العدد 2479 - السبت 20 يونيو 2009م الموافق 26 جمادى الآخرة 1430هـ

مشاهير هوليوود ما بين الشهرة والواقع

عندما يغيِّب الموت النجوم

النجومية والأضواء والثروة والشهرة، لا تحجب الواقع ولا ترده في حياة الناس، فكما نعيش نحن الناس العاديون البسطاء حياتنا بكل ما فيها من أمور كبيرة وصغيرة، تافهة ومهمة، حزينة وسعيدة، يعيش أبطال الغناء والشاشات والمسارح أيامهم بما تحمل من أمور عادية، قد تكون أحيانا مناقضة لما يستعرضونه من سعادة منقطعة النظير على البساط الأحمر في المحافل والاجتماعات العلنية.

إلا أن الاختلاف بيننا وبينهم في هذا الجانب يكمن في أننا نستطيع أن نحافظ على خصوصيات أحاسيسنا ومشكلاتنا وهمومنا، من دون تطفل من أناس لم نلقاهم في يوم من الأيام في حياتنا، ولم نسمع بهم حتى... وهذا ما يحدث مع المشاهير، الذي يتحولون إلى وجبة مفضلة لدى الصحف والمجلات والشاشات، وبرامج الفضائح تحديدا، عندما تلم بهم مصيبة من أي نوع.

ولعل مسألة وفاة أو مقتل أحد النجوم، تعتبر من أكثر المسائل جذبا لأنظار مرتزقة الفضائح والأخبار، فعلى سبيل المثال، تحول موت أو «انتحار» النجم الأميركي ديفيد كارادين عن عمر ناهز 72 سنة، إلى عنوان رئيسي لبرامج فضائح هوليوود، فمضيّ عدة أسابيع على وقوع الحادثة داخل إحدى غرف فندق في العاصمة التايلندية بانكوك، لم يؤخر هذه القصة عن تصدر العناوين الرئيسية لهذه البرامج، وخصوصا أن الجدل يدور الآن ما بين احتمال نظريتين إحداهما «الانتحار» والأخرى جريمة قتل، على رغم أن عائلة النجم الراحل طلبت أن تحترم خصوصيتها وأن لا تستثمر أو تعرض قصة وفاته على شاكلة أفلام «الأكشن».

وإن كانت أخبار رحيل كارادين هي الأخيرة على الساحة، فإنها بالتأكيد ليست الوحيدة أو المتفردة، فالحصول على صورة للممثل الأميركي الشهير جون ترافولتا، وهو حزين على فقدانه ابنه جيت ترافولتا، تحولت إلى مصدر تنافس ومباراة ما بين مصوري الفضائح، لجلب أفضل صورة تظهر انفعال وضيق عائلة ترافولتا، وللحصول على تفاصيل عن سبب الوفاة وكيفية حدوثها، حتى أنه سرت شائعات متضاربة عن المرض الذي كان نجل ترافولتا الراحل مصاباص به، ما بين مرض «التوحد» وبين مرض يسمى «كواساكي» وهو من الأمراض التي قد تسبب الأزمات القلبية.

في حين احتلت أنا نيكول سميث نجم مجلة «بلاي بوي» والزوجة السابقة للملياردير هاورد مارشال الذي يكبرها بـ 63 عاما، عناوين الصحف والمجلات والمحطات قبل عامين، وكأنما موتها سيغير المعالم السياسية للولايات المتحدة الأميركية، بل إنه على رغم مضي كل هذه المدة مازال ذكر موتها وملابساته محط استحضار البعض، وخصوصا أنه قيل إن سبب الوفاة قد يكون بسبب جرعة زائدة من مادة مهدئة، وهو من أحد أشهر طرق الموت لدى مشاهير هوليوود، فلا يمر عام من دون تعرض أحدهم لكارثة صحية كبيرة تودي بحياة البعض نتيجة لتعاطي نوع أو أكثر من هذه المواد التي تنتشر فيما بينهم بمختلف أشكالها وأنواعها.

ووفيات النجوم الشهيرة ليست حكرا على الوقت الحاضر، فانتحار المغنية المصرية الأصل داليدا أواسط القرن الماضي، وقبلها نجمة الإغراء الأميركية مارلين مونرو، كان ومازال محط أنظار واستحضار برامج الفضائح، وخصوصا عند ورود أخبار عن حالات انتحار ناتجة عن الاكتئاب.

ولعل الناس تصدم وتبهر بهذه الأخبار، حيث تحاول هذه البرامج نسج قصص وشائعات تضخم من خلالها الحدث لتسد وقت برامجها وصفحاتها، على حساب خصوصيات وحرمات الناس، وخصوصا أننا اعتدنا أن لا يموت أو يخسر بطل الفيلم الأميركي أيا كان السبب إلا في قلة من الأعمال. فنحن لا نرى ما خلف هذه الأقنعة المبتسمة، التي أخفت الكثير من حالات الأمراض النفسية والجسدية لدى بعض المشاهير، التي استثمرت فيما بعد من قبل تجار الفضائح لتعود عليهم بنسب مشاهدة عالية تجذب الإعلانات والأموال للمحطات.

العدد 2479 - السبت 20 يونيو 2009م الموافق 26 جمادى الآخرة 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً