العدد 3587 - الإثنين 02 يوليو 2012م الموافق 12 شعبان 1433هـ

«لا فوريا روخا»... إلى متى ستتواصل الهيمنة الإسبانية؟

«الماتادور» المتوج يوجه نظره لكأس العالم 2014

مع إقامة دورة الألعاب الأولمبية في لندن وكأس القارات 2013 ومونديال البرازيل 2014 خلال العامين المقبلين، بات الغموض الآن يحيط بمعرفة متى سيسقط المنتخب الإسباني لكرة القدم، سادس أكثر الفرق شبابا في بطولة الأمم الأوروبية التي حصد لقبها أمس الأول (الأحد) في كييف، الذي لا يوجد منافس له في الأفق.

وحولت إسبانيا المنتشية بانتصارها الأوروبي تفكيرها باتجاه التأهل لكأس العالم 2014 في البرازيل والاحتفاظ بلقب بطلة العالم أمس (الاثنين) على الرغم من أنها لا تزال في نشوة الاحتفال بلقب بطولة أوروبا 2012.

ولو لم يتحسن كثيرا مستوى البرازيل الجديدة بقيادة نيمار خلال 24 شهرا، أو إذا لم يتمكن أليخاندرو سابيلا من تجييش فريق قوي يحيط بليونيل ميسي لصناعة منتخب أرجنتيني قادر على تحقيق الانتصارات، أو إذا لم تقطع ألمانيا الشابة مع مدربها يواخيم لوف القفزة إلى مرحلة النضج، ستبقى إسبانيا هي المرشحة الأقوى للفوز بمونديال 2014.

على الاستادات البرازيلية ستطمح للقب رابع كبير على التوالي، بعد أن دخلت التاريخ بالفعل أمس الأول (الأحد) بفوزها بلقب أمم أوروبا، ومن ثم الحفاظ على اللقب القاري الذي تحقق العام 2008 في فيينا وبعده كأس العالم العام 2010 في جنوب افريقيا.

أين يوجد الحد النهائي؟ ففضلا عن تقديم كرة القدم باتت عنوانا لحقبة كاملة، لا توجد أي علامات على الاغترار أو الإرهاق جراء الاحتفالات المتواصلة.

ورد المدير الفني للفريق فيسنتي دل بوسكي بهدوء أمس الأول عقب المباراة النهائية، عندما سئل عما إذا كانت إسبانيا ستفوز بلقب كأس العالم بعد عامين هناك تحديات جديدة أمامنا: التأهل إلى البرازيل، وبطولة القارات، إذ نود أن نقوم بدور جيد.

وقدم وعدا، رأى فيه الكثيرون تهديدا بعد العرض الراقي الذي قدمه الفريق أمام إيطاليا في نهائي كييف الأحد سنكون متيقظين لظهور لاعبين جدد، لكن طريق المنتخب محدد سواء معنا أو مع أي مدرب آخر بعد مونديال البرازيل. الفريق سيواصل على الخط نفسه.

ومن بين 23 لاعبا حملهم دل بوسكي إلى بولندا وأوكرانيا، لم يتجاوز سوى زافي هيرنانديز وإيكر كاسياس حاجز الثلاثين عاما. وتبدو نهاية الحارس القائد بعيدة للغاية، فيما تبقى الشكوك محيطة باستمرار العقل المفكر لبرشلونة، وكذلك الحال بالنسبة لزميليه كارلوس بويول (34 عاما) وديفيد فيا (30 عاما) اللذين غابا عن البطولة للإصابة.

ولم تفتقد إسبانيا وجود بويول مع دفاع لا يقهر بقيادة سيرخيو راموس وجيرارد بيكيه. وقال دل بوسكي خلال البطولة: «إنهما قلبا دفاع قادران على اللعب لأعوام مديدة، وعليهما تحمل المسئولية مع غياب بويول».

