العدد 3584 - الجمعة 29 يونيو 2012م الموافق 09 شعبان 1433هـ

فرديناند: لهذه الأسباب فشل الإنجليز في «اليورو»

برر مدرب المنتخب الإنجليزي روي هودجسون استبعاد قلب دفاع مانشستر يونايتد المخضرم ريو فرديناند قبل انطلاق بطولة أوروبا 2012 لكرة القدم، بأسباب رياضية على رغم أنه كان يدرك تماما أن أحدا لن يصدقه.

والآن، رد فرديناند على هودجسون بالطريقة نفسها، مقدما أسبابه «الرياضية» التي أدت لخروج إنجلترا من ربع النهائي على يد المنتخب الإيطالي.

وكان استبعاد فرديناند من تشكيلة الفريق قد شكل حالة من الاستياء في الشارع الرياضي الإنجليزي، خصوصا مع تزايد حالات الإصابة في الفريق وآخرها كانت تلك التي غيبت قلب دفاع تشلسي غاري كاهيل عن التشكيلة، وأدت لاستدعاء لاعب بالكاد شارك أساسيا مع ناديه خلال منافسات الموسم الماضي، مدافع ليفربول مارتن كيلي.

ومعروف لدى الجميع أن المدافع الرئيسي للمنتخب الإنجليزي جون تيري يواجه ادعاءات حول توجيه إهانات عنصرية إلى شقيق ريو، مدافع كوينز بارك رينجرز أنتون فرديناند، وسيتم حسم القضية في المحاكم البريطانية الشهر المقبل.

ومع خروج إنجلترا مهزومة أمام الطليان بركلات الترجيح في ربع النهائي، لم يتأخر فرديناند عن الإدلاء برأيه الفني حول أخطاء الفريق خلال البطولة الأوروبية، وهي تركزت في مجملها على عدم منح اللاعبين الشبان فرصة اللعب في المباريات مثل أليكس أوكسلايد تشامبرلاين وفيل جونز.

أين الشباب يا هودجسون؟

وقال فرديناند في تحليله الخاص الذي نشرته صحيفة «ذا صن» البريطانية: «إذا كنت ستصطحب معك لاعبين شبان إلى بطولة كهذه، فيجب عليك الاستفادة منهم والتعرف على معدنهم الحقيقي، أنا معجب بذا أوكس (تشامبرلاين) وأردت رؤية المزيد منه على أرض الملعب، وبدلا من ذلك انتهى به الأمر يشاهد المباريات مثل بقية المتفرجين».

وكان تشامبرلاين قد بدأ المباراة الأولى أمام فرنسا أساسيا قبل أن يتوقف المدرب هودجسون عن الاعتماد عليه في المباريات اللاحقة.

وأبدى فرديناند استغرابه من عدم اللجوء لخدمات زميله الشاب في مانشستر يونايتد فيل جونز وقال: «فيل جونز واحد من أكثر اللاعبين تأقلما مع المراكز المختلفة في البلاد، أين كان؟ عندما نحتاج لنقل الكرة في منتصف الملعب والركض بها 40 باردة كي نضع الفريق المنافس تحت الضغط، فإن جونز هو الرجل المناسب لهذه المهمة، وبدلا من ذلك، بقينا حذرين وتم الزج بلاعب ليفربول جوردان هندرسون».

وتابع «هذا ليس انتقادا لجوردان، إنه لاعب مختلف عن فيل، لكن الأمر أظهر أننا متحفظون بشكل مبالغ فيه، وبعث رسالة إلى الخصوم مفادها أننا مهتمون أكثر بالدفاع والارتداد الخاطف نحو الهجوم بدلا من جعلهم يخافونا، أضف إلى ذلك إن فيل تواجد في التشكيلة قبل جوردان الذي كان في البداية لاعبا ضمن قائمة احتياطية».

وواصل فرديناند دهشته من عدم الاعتماد على تشامبرلاين وجونز بقوله: «أقرأ الكثير من الأمور حول أهمية الاستعانة بالشباب، لكن لا يمكن معرفة مقدار الاستفادة منهم إذا لم يتم إشراكهم في المباريات، ماذا تعلمنا من وجود فيل وأليكس في البطولة؟ هل أدركنا حجم التأثير الذي يمكن أن يحدثه أليكس؟ لقد أدى بشكل جيد أمام فرنسا، إذن لماذا لم نواصل منحه الفرصة؟».

