يصل إلى رام الله اليوم الأربعاء (11 يوليو/ تموز 2012) رئيس اللجنة الطبية للتحقيق في ظروف وفاة الرئيس الفلسطيني، ياسر عرفات عبد الله البشير المقيم في الأردن للقاء القيادة الفلسطينية.
وقال البشير في اتصال هاتفي مع «رويترز» من عيادته إنه بدأ اتصالاته مع المختبر السويسري الذي كشف عن وجود مادة البولونيوم في ملابس الزعيم الراحل من أجل القدوم إلى رام الله لفحص عينة من رفات عرفات. وأضاف «سأكون بكره (اليوم الأربعاء) في رام الله ولكن الوفد الطبي السويسري لن يكون معي. هؤلاء لديهم مواعيد وبرامج. لا نستطيع أن نحدد موعداً محدداً نقوله للناس هم (المختبر السويسري) لديهم برامجهم». وأوضح البشير أنه سيكون بالإمكان الاستعانة بأكثر من مختبر وقال «ليس بالضرورة أن تكون نظرية واحدة والاحتمالات كلها مفتوحة». ورصد معهد سويسري فحص ملابس قدمتها سها أرملة عرفات في إطار برنامج وثائقي انتجته قناة الجزيرة التلفزيونية الفضائية ما قال إنها مستويات عالية «بشكل مذهل» من عنصر البولونيوم-210 وهي المادة نفسها التي تبين أنها قتلت جاسوساً روسياً سابقاً في لندن العام 2006.
لكنه قال إن الأعراض الواردة في التقارير الطبية للرئيس الراحل لا تتفق مع أعراض هذا العنصر المشع. وقالت سها عرفات لقناة الجزيرة الأسبوع الماضي إنها تريد أن يعرف العالم الحقيقة بشأن «اغتيال ياسر عرفات» دون أن توجه اتهامات مباشرة، لكنها أشارت إلى أن إسرائيل والولايات المتحدة كانتا تعتبرانه عقبة في طريق السلام.
وهيمنت مزاعم عن وجود أمور غير قانونية -وتورط فلسطيني- على مدى فترة طويلة على مشاحنات فصائل فلسطينية. ويتزامن أحدث اكتشاف مع تجدد التوترات داخل حركة فتح التي كان يتزعمها عرفات ويرأسها الآن خلفه الرئيس محمود عباس وبين فتح وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) التي تسيطر على قطاع غزة.
وقال رئيس لجنة التحقيق الفلسطينية للكشف عن أسباب وفاة عرفات، توفيق الطيراوي «في خطوات (لأخذ عينة) تم الاتصال في رئيس اللجنة الطبية. هو الذي يقوم بالاتصال بالمختبر الذي عمل التحقيق في قناة الجزيرة وبالتالي هناك إجراءات. عندما يأتي هذا الفريق ستتم الإجراءات حسب الأصول وبالتالي بعيداً عن وسائل الإعلام. لا نريد أن نعمل كل شيء على شاشات التلفزيون والإعلام».
ولم يستبعد الطيرواي ضلوع أحد الفلسطينيين في «اغتيال عرفات» وقال لإذاعة صوت فلسطين «أنا قلت الأداة التي استخدمها الاحتلال في جريمته لابد أن تكون أداة فلسطينية إذا كان قد دس له السم في الطعام أو الدواء إلى آخره». وأضاف «وأنا لست مستبعداً أن تكون إسرائيل جندت أحد العملاء. الملك فيصل قتله ابن اخوه، أنديرا غاندي قتلها حارسها، راجيف غاني نفس الشيء.
ليس مشكلة أن يكون هناك شخص قد جند ولكن المهم كيف نصل إلى هذا الشخص». ونفت إسرائيل أية صلة لها بوفاة عرفات وقال رئيس جهاز الأمن الداخلي (شين بيت) آنذاك، آفي ديختر في تصريحات يوم الأربعاء إن المسئولية تقع على عاتق الفلسطينيين. وقال لراديو الجيش الإسرائيلي «الجثة في أيديهم. إنها في رام الله وكل المفاتيح فعلاً في أيديهم». وقال الطيرواي «نحن نعمل منذ سنة ونصف. لا أحد في العالم يعرف الذي نشتغله فقط بدأنا في الحديث عندما ثارت هذه الضجة الإعلامية اضطررنا أن نحكي بالشكل العام لكن لا نستطيع أن نتحدث بأي تفاصيل لأن هذه التفاصيل ستضر بالتحقيق». وأضاف «لذلك أطلب من أهلنا وشعبنا أن يثقوا في هذه اللجنة وإمكاناتها وقدرتها على متابعة الموضوع وعلى العمل بجدية كاملة». وكشف فيلم وثائقي لقناة «الجزيرة» التلفزيونية الفضائية وجود مادة البولونيوم بنسبة عالية بعد اختبارات على مقتنيات شخصية لعرفات قدمتها أرملته. وأوضح الطيرواي أن لجنة التحقيق لا تريد العمل تحت ضغط وسائل الإعلام، وقال «ولا نريد أن نعمل تحت ضغوط إعلامية وضغوط جماهيرية في هذا الملف». وتابع «نحن جاهزون إلى التعامل مع لجنة تحقيق دولية وتزويدها بكل المعلومات التي لدينا وكل التحقيقات التي قمنا بها خلال سنة ونصف. جاهزون لإعطائها بشكل كامل وتام».
العدد 3595 - الثلثاء 10 يوليو 2012م الموافق 20 شعبان 1433هـ