وفي اليسار، هناك جوردي ألبا (23 عاما) المفاجأة الأكبر للبطولة. واحتفى المدير الفني باللاعب الذي استقدمه ليخلف جوان كابديفيلا، الذي كان أحد أفراد الفريق البطل عامي 2008 و2010 لقد عثرنا على بديل ليس من السهل العثور عليه في مركز بهذه الخصوصية.

أندريس إنييستا أفضل لاعبي البطولة (28 عاما). سيرجيو بوسكيتس (23 عاما) نفس عمر خافي مارتينيز. وفضلا عنهما وعن ألبا، يبقى المستقبل لخوان ماتا (24 عاما) نجم تشلسي الإنجليزي بطل أوروبا للأندية، الذي لم يحظ بدور كبير مع المنتخب بعد.

وقال ماتا: «قد يكون هذا صيفا رائعا إذا ما أحرزنا الذهب الأولمبي، وذلك قبل انطلاق دورة لندن إذ يقود فريقا شابا سيفرغ النجوم الإسبانية المقبلة».

وحاول دل بوسكي شرح اللحظة التي تمر بها الكرة الإسبانية بقوله: «لدينا جيل من اللاعبين الجيدين للغاية. الجذور لا تبقى في هؤلاء اللاعبين. إنه عمل بلد تحسن. إن الرياضة تعكس حداثة بلادنا. كرة القدم قامت بالأمور على نحو جيد بلاعبين خرجوا إلى دول أخرى بعد أن كان ذلك مستحيلا من قبل. خرج أيضا مدربون والآن يأتون هم من الخارج كي يشاهدونا.

هناك عوامل عديدة».

وتجعل النجاحات من المنتخب الإسباني مثالا يحتذى، وذلك يؤدي في النهاية إلى تفوق: فكيف يمكن هزيمة إسبانيا؟ إيطاليا تريد تقليدها، لكن أحد كييف أثبت صعوبة وخطورة محاولة مواجهتها بأسلوب الند للند.

وكانت البرتغال وكرواتيا هما المنتخبان اللذان صنعا أكبر قدر من المشكلات عبر مجهود بدني كبير، وخطوط متقاربة، وحماس مطلق. يبدو أن تلك هي الروشتة، بعد أن استخدمها جوزيه مورينهو من قبل مع ريال مدريد من أجل إبعاد برشلونة عن عرش الدوري الإسباني.

وربما كان هناك حل آخر يتمثل في انتظار سقوط الفريق في بئر الشبع من حصد الألقاب لدى مجموعة تؤمن بما تفعل وتستمتع به. ذلك هو ما أوضحه إنييستا: لا ألعب من أجل الفوز بكرات ذهبية، بل كي أشعر بالسعادة. فقط أود أن أواصل الاستمتاع بكرة القدم، إلا أن ظمأ إسبانيا لم يرتو بهذا اللقب إذ تتطلع بقيادة مدربها فيسنتي ديل بوسكي لخوض أول مباراة في المجموعة التاسعة من التصفيات الأوروبية المؤهلة لكأس العالم خارج ملعبها أمام جورجيا.

ووضعت إسبانيا معايير جديدة في طريقها إلى ثالث ألقابها الكبرى على التوالي بالنسبة لفريق أوروبي وبالنظر إلى التشكيلة صغيرة السن نسبيا فإنها ستصبح ابرز المرشحين للفوز بثاني ألقابها على صعيد كأس العالم في أميركا الجنوبية بعد عامين من الآن.

وشكل زافي عنصرا أساسيا في نجاح إسبانيا تحت قيادة ديل بوسكي. وظهر صانع لعب برشلونة بمستوى جيد في النهائي بتمريره كرتين مؤثرتين وبأدائه المسيطر كالعادة.

وقال زافي الذي سيكمل عامه الرابع والثلاثين في كأس العالم 2014 انه سيكون متاحا للمشاركة في البطولة التي ستقام بالبرازيل إذا ما ظهر بمستوى طيب.

