تحاول أن تفهم ما يدور من حولك. ما يدور من حولك أساساً يحدث كي لا تفهم! أن تفهم يعني أن تحاسِب وأن تستجوِب وأن تُسائِل موضوع فهمك أو ما يراد فرضه عليك في الفهم. ضمن هذه الجغرافيات مثل كل ذلك مدعاة لسحْلك وصلبك وفي أقل تقدير ربطك بجهات خارجية تتجاوز الأرض لتصل إلى كوكبي عطارد والمشتري؛ إذ الخوَنة والمتآمرون والصفويون هناك يُعدّون عدّتهم للانقضاض على الكواكب الأخرى ومخلوقاتها.
تحاول أن تفهم هذه الموازين المختلة والمصابة بالصَرَع وهذا الذي يراد له أن يكون «موازييك» على رغم أنف الواقع إذا تأملنا الممارسة على الأرض وإعادة الطبخ من التحضير الساذج والرديء تمهيداً أو حلماً بإلقاء مكوّن في البحر أو إرجاع تاريخه إلى المجهول، والإصرار على أنه جاء من العدم ولا علاقة له بهذه الأرض من قريب أو بعيد.
المأساة أن بعض الذين يروّجون لذلك علاقتهم بهذه الأرض لا تتجاوز عقوداً فيما نتحدث عن عشرات القرون عرفتها هذه الأرض ارتباطاً بأهلها من العرب لا المستعربة أو المتعربة أو المدعية لأي منهما.
بعد كل ذلك تحاول أيضاً أن تدّعي أو تتصنّع الاستهبال بالسؤال: ما الذي حدث؟ لا شيء سوى حالات من السُعار والصَرَع وهما ليسا عرضيين بل هما أصيلان ماكثان ثابتان ومن طبيعة وسنخ الذين يرون الحياة بهيّة سويّة حقة متماسكة بهم وبحضورهم وعلى الضدّ مع سواهم، ولا يهم بعد ذلك حقيقة ذلك البهاء والاستواء والحق والتماسك. عليك أن تصغي وليس بالضرورة أن تفهم المشاهد والصور والوقائع على الأرض. الممارسات التي لا يمكن لصاحب بصر وبصيرة وحتى عمى له أدوات تحسّسه في التفاصيل، تدل على إرغامك على استيعاب شرط القوة ولا يهم بعد ذلك الحديث عن عدالة ممارستها أو صلفها والذهاب إلى ما بعد بطشها وقهرها واستباحتها لطمأنينة الخلق. كل هذا الضخ من الهراء والوهم والتخيل والزعم والعقد بات هو المُسلّم به.
ثم إنه عليك أن تكون ممتنّاً لحفظ أمن سواك، وممتنّاً لحفظ كرامته وليس مهمّاً إن تمّت مصادرة ما تدّعي أنه حق لك فثمة غربان تنعق في مساحات الخراب التي ترى فيها جنتها وثمة عواء لا ينقطع تأكيداً لوفاء الحراسة في عراء مطلق وثمة عجمة لو قضيت عمر نبي الله نوح لن تفهم منها غير مقصد واحد: متى دورنا في الأسلاب؟ وإذا استحضرنا مقولة الشاعر والفيلسوف والناقد المسرحي الألماني جوتهولد افرائيم ليسنغ (ولد في مدينة كامتر في محافظة ساكس الألمانية العام 1729 وينتمي إلى أسرة متدينة، وقد أمضى سنتين في لايبزغ درس فيهما اللاهوت بناء على رغبة والده. في عصر ليسنغ كان هناك نزاع بين الطبقة الحاكمة والطبقة الوسطى؛ ما جعل العديد من الكتاب والأدباء في ذلك العصر يكتب عن الآلام والمعاناة التي يتكبّدها الشعب وتصوير الصراع ما بين الحكّام وشعبهم وخاصة الطبقة المتوسطة الطموحة): «لكل امرئ أسلوبه الخاص به كأنفه» فلن نجد أسلوباً ولن نجد أنفاً في هذا التشويه لكل شيء ولكل تفاصيل لا تخدم السعار والانهيار العصبي ووكلاءه الذين لا همّ لهم إلا تسميم ما هو خارج أسوارهم وخارج المساحات التي يتوهّمون أن الحريق لن يطولها. لن تجد غير التخبّط والركام مكان كل ما يدلّ على الأنفة ووضع أي اعتبار للقيم أو حتى ما دونها في البدائي من الوعي والممارسة. فالأسلوب قيمة وما يحدث لا قيمة فيه ولا قيمة له. والأنف عنوان وجه وملامح أي واحد منا ولا عنوان ولا ملامح فيما يدور ويحصل.
تأخذك الغصّة أحياناً إلى مساحات لم تك تحبذ أن تمر عليها لكنك مع فرض فهم وما تحاول أن تفهمه بخيارك يدفعانك إلى أن تذهب إلى الحدود القصوى والنهائية من التهكّم على ما يحدث. كأنك في برزخ سكّانه في الخَدَر من هول الموقف. وأي موقف؟ موقف أتت به الهشاشة وأقامت فيه ويراد لها أن تكون ناموساً وطريقة حياة لمن يراد لهم أن يكونوا بلا حول ولا قوة.
ثم إن أي طرف يفرض أسلوب حياة أو يفرض فهماً بحسب ما يملكه من قوة في حدودها الخارجة على الأخلاق والخارجة على ما يمتّ إلى أي نظام بصلة حتى نظام الغاب إن كان له من نظام فللغاب حدود وشريعة في وتيرة واشتراط ومقدار القوة التي يتم فيها التحكم في ذلك المحيط، كل ذلك في حدود الإنسان وبيئته وحقوقه وواجباته والدور المنوط به لن يحقق نظاماً ولن يضمن ذلك الفرض خضوعاً له.
بعد كل ذلك لا جدوى من أن تفهم شيئاً مادامت مكنة النوايا والتفسير سترجعك إلى المربع الذي ترى فيه خزيك وعزها وانكسارك وصلابتها وتخوينك ووطنيتها وإلغاءك ومحورها وعدمك وأصل وجودها ولا يهم بعد ذلك أن تبحث في أصل كل تلك المهازل وأصل المكر والخداع والكذب.
بعدها عليك ألاّ تفاجأ أو تفحص برجليك لسماجة النكتة واتساع كذب يطل عليك حين تصبح على عنوان لن يكون صارخاً ولا شيء من المفاجأة فيه: «الخونة والصفويون تمتد قلاقلهم وفتنهم إلى ما بعد أمّنا الأرض، إلى عطارد والمشتري. وعليك بعدها أن تخرج من لزوم وقارك لتصرخ بما أوتيت من قوة: اللعنة، ماذا عن دورنا في القلاقل التي انتابت وستنتاب بقية المنظومة الشمسية؟!».
إقرأ أيضا لـ "جعفر الجمري"العدد 3593 - الأحد 08 يوليو 2012م الموافق 18 شعبان 1433هـ
مشكور اخ جعفر
في طفل صغير تم التحفظ عليه لخطورته على الامن القومي . هو من بقايا ما يسمى بالصفويين !
اليس نحن في زمن الهقايص واللعب بالبيضة والحجر او على قولة كونداليزا رايس .. الفوضى الخلاقة .. يقولون ان الربيع العربي من ابداعاتها للتخلص من الحلفاء العواجيز اللذين باتت حراستهم تثقل كاهل البيت الابيض .. فابتكروا الفوضى الخلاقة بوحي من ادبيات كونداليزا !
هكذا ممكن ترويج لقطيع آخر ليزج به في محرقة ابتدأت ارهاصات تعمل من الهجوم على افغانستان واختراع مكون يسمى القاعدة .
وجودنا خطيئة !
يبدو أن وجودنا خطيئة على هذه الأرض ! وعار على الإنسانية فما الضير من اقتلاعنا من جذورنا .
لنا الله
لنا الله وكفى
ما لنا الا الله واهل البيت عليهم السلام
عقيدتنا لا تسمح لنا بالعبودية او الرجوع للجاهلية
من ارتد فلا يلومن في القبر الا نفسه
البشر أم الحجر
عندما نتحدث أو نكتب عن التاريخ السكاني لإقليم الخليج لا يجب أن تقودنا تخيلاتنا وعقلية الأنا إلى تصورات مستحيلة وغير قائمة .. لا توجد مجموعات بشرية على هذا الكوكب ثبتت أو بقت على بقعة صغيرة من نفس الأرض لعدة قرون أو عشرات القرون خاصة في الظروف المعيشية والأمنية الصعبة في السابق ..حتى الجبال أختفى العديد منها نتيجة للتعرية والتآكل وللظروف المناخية والكوارث الطبيعية والبيئية الغير مستقرة ..لنلتزم بالواقعية والمنطق لآن العلم الحديث لا يسمح بذلك ..س.د.مع التحية
ستسمع المزيد من هؤلاء
اللعنة، ماذا عن دورنا في القلاقل التي انتابت وستنتاب بقية المنظومة الشمسية؟!».،،، نعم مع فكر هؤلاء الطارئين منذ العشرات من السنين ، قبالة المقيمين منذ قرون ستسمع ما يزيد على ذلك ، لأن من يصرخ هذا بيتي وهذا مكاني بمناسبة وبغير مناسبة وفي كل محفل وفي كل مكان اعلم بأن هناك شك فيما يقول بينما صاحب الدار والأرض لا يحتاج لكل ذلك الضجيج والصراخ فوثائقة تملاء الدنيا وليس محتاجا لذك الصراخ والعويل ، ويطلب حقوقه بكل ثقة وفي النهاية سينال ما اراد وان قدم في ذلك دماء وارواح زاكية لأنها سنة الله .