برزت الكثير من السلبيات خلال مشاركة منتخبنا الوطني الأول في بطولة كأس العرب التاسعة التي خرج منها «الأحمر» مبكرا منذ دورها الأول بنتائج سلبية ومستوى باهت لم يرض الجماهير البحرينية، بل على العكس رسمت المشاركة العربية علامات استفهام كبيرة حول المنتخب وقدرته على المنافسة في الاستحقاقات المقبلة وأهمها على الإطلاق خليجي 21 التي ستقام على أرضنا وبين جماهيرنا مطلع العام المقبل.

السلبيات لم تقتصر فقط على الجوانب الفنية (الفقيرة) التي تكشفت خيوطها منذ أولى المباريات أمام المغرب وتوالت بعد ذلك في المباراتين اللاحقتين أمام اليمن وليبيا، إذ تعدت لتشمل الجوانب الإدارية وخصوصا مع تداخل الاختصاصات بين الجهازين الإداري والفني ومحاولة المدرب الإنجليزي بيتر تايلور الهيمنة على كل أمرا بالمنتخب في صورة قريبة من (الديكتاتورية) التي لا تقبل بالآراء الأخرى وتلغي الرأي المخالف، وهو ما بدأ تتكشف خيوطه أمام الرأي العام.

الأخطاء كثيرة وتحتاج لحلول من أجل استعادة منتخبنا عافيته وتصحيحها يحتاج لتدخل حاسم من اتحاد الكرة الذي يجب عليه عدم الوقوف موقف المتفرج، وهناك الكثير من القرارات التي يمكن اتخاذها وأبرزها إعادة تعيين مدرب وطني ضمن الجهاز الفني ليكون حلقة وصل بين المدرب واللاعبين، بالإضافة إلى إمكانية وضع حد لتدخل تايلور في جميع الجوانب ومنها الجانب الإداري التي بدأت تظهر على السطح، وآخر الأمور التي يمكن لاتحاد الكرة أن يتخذها هي مناقشة تايلور في بعض الجوانب الفنية والتعرف على خططه التطويرية التي يمكن أن تساهم في تطور وتصاعد المستوى الفني للمنتخب بدلا من حالة الجمود التي هو عليها الآن.

النعيمي: غياب التهيئة الفنية والنفسية للاستفادة من البطولة العربية

أكد مدير فريق الرفاع لكرة القدم خالد النعيمي أنه كان واضحاً غياب التهيئة والتحضير الجيد لمنتخبنا الوطني قبل وخلال مشاركته في كأس العرب وساهم ذلك في سوء أداء ونتائج المنتخب في البطولة.

وقال النعيمي: «كان يفترض أن تبدأ تهيئة المنتخب بصورة أفضل فنياً ونفسياً وذهنياً من قبل المسئولين والجهازين الإداري والفني للمنتخب قبل بدء البطولة، وخصوصاً أن توقيت البطولة لم يكن مناسباً لمجموعة من اللاعبين الذين كانوا مرهقين جراء مشاركاتهم المتواصلة منذ أكثر من سنتين ولم تكن لديهم الحماسة الكبيرة للمشاركة في البطولة، وبالتالي هبط مستواهم بصورة كبيرة وكان يفترض مراعاة هذه النقطة منذ فترة الاعداد للبطولة، وبالنسبة للمشكلات التي قد تحدث خلال البطولات فهي واردة لكل فريق والأهم طريقة احتوائها من قبل المسئولين عن الفريق».

واستبعد النعيمي وجود اي فائدة من وراء مشاركة المنتخب في بطولة العرب سواء على صعيد النتائج أو الاستفادة الفنية إذ خسر منتخبنا جميع مبارياته وخرج مبكراً وكان الأضعف هجوماً ودفاعاً، كما لا توجد مؤشرات لاستفادة فنية إذ لم نلحظ ظهور عناصر جديدة تم منحها الفرصة الكافية للبروز عدا اللاعبين عيسى موسى وأحمد الختال.

وشدد النعيمي على ضرورة العمل الجاد في الأيام المقبلة من أجل دراسة ظروف مشاركة المنتخب في بطولة العرب من جميع نواحيها ومعالجة السلبيات وخصوصاً أن المنتخب تنتظره مشاركة مهمة في بطولة خليجي 21 وهناك الكثير من الأمور التي يجب مراعاتها خلال الاعداد لهذه البطولة المهمة.

الرويعي: تدخلات تايلور أربك العمل الإداري

انتقد المدرب الوطني والمحلل الرياضي حمد الرويعي السياسة المتبعة بالمنتخب في ظل الهيمنة الواضحة للمدرب تايلور ومحاولته التدخل في كل صغيرة وكبيرة في شئون العمل الإداري، مشيرا إلى أن التدخلات بدأت منذ التصفيات الأولمبية عندما حدث اصطدام بينه وبين المدرب سلمان شريدة على خلفية مشاركة بعض اللاعبين، وأضاف «تدخلات تايلور شملت مختلف الجوانب ومنها الأندية ولجنة المسابقات وتشكيل الأجهزة الإدارية وهو ما ساهم في إرباك العمل الإداري».

وقال الرويعي لا يمكن إلقاء فشل المنتخب على الجانب الإداري لأن ذلك غير واضح للعيان، مؤكدا أن العمل الفني هو السبب الرئيسي في الفشل وأضاف «تايلور فشل بشكل واضح في تطوير المستوى الفني ولا يملك الأدوات التي تطور المستوى وخصوصا أن تركيزه منصب على الجوانب الدفاعية».

وشدد الرويعي على ضرورة محاسبة تايلور من قبل اتحاد الكرة لأن ذلك من شأنه أن يعيد تقويم وتصحيح الأمور، كما طالب الرويعي بضرورة إيجاد طاقم منسجم يستطيع تصحيح الأخطاء، مشيرا إلى دور مساعد المدرب الوطني المفقود وخصوصا بعد استبعاد المدرب عدنان إبراهيم.

وأكد الرويعي ضرورة وضع خطة وإستراتيجة عمل خلال الفترة المقبلة لإعادة صياغة المنتخب وتصحيح الأوضاع وخصوصا مع التناقضات التي بدأت تظهر على الساحة من قبل تايلور، وأضاف «الخروج صفر اليدين والتبريرات التي أطلقها تايلور هي واهية ووهمية وإلقائه اللوم على الجانب النفسي والمعنوي هو تناقض واضح منه وخصوصا أنه سبق أن تحدث قبل البطولة بإيجابية الأجواء في المنتخب».

وفيما يتعلق بتأثير السقوط العربي على المنتخب قال الرويعي: «يمكن أن يتحول الفشل إلى نجاح في حال تم تصحيح الأخطاء لتتحول الحالة إلى إيجابية، أما إذا استمر الوضع على ما هو عليه فإن السلبية ستستمر وسيكون المنتخب هو الضحية».

المالكي: الجهاز الفني يتحمل الإخفاق

أكد مدير النشاط الرياضي بنادي الحد أسامة المالكي أن الشارع الرياضي تفاجأ بالمستوى الذي ظهر عليه المنتخب في كأس العرب المقامة حالياً في السعودية، مشيراً إلى أن الإخفاق يتحمله الجهاز الفني بقيادة المدرب الانجليزي بيتر تايلور.

واستغرب المالكي التدخل الذي قام به تايلور مع الجهاز الإداري بعد ذهاب المنتخب إلى أداء مناسك العمرة، وأضاف «ما هي المشكلة إذا ذهب المنتخب لأداء مناسك العمرة بعد البطولة، المنتخب انتهى من المشاركة ولا أعتقد أن هناك مشكلة تستدعي التدخل من الجهاز الفني تجاه العمل الإداري».

وعن استفادة المنتخب من المشاركة في البطولة، قال: «المنتخب لديه أفضل من المستوى الذي ظهر عليه في كأس العرب، لم يقدم مستواه الحقيقي وخرج بأسوأ النتائج، هناك أخطاء وقعت ولابد على الجهاز الفني أن يوضحها، على سبيل المثال لم نر صالح عبدالحميد يلعب في مركز الوسط، إضافة إلى عدد من اللاعبين لعبوا في مراكز مغايرة عن مراكزهم الأصلية، لم يستفد المنتخب من المشاركة لأنه لم يحقق النتائج الإيجابية على رغم أن تايلور اختار القائمة الأساسية التي دائماً هي متواجدة مع المنتخب».

وتابع «المنتخب أقام معسكرا خارجيا واللاعبين كانوا متفرغين، وأعتقد أن الإخفاق جاء من الجانب الفني وليس الإداري إضافة إلى اللاعبين، فعلى سبيل المثال صرح لاعب المنتخب اسماعيل عبداللطيف أن الإرهاق والتعب كان سبب الخسائر، المنتخبات جميعها شاركت في البطولة بعد انتهاء دوريهم المحلي وليس نحن فقط، فالإرهاق والتعب ليسا عذراً»، وأردف «أضف إلى ذلك أن المنتخب رفض انضمام فوزي عايش على رغم أنه لاعب مؤثر، لم يكن قراره موفقا لأن اللاعب مؤثر وكان على تايلور ان ينظر للمصلحة العامة».

وختم مدير النشاط الرياضي بنادي الحد أسامة المالكية حديثه بالقول: «كيف بالجهاز الفني أن يشرك حارسا غاب عن فريقه لأسابيع طويلة بسبب الإصابة، الحارسان الآخران شاركا مع فريقهما طوال الموسم»!

بوخمسين: لا تقسوا على تايلور ولابد من معرفة هدف المشاركة

رئيس جهاز كرة القدم بالنادي الأهلي عبدالعزيز بوخمسين أكد أن أي مشاركة للمنتخب في أي بطولة يجب أن يتم الإعلان عن الهدف منها قبل المشاركة فيها كي يكون الجميع على علم وبينة بهذه البطولة بدلاً من وضع التأويلات والتفسيرات بعد انتهائها، ولابد أن يتم عرض ذلك في الإعلام، لأن المنتخب أمره يهم الجميع.

وأضاف بوخمسين «لا أعتقد أن المشاركة السلبية في هذه البطولة سيكون لها تأثير كبير على المنتخب، كون الفارق كبير بينها وبين البطولة القادمة التي ينظر إليها الجميع وهي كأس الخليج بالبحرين، ولكن يجب أن يكون هنالك عملاً كبيراً من الكل لإخراج المنتخب من آثار هذه المشاركة حتى لا تؤثر عليه في الفترة المقبلة، ولو كانت هذه المشاركة العربية من أجل اكتشاف اللاعبين الجدد والوقوف على مستواهم لكان أفضل لكن مما شاهدنا ان الجهاز الفني استدعى بعض المحترفين وهذا دليل على رغبته في المنافسة، ولكن يجب ألا نقسو على المدرب تايلور لمجرد هذه الخسائر وننسى ما قدمه سابقاً للمنتخب».

وأوضح بوخمسين «لم يكن الفريق مهيئاً للمشاركة من الناحية المعنوية بسبب توقيت البطولة والإرهاق الكبير على اللاعبين وربما هذا الأمر جعلهم يتذمرون بعض الشيء، وأود أن أشير إلى نقطة ما كانت يجب أن تمر على الجهازين الفني والإداري فهم ظلموا الحارس سيدمحمد جعفر وهو ظلم نفسه بالمشاركة في هذه البطولة بعد غياب أربع أشهر تقريباً عن اللعب، وكان بالإمكان تجربة حراس آخرين».

إدارة المنتخب تفضل الصمت والمؤتمر الصحافي يحدده الاتحاد

رفض الجهاز الإداري لمنتخبنا الكروي الأول التعليق والحديث عن مشاركة منتخبنا في بطولة كأس العرب وفضلوا الصمت والتعامل الهادئ في ظل الأجواء المشحونة التي تسود الشارع الكروي المحلي بعدما حدث في البطولة العربية.

وعن مقترح عقد مؤتمر صحافي لتوضيح الأمور المتعلقة بمشاركة منتخبنا في كأس العرب أرجع الجهاز الإداري ذلك إلى رؤية وقرار اتحاد الكرة في هذا الشأن والتي لم تتضح بعد، على رغم الأحاديث الكثيرة والغامضة المحيطة بالمنتخب في هذه البطولة وعدم وجود مرافق إعلامي للمنتخب على رغم أهمية البطولة!.