وأضاف زافي للصحافيين عقب مباراة النهائي «إذا ما شعرت بأنني على ما يرام فإنني سأكون حاضرا. سأتحدث إلى المدرب إلا إنني موافق من حيث المبدأ على المشاركة. دعونا نرى».


الصحف الإسبانية تمجّد كرتها

مدريد – د ب ا

رفعت الصحافة الإسبانية الصادرة أمس (الاثنين) منتخب بلادها لكرة القدم إلى مكانة غير مسبوقة، بعد أن حقق ثلاثية تاريخية بالحفاظ على لقب بطولة أمم أوروبا مرتين على التوالي مع الفوز بينهما بلقب المونديال.

وكتبت صحيفة «الموندو» أمس أسفل صورة لقائد الفريق إيكر كاسياس وهو يرفع الكأس في الاستاد الأولمبي في كييف «ما لم يحققه أحد من قبل»، فيما وصفت «الباييس» الإنجاز بأنه «عرض للخلود».

وكان فوز إسبانيا (4/0) على إيطاليا في المباراة النهائية لبطولة الأمم الأوروبية في بولندا وأوكرانيا هو المباراة الأكثر متابعة في تاريخ التلفزيون المحلي، بنحو 15.5 مليون مشاهد، بحسب قناة «تيليثينكو».

وتحوّل المنتخب إلى صورة غلاف لجميع الصحف الإسبانية، بداية من الرياضية وصولاً إلى الاقتصادية ومروراً بالقومية أو الإقليمية.

ولم يسبق لمنتخب في تاريخ الكرة العالمية أن أحرز 3 ألقاب كبيرة في غضون 4 أعوام، الأمر الذي حاولت الصحافة الإسبانية التعبير عنه أمس. واتفقت أغلب الصحف على عنوان «بطولة ثلاثية»، فيما كتبت أخرى «إنهم أسطورة».

هيمنت إسبانيا على الكرة العالمية خلال الأعوام الأخيرة، التي أحرزت فيها لقب بطولة الأمم الأوروبية في النمسا وسويسرا العام 2008، ومونديال جنوب افريقيا 2010، وأخيراً لقب بطولة أمم أوروبا مجدداً في كييف أمس الأول (الأحد). وكتبت صحيفة «إيه بي سي»: «إسبانيا لا تقهر»، بينما حاولت الرياضية «ماركا» الأكثر مبيعاً في البلاد أن تعكس هيمنة الفريق بكتابة عبارة «إسبانيا، ولا شيء آخر» على كل صفحاتها.

واتفقت صحيفتا «سبورت» و»موندو ديبورتيفو» الكتالونيتان على عنوان «تاريخي».


دل بوسكي... المدرب الذي صنع التاريخ بهدوء

كييف – د ب أ

دخل مدرب المنتخب الإسباني لكرة القدم فيسنتي دل بوسكي التاريخ الأحد على الملعب الاولمبي في العاصمة الأوكرانية كييف بقيادته «لا فوريا روخا» إلى لقب كأس أوروبا 2012 بالفوز على إيطاليا برباعية نظيفة في المباراة النهائية على الملعب الاولمبي في كييف.

وكان «الهادئ» على قدر المسئولية الملقاة على عاتقه كونه يشرف على أفضل منتخب في العالم وقاده إلى انجاز تاريخي لم يسبق لأي منتخب أن حققه في السابق وهو الثلاثية (كأس أوروبا 2008-كأس العالم 2010-كأس أوروبا 2012).

وكرر دل بوسكي (61 عاما) سيناريو 2008 عندما أطاح بالإيطاليين من الدور ربع النهائي، وحصد لقبا كبيرا ثانيا بعد ذلك الذي سطره في يوليو/ تموز 2010 عندما قاد لا فوريا روخا إلى لقب بطل كأس العالم للمرة الأولى في تاريخه، وبات ثاني مدرب فقط يتوج بلقب المونديال وكأس أوروبا بعد الألماني هلموت شوين الذي حقق هذا الأمر مع ألمانيا الغربية في كأس أوروبا 1972 ثم كأس العالم 1974.

كما منح دل بوسكي بلده انجازا لم يحققه أي منتخب في السابق وهو الاحتفاظ باللقب القاري، وأصبح المدرب الوحيد في التاريخ الذي يتوج بألقاب مسابقة دوري أبطال أوروبا للأندية (مرتان عامي 2000 و2002 مع ريال مدريد) وكأس العالم وكأس أوروبا.

وقد أصبحت الانجازات متلازمة المسار مع «لا فوريا روخا» الذي تصدر تصنيف الفيفا لأول مرة في تاريخه العام 2008 ثم عادل الرقم القياسي من حيث عدد المباريات المتتالية من دون هزيمة (35)، بينها 15 انتصارا على التوالي (رقم قياسي).

كما أصبحت إسبانيا بقيادة دل بوسكي الذي بات صاحب الرقم القياسي من حيث عدد الانتصارات مع المنتخب (51 انتصارا في 61 مباراة مقابل 38 فوزا لسلفه لويس اراغونيس)، أول منتخب يتوج بلقب كأس العالم بعد خسارته المباراة الأولى في النهائيات.

من دون ضجيج

ونجح الرجل الهادئ الذي يعمل تحت الرادار ومن دون الضجة الإعلامية التي تحيط بالمدربين الآخرين، في أن يجعل منتخب بلاده ثاني بلد فقط يتوج باللقب الأوروبي ثم يضيفه إليه اللقب العالمي بعد عامين، وكان سبقه إلى ذلك منتخب ألمانيا الغربية (كأس أوروبا 1972 وكأس العالم 1974).

من المؤكد أن دل بوسكي دخل تاريخ بلاده من الباب العريض بعدما قاد المنتخب الوطني إلى لقب بطل كأس العالم للمرة الأولى في تاريخه وذلك اثر فوزه على نظيره الهولندي 1/صفر بعد التمديد في المباراة النهائية لمونديال جنوب إفريقيا 2010.

وارتقى دل بوسكي بامتياز إلى مستوى المسؤولية التي ألقيت على عاتقه بعد خلافة اراغونيس الذي قاد المنتخب إلى لقبه الأول منذ 1964 بعدما توج بطلا لكأس أوروبا 2008 على حساب نظيره الألماني (1/صفر)، وأصبح الرجل «الخالد» في أذهان شعب بأكمله.

نجح رهان الاتحاد الإسباني على مدرب ريال مدريد السابق وتربع «لا فوريا روخا» على العرش العالمي وانضم إلى النادي الحصري للأبطال، رافعا عدد المنتخبات التي حملت الكأس المرموقة إلى ثمانية.

وكسب دل بوسكي الرهان بفضل الأسلحة التي يملكها المنتخب المتميز بلعبه الجماعي الرائع والقدرات الفنية المذهلة للاعبيه، وهو تحدث عن فلسفته قائلا: «أن كرة القدم رياضة جماعية بامتياز، لكنك تحتاج للفرديات أحيانا من أجل صنع الفارق واختراق الدفاعات. نحن نملك مهارات فردية متميزة في كل خطوطنا، بدءا بالحارس ومرورا بالوسط وانتهاء بالهجوم، إذ تضم صفوفنا لاعبين مهاريين بارزين».

سيبقى دل بوسكي دائما في الأذهان بأنه المدرب الذي نجح في فك عقدة بلد بأكمله في العرس الكروي العالمي ونجح في قيادة «لا فوريا» روخا إلى أبعد ما نجح فيه أي من المدربين الـ 49 الذين تناوبوا على رأس الهرم الفني للمنتخب الوطني.

