يبدو أن وجه الشرق الأوسط الجديد بدأ بالتشكل في الأفق، مع انقلاب كبير في الصورة والسياسات التي سادت خلال أربعين عاماً.
ثلاثة من أعمدة النظام العربي القديم غابت عن الصورة، حسني مبارك، معمر القذافي، علي عبدالله صالح، وهم ممن أمضوا في الحكم بين 30 و40 عاماً، وسبقهم للاختفاء عن المشهد زين العابدين بن علي، الذي حكم تونس 23 عاماً، وفرّ ليلاً من عاصمتها التي كانت مقر الجامعة العربية لأكثر من عقدين.
حال ليبيا اليوم لا يسر كما كان لا يسر بالأمس. وتونس تعاني من تلكؤ في الأداء وتصارع بين مكونات السلطة الجديدة، وهي على كلٍّ ظاهرة صحية أفضل بألف مرة من تحكّم شخص واحد في رقاب 14 مليوناً. واليمن الذي لم تحسم أوضاعه لصالح شعبه، يعاني من تدهور اقتصادي شديد، وضعه على حافة المجاعة التي يعاني منها نصف الشعب. أما مصر فقد عادت لتصبح في قلب الحدث من جديد، مع تسليم المجلس العسكري السلطة إلى أول رئيس مدني منتخب منذ خمسة آلاف عام.
التحوّل السلمي للسلطة في مصر سيسهم في تحديد اتجاه الريح في الربيع العربي. فالرئيس الجديد أحمد مرسي اعتمد خطاباً وطنياً حماسياً ليستنهض الروح المصرية، واستغل تكرار مناسبات التنصيب ليؤكد على عددٍ من المفاهيم السياسية التي من شأنها أن تحدث هزةً عميقةً في جدران الممالك والسلطنات والجمهوريات العربية الوراثية.
من بين هذه المفاهيم التي كرّرها مراراً في الأيام الأخيرة، أن «الرئيس خادمٌ للشعب»، وهو مفهومٌ كان يكرّره نظيره الإيراني أحمد نجاد في خطاباته أمام الحشود التي تستقبله في محافظات بلاده، وكسب بذلك شعبية كبيرة بين جموع الفقراء، الذين يحلمون منذ قرونٍ في دول الشرق بأن يخرج من بينهم حاكمٌ متواضعٌ، يأكل مما يأكلون ويلبس مثلما يلبسون.
في جولته الأخيرة، استطاع مرسي بقبوله أداء القسم أمام المحكمة الدستورية، أن ينتزع اعتراف المجلس العسكري، الذي يزاحمه في النفوذ. فبعد أن أغرق الجيش المصري والقوات المسلحة بآيات الثناء، فهي «درع الوطن وسيفه» ويجب دعمها لتكون أقوى مما كانت، فاجأ الجميع بقوله إن «الجيش العظيم يجب أن يعود إلى ثكناته ويتفرغ لمهمته في حماية أمن وحدود الوطن»، وأنه شخصياً لن يقبل بأن تنتزع صلاحياته الرئاسية من أي طرف كان. كان واضحاً وحازماً في رسالته للعسكر، وربما كانت هذه أذكى حركةٍ سياسيةٍ قام بها خلال الشهرين الماضيين.
وكما قام مرسي بزيارة الأزهر ظهر الجمعة وأداء القسم أمام الجمهور عصراً في ميدان التحرير، فإنه أعاد تأدية القسم أمام المحكمة الدستورية ظهر السبت، وزار جامعة القاهرة عصراً، ليتحدّث أمام أساتذتها وطلابها، ففيها تلقى تعليمه في الثمانينيات، وعاد إليها مدرّساً في التسعينيات، وها هو يعود إليها رئيساً لمصر.
إنه زمن التحولات، ففي رسائله للخارج قال مرسي: نحن لن نصدّر الثورة ولا نتدخل في شئون أحد، ولن نسمح لأحد بالتدخل في شئوننا. ولكنه استثنى حالتين بقوله: «سنقف مع الشعب الفلسطيني للحصول على حقوقه المشروعة»، و «لن ندخر جهداً لدعم الشعب السوري وسنعمل على وقف نزيف الدم هناك».
وعود مرسي سخية، والتحديات أمامه كبيرة، وقبل أن ينصرف من قاعة جامعة القاهرة، قاطعته بعض أمهات وزوجات شهداء الثورة بالهتافات وهن يلوحن بصور الأحباء، فعاد ليطمئنهم بأنه سيطالب بالقصاص من قتلة الشهداء.
إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"العدد 3586 - الأحد 01 يوليو 2012م الموافق 11 شعبان 1433هـ
نتمنى ان يصدق الوعود
نتمنى معك ان يصدق مرسي في مواقفه ويفي بوعوده. هذا الميدان يحميدان
سؤال:
اين الملوك التي كانت منعمة
اضحت واضحى عليها الدور ينتقل
سيد ان شالله ايكون كما تريد
شعب مصر شعب عريق و يستاهل كل خير
وتلك الايام نداولها بين الناس
اين الوجوه التي كانت منعمة.
اين المتعضون.
الدكتور مرسي
اسمه محمد مرسي وليس أحمد مرسي
يرفع الله ملوكا ويستخلف اخرين
انعيش وانجوق في زمن العجائب والفرائب ولو ان شخصا قبل كل الاحداث التي حصلت في العالم العربي يقول لي انه سوف يحصل كذا وكذا وسوف يتغير الرئيس الفلاني والرئيس الفلاني لكذبته وقلت له هذا ولا في الاحلام اصير