العدد 3593 - الأحد 08 يوليو 2012م الموافق 18 شعبان 1433هـ

خطة طوارئ لإنقاذ ضحايا السكلر

قاسم حسين Kassim.Hussain [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

في الخامس والعشرين من أغسطس/ آب 2007، قدّمت وزيرة الصحة الكويتية معصومة المبارك استقالتها، بعد أن لقي مريضان حتفهما في حريق بمستشفى الجهراء الحكومي.

كانت الوزيرة حديثة عهد بالوزارة، إذ كلفت بمهمتها قبل أربعة أشهر من الحادث فقط، والمؤكد أن الحرائق تحدث عرضاً، وربما تكشف التحقيقات وجود عوامل تقصير من أطراف من مستويات إدارية دنيا، لكن المسئولية الأدبية والأخلاقية تستدعي اتخاذ موقف شجاع فيقدّم المعني بالأمر استقالته. وهذه من الأخبار المألوفة في الغرب، ونادرة جداً في الشرق، وخصوصاً في الدول العربية.

في الكويت استقالت الوزيرة بسبب سقوط مريضين في حريق، أما في البحرين، فيسقط سنوياً أكثر من 36 ضحية نتيجة مضاعفات مرض فقر الدم المنجلي (السكلر). والكل يعرف بأوجه القصور والتقصير في الرعاية الطبية المنقوصة التي تقدّمها وزارة الصحة، فلا هم يتوبون ولا هم يستغفرون.

لدينا 18 ألف مصاب بالسكلر، يلجأ منهم 4 آلاف للمستشفى الحكومي بشكل دائم، بما يعانونه من نوبات ألم حادة، قد تتطوّر إلى حالات وفاة في غضون يومين فقط، في حال عدم توفر الرعاية الطبية السريعة، وهو ما حصل ويحصل منذ أشهر.

مرضى السكلر يشكون دائماً من سوء المعاملة في المستشفى الحكومي، ومن نظرات الشك والاتهام بالإدمان، لأنهم ببساطة يطلبون مهدئات لآلامهم. ولا تنتظر علاجاً من طبيبٍ يعاملك بارتياب وينظر إليك كمجرم، وهذا أحد أسباب تفاقم المأساة التي تحتاج إلى علاج.

الجديد في الموضوع أنه بينما كانت الوفيات تطال أعماراً مختلفة في السنوات السابقة، فإنها أصبحت تطال الشباب، وهم في عمر الثلاثين والأربعين.

الضحايا الجدد، وآخرهم شابان وفتاة، تتراوح أعمارهم ما بين 19 و29، وكلهم وُلدوا قبل إقرار فحص ما قبل الزواج. ومثلما هم ضحايا مرض ليس لهم حيلة فيه، فإن أكثر آباء هذا الجيل ارتبط وتزوّج وأنجب قبل أن تتكشف خيوط هذا المرض للجمهور، الذي تلعب فيه الوراثة والجينات الدور الأكبر.

ليس من الحصافة أن نلقي اللوم على ضحايا مرضٍ كان مجهولاً حتى قبل عشرين عاماً، والأولى والأهم أن نسأل: ماذا فعلت الوزارة حين اتضحت لها الخريطة الوراثية لهذا المرض؟ وماذا فعل خمسة وزراء تناوبوا على كرسي الوزارة خلال الأعوام العشرة الأخيرة، منذ إقرار فحص ما قبل الزواج؟

إن أداء الوزارة المتلكئ إنما يؤكد يوماً بعد يوم، استمرار سياسة الإهمال والتقصير بحق هذه الكتلة الكبيرة من البشر/ المواطنين؟ (هناك 65 ألف حامل للمرض أيضاً).

إذا كان ملف مرضى السكلر مجهولاً للعموم، إلا أنه كان معروفاً جداً لدى الوزراء جميعاً، فماذا فعل الوزراء الخمسة لإنقاذ حياة هؤلاء الضحايا؟ ماذا فعل الوزير خليل حسن؟ وماذا فعلت الوزيرة ندى حفاظ؟ وكيف ارتفع العدد من ضحيتين إلى ثلاثة ضحايا شهرياً في فترة الوزير فيصل الحمر؟ ولماذا اهتمت الوزيرة فاطمة البلوشي بتقديم الأطباء للمحاكمات السياسية بدل الاهتمام بمرضى السكلر؟ وماذا سيفعل الوزير الجديد صادق الشهابي الآن؟

لا يكفي زيارة مرضى السكلر في مخادع الموت بالسلمانية. ولا يكفي اعتبارهم أبناءنا وانتظار أخبار وفاتهم واحداً واحداً وإقامة مآتم العزاء. إن أرواح هؤلاء أمانةٌ في أعناقكم، ستسألون عنها يوم القيامة، حتى لو لم يطالبكم أحدٌ بالاستقالة في الدنيا. إنها كارثةٌ بمعنى الكلمة تحتاج إلى خطة طوارئ لإنقاذ حياة بشر... فمتى تستيقظون؟

إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"

العدد 3593 - الأحد 08 يوليو 2012م الموافق 18 شعبان 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 19 | 11:50 ص

      صح كلامك زائر رقم 15

      الطيبون قليلين والاشرار كثيرين

    • زائر 18 | 3:15 م

      الطيبون قليلون في هذا الزمن

      صح السانك الله اكثر من أمثالك يطيب

    • زائر 17 | 12:43 م

      لا علاج للسكلر في البحرين

      الحاصل هو تخدير بانواع الابر المخدرة والمسكنة للالم فقط لا غير،.لا يوجد علاج حقيقي.
      اين الوزارة من انقاذ الاطفال الذي يسمح لهم بعمل عملية زراعة نخاع ، انها مكلفة السعر ولكن تكفي الوزارة الكثير من الاموال بصرفها الادوية طيلة حياة المريض.
      يجب ان.تكون هناك خطة بعمل مثل هذه العملية سنويا لعدد لا يقل عن خمسين مريض.

    • زائر 16 | 8:35 ص

      أه يا قلبي

      سلمت يداك يا سيد ... والله كنت اتردد على المستشفيات منذ نوعمة اضافري الى ان كبرن دون خوف واما هذه السنوات من كثزما اسمع باعداد كبيره من الضحايا افضل المكوث بألمي في المنزل على الذهاب للمستشفى .. لو ترى اشلون يتلوون من الالم في الطوارئ دون رعايا او اهتمام لبكيت عليهم بدل الدمع دما والله يتفطر القلب لهم والممرضات والاطباء ينظرون لهم بعبن الاستهزاء والسخريه .. انا صيحح مريضة سكلر حاد لكن لا اذهب للمستشفى اعالج نفسي بنفسي بس اذا ذهب مع اخوي باليومين او الثلاثه نجلس في الطوارئ معاه

    • زائر 15 | 6:53 ص

      عفيه عليك سيد

      For both pediatric&adult patients with severe SCD ,the pot of GOLD at the end of the rainbow REMAINS GENETHERAPY .In the meantime advances in transplantation offer the HOPE of Cure for SELECTIVE patientsفقط في البلدان ذات الدخل العالي والحمدلله إحنا منهم والله يخليكم أنكم تداموون على قرص الهيروكسي ىوريا والبنسلين يوميا والتطعيمات الخاصه بكم والله المستعان

    • زائر 14 | 5:00 ص

      تناقل ملفات واجتماعات وآخر الشهر الراتب ماشي وبعد كم سنة من التوزير 80% راتب تقاعدي، ومع السلامة..

      وماذا فعل خمسة وزراء تناوبوا على كرسي الوزارة خلال الأعوام العشرة الأخيرة، منذ إقرار فحص ما قبل الزواج، لإنقاذ حياة هؤلاء الضحايا؟

      ماذا فعل الوزير خليل حسن؟ وماذا فعلت الوزيرة ندى حفاظ؟ وكيف ارتفع العدد من ضحيتين إلى ثلاثة ضحايا شهرياً في فترة الوزير فيصل الحمر؟ ولماذا اهتمت الوزيرة فاطمة البلوشي بتقديم الأطباء للمحاكمات السياسية بدل الاهتمام بمرضى السكلر؟ وماذا سيفعل الوزير الجديد صادق الشهابي الآن؟

    • زائر 13 | 3:31 ص

      رحمة العمل وعمل الرحمة والشك يقطع باليقين

      عمل الرحمة ليس بخفي ووظيفتها كذلك في مرض الدم والطريق لمرضاة الله..
      فآدم من تراب ودمُ إبنه حرام، لذا احترامه فرض واجب على الأنام. فهل يستوون أم يتساوون من رحم كمن لا يرحم؟
      أم العمل بالرحمة حرام؟

    • زائر 10 | 3:18 ص

      Stop this marriage??

      do u think it is the right of the government or anyone to prevent a marriage? I think it is the right of people to take the chance, but it is our responsibility as a community to educate

    • زائر 9 | 3:16 ص

      Time

      change doesn't come in a blink of an eye..and we all now the ministry of health and its cumulative 

    • زائر 8 | 3:15 ص

      Lack of knowledge...

      sickle cell disease is a bad disease..it can cause death, and it WILL no matter how much we try until a CURE is found.. Trials have been going on for years,  no success so far..I am not saying there r no errors or mismanagement when it comesto treating those patients, I think we need to be realistic in our expectations.

    • زائر 7 | 3:07 ص

      وضعت يدك على الجراح

      المشكله مو في استقالات او تنحيه صاحب القرار
      نبي احد احل المشكله مو يشرد تبدل الوزير ويش استفدنه الوكلاء امجلبين على الكراسي مو متغيرين جوفو الخلل في الوزاره وين لو المشكله كانت بس الوزرا جان صار حل بس الخلل يبدو في اماكن غير بعد
      احد مرضى السكلر

    • زائر 5 | 2:51 ص

      يعجز لساني عن شكرك وشكر جريدة الوسط على اهتمامها بمرضى السكلر

      شكرا للوسط ولجميع أسرة الوسط الشرفاء على وقوفهم المشرف مع فئة جار الزمان و المكان عليهما فضلو يحاربون الألم ؤيتصدون لسيوف بعض الأطباء واسهم بعض الممرضين. عبدالعال

    • زائر 4 | 2:17 ص

      هذي قصحة حقيقية من يتحمل تبعياتها

      أمس كنت فى الطوارئ وشفت أحد رجال القرية وسألته عن سبب تواجده في الطوارئ صدمني وقال انه بنته الرضيعة مصابه بالسكلر قلت له أشلون قال قبل الزواج سويت فحوصات قبل الزواج وطلعت النتيجة انه زوجتي حامل سكلر وأنا سليم وتؤكلت على الله وتزوجنا بعد الولادة أخبروني بأن الرضيعة تحتاج إلى نقل دم حالا وعندي سؤالي لهم أخبروني بأن الرضيعة مصابه بالسكلر بعدها أجريت فحوصات من جديد واتت النتيجة باني حامل للسكلر أيضا من يتحمل الخطأ الطبي أنا أم وزارة الصحة

    • زائر 3 | 12:30 ص

      سؤال : لماذا أهمل مرضى السكلر هذا الاهمال التام ؟

      من لم يصادف وجودة في طوارئ السلمانية مرض سكلر وهو يئن ويصرح ولا يهتم به أحد.

    • زائر 2 | 12:30 ص

      متى تسيقظون فعلا ياوزارة الصحه ؟

      على مستوى دول العالم المتقدم السباق عل قدم وساق لتقديم شئ مميز في المجال الطبي سواء اختراع. اضافة عمل ما ذا ايجابيه. المشاركه ف المؤتمرات العالميه
      ياترى اين اطبائنا من كل ذلك هل هم نيام ام لم تصلهم الحضارة بعد فهل تستيقظون سريعا رجاءً؟

    • زائر 1 | 12:11 ص

      صحيح يا ولد الاجاويد

      صح لسانك،
      والله دمعت عيني من مقالتك،

اقرأ ايضاً