العدد 3587 - الإثنين 02 يوليو 2012م الموافق 12 شعبان 1433هـ

إسبانيا هل غيرت كرة القدم؟

محمد عباس mohd.abbas [at] alwasatnews.com

رياضة

سحق المنتخب الإسباني نظيره الايطالي برباعية نظيفة في نهائي بطولة أمم أوروبا للمنتخبات في واحدة من أكبر نتائج المباريات النهائية الأوروبية والعالمية لتؤكد الكرة الاسبانية تفوقها الكامل على جميع المنافسين حول العالم بعد أن توجت ببطولة أمم أوروبا العام 2008 وبطولة العالم 2010 وأمم أوروبا 2012 في أول إنجاز من نوعه لمنتخب أوروبي على الاطلاق.

وكانت البطولتان الأخيرتان للمنتخب الاسباني بقيادة المدرب الداهية دل بوسكي الذي كشف عن قدرات تقنية كبيرة لم يسبقها إليها غيره من المدربين منذ تأسيس كرة القدم.

فلم يسبق أن شاهدنا منتخبا أو فريقا يلعب من دون مهاجم واحد صريح وبطريقة 4/6 أي 4 في الدفاع و6 في منتصف الملعب وهي لا شك طريقة مبتكرة حقق من خلالها المنتخب الاسباني بطولة أوروبا بكل جدارة.

لا شك في أن الفضل في هذا الإنجاز القاري وقبله الإنجاز العالمي لا يعود إلى المدرب دل بوسكي وحده وإنما إلى تواجد كوكبة ذهبية من النجوم لم يسبق أن تواجدوا في منتخب واحد في منتصف الملعب ما يجبر جميع المنافسين على الركض واللهث طوال الـ 90 دقيقة خلف الكرة التي تبقى حكرا بين أقدام هؤلاء اللاعبين الاستثنائيين.

الشيء المثير في البطولة الحالية والذي يختلف عن تتويج اسبانيا بكأس العالم أن المدرب وأمام غياب مهاجمه الفذ دافيد فيا بسبب الإصابة كان لا بد أن يختار بديلا مناسبا له، وأمام غياب البديل المقنع لدل بوسكي على رغم تواجد المهاجمين الكبار إلا أنه فضل تغيير طريقة اللعب والاستفادة من إمكانات لاعبي الوسط الاستثنائيين بدل المهاجم الصريح.

القرار الذي اتخذه دل بوسكي لا شك في أنه غريب ولكنه مع الوقت أثبت صحة خياره لأنه لا يمكن أن يضحي بلاعب وسط استثنائي من أجل مهاجم أقل مستوى من دافيد فيا!.

لذلك حسم دل بوسكي خياره وأعطى للاعبي الوسط والدفاع حرية الحركة الهجومية وهو ما وجدناه في الانطلاقات السريعة للمدافعين ومنهم الظهير الأيسر ألبا الذي تمكن من احراز الهدف الثاني في النهائي.

القادمون من الخلف كان شعار الاسبان والذين بلا شك سيغيرون الشكل الحديث لكرة القدم لكن لا أحد يستطيع اللعب بطريقتهم وأسلوبهم فليس هناك منتخب أو فريق باستثناء برشلونة الاسباني يمتلك مثل هؤلاء اللاعبين الاستثنائيين.

الشيء المثير الآخر أن المدرب دل بوسكي كيّف طريقة لعبه بحسب إمكانات لاعبيه، بمعنى أنه اختار طريقة اللعب الأنسب لإمكانات لاعبيه وقليل من المدربين يفعلون ذلك. فالمدربون عادة ما يأتون بأفكار مسبقة وبطرق لعب معلبة لا يوجد فيها أن نوع من الابتكار ويفرضونها على الفرق والمنتخبات التي يدربونها من دون أي دراسة لإمكانات لاعبيهم.

المشكلة ليست في طريقة اللعب التي يتم اختيارها وإنما في تناسبها مع اللاعبين والمدرب المحنك هو القادر على اكتشاف ما يناسب لاعبيه ليحققوا أفضل النتائج أما المدرب التقليدي والذي يقوم بعمله الجميع وحتى المدلك يستطيع الحلول مكانه.

ما قبل يورو 2012 ليس كما بعده لأن اسلوب لعب المنتخب الاسباني وطريقة تتويجه الساحقة مثلت علامة فارقة في تاريخ كرة القدم العالمية.

إقرأ أيضا لـ "محمد عباس"

العدد 3587 - الإثنين 02 يوليو 2012م الموافق 12 شعبان 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 5 | 2:45 ص

      الي تعليق رقم 4

      اقتباس من المقال (فليس هناك منتخب أو فريق باستثناء برشلونة الاسباني يمتلك مثل هؤلاء اللاعبين الاستثنائيين.)

      (ظلمت الكاتب) اقرا عدل اول بعدين علق

    • زائر 4 | 2:04 ص

      برشلونة وليست اسبانيا

      يبدو ان الكاتب العزيز مدريدي الهوى والا لاعترف بان برشلونة هي من غيرت كرة القدم وليست اسبانيا ولذكر بان من استخدم خطة 4-6 هو المدرب السابق لبرشلونة (بيب) عندما لعب المباراة النهائية لكاس العالم للاندية في اليابان بخطة 3-7 وسحق بها الفريق البرازيلي 4-0 ولكن هيهات للمدريدين ان يعترفو. اعترفو هو اقرب للحقيقة يا كتاب.

    • زائر 3 | 1:26 ص

      ليس ذلك فحسب

      اسبانيا لم تغير كرة القدم فحسب, بل اقبرت والى الابد خرافة ان الطرق الدفاعية العقيمة والمملة كالتي ابتعها المنتخب الانجليزي وكذلك الفريق المحظوظ تشيلسي هي التي تجلب البطولات وتتفوق على الكرة الهجومية الممتعة والسلسلة, ما حصل لتشيلسي هو الاستثناء وما حصل للمنتخب الاسباني هو المنطقي والمتوقع, والدليل على كلامي ان المنتخب الاسباني احرز كل البطولات الممكنة في السنوات الاخيرة, بينما فرق (الضربة اليتيمة) تحرز بطولة كل 50 سنة!

    • زائر 2 | 12:53 ص

      لكل زمان دولة ورجال يا ابن عباس

      بعد ان ترهل اداء البرازيليين وتمطط اداء الارجنتينيين بزغت في افق الرياضه وكره القدم بلذات فراقد اوربيه ومنها اسبانيا التى تلعب كره قدم راقيه وممتعه لدرجه ان المتابع لمبارايتهم يتسمر وكانه يشاهد عرض لسحره مما يفرض على باقي الفرق التجمد حين يلعب الاسبان خذ وهات في وسط الملعب مبروك لاسبانيا الفوز الساحق وhard luck للطليان ونترقب بطوله قادمه نستمتع بكره قدم جميله اما عن الكره اللاتينيه فانها حضارات سادت ثم بادت يبن عباس..ديهي حر

    • زائر 1 | 12:44 ص

      الرجاء

      نعم اسبانيا هي برازيل هذا الزمن
      واعطت فرق العالم دروس بكرة القدم
      ومقال جميل
      _______________
      وارجو حاليا الاهتمام باخبار دوري السله
      والتفرق له كصحافه واعطائه حقه خلاص كاس اوربا انتهى وعطيتوه حجمه واكثر بس الحين يجب اعطاء دورينا ولاعبينا بالسله حقــــــــــــــــــــهم والاهتمام باخبارهم والتغطيه المميزة يستاهلونها

اقرأ ايضاً