nلك كل التحية ولكن هذه الحقيقة
اين الرد ياوزارة الا سكان
طلبي بوزارت الا سكان صا اليه 17 سنه
تم نشر رسالتي هنا ببريد قراء الوسط وانا الوحيد الدي لم يتلقي الرد من وزارة ا لاسكان لا اعرف السبب
3 اطفال وانا وزوجتي نسكن غرفه صغيره ببيت الوالد بمدينة حمد وغي صحيه وهنالك مشاريع اسكانيه كثيره بمدينة حمد ودار كليب والمالكيه لماد لم اعطي اولوية الحصول على بيت هنالك