العدد 3596 - الأربعاء 11 يوليو 2012م الموافق 21 شعبان 1433هـ

الشهابي يوجه لإعداد خطة عاجلة لعلاج «السكلر» خلال 48 ساعة

4 آلاف مريض راجعوا «الرعاية الصحية» خلال السنوات الماضية

وزير الصحة مترئساً اجتماعاً بشأن مرض السكلر في مجمع السلمانية أمس
وزير الصحة مترئساً اجتماعاً بشأن مرض السكلر في مجمع السلمانية أمس

عقد وزير الصحة صادق عبدالكريم الشهابي، اجتماعاً عاجلاً عند الساعة الثامنة من صباح يوم الثلثاء (10 يوليو/ تموز 2012م) في قاعة اجتماعات إدارة مجمع السلمانية الطبي، لبحث موضوع مرضى فقر الدم المنجلي «السكلر»، وذلك استجابة لتوجيهات القيادة بالاهتمام بالموضوعات التي تتابعها مختلف وسائل الإعلام والجمهور عن المرض، وكذلك نظراً إلى أن مرض السكلر يعتبر من الموضوعات الصحية المهمة محلياً وتهتم وزارة الصحة بتوفير كل سبل الراحة والرعاية لهذه الفئة من المرضى، إذ شكّل الوزير فريق عمل لإعداد خطة عاجلة بشأن رعاية مرضى السكلر يرفع تقريره له في موعد لا يتعدى 48 ساعة.

وحضر هذا الاجتماع كل من وكيل وزارة الصحة عائشة مبارك بوعنق، والوكيل المساعد لشئون المستشفيات أمين الساعاتي، والوكيل المساعد للموارد البشرية والخدمات حسن جابر، ورئيس قسم الحوادث والطوارئ بمجمع السلمانية الطبي جاسم المهزع، ورئيسة قسم الأمراض الوراثية بمجمع السلمانية الطبي شيخة العريض، واستشاري أمراض الدم والأورام عبدالله العجمي، ومدير إدارة المراكز الصحية سيما زينل، ورئيس التمريض في مجمع السلمانية الطبي عبدالجبار عيسى، وجميع استشاريي أمراض الدم والأورام، وجميع استشاريي الأمراض الباطنية المعنيين بمرضى السكلر.

وقال وزير الصحة في بداية الاجتماع: «أشكر لكم حضوركم في هذا الاجتماع الذي سنتحدث فيه عن مشكلة كبيرة وتحدٍ يواجه وزراتنا وهو مرض فقر الدم المنجلي، إذ فقدنا في الأسبوع الماضي أربعة من مرضى السكلر. أعلم أنه مرض خطير قد يسبب الوفاة بصورة مفاجئة برغم جميع المحاولات المبذولة لإنقاذ المريض، ولكن كلنا مسئولون ويجب أن نعترف بأخطائنا إن حدثت ونتعلم منها حتى نتفادى تكرارها، وأتمنى أن نخرج من هذا الاجتماع بخطة زمنية واضحة المعالم فمرضانا يستحقون الأفضل».

وأضاف «أود أن أبلغكم بأن قيادتنا تولي اهتماماً بالغاً بهذا الأمر وتود اطلاعها بصورة عاجلة على حيثياته برغبة جادة منها بتقديم العون من أجل إنجاح المساعي المبذولة من جانبنا لتحسين مستوى الخدمات الصحية. وهنا اسمحوا لي أن أقول بمنتهى الصدق والأمانة أنه ينبغي على كل منا أن يعمل بمسئولية تجاه هؤلاء المرضى ـ وأن نبحث في هذا اللقاء عن الحلول لا عن الأعذار. ونظراً لأهمية هذا الموضوع بادرت الوزارة سابقاً لدراسته ووضع الخطط لمعالجته، لذا نود اليوم مناقشة هذه الخطة وبيان وجهات النظر بشأنها ومناقشة أسباب عدم اكتمال تنفيذها وإيجاد الحلول المناسبة لوضعها موضع التنفيذ الفعلي وكذلك من الأهمية بمكان وضع خطة زمنية موازية لتلك الخطة لتنفيذها والانتهاء منها في أقرب وقت ممكن حسب الإمكانات المتاحة والمتوافرة للوزارة».

وتابع الوزير: «إن الخدمات التي تُقدم لمرضى السكلر في وزارة الصحة كثيرة ومتشعبة بين جميع الأقسام، وننتهز الفرصة لتطويرها كلما دعت الحاجة لذلك، فمرضى السكلر هم أبناؤنا وأخوة لنا، وسنعمل ما أمكننا على تحسين الخدمات المقدمة لهم، ويؤلمنا أشد الألم ونأسف للحوادث من الوفيات التي حصلت بينهم في الفترة الأخيرة، وحتى إن كان هناك أسباب عضوية للوفاة في الكثير من الحالات، إلا أننا يجب أن نحاول تفاديها قدر الإمكان».

وأكد الشهابي أن «وزارة الصحة تضع كل إمكانياتها في سبيل تحسين الظروف الصحية لمرضى السكلر»، مشدداً على أن «مرض السكلر هو مشكلة وطنية يجب أن يُشارك في حلها الجميع في المجتمع كالوزارات الأخرى كوزارة التنمية الاجتماعية والعمل والتربية والتعليم والقطاع الخاص والعام لتوفير فرص العمل ومواصلة الدراسة والخدمات السكنية وغيرها من الاحتياجات التي يساعد توفيرها لهم في رفع عناء الحاجة عنهم، وتوفير سبل الراحة النفسية والاستقرار الاجتماعي والمعيشي لهم، مما يقلل من حدوث نوبات الألم والمعاناة عنهم».

وتم خلال الاجتماع استعراض التقارير والمرئيات بشأن مرضى فقر الدم المنجلي «السكلر»، منها بروتوكولات العلاج، وخطط التدريب، وخطط التوظيف، وتقارير لجنة الوفيات بشأن حالات الوفاة الأربع خلال الأسبوع الماضي، والإجراءات الوقائية، وإحصاءات المرض، وطرق توفير الموازنات المطلوبة.

وقدم المختصون بمرض السكلر خلال الاجتماع الكثير من الاقتراحات التي تهدف إلى التوعية والتثقيف بالمرض والعمل نحو الارتقاء بالخدمات المقدمة للمرضى، وتم التطرق إلى أهمية نشر جميع الإحصاءات الدقيقة عن مرض السكلر من طرف وزارة الصحة، لافتين إلى أنه تم عمل إحصائية دقيقة لكل المراجعين للوزارة من مرضى السكلر خلال السنوات السابقة فوجدوا أن عددهم يبلغ نحو 4 آلاف مريض، هؤلاء المرضى هم من يراجعون الرعاية الصحية والأولية والثانوية، أما الحديث عن أرقام كـ 18 ألف مريض، فهي أرقام لا يوجد لها أصل أو دراسة علمية ضمن إحصاءات وزارة الصحة، أما الحاملون للمرض فهم أشخاص أصحاء، لا يعانون من أي مشكلات صحية نتيجة حملهم لجين هذا المرض.

كما تم خلال الاجتماع مناقشة الكثير من الموضوعات، متمثلة في إعادة دراسة البروتوكولات الموجودة بالوزارة والاستعانة بالخبرات من الدول الغربية وأميركا وأوروبا إذا استدعى الأمر ذلك، والعمل على الإسراع في افتتاح مركز أمراض الدم الوراثية وتوفير الإمكانات البشرية والأجهزة وجميع الاحتياجات، والعمل على إقامة مؤتمر عالمي عن مرض فقر الدم المنجلي يضم خبراء من أميركا وأوروبا والعالم لمناقشة أفضل الطرق للتعامل مع المرض، ودراسة كل حالات الوفاة التي حدثت مع مناقشة أسبابها وإمكانية تفاديها، ووضع كافة الإمكانات لدراسة احتياجات قسم العناية القصوى وتفادي كل مسببات النواقص، ودراسة أسباب الالتهابات والعدوى وتفاديها والتي تؤثر سلبياً على مرضى السكلر، وتفعيل جميع الطرق للوقاية ومحاربة المرض والتقليل من نسب الإصابة سواء بوضع التشريعات اللازمة والاستفادة من خبرات الدول الإسلامية والعالمية في مجال الفحوص قبل الزواج وأثناء الحمل والولادة، وتقديم الدعم لخطط الوقاية من المرض، كما أن لدى الوزارة خطط وقاية واضحة أثبتت فعاليتها في خفض نسبة المرض بنسبة 75 في المئة ستستمر الوزارة في دعم هذا التقدم والخطط وتطويرها، وكذلك عمل دراسة كاملة عن مسببات الألم، واستعمال كل جديد متوافر في العالم من مضادات الألم.