وفي السياق ذاته، أبدى فرديناند استياءه من عدم محاولة هودجسون إقناع لاعب وسط مانشستر يونايتد مايكل كاريك بالعدول عن قرار ابتعاده عن منتخب إنجلترا، وقال: «تحدث الناس عن التأثير الكبير للإيطالي أندريا بيرلو أمامنا، لكن الـ»بيرلو» الخاص فينا كان موجودا على شاطئ ما، مايكل كان الرجل الذي بإمكانه صنع اللعب، لكننا تركناه خلفنا».

كيف نراقب بيرلو

وكشف فرديناند أن الحد من خطورة بيرلو لا يعد أمرا مستحيلا، مستعينا بذكريات مواجهته في مناسبات سابقة وقال: «عندما قابلنا (مانشستر يونايتد) ميلان وبيرلو قبل موسمين في الولايات المتحدة، استعان مدربنا (أليكس فيرغسون) ببارك جي سونغ لمراقبة بيرلو، فزنا في المباراة 4/صفر، وأنا واثق من أنه عندما استيقظ بيرلو من النوم في اليوم التالي، ظن أن بارك نائم بجانبه».

وأضاف «بيرلو دائما يتميز بالخطورة إذا توافرت أمامه المساحات اللازمة، والطريقة المثلى لإيقافه هو وضع لاعب لمراقبته، لكن أذكركم أن هذا ليس سهلا دائما، والطريقة التي لعب فيها، وهو في سن الثالثة والثلاثين، يمنح الأمل لنا جميعا نحن اللاعبين الذين تخطوا الثلاثين من عمرهم، إنه ملهم».

لكن مدافع ليدز السابق تساءل عن إمكانية نجاح لاعب مثل بيرلو في المنتخب الإنجليزي بسبب عدم رغبة المدربين بلاعب مثله وقال: «لو كان بيرلو إنجليزيا، هل سيتمكن من اللحاق بالتشكيلة الأساسية؟ لا أعرف، ربما سيتم تجاهل قدراته، ليس فقط من قبل المدرب الحالي، بل أيضا من قبل المدربين الذي سبقوه». وبين فرديناند أن الاحتفاظ بالكرة يجب أن يكون الهدف الرئيسي للفريق في المرحلة المقبلة، موضحا أن طريقة اللعب 4-4-2، تحتاج للتغيير وفقا لسير أحداث المباريات، وقال: «المرات الوحيدة التي كنا نحتفظ فيها بالكرة كانت تلك التي كان يعود فيها داني ويلبيك للوراء لاستلامها وربط خطوط اللعب، لكن في أغلب الأحيان كان يضطر للبقاء في مكانه بسبب التزام الفريق بخطة 4-4-2 التي لم تقدم حلولا سهلة، في يونايتد نلعب بالخطة نفسها، لكنها تتغير إلى 4-3-3 أو 4-5-1 وفقا لسير المباراة».

وأوضح فرديناند أن هذه الطريقة من شأنها أن تحد من خطورة المهاجمين وتقلص من خطورتهم، وقال: «أود رؤيتنا نركض باتجاه ملعب الخصم، أود رؤية أليكس وثيو والكوت وآدم جونسون – الذي اعتقد أنه كان يجب استدعاؤه أيضا – يسببون المشاكل بدلا من الانشغال بتغطية المواقع الخلفية، وأريد أيضا رؤية داني ويلبيك يحتفظ بالكرة مثلما يفعل مع مانشستر يونايتد».

إحصاءات محبطة

وأكثر ما أزعج فرديناند في المباراة أمام إيطاليا هو أن الإحصاءات أشارت إلى أن أفضل تفاهم في التمرير بين لاعبين اثنين إنجليزيين كان بين الحارس جو هارت والمهاجم أندي كارول وقال: «الأمر سيئ جدا، ناهيك عن حقيقة أن كارول دخل بديلا بعد مرور ساعة من وقت المباراة، نحن أفضل من ذلك، ولا يمكن لأحد أن يشعر بالفخر من هذه الإحصائية».

ودافع فرديناند عن أداء واين روني الذي لم يشارك في أول مباراتين للإنجليز في البطولة الأوروبية بسبب الإيقاف، وقال: «واين هو أفضل لاعبينا، إنه لاعب من الطراز العالمي، ويجب أن نبني الفريق حوله بدلا من جعله يتأقلم في تشكيلته».

العدد 3584 - الجمعة 29 يونيو 2012م الموافق 09 شعبان 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً