لقد زاد عدد سكان العالم بما يتجاوز الثلاثة أضعاف منذ إنشاء الأمم المتحدة في العام 1945، وما فتأ العدد يتزايد. وبوجود ما يزيد على 7 بلايين شخص يسكنون كوكب الأرض حالياً، فإننا نواجه مطالب متزايدة أكثر من أي وقت مضى تتعلق بالموارد المشتركة، ونواجه تحديات كبيرة أمام تحقيق الأهداف الإنمائية المتفق عليها دولياً.
وقد نجمت معاناة كبيرة عن الأزمات المتعددة - في الغذاء والوقود والمال - وكانت بمثابة دعوة للاستيقاظ والوعي بضرورة إيلاء اهتمام بالغ للّبنات الأساسية في التنمية المستدامة.
والصحة الإنجابية جزء لا يتجزأ من معادلة التنمية المستدامة. والنساء والشباب الذين يتمتعون بصحة جيدة، والذين يتوافر لديهم ما يلزم من سلطة ووسائل تمكنهم من اتخاذ قراراتهم بأنفسهم بشأن عدد مَن ينجبونه من أطفال - وتوقيت إنجابهم وأساليبه - يكونون أكثر قدرة على الإسهام في تنمية مجتمعاتهم.
ومع ذلك، لا تتلقى الرعاية الكافية خلال فترة الحمل سوى واحدة من كل ثلاث نساء في المناطق الريفية في البلدان النامية. ولا تزال حالات الحمل في سن المراهقة شائعة في معظم أنحاء العالم، وكثيراً ما تنجم عن الفقر والافتقار إلى التعليم. ولا يتيسر لما يزيد على 200 مليون من النساء والمراهقات الحصول على وسائل منع الحمل. وتختنق برامج تنظيم الأسرة الطوعية بسبب شح الموارد في كل مكان تقريباً.
ويمكننا - بل يجب علينا - أن نفعل أفضل من ذلك. وفي هذا اليوم العالمي للسكان، إني أدعوا الدول الأعضاء إلى بذل جهود متضافرة وعاجلة لسد الفجوة بين الطلب على رعاية الصحة الإنجابية، وما هو متاح منها. فالصحة والحقوق الإنجابية جزء لا يتجزأ من التنمية المستدامة والحد من الفقر. والاستثمار في حصول الجميع على خدمات الصحة الإنجابية يعد استثماراً بالغ الأهمية في مجتمعات سليمة صحياً، وفي مستقبل أكثر استدامة.
إقرأ أيضا لـ "بان كي مون"العدد 3596 - الأربعاء 11 يوليو 2012م الموافق 21 شعبان 1433هـ