وفي ختام الاجتماع، أكد وزير الصحة أن الوزارة تدفع نحو إيجاد حلول جذرية لمعاناة مرضى السكلر، إذ تعمل جاهدة للحد من انتشار المرض في مملكة ?البحرين من خلال التأكيد على ضرورة الفحص الطبي ?قبل الزواج ومعالجة مسببات المرض الأخرى، مشيراً إلى أن الوزارة لن تألو جهداً ?في ?سبيل المساهمة في ?التقليل من معاناة مرضى السكلر؛ وذلك بتوفير الأدوية اللازمة لعلاجهم والإجراءات الأخرى المتعلقة بعلاجهم.

وشدد على جميع المعنيين بعلاج مرضى السكلر ورعايتهم ببذل قصارى جهدهم لتقديم أفضل رعاية وعلاج والاهتمام بتوفير كل سبل الراحة لهم.

يذكر أن فحص أمراض الدم ومنها السكلر في وزارة الصحة، بدأ في المستشفيات خلال العام 1985م، وتم تفعيله في المراكز الصحية خلال العام 1992م، وبدأ فحص الطلبة عن الأمراض الوراثية في العام 1998م، فيما أصبح الفحص قبل الزواج إجبارياً بقانون في العام 2004م، وتم البدء بفحص المواليد الجدد خلال العام 2007م، ما يؤكد أن وزارة الصحة تسعى إلى تقليل عدد المصابين بالمرض من خلال تكثيف جميع الجهود والإمكانات الممكنة، بدليل انخفاض معدلات الإصابة للمواليد من 20 مريضاً لكل ألف نسمة في العام 1985م إلى 6 مرضى فقط لكل ألف نسمة في العام 2009م.

العدد 3596 - الأربعاء 11 يوليو 2012م الموافق 21 شعبان 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 6 | 2:26 م

      يحليلكم

      كم عدد استشاري امراض الدم فقط ما علينا الحين من امراض الدم الخبيثه في الاطفال بس 2 لهما علاقه بالمرضى والفئه (13سنه وما فوق )قسم الباطنيه 3 فقط واعتقد انهم يترزقون الله في عياداتهم العصر ويتحولون. الى استشاريين بتاع كله واكثر المرضى فئة 13سنه وما فوق يكرهون قسم الباطنيه لانهم يخافون يفنجشون لما يتم تحويلهم ،وحلوه هذه الخطه كول عاد 48 ساعه اشدعوه صج تشلخ على بيزه الله يهديكم بس ولا تقولون عن المريض( وي لا سكلر) يحليلكم

    • زائر 5 | 2:26 ص

      الله يستر من الاجتماع

      خوفي ايعقدون السالفه اكثر من انهم يحلونها
      لانه ليس المعزي ك الثكول
      اي انهم لايحسون بالالم الذي يفتك بنا والله الموفق لكل خير وصلاح لما فيه مصلحه للمرضى واهاليهم الذين فقدو الامل من الوزاره وغيرهم الامل الوحيد بالله وبنشوف بعد جم يوم مصير القرارات

    • زائر 4 | 12:19 ص

      الخطة قد تكون جاهزة خلال ساعتين، ولكن الناس تنتظر تنفيذها على الأرض.. وليس تمطيطها لسنوات أو حفظها في الأرشيف..

      الشهابي يوجه لإعداد خطة عاجلة لعلاج «السكلر» خلال 48 ساعة..

    • زائر 3 | 11:12 م

      ليس مرض جديد

      السكلر مرض مزمن وهناك بروتوكولات معلومة عالميا ويتم تطبيقها في البحرين المطلوب بشكل رئيس معالجة بعض التفاصيل من اجل تحسين الجودة ، وليس الخروج بتصريحات رنانة ؟ هل نحن امام جائحة او وباء لكى نضع لها خطة طارئة ل

    • زائر 1 | 11:02 م

      نود التذكير بضرورة مراجعة الادراج جيدا .. هناك خطة واضحة ومحددة تمت صياغتها منذ فترة وتطبق في السلمانية والمراكز الصحية ،

اقرأ ايضاً