العدد 3588 - الثلثاء 03 يوليو 2012م الموافق 13 شعبان 1433هـ

«يورو 2012» اجتازت الاختبار الصعب داخل الميدان وخارجه

من الضربة الرئيسية لروبرت لوفاندوفسكي للمنتخب البولندي في المباراة الافتتاحية إلى الهدف الرابع لخوان ماتا للمنتخب الاسباني في المباراة النهائية التي فاز فيها الفريق على 4/صفر في المباراة النهائية، شهدت يورو 2012 تسجيل 76 هدفا، بفارق هدف واحد عن آخر نسختين لكأس الأمم الأوروبية، وبفارق 9 أهداف عن يورو 2000.

وعلى رغم ذلك فإن بطولة يورو 2012 ستظل عالقة في الأذهان بسبب الطريقة التي ظهرت بها الجماهير والدولتان المنظمتان: بولندا وأوكرانيا وكذلك الأهداف التي تم تسجيلها أو طريقة اللعب، على رغم الرقم القياسي العالمي الذي حققه المنتخب الاسباني بتتويجه بثالث لقب لبطولة كبرى على التوالي، بعد لقبي يورو 2008 ومونديال 2010. وأصيبت الدولتان المنظمتان بخيبة أمل لعدم تجاوزهما دور المجموعات، ولكنهما نالا الإشادة لتنظيمهما بطولة ناجحة بعدما كان الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (اليويفا) أعرب عن تخوفه من إمكانية عدم جاهزية أوكرانيا في الوقت المناسب لاحتضان فعاليات البطولة.

وقال رئيس اليويفا الفرنسي ميشيل بلاتيني: «نظمت بولندا وأوكرانيا بطولة رائعة ستظل عالقة في ذاكرتنا. شعار نحقق التاريخ سويا (شعار يورو 2012) لم يكن ليصبح أكثر صحة فيما يتعلق بالاقتصاد والبنية التحتية وتنمية كرة القدم والتنمية المحلية». وأضاف «أظهرت بولندا وأوكرانيا أنهما على قدر مسئولية تنظيم البطولة. وأظهر الشعبان البولندي والأوكراني حماسهما ووضعا سقفا عاليا للغاية للمستقبل. سيكون من الصعب للغاية محاكاته. ترك اليورو إرثا مهما في الدولتين». وأعرب مسئولو كرة القدم عن رضاهم بشكل خاص إزاء الود الذي شهدته البطولة، إذ التزمت الجماهير إلى أقصى حد، وقد فوجئت هذه الجماهير بالاستقبال الدافئ والجهود الكبيرة في الدولتين.

واستمتع مئات الآلاف من المشجعين بمشاهدة المباريات والاستماع إلى الموسيقى في ساحات الجماهير، حتى بعد خروج بولندا وأوكرانيا من البطولة، فيما ذهبت المخاوف من حدوث أحداث عنصرية في يورو 2012 أدراج الرياح، وعلى رغم ذلك، يجري اليويفا تحقيقات في حوادث فردية حول تعرض لاعبين للإهانة، وقد فرضت غرامات مالية على اتحادات وطنية لكرة القدم. وربما كانت الوصمة الوحيدة التي شهدتها البطولة هي المشاجرات العنيفة التي اندلعت خلال المباراة الملتهبة بين بولندا وروسيا في وارسو، ولكن المسألة تتعلق بخصومات سياسية قديمة أكثر منه التنافس في كرة القدم. كذلك أعرب رؤساء الاتحادين البولندي والأوكراني لكرة القدم عن ارتياحهم بشأن الطريقة التي سارت بها البطولة، إذ قال رئيس الاتحاد البولندي جرزيجورز لاتو: «اجتازت الدولتان الاختبار بشكل جماعي. كانت قفزة عالية بالنسبة لنا فيما يتعلق بالتنمية الرياضية والاجتماعية».

من جانبه، أوضح رئيس اتحاد الكرة الأوكراني جريجوري سوركيس: «أظهرت أوكرانيا أننا جزء من البيت الأوروبي. ستستفيد الأجيال المستقبلية في أوكرانيا أيضا لأن البطولة تركت لنا بنية تحتية رائعة».

دور المجموعات

وكان دور المجموعات ممتعا ولم يشهد أي تعادل سلبي، وذلك للمرة الأولى منذ صارت كأس الأمم الأوروبية تضم 16 فريقا في العام 1996، وكانت المفاجأة الأبرز هي تعرض المنتخب الهولندي لثلاث هزائم متتالية، بعد أن كان أحد المرشحين للفوز باللقب، كذلك خرج المنتخب الروسي بعدما حقق بداية مبشرة وسحق التشيك 4/1 ولكنه خسر في الجولة الأخيرة أمام اليونان صفر/1 ليخرج من البطولة مبكرا. وشهدت المرحلة الاقصائية أول الأحداث الدرامية عبر ضربات الجزاء الترجيحية عندما فازت إيطاليا على إنجلترا بضربات الجزاء عقب نهاية الوقت الأصلي والإضافي للمباراة التي جمعت بين الفريقين في دور الثمانية بالتعادل السلبي، فيما سحق المنتخب الألماني نظيره اليوناني 4/2 لتصبح المباراة هي الأكثر تسجيلا للأهداف خلال البطولة، كما صعد المنتخب الاسباني إلى المربع الذهبي بالفوز على البرتغال 4/2 بضربات الجزاء الترجيحية. وحطمت الأحلام الألمانية في البطولة الأوروبية بعد الهزيمة على يد إيطاليا 1/2، بهدفي المشاكس ماريو بالوتيلي.

وشهدت المباراة النهائية تقديم الماتادور الاسباني وجبة كروية دسمة انتهت بسحق إيطالي بأربعة أهداف نظيفة، إذ شارك فرناندو توريس من على مقاعد البدلاء ليسجل الهدف الثالث لبلاده والثالث له في البطولة ثم تكفل بصناعة الهدف الرابع لزميله خوان ماتا، ليفوز بالحذاء الذهبي لهداف البطولة. ولم تشهد البطولة الكثير أو لم تشهد مطلقا أحداث عنف فيما شهدت مبارياتها 3 بطاقات حمراء فقط (بطاقة حمراء واحدة مباشرة) لينال اللاعبون إشادة بلاتيني للعب النظيف. وقال بلاتيني: «قدم اللاعبون كرة قدم هجومية رائعة. كان هناك الكثير من الأهداف. وقد جعلت الجماهير الأجواء استثنائية، إنني فخور بكل من شارك في هذا المشروع، الاهتمام بالمنتخبات الوطنية كان أيضا واضحا من خلال معدل المشاهدة التلفزيونية. الكرة الأوروبية ممتعة للغاية».

وكانت معايير التحكيم أيضا مرتفعة، غير أن جدلا حول تجاوز الكرة خط المرمى أثار علامة استفهام حول تجربة اليويفا في الاستعانة بخمسة حكام، إذ انه كما حدث في مونديال 2010 فإن الكرة تجاوزت خط المرمى ولم يتم احتساب هدف، ولكن الضحية هذه المرة كان المنتخب الأوكراني عندما سجل ماركو ديفيتش هدفا في شباك إنجلترا ولكن الحكم تغاضى عن احتسابه. وعلى رغم ذلك ظل بلاتيني معارضا لفكرة استخدام تكنولوجيا خط المرمى مؤكدا تأييده لفكرة الاستعانة بمساعد للحكم خلف المرمى. هذه هي البطولة الأخيرة التي تشهد مشاركة 16 فريقا قبل أن يتم زيادة عدد الفرق إلى 24 فريقا بدءا من «يورو 2016» في فرنسا. وبدأ بلاتيني منذ الآن التطلع إلى يورو 2020 إذ كشف حديثا عن خطة لإقامة البطولة في أنحاء أوروبا بدلا من دولة واحدة أو دولتين.

العدد 3588 - الثلثاء 03 يوليو 2012م الموافق 13 شعبان 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً