قال إمام وخطيب جامع الإمام الصادق (ع) في الدراز، الشيخ عيسى قاسم إن على السلطة أن تسرع في الإصلاح لإبقاء الثقة بينها وبين الشعب، موضحاً «إذا أرادت السّلطة أن تُبقي الثّقة بينها وبين الشّعب وألا تؤزّم الأمور أكثر فأكثر، فعليها أن تسارع إلى الإصلاح».
وأوضح قاسم، في خبطته أمس الجمعة (6 يوليو/ تموز 2012) «إذا كانت ظروف الظّلم والحرمان والتّهميش والقهر والإذلال هي التي دفعت الحراك الشعب ولم تسمح بتوقّفه، وإذا كانت المبالغة في القسوة التي واجهت بها الدولة هذا الحراك والعقوبة المشدّدة، التي مارستها في حقّ الشعب من أجله يدفعان بقوّةٍ للإصرار عليه للتخلّص من الظّلم والقهر، والإذلال والشدّة ويمنعان من أيّ تسويةٍ لا تحلّ المُشْكِلْ; فإنّ وجود الرّجال المضحّين من أبناء الشّعب في سجون السّلطة ظلماً وجوراً من علماء أجلّاء ورموزٍ سياسيّةٍ أوفياء وشبابٍ غيارى ذكوراً وإناثاً وكلّ ذنبهم أنّهم قالوا كلمة الحقّ ودافعوا عن هذا الشعب وطالبوا بحريّته وعزّته وكرامته، لَيحيلُ أن يصدق إصلاح أو تتمّ مصالحةٌ وهم مغيّبون في سجونهم وَيُحيلُ أن تهنأ للشّعب حياة أو يغمض له جفن أو يخفت له صوت أو يبخل بتضحيةٍ وهم قابعون وراء القضبان».
وقال قاسم: «انطلق الحراك الشعبيّ من معاناة الظّلم والخوف، والحرمان والإذلال والتّهميش، لم ينطلق من فراغ، الحراكُ خلّص الشّعب من روح الخوف، أمّا أسباب الخوف فقد ازدادت، زاده إصراراً على العزّة واسترداد الحقّ والاعتراف بالقدر، ولكنّ سياسية الإذلال وسلب الحقوق والاستخفاف بالقدرة قد وصلت إلى مستوياتٍ متجاوزةٍ جداً على يد السّلطة والحرمان قد تصاعد والإقصاء قد تزايد».
وأوضح «كلّما تمضي شهورٌ أو أيّام من عمر الحراك يزداد تعنّت الجهات الرسمية والإمعان في المواجهة الشرسة للشعب. كان الرصاص المطاطيّ والانشطاريّ وقذائف الغاز السامّ تتوجّه إلى صدور ورؤوس ووجوه المطالبين بالعدالة والحريّة، بحجّة الخروج في مسيرةٍ لم يُخطر عنها; وإن كانت سلميّة وتعيش حالة الانضباط».
وأضاف «أمّا اليوم فكلّ ذلك يتوجّه إلى رؤوس وصدور ووجوه من يشارك في مسيراتٍ سبق الإخطار عنها، ويستهدف قادة الجمعيّات السياسيّة بصورةٍ متعمّدة، وصار لا مكان لأي مسيرةٍ وأيّ اعتصام وأيّ تجمّعٍ للمعارضة، وأنّ كلّ ذلك تنفيه المصلحة الأمنيّة ولا يشفع له التزام السّلميّة ولا أقصى درجات الانضباط».
ورأى أن ذلك «يعني غلق باب التعبير عن الرأي بصورةٍ نهائيّة ولأنّ استجابة الشّعب لهذا المطمع ممّا تعرف السّلطة جيّداً أنّه أصبح من المستحيل فيكون الهدف مزيداً من حصد أرواح الأبرياء من أبناء الشعب ومزيداً من الاعتقالات ووجبات التّعذيب والتّنكيل ونشر الفوضى ومواصلة مسلسل المحاكمات والعقوبات المشدَّدَة».
من جانبه، وصف إمام وخطيب جامع مركز أحمد الفاتح الإسلامي الشيخ عدنان القطان ظاهرة التفكك الأسري في المجتمعات بأنها «سلبية» على المجتمع والوطن والأمة، معتبراً أنها من أخطر الظواهر والمشكلات ومن أخطر القضايا الأسرية.
وقال القطان، في خطبته أمس الجمعة: «إن ظاهرة التفكك الأسري والخلل الاجتماعي الذي يوجد في كثير من المجتمعات اليوم، ينذر بشؤم خطير وشرّ مستطير، يهدّد كيانَها، ويزعزع أركانَها، ويصدّع بنيانها، ويحدث شروخاً خطيرة في بنائها الحضاري ونظامها الاجتماعي، ما يهدِّد البُنى التحتية لها، ويستأصل شأفتَها، وينذر بهلاكها وفنائها».
وأضاف أن «من أخطر الظواهر والمشكلات التي أذكتْها المتغيِّرات في الأمة، ما يتعلَّق بالأوضاع الاجتماعية، وما جدَّ عليها من مظاهر سلبية، توشك أن تعصف بالكيان الأسري، وتهدِّد التماسكَ الاجتماعي، فكثرت ظواهرُ عقوق الأبناء وتساهل الآباء، وتقلّصت وظائف الأسرة، وكثُر جنوح الأحداث، وارتفعت نسبُ الطلاق والمشكلات الاجتماعية، وتعدّدت أسباب الجريمة ومظاهر الانحراف والانتحار والعنف الأسري والعائلي والمشكلات الزوجية، ووهنت كثير من الأواصر، وضعُف التواصل بين الأقارب والأرحام... وشاعت قيم الأنانية والأحاديَّة بدلَ القيم الإيثارية والجماعية، ما ينذر بإشعال فتيل أزمة اجتماعية خطيرة، يجبُ المبادرة إلى إطفائها والقضاء عليها بإيلاء قضايانا الاجتماعية حقَّها من العناية والرعاية والاهتمام».
وأكد أن «الترابطَ الأسري، والتماسكَ الاجتماعي ميزةٌ كبرى من مزايا شريعتنا الغراء، وخصيصة عظمى من خصائص مجتمعنا المسلم المحافظ، الذي لُحمته التواصل، وسُداه التعاون والتكافل. ويومَ أن تنكرت بعض المجتمعات الإسلامية لتعاليم دينها، وقلدت غيرها، افتقدت ما كان يرفرف على جنباتِها من سلام أسري ووئام اجتماعي، ما أفرز جيلاً يعيش على أنماط اجتماعية وافدة، وينحدر إلى مستنقع موبوء ووَحل محموم، من أمراض حضارة العصر التي سرت عدواها إلى بعض المجتمعات الإسلامية، فاجتاحت المثلَ الأخلاقية العليا والقيم الاجتماعية المثلى، وكأنها الإعصار المدمِّر لقيم الأمة ومُثلها».
وأشار القطان إلى أن «صِلة الرّحم والإحسان للأقربين طرقُها ميسَّرة وأبوابها متعدِّدة، فمِن بشاشةٍ عند اللّقاء ولينٍ في المُعاملة، إلى طيبٍ في القول وطلاقةٍ في الوجه، زياراتٌ وصِلات ومهاتفات، مشاركةٌ في الأفراح ومواساةٌ في الأتراح، وإحسان إلى المحتاج، وبذل للمعروف، نصحُهم والنّصح لهم، مساندةُ مكروبِهم وعيادة مريضهم، الصفحُ عن عثراتهم، وترك مضارّتهم»، داعياً إلى المداومة على صلة الرحم والمبادرة بالمغفرة، والإحسان لمن أساء.
وفي سياق خطبته، دعا القطان أيضاً إلى الاستعداد لشهر رمضان، وقال: «ألا فلتهنأ الأمة بشهرها، ولتستعدَّ لحسن الاستقبال بتوبةٍ عامة وإنابة شاملة مخلصة في شتى المجالات، وفتح صفحة المحاسبة لمستقبل أفضل، تعالج فيها مشكلاتها، وتتوحد فيها كلمتُها، وتنتصر بإذن الله على أعدائها، وما ذلك على الله بعزيز».
من جهته، عبر إمام وخطيب جامع كرزكان الشيخ عيسى عيد عن استغرابه من «التصريحات الرسمية التي تنفي وجود سجناء رأي في البحرين»، معتبراً أن ذلك «قلب للحقائق الثابتة».
وقال عيد، في خطبته أمس (الجمعة): «نحن نستغرب من المحاولات المستمرة والرامية إلى قلب الحقائق أو إخفائها، من قبل رجالات الدولة في البحرين وعلى المستوى الرفيع، عندما يصرون على عدم وجود سجناء رأي في البحرين».
وأضاف «فما ندري ما هو تفسير مفهوم سجناء الرأي عند المسئولين، فهل لهم تفسير لهذا المفهوم يختلف عن التفسير المعروف عند رجالات السياسة والحقوق في العالم».
وبيّن «عندما تأتي لجنة تقصي الحقائق، لتقول أمام وسائل الإعلام المحلية والعالمية، وأمام رجالات الدولة أنفسهم، إن رموز المعارضة المسجونين هم سجناء رأي، ويجب الإفراج عنهم فوراً، وعندما تعتبرهم المنظمات الحقوقية المحلية والعالمية، وعندما يقول عنهم مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، إن هؤلاء سجناء رأي. فما قيمة نفي المسئولين لهذا الأمر؟».
وتساءل: «ألا يعتبر ذلك قلباً للحقيقة الثابتة عالمياً ودولياً؟ وما هي الثمرة التي تجنيها الدولة من هذه الممارسة الخاطئة، وماذا تريد أن تقدم للشعب منها؟»، مضيفاً أن «هذه المحاولة اليائسة لا تجعل الشعب يتراجع عن مطالبه الحقة بعد ما ثبت للعالم أنه صاحب حق». وتابع «ماذا تستفيد الدولة من نفيها للانتهاكات الحقوقية، التي تقوم بها ضد الشعب الأعزل، بعد هدم المساجد، والإصرار على إبقائها مهدومة، وبعد التعرض للممتلكات، والتعذيب في السجون، ومحاربة الشعب في عيشه بشكل ممنهج من خلال الفصل التعسفي والتوقيف المستمر إلى الآن، بعد أن ثبت ذلك بالصوت والصورة، وللعالم بأسره، فالانتهاكات الحقوقية والمادية حقائق قائمة في الوضع البحريني لا يمكن أن يغيرها الكذب المتعمد، والإصرار على نفيها، ولا يبرئ ساحة الحكومة منها».
واعتبر أن «الحقيقة في كل الأمور المادية والمعنوية واحدة، لا تتغير ولا تتبدل، وإن حاول الناس تغييرها، أو حرفها عن واقعها، أو قلبها، أو تغيير موقعها، فهي ثابتة الهيئة والصورة، وما ينتج عنها كذلك لا يتغير ولا يتبدل ولا يقبل الإخفاء، فالحقيقة ونفعها وثمرتها واحدة لا تتغير وإن حاول البعض تغييرها وقلبها».
من جهة أخرى، اعتبر إمام وخطيب مسجد أبي بكر الصديق الشيخ علي مطر أن انتشار أخبار الفساد والتلاعب والسرقات في الصحف ووسائل الإعلام الأخرى «تدل على وجود خلل في بعض المسئولين والأجهزة الحكومية وفي المتابعة والمحاسبة».
وقال مطر، في خطبته أمس الجمعة (6 يوليو/ تموز 2012): «من واجب المسئولية والأمانة والنصح، لدينا هنا وقفة مهمة مع المسئولين في البلد، بلادنا صغيرة وعدد الأنفس لا يتعدى المليون، وفيها كل هذه التجاوزات والتلاعب والاستهتار بالقانون وغيره، فكيف يكون الحال لو كانت مساحة الوطن أكبر وعدد البشر أكثر، عندها كيف سيكون تصرف المسئولين».
وأوضح «بالأمس قرأنا عن التجاوزات والفساد في تقرير الرقابة المالية، وقرأنا عن تهريب الديزل المدعوم من الدولة»، متسائلاً: «كيف تهرب مثل هذه الكميات الكبيرة، وكيف خرجت من البلد، فالمسألة ليست لتراً أو لترين يمكن إخفاؤها وتهريبها».
وأضاف «وسمعنا إن صح الخبر عن اختفاء عشرات الأغنام من محطة البحوث وكميات من الأعلاف والأدوات والمعدات، وفقدان مئات النخيل المثمرة من مركز عالي الحكومي الزراعي، وغيرها من السرقات والتجاوزات، وعشرات قضايا الإهمال التي عرضها التلفزيون وتكلمت عنها الصحف».
وتحدث مطر في خطبته عن الرحمة بين البشر، واصفاً إياها بـ «صفة عظيمة وخصلة كريمة إذا أشيعت بين الناس، سعد بها المجتمع، وساده العدل والأمن والأمان والاطمئنان والاستقرار، وعم بين أرجائه المحبة والرخاء والسلام». وقال: «الرحمة منهاج المسلم، وخلقه الكريم، وبابه للخير، ودليله على قوة الإيمان وصفاء القلب وطهارته، فمن رحمة الإنسان بأخيه الإنسان: رحمة الحاكم بالرعية، ورحمة المسئول والوزير بالناس، ورحمة الرئيس بالمرؤوس... الرحمة بسائر الضعفاء كالمساكين واليتامى والمحتاجين والمرضى والمعوقين، والرحمة بالخدم والعمال، وخاصة في هذا الصيف الحار، فهناك من يسيء إليهم ويكلفهم فوق طاقتهم، ويؤخر رواتبهم وأجورهم».
وتابع «والرحمة بالوالدين والأهل والأولاد، بالموظفين والمراجعين وأصحاب المعاملات والحاجات والمظالم، ورحمة التجار بالناس وبالمشترين، فرحمة أحدنا بأهله وأقربائه ومعارفه وربما بأهل بلده حاصلة على الغالب ومتحققة، ولكن أين رحمتنا بالآخرين والغرباء...».
وذكر «للأسف هناك من انعدمت عندهم الرحمة، وماتت إنسانيتهم ومشاعرهم، وحلت مكانها القسوة والجشع وحب الذات، ونتج عن ذلك انعدام العدل والإنصاف والأمانة».
وتساءل: «أين الرحمة عند بعض الجشعين الذين انعدمت عندهم الأمانة من التجار والمقاولين، وأصحاب الورش والكراجات والعيادات ومكاتب الخدم وغيرهم، وما يحصل منهم من الغش واستغلال الناس وأكل أموالهم بالخديعة والحيلة والباطل».
العدد 3591 - الجمعة 06 يوليو 2012م الموافق 16 شعبان 1433هـ
فاطمه
اولا :اشكر جريدة الوسط على صورة منورة صفحه الا تفتح النفس من صبح .
ثانيا : يا شيخ عيسى قاسم كلامك من ذهب على العين والراس .
ثالثا: الله يحفضك ان شاء الله وخليك ويبعد عنك الشر والضر ويحميك من العدوان .
سير كل الشعب وياك .
باقون إلى أن يحدث الله أمراً كان مفعولا.. ثقتنا بالله كبيرة..
الشبخ عيسى قاسم: «كلّما تمضي شهورٌ أو أيّام من عمر الحراك يزداد تعنّت الجهات الرسمية والإمعان في المواجهة الشرسة للشعب. كان الرصاص المطاطيّ والانشطاريّ وقذائف الغاز السامّ تتوجّه إلى صدور ورؤوس ووجوه المطالبين بالعدالة والحريّة، بحجّة الخروج في مسيرةٍ لم يُخطر عنها; وإن كانت سلميّة وتعيش حالة الانضباط. يعني غلق باب التعبير عن الرأي بصورةٍ نهائيّة..
الهدف مزيداً من حصد أرواح الأبرياء من أبناء الشعب ومزيداً من الاعتقالات ووجبات التّعذيب والتّنكيل ونشر الفوضى ومواصلة مسلسل المحاكمات والعقوبات».