العدد 3584 - الجمعة 29 يونيو 2012م الموافق 09 شعبان 1433هـ

كشكول رسائل ومشاركات القراء

الوطنُ والشراكة

في المفاهيم يتبوأ الوطن مكانة في القلب، فقد قيل إن الوطن هو الذي يجد فيه الإنسان حبَّه ورضاه وشوقه وراحته.

كما تحبُّ أن يكون بيتك تحبُّ أن يكون وطنك... إنَّ الوطنَ كائنٌ حيٌّ مجازاً؛ حيثُ هو مجموعات من البشر في بقعة من الأرض يربطهم جامعُ المواطنة والعيش المشترك. وهو كائن حيٌّ حياة المشاعر المتدفقة؛ لأنَّ كلَّ كائن حي يعتريه ما يعتريه من صِّحة ومرض وقوة وضعف، فتوَّة وشيخوخة، وحزن وفرح، لهذا يحتاج إلى رعاية على كلِّ حال؛ كذلك الوطن يعتريه ما يعتريه فيحتاج بالضرورة إلى رعاية... ولكن، أيَّ نوعٍ من الرعاية؟ إنّها الرعاية المجتمعية التي يشترك الجميع في توفيرها.

على هذا الأساس، تكونُ الرعاية المشتركة ضرورية التحصيل حيثُ هي العمود الفقري الذي يقوم عليه الوطنُ كلُّه بما هم مجموعات وجماعات. وتحصيلها يتطلب القبول والاعتراف بحق الجميع بالشراكة على أساس طرفي الحق والواجب.

ومن هنا ثمَّة ثلاث مسائل حيوية في موضوع الوطن هي:

• ما معنى الشراكة الوطنية؟

• ما الشيء الذي يجعل أطياف الوطن شركاء إيجابيين على رغم أنهم مختلفون في الرأي؟

• هل يمكن إعادة صناعة الحب من جديد بين الشركاء من أجل وطنهم؟

ففي المسألة الأولى، يبدو أنَّ مفردة الشراكة مفردةٌ جديدة لم تستخدم في اللسان العربي فالمعاجم اللغوية الرئيسية خالية منها. وأما مفردة (الشِّرْكة) و (الشَّرِكة) فهي مفردة شائعة الاستعمال فقد استعملت في الشعر ودخلت الفقه الإسلامي من أوسع أبوابه. فقال أبومنصور: «الشركةُ شِرْكَتانِ: شِرْكَةُ العِنان، وشَرِكَةُ المفاوضة» وهو يتحدث عن نوعين من الشراكة التجارية بين الأفراد.

وأما الشراكة المجتمعية، فهي مفهوم كلي كبير يستعمل في أكثر من مجال، أي في السياسة والتعليم وغيرهما. ويعرفها أهل الدراسة والاختصاص بأنَّها: «العملية التي يلعب فيها الفرد من خلالها دوراً في الحياة السياسية والاجتماعية لمجتمعه وتكون لديه الفرصة لأن يشارك في وضع الأهداف العامة وكذلك أفضل الوسائل لتحقيق هذه الأهداف وهذا يعني مساهمة الأفراد والجماعات في تنمية مجتمعهم».

وأما المسألة الثانية، وهي ما يجعل شركاء الوطن إيجابيين في شراكتهم المجتمعية على رغم اختلاف مشاربهم وتباين آرائهم فلا يتحقق ذلك إلا بتوافر مجموعة عوامل؛ الأول: الإرادة المجتمعية على أساس الإيمان بمبدأ الشراكة وتحقيقه وأنه لا يَخضَرُّ الوطن إلا به ولا تحيا البلادُ من دونه. والثاني: القانون المجتمعي الذي ينظِّم هذه الشراكة ويضمن استمراريتها وديناميكيتها. الثالث: الرشد المجتمعي لدى مؤسسات المجتمع المدني وجميع فئات الوطن، فلا تتمكن الأجندات الخارجية من امتطاء الطائفية وأشباهها لفكِّ الشراكة وإبطالها.

ونختم بالمسألة الثالثة: وهي ضرورة صناعة الحب في الله والوطن... وليس الدين إلا الحياة وليست الحياة إلا الحب. وهنا يأتي دور الأقطاب المسئولة التي تختزل الإرادة المجتمعية الواعية وتغليب المصلحة الوطنية المشتركة لا الفئوية؛ حيث الوطن - كما أسلفنا – للجميع، والمجتمع مسئولية الجميع وضميره، وهم أطفالنا ونساؤنا وأهلونا وكل هذا الجيل، ما ذنبهم يحملون آثار الخلاف والصراع والفراق والشقاق الذي يهدد أمنهم وحياتهم وراحتهم، ويهدِّدُ الوطن كله؟. ولكنَّ هذا الحب بحاجة إلى مصانع شغّالة تنتجه باستمرار لأنَّ ثمة من ينتج الكراهية والعداوة باستمرار.

علي أحمد يوسف

أبوآدم الدمستاني


ستبقى الأوطان... شاهدة

عندما تمر الدقائق التى ستستغرقها لقراءة هذا المقال.. فإنها ستصبح جزءاً من الماضي، فتصير من التاريخ، والتاريخ علمٌ يكمن لب اهتمامه فيما فات وليس ما هو آت، يكتبه مؤرخون منذ فجره وحتى لحظتنا هذه، وبالتأكيد حتى يأتي موعد نهايته.

لكن هل ستذكر كتب التاريخ بين طياتها قصصا و روايات لكثيرين ممن شاركوا في ثورات الربيع العربي الأخيرة؟! في الواقع إن قراءة سريعة لأحداث كثيرة حدثت في تاريخ الشعوب تكفي للوصول إلى نتيجة مفادها أن هناك الكثير والكثير من القصص التى تسقط سهواً أو عمداً من كتب التاريخ، شأنها شأن حقائق كثيرة يتم إخفاؤها فتضيع مع ما يضيع بين طيات الزمان. يقول فولتير: « في كل ما قرأت لم أجد سوى تاريخ الملوك والقادة العسكريين، وأنا كلي رغبة في معرفة تاريخ الناس.. كل الناس»، صحيح .. ألسنا بحاجة لمعرفة تاريخ الناس العاديين وقصصهم أكثر ــ أو بالتساوي مع ــ معرفة تاريخ المشاهير؟ بل إن قصص بعض الناس أكثر إفادة من معرفة قصص حياة بعض المشاهير!

أقول ذلك من منطلق التأكيد على أن عدم كتابة التاريخ الثوري الحقيقي الآن تعني احتمالية تغييب الكثير من الحقائق وتزييفها، هذا بخلاف مغالطة الرواة المصداقية الضبابية للشهود مستقبلاً، لا أتحدث عن الاكتفاء بسرد عناوين الأحداث كما كنا نشاهدها في فضائيات الغرب كونها أكثر مصداقية من محطاتنا التلفزيونية، ولا حتى صحف الغرب الأقل نفاقاً والأكثر مهنية إذا ما قورنت بالكثير من الصحف الحكومية وحتى المستقلة داخل الأقطار العربية، حديثي هنا من أجل سرد قصص أناس عاديين عاشوا الثورة وصنعوها. إن قصصهم تعد جزءا من التراث الثقافي والحضاري مستقبلاً حينما تمر عقود على الثورة، فتصير جزءا أصيلا من موروثات البطولة وقصص الوفاء والتضحية لحماية الأرض ورفع الظلم وإعادة الحرية المغتصبة والتخلص من فساد أنظمة حاكمة دام لعقود طويلة.

نحن بحاجة إلى مذكرات تاريخية وروايات وأفلام وثائقية وتسجيلية تخلد قصص الثورات ويوميات الميادين، فهي جزء من الذاكرة الوطنية يجب ألا نغفله أو نتركه يضيع هباءاً، وهذه القصص أولى من قصص أخرى أُعدَّ لها كتب وأفلام وثائقية وهي في النهاية لا تذكر سوى التفاهات وشتى صور النفاق عن حياة أصحابها.

أحمد مصطفى الغـر


النسيان من نعم الله العظيمة

منذ أعوام كثيرة كان معنا يضحك والابتسامة لا تفارق وجهه المنير وقلبه الكبير الذي كان يتسع حبا للجميع، وبعطائه المميز لكل من يشكو له مشاكله، كان هو الصديق والحبيب المقرب لقلوبنا جميعا، نجلس ونتحاور معه كل يوم، ونناقش أمورا فيما بيننا ونحن مستمتعون بالوقت الذي كان يمضي مسرعا معه، وفجأة يختفي عن الوجود هذا الإنسان الطيب والمحبب إلى قلوبنا، كيف ذلك وحديث الأمس لم يكتمل، ونحن ننتظره اليوم على موعد يجمعنا معه؟ إن الابتسامة الجميلة اختفت، هل نبكي اليوم على فراقه؟ نعم سنبكي دموعا كثيرة وسنبكي دما على فراقه ولكن إلى متى؟ فالدموع ستجف من عيوننا التي تحتفظ بصورته، ولكن هناك ذكريات جميلة لا نستطيع أن ننساها، ولكن بمرور الزمن والأعوام الطويلة سيهدأ قلبنا وستبقى ذكراه في القلب إلى الأبد، ولكن الحزن الكبير الذي أصابنا من فراقه سيزول، من هنا نعلم أن النسيان من نعم الله العظيمة، فالنسيان ليس سهلا على كل مخلوق فهناك من فقد شخصا عزيزا على قلبه وهو بمثابة الهواء الذي يتنفسه، فبدونه لا يستطيع مواصلة الحياة، فمثلا الأم عندما تفقد طفلها تصبح حياتها مليئة بالحزن، ودائما ما تتذكر حياة هذا الطفل معها منذ الصغر ولا تستطيع نسيانه ببساطة وقد سكبت الدموع عليه لفترات طويلة، ولكن يجب عليها أن تتذكر أن هذا هو حال الدنيا، ويجب أن يكون إيمانها بالله عز وجل قويا وعليها أن تتكيف مع الواقع وتتذكر دائما أن هناك الكثير من الأمهات اللاتي فقدن أطفالهن وعليها بالصبر واحتساب الأجر عندالله سبحانه وتعالى.

وعندما نرجع إلى أناس فقدوا أحبتهم كالزوج الذي فقد شريكة حياته وهو الذي أحبها وأخلص لها وعاش معها أعواما طويلة وشاركته همومه وقد أنجب منها أولاده، وفجأة يأتي يوم الفراق، يوم تسلم الروح إلى خالقها، يومها تنطفيء الأنوار عن حياته ويعيش فراغا كبيرا فلا يستطيع أن ينساها، ويعيد شريط حياته ويتذكر تلك الأيام الجميلة التي عاشها معها، ويتذكر أول مولود رزق به منها، يتذكر نجاحات أطفاله من المدارس والجامعات وكل الأمور الجميلة التي ما برحت عن ذاكرته أبدا، كيف يستطيع هذا الزوج المحب أن ينسى محبوبته التي لم تفارقه؟ ولكن عندما يرجع مرة أخرى ويتذكر أن هناك الكثير غيره في هذه الحياة فقدوا أناسا عزيزين على قلوبهم ويتذكر أن الله قد أنعم على الإنسان نعمة النسيان فيصبر ويحتسب الأجر عندالله سبحانه وتعالى.

صالح علي


القلب الذي كُنتَ تسكنهُ

آسف عندما تركتني...

حطمتني في داخل القلب

سال ضمير الحب وتطايرت أحلام قلب

كان يرسم الحياة بواقع الإنسانية

عندما قُلت لي فلترحل...

هل كانت ذنوب اقترفتها

أم اغلاط كانت سبب في واقع الفراق

عندما تركتني...

احسستُ بأني ذليل اترجاكَ

أطلبُ منكَ عدم الرحيل عدم تركي

ارسمُ احرفكَ فوق الرمال وعلى الجدران

اصبحتُ طفلاً ابكي دموعاً تحرقُ اجفاني

وانا في حالة ضعف شديدة

عندما تركتني...

اصبح قلبكَ عنيد لا يملكُ الرقة

لا يعرفُ ما انا قد اُعانيهُ من فراقكَ

وانت كما انت لا تبالي

لا تعنيكَ دموعي ولا احزاني

اصبحتُ سرابً محترق...

رماد تُخفيه القلوب

عندما تركتني...

اعياني المرض اضربت عن الطعام

لا اصاحب أحد ولستُ السابق

نعم اسف فقد قطعتني وعذبتني بتركك

لكني سأبقى في وفائي...

سأبقى احبك ولن اُفكر في تجربة الحب

لكني سأُفكر في شئون القلب واجتماعاته

سأعالج قلوب الغير، سأقدم الدواء لهم

سأنصحهم بأن يفكروا جيداً قبل أن يحبوا

ويتعلموا أن الحب للمخلصين...

ليس للعابثين الخارجين عن الضمير

الباحثين عن التسلية وعن المصالح والفترات المحددة...

نعم الحب الحقيقي المجنون يبقى قوي

ينتصر دائماً رغم جراحه ورغم عذاباته...

نعم أنتَ الأول في قلبي وأنتَ الأخير...

انتَ من اعطيتهُ وأحببتهُ واحسستُ معهُ بطعم الحب

ولا يمكن أن يتكرر ما قد ضحيتهُ أو اسستهُ معكَ

فلكَ الحب الجميل والذكريات وطيب قلبي

وحبي الذي سيبقى يذكركَ دائماً

ويعيشكَ لسنين طوال طوال...

ولك أمنياتي إذا لازلت كما انتَ تحبني

إذا لازلت موجوداً في قلبكَ اذا لم تقم بمسحي

فهذا من وفاء الحب أن تذكرني اأم النسيان من الخيانات

أتمنى الأهتمام بنفسك والتفكير في بناء مستقبلكَ

أتمنى أن تجد من يصونكَ ويعرف مكانتكَ

يعشقكَ مثلي ويجن جنونهُ مثلي...

وتذكرني إذا كُنتُ استحقُ الذكرى

فلكَ كُل الحب والروح التي كانت تضحيكَ وتحبكَ

لأنكَ انتَ عالمي الوحيد المليء بفقاعات الغرام

والذي ستبقى فيه حتى ولو افترقنا...

هذه بعض الكلمات المزيجة بدموعي وألمي

أحببتُ أن تراها وتعلم ماذا حل بي عندما تركتني

كل حرف ارسلته يحكي عن صمتي وما بي

تغريدات مكبوته من أعماقي الحزينة المنكسرة

ميرزا إبراهيم سرور

العدد 3584 - الجمعة 29 يونيو 2012م الموافق 09 شعبان 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 1 | 6:00 ص

      الاختصاصيون يسائلووووووووووووووووووووووووون ؟؟؟ متى

      • وسط مطالبات بتعجيل آلية صرفها
      لجنة من «التربية» و«الخدمة» لصرف علاوة طبيعة عمل لمعلمات الدمج
      الوسط - محرر الشئون المحلية
      كشفت وزارة التربية والتعليم عن تشكيل لجنة مختصة تضم ممثلين من ديوان الخدمة المدنية وممثلين من التربية الخاصة في الوزارة لوضع تفاصيل وشروط وآليات صرف علاوة طبيعة العمل إلى المختصين في التربية الخاصة من الممارسين الميدانيين لعملية التعليم داخل الصف الدراسي، .

      صحيفة الوسط البحرينية - العدد 2857 - السبت 03 يوليو 2010م الموافق 20 رجب 1431هـ

اقرأ ايضاً