مسيرة عامرة

منذ أن تسلم مهامه مع المنتخب بعد كأس أوروبا مباشرة، نجح دل بوسكي في قيادة منتخب بلاده لمواصلة عروضه الرائعة ومسلسل نتائجه المميزة، ولم يلق أبطال أوروبا طعم الهزيمة بقيادته سوى 6 مرات في 61 مباراة، الأولى على يد الولايات المتحدة في نصف نهائي كأس القارات العام 2009 عندما وضع منتخب «بلاد العم السام» حينها حدا لمسلسل انتصارات بطل أوروبا عند 15 على التوالي والحق به هزيمته الأولى منذ سقوطه أمام رومانيا صفر/1 في نوفمبر/ تشرين الثاني العام 2006، فحرمه من تحطيم الرقم القياسي من حيث عدد المباريات المتتالية من دون هزيمة، ليبقى شريكا للمنتخب البرازيلي في هذا الرقم (35 مباراة من دون هزيمة)، علما بأن الأخير سجله بين عامي 1993 و1996.

أما الأخيرة فكانت ودية أمام إيطاليا (1/2) التي كانت الاختبار الأول لمنتخب دل بوسكي في نهائيات كأس أوروبا (1/1) وستكون أيضا الاختبار الأخير.

هدوء تام

يعتبر دل بوسكي نموذجا للمدربين الهادئين الذين بإمكانهم المحافظة على رباطة جأشهم في الأوقات الحرجة ويتمتع أيضا بطبيعته المسالمة وبمقارباته المدروسة بالإضافة إلى قدرته على التعامل مع فرق تعج بالنجوم الكبار وهو ما سهل استلامه السلس لرئاسة الإدارة الفنية المنتخب من دون إهمال واقع أنه يعمل دائما للمحافظة على وحدة وأداء لاعبيه الموهوبين، وخلافا لاراغونيس الذي عرف عنه طابعه الحاد ومواقفه المثيرة للجدل في بعض الأحيان، أدخل مدرب ريال السابق الهدوء والتحفظ والصبر إلى منصب المدرب، إضافة إلى التواضع.

ويلتزم دل بوسكي بالحكمة التي تقول بأنه «لا يجب العبث بتركيبة رابحة» واتخذها كمبدأ له منذ أن استلم مهامه مع المنتخب وكان التغيير الوحيد الذي أجراه خلال مشواره مع المنتخب حتى الآن هو تطعيمه ببعض المواهب الشابة من أجل المحافظة على الاستمرارية في النتائج والتنافس والنشاط على الأمد الطويل.

لكن مدرب ريال مدريد لم يلتزم في نهائيات كأس أوروبا 2012 بمبدئه تماما إذ فاجأ الجميع بالمقاربة الهجومية التي اعتمدها في المباريات الخمس التي خاضها فريقه حتى الآن، إذ أشرك شيسك فابريغاس كرأس حربة أمام إيطاليا في المباراة الأولى، ثم احتكم إلى توريس أمام ايرلندا (4/صفر) وكرواتيا (1/صفر) قبل أن يعود إلى فابريغاس أمام فرنسا في ربع النهائي (2/صفر) ثم يحتكم إلى الفارو نيغريدو أمام البرتغال (4/2 بركلات الترجيح)، قبل العودة إلى فابريغاس في المباراة النهائية.

ما هو مؤكد أن دل بوسكي شخصية فريدة من نوعها، وبينما اشتهر معظم أفراد أسرته في العمل في مجال السكك الحديدية، اختار شخصيا أن يخوض مغامرة مهنية مختلفة عن باقي أقربائه، مفضلا الاستجابة لرغباته الكروية ومواصلة مسيرته في عالم الساحرة المستديرة.

اثبت دل بوسكي أنه يجيد التعامل مع الضغوط وخصوصا أنه أشرف على أشهر وأنجح فريق في العالم وهو ريال مدريد من 1999 حتى 2003، فائزا معه بلقب الدوري عامي 2001 و2003 ودوري أبطال أوروبا عامي 2000 و2002 قبل أن يقال من منصبه العام 2003 من قبل رئيس النادي فلورنتينو بيريز.

طرق الاتحاد الإسباني باب دل بوسكي بعد كأس أوروبا 2008 ليخلف اراغونيس، فلبى ابن سلمنقة النداء الوطني ونجح في قيادة بلاده إلى نهائيات جنوب إفريقيا بطريقة رائعة.

من المؤكد أن دل بوسكي لم يخيب ظن الشعب الإسباني بأكمله بل انه خلق جوا توحيديا في البلاد لدرجة أن مقاطعة كاتالونيا التي تطالب باستقلالها رفعت خلال مونديال جنوب إفريقيا العلم الإسباني إلى جانب الكاتالوني في خطوة نادرة، وهو دخل اليوم التاريخ من أوسع أبوابه.


أبطال أوروبا يعودون إلى إسبانيا للاحتفال

مدريد - د ب أ

بدأت في العاصمة الاسبانية مدريد أمس (الاثنين) الاحتفالات بالمنتخب الاسباني لكرة القدم الذي عاد من العاصمة الأوكرانية كييف عقب تتويجه بلقب كأس الأمم الأوروبية لكرة القدم (يورو 2012).

ووقف المئات من المشجعين عند مطار باراخاس بالعاصمة الاسبانية مدريد بانتظار إيكر كاسياس حارس مرمى وقائد المنتخب وزملائه. وبدا اللاعبون منهكين لكن البهجة كانت ظاهرة على وجوههم ولوحوا للجماهير ثم انتقلوا إلى الفندق الذي سيحصلون فيه على قسط من الراحة قبل الموكب المقرر بكأس البطولة في شوارع مدريد. ونزل أكثر من مليون مشجع إلى شوارع العاصمة الاسبانية للاحتفال بالموكب.


كاسياس... أسطورة الحراسة التاريخية

كييف - د ب أ

بمجرد إطلاق الحكم صافرة نهاية المباراة النهائية لبطولة كأس الأمم الأوروبية لكرة القدم (يورو 2012)، دخل حارس مرمى وقائد المنتخب الإسباني إيكر كاسياس آفاقا جديدة إذ بات أول لاعب يحقق مع منتخب بلاده 100 انتصار. وتوج المنتخب الإسباني بلقب يورو 2012 التي أقيمت في بولندا وأوكرانيا، إثر فوزه على نظيره الإيطالي 4/صفر مساء أمس الأول (الأحد) في المباراة النهائية التي أقيمت في الاستاد الأولمبي بالعاصمة الأوكرانية كييف.

وبات المنتخب الإسباني بذلك أول فريق يحرز 3 ألقاب متتالية في البطولات الكبيرة، إذ كان قد توج بلقب يورو 2008 ولقب كأس العالم 2010. وعلى رغم أن كاسياس لم يواجه اختبارا صعبة في الشوط الأول من مباراة أمس الأول إذ تصدى فقط لبعض الكرات التي سددها لاعبو إيطاليا من مسافات بعيدة، تألق حارس مرمى ريال مدريد في الشوط الثاني إذ تصدى لكرة خطيرة سددها اللاعب البديل أنطونيو دي ناتالي من أمام المرمى. ولم تشكل مباراة أمس الأول فقط الانتصار رقم 100 لكاسياس مع المنتخب الإسباني، وإنما حافظ الحارس بذلك على شباكه نظيفة طوال 10 مباريات في أدوار خروج المهزوم بالبطولات الكبيرة.

سجل ناصع

وكانت آخر مرة اهتزت فيها شباك كاسياس في أدوار خروج المهزوم ببطولتي كأس العالم وكأس أوروبا، في العام 2006، عندما سجل أسطورة الكرة الفرنسي زين الدين زيدان الهدف الثالث للمنتخب الفرنسي في شباك إسبانيا في المباراة التي انتهت بفوز فرنسا 3/1 في دور الستة عشر من كأس العالم التي أقيمت بألمانيا. وبعدها أخفقت 7 منتخبات مختلفة في هز شباك كاسياس في أدوار خروج المهزوم بالبطولات الكبيرة، إذ حافظ الحارس بذلك على نظافة شباكه طوال 990 دقيقة في هذه الأدوار.

