العدد 3584 - الجمعة 29 يونيو 2012م الموافق 09 شعبان 1433هـ

الطليان يستيقظون على وقع حلم بلقب غير متوقع

لم يكن يتصور احد قبل شهر مثلا وصول ايطاليا لنهائي كأس أوروبا 2012 لكرة القدم إلا أن فريق المدرب تشيزاري برانديلي حقق هذا الانجاز بالفعل مخالفا كل التوقعات.

وجاء فوز ايطاليا 2/1 على ألمانيا في ثاني مباراتي الدور قبل النهائي للبطولة الخميس بمثابة صدمة ليس فقط لفريق المدرب يواكيم لوف بل للشعب الايطالي نفسه الذي خسر منتخبه 3/صفر أمام روسيا وديا في ظل تفجر قضية تلاعب جديدة مباشرة قبل انطلاق البطولة.

إلا أن ايطاليا غالبا ما تنتفض في أوقات الشدة كما حدث عند فوزها بكأس العالم في 1982 وفي 2006 في ظل فضائح مراهنات واحتيال، والآن أصبحت ايطاليا تنافس على اللقب بعد تأهلها من مجموعة صعبة ضمت حاملة اللقب ومنافستها في المباراة النهائية إسبانيا كما إنها تفوقت على انجلترا بركلات الترجيح في دور الثمانية قبل أن تحقق فوزا مستحقا على ألمانيا.

وقال مدافع ايطاليا جيورجيو كيليني بعد الفوز: «نحن نعيش الحلم مع ملايين الايطاليين. سنواصل الاستمتاع بهذا الانتصار قليلا ثم تتحول أفكارنا بعد ذلك إلى مباراة الأحد ونحن نريد استمرار هذا الحلم».

وقال بالوتيلي الذي أحرز هدفي ايطاليا في المرمى الألماني: «كانت هذه أفضل ليلة في حياتي. لكني آمل أن تكون ليلة الأحد أفضل. آمل أن أحرز 4 أهداف وليس 2».

وكانت إسبانيا تعادلت مع ايطاليا في أولى مبارياتهما في المجموعة الثالثة، وقد افترقا متعادلين 1/1 في مدينة غدانسك البولندية ضمن الدور الأول من كأس أوروبا 2012.

وتسير ايطاليا فوق السحاب، وجاء تأهلها إلى النهائي بعد مباراة بطولية أمام ألمانيا التي فازت في 4 مباريات متتالية، اثر تألق مهاجمها المشاغب ماريو بالوتيلي وتسجيله هدفين من عالم آخر قبل تقليص مسعود اوزيل الفارق من نقطة الجزاء في الوقت الضائع.

لم تكن التوقعات بجانب ايطاليا، فبعد تعادلها مع إسبانيا كررت النتيجة عينها مع كرواتيا قبل أن تجهز على ايرلندا 2/صفر، وفي ربع النهائي تفوقت على انجلترا باللعب وبركلات الترجيح 4/2 بعد التعادل السلبي، بيد أن اشراقتها الكبرى جاءت أمام الألمان الذين لم يفوزوا على «سكوادرا اتزورا» في أية مباراة ضمن المسابقات الكبرى.

قوة وسط الفضائح

غريب امر الطليان، فبعد فضيحة «توتونيرو» العام 1982 أحرزوا كأس العالم في إسبانيا، وبعد فضيحة «كالتشوبولي» أحرزوا كأس العالم 2006، وها هم بعد فضيحة «كالتشوسكوميسي» للتلاعب في نتائج المباريات على طريق المجد بقيادة المدرب المحنك تشيزاري برانديلي.

عاد «الأزرق» إلى المباريات النهائية بعد تتويجه الأخير في مونديال 2006، واللافت أن ايطاليا زجت خلافا لباقي المنتخبات الكبرى بتشكيلة تضم وجوها جديدة مدعمة بلاعبي الخبرة بوفون واندريا بيرلو (33 عاما) المرشح لنيل جائزة أفضل لاعب في الدورة وجورجيو كييليني ودانييلي دي روسي، فظهر على الساحة فيدريكو بالزاريتي واليساندرو ديامانتي وليوناردو بونوتشي وكلاوديو ماركيزيو، باسماء معظمها قادمة من تشكيلة يوفنتوس المتوج بلقب الدوري الماضي.

لكن العلامة الفارقة تبقي في الموهبة المتفجرة للمهاجم الغريب الأطوار ماريو بالوتيلي صاحب 3 أهداف رائعة حتى الآن، والذي اقشعرت الأبدان لتسديدته الخارقة في مرمى ألمانيا لدرجة أن الحارس مانويل نوير شوهد يصفق لدقة وروعة الصاروخ الذي أطلقه بطل انجلترا مع مانشستر سيتي.

المدرب برانيدلي حافظ على تواضعه مستبعدا أن تكون ايطاليا هي المرشحة للفوز على إسبانيا: «المرشحة هي إسبانيا لأنها عملت كثيرا في السنوات الأخيرة وسيطرت على كل مباراة. لا يزال أمامنا مباراة كبيرة كي نخوضها. هذا أمر متعب لان الدورة قصيرة واللياقة البدنية يمكن أن تلعب دورا كبيرا».

وتابع برانديلي الذي أشرك حتى الآن جميع لاعبي الميدان ما عدا المدافع انجيلو اوغبونا والمهاجم فابيو بوريني: «سنلعب مع فريق كبير اثبت دوما انه قادر على تطبيق أسلوبه، لذا هو المرشح».

وعلى غرار حارسه بوفون، أبدى برانديلي انزعاجه من عدم قدرة الطليان على قتل المباراة أمام ألمانيا في الشوط الثاني على رغم الفرص الكبيرة التي سنحت لهم خصوصا تلك التي أهدرها المخضرم انطونيو دي ناتالي منفردا: «كنا متعبين للغاية في آخر 10 دقائق، ربما لأننا لعبنا 120 دقيقة منذ 4 أيام كما كانت أرضية الملعب ثقيلة. سنحت لنا فرص لرفع النتيجة إلى 3/صفر لكننا لم نقم بذلك».

عرفت ايطاليا بتكتلها الدفاعي وخطة «كاتيناتشو «التاريخية، لكن ما يقدمه «ناسيونالي» في الدورة الحالية مختلف للغاية، من خلال اللعب الهجومي، الليونة التكتيكية والسهل الممتنع الذي يبدأ من قدمي بيرلو «المائيتين» ويصل بسلاسة إلى الثنائي انطونيو كاسانو الخارج من جراحة في قلبه كادت تودي بحياته والولد الرهيب بالوتيلي.

وبالعودة للمباراة النهائية المرتقبة، فمن أصل 30 مواجهة بين المنتخبين كان التعادل سيد الموقف في 12 مباراة، وفازت ايطاليا 10 مرات وإسبانيا 8 مرات، لكن التعادل خيم على الوقتين الأصلي والإضافي في ربع نهائي 2008 وفي المواجهة الأخيرة ضمن الدور الأول، ويعود الفوز الأخير لأحدهما في المسابقات الكبرى إلى 1994 عندما فازت ايطاليا 2/1 في مونديال الولايات المتحدة بهدفي روبرتو باجيو.

هل سينجح الفريقان هذه المرة بالافتراق بنتيجة غير حبية في الوقت الأصلي أو الإضافي، أم أن التعادل سيطاردهما مرة جديدة في نهائي ثاني اكبر بطولة عالمية، وتكون ركلات الترجيح هي الفيصل بينهما؟.

الإيطالي إلى كأس القارات 2013

تأهل المنتخب الإيطالي لكرة القدم إلى كأس القارات 2013 بالبرازيل بعد وصوله إلى المباراة النهائية ليورو 2012 عبر الفوز على ألمانيا 2/1. وسيمثل المنتخب الإيطالي قارة أوروبا بصرف النظر عن نتيجة مباراته مع نظيره الاسباني يوم الأحد المقبل في نهائي يورو 2012 بكييف باعتبار أن المنتخب الاسباني تأهل تلقائيا إلى كأس القارات عبر فوزه بلقب كأس العالم 2010 بجنوب إفريقيا.

وتأهلت منتخبات البرازيل والمكسيك وأوروغواي واليابان وتاهيتي إلى كأس القارات التي تقام خلال الفترة من 15 إلى 30 يونيو/ حزيران 2013. وسيكمل الفريق الفائز بلقب كأس الأمم الإفريقية 2013 مجموعة الفرق المتأهلة إلى كأس القارات.

العدد 3584 - الجمعة 29 يونيو 2012م الموافق 09 شعبان 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً