في انقسام المواقف، وتحزب الطوائف، بين دماء من قتلوا، وعذاب من سجنوا، وسط مخاوف التهميش، ورعب سيطرة الآخر، انكفأ الحب، لم نعد نسمع سوى قصص الكراهية، وحكايات التأجيج، صرخات التسقيط، وتهم التخوين، حكايات التشفي، وأوهام القصص المفتعلة، تفاصيل العشاق المهشمة على صخرة الطائفية، والصداقات المحطمة فوق أمواج المواقف السياسية، لم يعد شيءٌ يشبه نفسه، تشوهت الأشياء، فقدت صدقها وبراءتها، عفويتها ونقاءها، جمالها وقدسيتها، وفقدنا نحن أيضاً أنفسنا، حتى المنابر التي أسست لأخوَّة المسلمين، باتت هي الأخرى منصةً للكراهية، مأخوذةٌ بصوت الطائفة.
فجأةً وجدنا أنفسنا ممتلئين بقصص العنف وكراهية الآخر، موجوعين بتفاصيل الانتهاك اليومي، نسينا الحب وسط فوضى الصراع الطائفي الذي أطلقه أصحاب المصالح، وتلقفه من كان حرياً بهم أن يتبعوا الحب والإخاء منهجاً وطريقا.
على غفلةٍ منا فاتنا أن الحب هو كل ما سيبقى بعد أن ينتهي كل هذا الصراع المحموم، وعلى الضفة الأخرى سيبقى الكره أيضاً، إن تركنا له أن يتغول ليمسخ قلوبنا التي ما عرفت كل هذا الحقد والغيلة، لم يعد الأمر يقتصر على بقعتنا الصغيرة، إنه وباءٌ منتشر لدول الجوار وما بعدها، تؤهل لحرب الطوائف الطويلة، بعد أن ينتهي هذا الربيع الدامي.
المؤسف أن الصراع لم يعد على الأرض وحدها، فيوقف الحكماء سياط الأرواح المسعورة، لكنه صراع الفضاء، على امتداده وسعته، يقوده الجهلاء، وينضم له الضعفاء، ويدفع قيمته البسطاء، تلك الحروب الافتراضية بين أتباع الطوائف، تترك أثراًعميقاً في الواقع، تحطم العلاقات التي كانت قبل ذلك نموذجاً في التعايش والحب.
رغم الزبد الذي لم يذهب جفاء حتى الآن، ويطفو على السطح، لكن تبقى حكايات الحب رغم الألم ثابتة، لا نسمع صوتها عالياً، لكنها هناك، ستبقى بعد أن يرحل الآخرون.
هذا التاريخ الذي نسطره اليوم بوقائع ما يحدث من ألم، علينا أن نطعمه بقصص الحب التي بقيت صامدة وسط رياح الإقصاء والتهميش، عابرةً لنيران الطائفية، مؤمنةً أن ما يجمع الناس في هذا البلد الصغير أعمق وأكثر قوة من أي استحقاقات سياسية أو أهداف مطلبية، متجذر رغم الوجع الجاثم على الصدور، سترتفع الأصوات بالحب، علينا أن نستمع لها فقط، أن نوثقها كما نفعل للانتهاكات التي حدثت، على الحب أن يسير جنباً بجنب مع الصراع والألم، كل الصراعات ستؤول ذات يوم إلى زوال، من الأبقى أن نتمسك بالحب لوقتٍ لا يبقى به إلا هو بيننا، سنكتب عن الحب لأنه أبقى، ونترك الكره والتخوين والإقصاء والتسقيط للأقلام التي لم تختبر الحب الذي عايشناه وسنظل متمسكين به، من أجل أجيالنا القادمة، ومؤمنين أن المصالحة ليست حبراً دون ورق، وليست عملاً دون عزم، إنها الكفاح من أجل أن يكون الوطن وطناً للجميع.
إقرأ أيضا لـ "مريم أبو إدريس"العدد 3596 - الأربعاء 11 يوليو 2012م الموافق 21 شعبان 1433هـ
الدوا
نعم أن الحب هو الدوا
الافضل ان تكتبي الحقد في زمن الطوائف
فلا حب بعد اليوم لقد تكشفت لنا الامور وظهر لنا المستور وبصراحة اقولها إن من عمل على شق الصف هو المسؤل
من المعلقات السبع الى المدافن في الأراضي السبع
خمس معروفة هي الحواس الخمس تضاف لها الشعور بالمودة والإحساس بالرحمة فتصبح سبع. فأين نجد الحب إذاً؟
أوكيف نعرفه؟
أم أن الحب في هذا الزمان أصبح معدوم الضمير وبات مستتراً لا تقدير له؟
المواطنة الدستورية.
لا يوجد أي مستقبل للدولة الطائفية أي إن كانت هويتها فأن عالم اليوم قد تغير.
والذي حدث ويحدث حالياً بسبب إنتهازية القيادات السياسية وقصر نظرها ومصالحها في التجييش والحشد الطائفي.
وسوف تنتهي هذه الموجة قريباً لانها تتناقض مع طبيعة الحياة وشكل الأوطان.
وقد سبق لبعض الدول التي إتبعة سياسة الطائفية والقومية بالفشل وعدم الأستقرار وإنهيار إقتصادها.
الأوطان لا يمكن لها الأستقرار والتقدم إلا بنظام المواطنة الدستورية.
مقال راااائع
مقال رائع كـ أنت..
لا حرمنا الله نبضك
الحب في الشوارع المزدحمة ومخالفات المرور
ليس من الاسرار ولا الخفايا الغامضة، أن الله قد خلق الشعوب والقبائل ليتعارفوا لا ليتعاركوا. وأمرهم بأن يعتصموا بحبله ولا يتفرقوا.
فهل عصوا أم خالفوا؟
وكيف وأدوا المودة والرحمة؟
تعجبيني
تعجبيني ياايتها الكاتبه الشابه
بالفعل الناس تاثرت العلاقات ... الشاب الشيعى والسني الان لا يقدم على ايه علاقه الا قبل ان يعرف ( )
لماذا ... الشباب والشابات لا يستحقون هذة النتيجه ... الكل يجب ان يعى قبل فوات الاوان بان المكون البحريني اختلط والعيال اختلطوا بالعم والخال والزوجات مختلطين ولكن بئسا لمن ضرب هذة الخلطه ..... والف شكر لمقالك الرائع
الظوائف في زمن الحب ياام الخير
هندسه التفرقه وفلسفة التقسيم مرت على بعض العلاقات الاسريه وبين بعض الاصدقاء من الطائفتين وكانها رياح مغبره مؤذيه تبرقعوا بلحب والوفاء لبعضهم البعض لكي لا تصل هذه الرياح وما تحمل من غبار مشئوم الى انوفهم ومنها الى رئات ابت الا تستنشق الهواء النقي اخوان لم يطحنوا بين رحى المصالح بل على العكس بعد زوبعه التشتيت زاد بريقهم لطيب واصاله معادنهم ونقاوه حليب رضعوه وطهاره اصلاب وارحام انجبتهم تحيه لكل شيعي وكل سني على ارض اوال لم التحمت كفه بكف اخيه وجمعهما الله والانسانيه
والوطن...ديهي حر
دعوة الى الحب
نعم جميع الصراعات ستئول الى الزوال وتبقى مشاعر الحب والود والأخوة بين مكونات المجتمع ،وهنا يأتي دور الصحافة ووسائل الاعلام وخاصة كتاب الأعمدة يجب ان تكون كتاباتهم مفعمة برسائل الحب تستنهض فيهم مشاعر المحبة وتعيد العلاقات الحميمة بين الناس ومن لا يتجاوب مع دعوات الحب فليبحث له عن كهف يعيش فيه بعيدا عن هذا الوطن الجميل
Ha
مقال جميل والله يعطيكم العافيه