وقال المدافع سيرخيو راموس زميل كاسياس في المنتخب وفريق ريال مدريد الإسباني: «إنه أفضل حارس مرمى في العالم وقد أظهر ذلك مجددا في هذه البطولة».

ويلعب كاسياس منذ بداية مسيرته مع ريال مدريد وانضم إلى الفريق الأول وهو في السادسة عشرة من عمره لكنه لم يشارك إلا في الموسم التالي. وعندما أحرز ريال مدريد لقب دوري أبطال أوروبا في العام 2000 بالفوز على فالنسيا 3/صفر في المباراة النهائية، أصبح كاسياس أصغر حارس مرمى يتوج باللقب الأوروبي وكان عمره حينذاك 19 عاما وأربعة أيام. وبعدها بعامين، أحرز ريال مدريد لقب البطولة الأوروبية مجددا عندما شارك كاسياس مكان سيزار سانشيز الذي أصيب في المباراة النهائية التي انتهت بفوز الريال على باير ليفركوزن الألماني 2/1.

انطلاقة سريعة للبروز

وشارك كاسياس ضمن منتخبات الفئات السنية وفاز مع المنتخب الإسباني بالمركز الثالث في كأس العالم للناشئين (تحت 17 عاما) في العام 1997، كما فاز مع منتخب الشباب بلقب كأس العالم للشباب (تحت 20 عاما) في العام 1999. وشارك كاسياس للمرة الأولى ضمن صفوف المنتخب الأول في يونيو/ حزيران العام 2000 في مباراة أمام السويد وكان ضمن قائمة المنتخب في يورو 2000، وبعدها بعامين استدعي للمشاركة مع المنتخب في نهائيات كأس العالم وأصبح بشكل مفاجئ الحارس الأساسي للمنتخب بعدما انسحب سانتياغو كانيزاريس بسبب الإصابة.

وتصدى كاسياس حينذاك لضربتي جزاء ترجيحيتين وقاد إسبانيا للتأهل إلى دور الثمانية بالمونديال على حساب ايرلندا. وبعدها حافظ كاسياس على مكانه بالتشكيل الأساسي للمنتخب ولعب دورا بارزا في تتويج بلاده بلقبي يورو 2008 بالنمسا وسويسرا ومونديال 2010 بجنوب أفريقيا، وكان مرتديا شارة القيادة في البطولتين. وفي مباراة أمس الأول، التي كانت المباراة الدولية رقم 137 لكاسياس، قال منتخب بلاده لتحقيق إنجاز تاريخي جديد.


أوروبا تنحني إجلالا لإنجاز إسبانيا

برلين - د ب أ

انحنت أوروبا أمس (الاثنين) أمام إسبانيا بعد إنجازها التاريخي بإحراز لقب بطولة الأمم الأوروبية لكرة القدم «يورو 2012» عقب فوزها الساحق على إيطاليا 4/ صفر مساء أمس الأول (الأحد) في نهائي البطولة، إذ وصف هذا الإنجاز بعبارات مثل «السعادة الإلهية» و»الطغيان اللذيذ».

وكان البعض وصف أسلوب لعب المنتخب الإسباني المعتمد على التمريرات القصيرة، المعروفة باسم تيكي تاكا، بأنه ممل خلال المراحل الأولى من البطولة الأوروبية. بينما أعاد البعض تعريفه باسم تيكي تاكاناتشيو في إشارة إلى طريقة اللعب الدفاعية البحتة لإيطاليا التي عرفت باسم «كاتانتشيو» في الماضي. ولكن إسبانيا تركت لنفسها، بقيادة نجمي خط وسط برشلونة الملهمين زافي هيرنانديز وأندريس إنييستا، العنان مساء أمس الأول في العاصمة الأوكرانية كييف لتفوز في نهائي أوروبا بأكبر نتيجة في تاريخ البطولة وتصبح أول بطلة في التاريخ تتمكن من الدفاع عن لقبها بخلاف أنها أصبحت أول دولة تحرز 3 ألقاب كبيرة على التوالي بعدما أحرزت لقبي بطولتي يورو 2008 وكأس العالم 2010.

وكتبت صحيفة «دير شتاندرد» النمسوية: «الطغيان الإسباني اللذيذ لا ينتهي: منتخب لا روخا الضاري يسكت جميع منتقديه في النهائي». بينما كتبت صحيفة «نيوي زيورخر تسايتونج» السويسرية: «إنها السعادة الإلهية. لا يوجد أي ثنائي في الوقت الراهن يحتفي بأسلوب التمريرات القصيرة مثل أندريس إنييستا وزافي. إنها السعادة الإلهية أن تلعب كرة القدم إلى جانب هذا الثنائي». وتحدثت صحيفة «إليفتيروس تايبوس» اليونانية عن «آلهة كرة القدم من إسبانيا» فيما جاء عنوان صحيفة «إثنوس» يقول: «ليلة اسبانية ساحرة».

وفي هولندا كتبت صحيفة «دي فولكسكرانت» عن «كرة القدم المسكرة» فيما كتبت صحيفة «ألجيمين داجبلاد» عن «العظمة الإسبانية». وتساءلت صحيفة «رزيتشبوسبوليتا» البولندية: «إذا لم يكن هذا أفضل منتخب لكرة القدم في التاريخ ، فمن سواه يمكن وصفه بذلك؟». وخرجت صحيفة «صن» البريطانية بتعليق مشابه ولكنها توقفت عن إصدار أي أحكام. وكتبت الصحيفة: «لا يمكن عقد المقارنات بين منتخبات من أجيال مختلفة، لذلك فلا جدوى من التساؤل عما إذا كان هذا الفريق قادرا على هزيمة منتخب البرازيل في السبعينات. ولكن ما يمكنك حقا فعله هو النظر إلى سجل نتائجهم الذي لا نزاع عليه». وأضافت الصحيفة البريطانية: «بوسعهم المضي قدما. سيحتاج الأمر إلى مجهود هائل من أحد المنتخبات لإزاحة الاسبان عن مكانتهم» مشيرة إلى أن إسبانيا أعطت إيطاليا «درسا كبيرا» في النهائي الأوروبي.

وكانت الشكوك حول أسلوب أداء إسبانيا قد زادت بعدما تركها المدرب فيسينتي ديل بوسكي تلعب من دون مهاجم صريح في غالبية مباريات يورو 2012، إذ كان المهاجم فيرناندو توريس يشارك في غالبية مباريات فريقه كلاعب بديل وإن كان مع ذلك أحرز في النهاية لقب هداف البطولة. وكتبت صحيفة «ديلي تيليغراف» البريطانية: «مازال عالم كرة القدم لا يملك ردا على الاحتكار الإسباني للعبة، والذي جاء جميلا وليس مملا في فوز الفريق 4/ صفر والذي شهد هدفا حتى من المهاجم فيرناندو توريس» ووصفت الصحيفة أداء إسبانيا الاستحواذي على الكرة بأنه «السادية الجميلة».

وفي ألمانيا، أكدت صحيفة «ألجيماينة تسايتونج» الصادرة في فرانكفورت أن إسبانيا «بإمكانها أن تتألق حتى بأسلوب اللعب المثالي لديل بوسكي، 4/6/ صفر» معربة عن خوفها على باقي خصوم الماتادور خلال السنوات المقبلة. وأضافت الصحيفة «لا تعرف إسبانيا طريقة واحدة للنجاح. فبإمكان ديل بوسكي الاختيار بين طريقتي 4/6/ صفر و4/3/3 بين العديد من الاختلافات المتنوعة. استغرق الأمر 44 عاما (من العام 1964 وحتى العام 2008) حتى تمكنت إسبانيا من تتويج نفسها بلقب بطلة أوروبا من جديد. والآن يبدو أنه لا نية لديها للتنازل عن عرشها قريبا».

العدد 3587 - الإثنين 02 يوليو 2012م الموافق 12 شعبان 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً