اعلنت روسيا الاثنين (9 يوليو/ تموز 2012م) اقالة اثنين من مسؤولي مقاطعة كريمسك التي اجتاحتها فيضانات قوية اودت بحياة 171 شخصا في هذه المنطقة الواقعة جنوب غرب البلاد والتي يعرب سكانها عن سخطهم من السلطات رغم المساعدات التي وعد بها فلاديمير بوتين.
واعلن حاكم منطقة كراسنودار الكسندر تكاتشيف في بيان "ارى انه يجب اقالة رئيس مقاطعة (كريمسك) وعمدتها من مهامهم اليوم".
وجدد التاكيد خلال اجتماع ادارة الازمة ان العديد من السكان المحليين الذين التقاهم اكدوا له انهم لم يتلقوا من مسؤولي مقاطعة كريمسك اي انذار بخطر فيضانات.
من جهته طالب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال اجتماع في الكرملين بتحقيق "في اقرب وقت ممكن" لاسباب هذه "الفاجعة الرهيبة".
ونقلت وكالة ريا نوفوستي عن بوتين قوله "لا بد من تحليل اسباب هذا الحادث -عمل كل الاجهزة وليس فقط نظام الانذار بل كل التجهيزات المائية- لتفادي تكرار هذه المأساة في اماكن اخرى".
واضاف بوتين امام عدة وزراء "يجب ان يتم ذلك في اسرع وقت ممكن، اطلعوني على سير الاعمال بحلول نهاية الاسبوع".
وميدانيا يشارك حوالي ثلاثة الاف شخص من عمال الاغاثة والخبراء في الوزارة الروسية للحالات الطارئة في عمليات الانقاذ في المناطق المنكوبة التي ما زال بعض انحائها مغطى بالسيول.
وفقد اكثر من 25 الف شخص ممتلكاتهم كليا او جزئيا في كريمسك وضواحيها والمناطق الواقعة وراء هذا المنتجع السياحي المطل على البحر الاسود بعد هطول امطار غزيرة ليل الجمعة السبت طاولت منتجع جيلانجيك وميناء نوفوروسيك المجاور.
وبدأ دفن الضحايا الاثنين في عشرين جنازة في كريمسك في يوم حداد وطني اعلنه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تكريما لذكرى ضحايا الكارثة ال171 وكذلك ترحما على 14 حاجا ارثوذكسيا روسيا قتلوا في حادث سير لحافلة في اوكرانيا السبت.
ونكست الاعلام فوق قصر الكرملن وغيره من المباني الرسمية، بينما الغت القنوات التلفزيونية برامج الترفيه والاعلانات.
كما الغى رئيس الوزراء ديمتري مدفيديف لقاء كان مقررا في سوتشي حول الالعاب الاولمبية الشتوية في 2014 في هذه المدينة الساحلية الواقعة ايضا في منطقة كراسنودار، من اجل ترؤس اجتماع خاص بالكارثة.
ونقلت وكالة انترفاكس عن مدير مركز الارصاد الجوية الروسية رومان فيلفاند ان هذه الفيضانات ناجمة عن "امطار غزيرة مدارية" استثنائية سقطت في منطقة واحدة حيث سقط في كريمسك وحدها 300 ليتر من المياه في المتر المربع الواحد مقابل 18 ليترا على مسافة خمسين كلم من هذا المكان.
لكن بعض السكان ما زال يصر على ان الفيضانات نجمت عن اطلاق المياه المخزنة في سد نبردايفسكوي الواقعة اعلى من كريمسك، ويعربون عن غضبهم رغم المساعدات المالية التي وعد بها السبت بوتين عائلات الضحايا وللمنازل المدمرة.
واعتبر وزير الحالات الطارئة فلاديمير بوتشكوف الاثنين ان جهاز الانذار "لم يعمل بشكل جيد" مشيرا الى "اخطاء" بحسب وكالة الانباء ريا نوفوستي.
وفي حدث نادر، اجمعت الصحف الموالية للحكومة وصحف المعارضة على انتقاد السلطات المحلية.
وكتبت صحيفة ازفستيا المقربة من الكرملن "كارثة كريمسك (...) هي خير مثال لما يمكن ان يؤدي اليه الاهمال".
واشارت صحيفة فيدوموستي الاكترونية الاقتصادية الى ان السلطات كانت مدركة لخطر الفيضانات في المنطقة بما انها سبق ان واجهت فيضانات في 2002 تسببت في مقتل 200 شخص.
واوضحت الصحيفة ان الكارثة "اظهرت نفس اخطاء السلطات في حماية السكان من الكوارث الطبيعية ومن العصابات" منددة ب"عدم كفاءة ولا مسؤولية" المسؤولين السياسيين.