كثيراً ما قيل «إن الرياضة أفيون الشعوب» تغرقها في أوهام النصر والهزيمة داخل المستطيل الأخضر ويفرغ الجمهور كل طاقاته في الملاعب فرحاً وغضباً، لذا فإن أكثر القنوات متابعة هي القنوات الرياضية حيث لا يمل الجمهور وخاصة العربي منه متابعة المباراة نفسها مرات ومرات، ولكن إلى أي مدى أثرت متابعة كأس أوروبا في اهتمام المتابع العربي للشأن السياسي؟ وهل أن الرياضة بعيدة دوماً عن حسابات السياسة؟
مع انتهاء بطولة أوروبا 2012 لكرة القدم، اللعبة الأكثر شعبية في أوروبا والعالم، يرى العديد من المحللين أن الهم السياسي الذي يشغل البلدان وخاصة العربية منها كبير ومن الصعب الانشغال عنه بأي أمر آخر فلا يمكن للذين تعاني بلدانهم أزمات وثورات أن يقللوا من متابعة السياسة حتى وإن كان الحدث في حجم البطولة الأوروبية المنتهية، ولا يمكن أن تشغل كرة القدم الناس عن الأحداث الراهنة في بلادهم لأنها تقرر مصيرهم وانظر إلى مصر تجد مصداق ما نقوله فلقد انشغلت بانتخاباتها الرئاسية المقررة لمصير البلاد وربما المنطقة وكذا الحال في سورية وغيرها من البلدان المضطربة، لذلك مازالت السياسة تجذب الناس وقد انعكست آثارها سلباً على مشاهدي مباريات كأس أوروبا.
لكن يرى آخرون أن كرة القدم ومتابعة أمم أوروبا 2012 بالذات خففت من لهفة الناس على النشرات الإخبارية السياسية واستمتعت بإجازة غير مطولة مع عالم السحر والفن الكروي ومن هنا يعتقد البعض أن البطولات الرياضية تؤثر في متابعة الأحداث السياسية حيث استقطبت البطولة الحالية الكثير من المتابعين للأحداث السياسية، وتالياً خفت أوقات متابعة السياسة وخفت معها مواضيع الحوار والنقاش السياسي وخاصة في المقاهي وبين الأوساط الشعبية بالخصوص ليسترجع موضوع كرة القدم مكانته المتصدرة ولو إلى حين. غير أن علاقة كرة القدم بالسياسة لا تقف عند مستوى المباراة والجمهور بل تتعداها إلى ما هو أخطر وأدعى للتأمل؟
لقد سعى الاتحادان الدولي والأوروبي لكرة القدم بالخصوص، إلى إبعاد كرة القدم عن السياسة، ولكنه عجز عن ذلك حتى في أوروبا القارة المنظرة لأبجديات كرة القدم، وحتى عندما منح الاتحاد الأوروبي شرف تنظيم الدورة المنتهية لأوكرانيا وبولندا، وهما تقليدياً من المعسكر الشرقي، فإن ذلك لم يعنِ أن زمن الصراعات السياسية بين المعسكرين الشرقي والغربي قد ولى نهائياً، فلقد بقي تنظيم البطولة محتكراً على أوروبا الغربية.
ويرجع البعض من المحللين إقحام السياسة في الرياضة إلى النازي أدولف هتلر، فعندما احتضنت برلين الألعاب الأولمبية كان يريد الفوز للأقوياء فقط، والذين يوافقون سياسته بطريقة عنصرية، ومع مرور الوقت اتضح أن السياسة هي الدافع الأول للرياضة ولكرة القدم، وكل دولة تتقدم بملفها للترشح لاحتضان أي بطولة، إلا وقدمت اتجاهها السياسي، وجاءت مباراة ألمانيا أمام اليونان لتأخذ أبعاداً سياسية واقتصادية بدليل حضور المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل ورئيس الوزراء اليوناني، وكانا في حالة من الترقب غير عادية فالوضع بين ألمانيا واليونان مختلف، فأثينا تعيش خامس سنوات الركود الاقتصادي وثلث سكانها يعيشون تحت خط الفقر. أما ألمانيا فهي مكنة أوروبا، وأكبر دائني اليونان، كما أن الكثير من اليونانيين يلومون برلين على ما وصلت إليه اليونان حالياً على الصعيد الاقتصادي بسبب «تشدد» الحكومة الألمانية مع مسألة الديون السيادية في اليونان، لذلك كانت «مباراة ثأرية» حيث أراد اليونانيون هزيمة ألمانيا حتى «يرسموا البسمة على شفاه جماهيرهم» وخصوصاً أن «الانتصار سيكون له معانٍ كثيرة».
لكن جبهات المواجهة السياسية الرياضية بين ألمانيا وغيرها من الدول لا تنتهي في هذه البطولة فلقد اقترحت ألمانيا فرض مقاطعة سياسية لفعاليات نهائيات كأس الأمم الأوروبية لكرة القدم «يورو 2012» في أوكرانيا للضغط على حكومة كييف لإطلاق سراح زعيمة المعارضة يوليا تيموشينكو التي تقضي حالياً عقوبة السجن لإدانتها باستغلال النفوذ والإضرار بمصالح أوكرانيا إبان فترة توليها رئاسة وزراء البلاد.
أما في إطار العلاقة بين بلدان المعسكر الشرقي فقد خيم البعد السياسي على مباراة بولندا وروسيا فلطالما حملت اللقاءات بين بولندا وروسيا ميزة إضافية بسبب الكراهية منذ أيام القياصرة والهيمنة السوفياتية في أوروبا الشرقية، كما تحوّلت الأعمال الهمجية التي قام بها الأنصار الروس في الدور الأول إلى انتقاد للسياسة الروسية المدعمة لنظام بشار الأسد، واعتبار قبول عنف المناصرين من قبول ديكتاتورية الأسد، بينما أصرت دول مثل التشيك والبلدان المنظمان للدورة وروسيا على توجيه انتقادات لاذعة للحكام، معتبرين إياهم من المتعاطفين مع المنتخبات التابعة لدول أوروبا الغربية.
لكن لا تخلو كرة القدم من جوانب إيجابية فهي وسيلة للتقارب بين الشعوب والدول، وإن الرياضة قرّبت بين إنجلترا والأرجنتين إبان حرب جزر فوكلاند في كأس العالم العام 1986. كما قرّبت بين الولايات المتحدة وإيران العام 2002، وغيرها من الدول المتنازعة، والحضور المكثف للساسة في المنافسة الأوروبية الأخيرة يؤكد المكانة السياسية التي تحظى بها كرة القدم، لذلك فالأمل كل الأمل أن تبقى رياضة كرة القدم وسيلة فعالة للتقارب بين الشعوب ولاسيما العربية منها نظراً للحاجة الماسة إلى ذلك اليوم أكثر من أي وقت مضى.
إقرأ أيضا لـ "سليم مصطفى بودبوس"العدد 3587 - الإثنين 02 يوليو 2012م الموافق 12 شعبان 1433هـ
لا رياضة دون مال ولا مال دون سياسة
الخوف كل الخوف في المثلث الرهيب أن يصبح الرياضة وسيلة لتبييض المال المشبوه
رياضة ومال وسياسة
نعم الرياضة مال وأعمال تتحكم في القرار السياسي أحيانا
ولكن تتحكم السياسة أحيانا في القرار الرياضي ويحول وجهة القرارات بنسبة 180درجة أحيانا
نرجو أن تقرب بين شعبنا العربي
لكن لا تخلو كرة القدم من جوانب إيجابية فهي وسيلة للتقارب بين الشعوب والدول،
الرياضة والسياسة.
يعتقد البعض أن البطولات الرياضية تؤثر في متابعة الأحداث السياسية حيث استقطبت البطولة الحالية الكثير من المتابعين للأحداث السياسية، وتالياً خفت أوقات متابعة السياسة وخفت معها مواضيع الحوار والنقاش السياسي وخاصة في المقاهي وبين الأوساط الشعبية بالخصوص ليسترجع موضوع كرة القدم مكانته المتصدرة ولو إلى حين.
الرياضة أفيون الشعوب
نعم لاتزال الرياضة ومن وراءها من الساسة يستغلونها لإلهاء الناس عن قضاياهم
حقا نحن بحاجة إلى من يوضح لنا أكثر فاكثر حتى لايضيع شبابنا وراء هدا الفيون الجديد
الحاجة ما سة فعلا إلى التقارب العربي
لذلك فالأمل كل الأمل أن تبقى رياضة كرة القدم وسيلة فعالة للتقارب بين الشعوب ولاسيما العربية منها نظراً للحاجة الماسة إلى ذلك اليوم أكثر من أي وقت مضى.
الرياضة و السياسة و ..و...
و "المال" ... هو الحكم و الحاكم!!