العدد 3584 - الجمعة 29 يونيو 2012م الموافق 09 شعبان 1433هـ

قاسم: لا بديل عن الإصلاح الصادق الجدّي الشامل... والمحمود: القضاة مطالبون بعدم التأثر بالمعارف في الأحكام

قاسم: نحن نحرم الدَّم كل الدَّم بغض النظر عن كونه دم إنسان رسمي أو واحد من الشعب
قاسم: نحن نحرم الدَّم كل الدَّم بغض النظر عن كونه دم إنسان رسمي أو واحد من الشعب

قال إمام وخطيب جامع الإمام الصادق (ع) في الدراز، الشيخ عيسى قاسم «الشعب تحرك في اتجاه الإصلاح ولتصحيح الْوضع»، مؤكداً على أنه «لا عدوانيَّة ولا رضا بغير العز والعدل والمساواة، لا عدوانيَّة ولا بديل عن الإصلاح الصَّادق الْجدّي الشامل».

وأوضح قاسم، أن «الشعب يُحرِّمُ على نفسه العدوانية وأنْ يَطُلَّ دماً حراماً لأحد من الجانب الرسمي، فكيف يرضى بِأن يُعتدى علَيه ويُطَلَّ دَمُ أبنائه رخيصاً؟».

وشدد «نحن نُحرِّم الدم كُلّ الدم، الدمُ الذي حرَّمه الله نُحرِّمه بغضّ النظر عن كونه دم إنسان رسمي أو دم واحد من أبناء الشعب، وإذا كنا حريصين على دم الآخر فنحن حريصون على دمنا، حرمة واحدة يجب أن تُرْعَى لكل دم صانته شريعة الله الْعادلة».

وتساءل «أيَّ حرمة لم تُنتهَك؟! أيَّ مُقدَّس لم يصله الاستخفاف؟! أيّ حقٍّ لم يُعتَدََ عليه؟! أيّ عُرْف كريم يُوطَأ بالقدم؟ (...)، الأجسام والنفوس أذيقت ألوان العذاب، الأرواح البريئة أزهِقت، الأعراض نالها الضيْم، حياة المسالمين مهدَّدة، السجون مملوءة، النَّيل من كرامة أيّ شخصية تنطق بكلمة حق في الأحداث بلا حدود، التخوين يطال مئات الألُوف، وهذا المسلسل مستمر لا ينقطع ولا يتوقف وكل ذلك لماذا؟».

وأضاف «كل ذلك ليس إلا لأن الشَعب يطالب بالحقوق والإصلاح، وكل ذلك يجعل المطالبة بالحقوق والإصلاح واجباً شرعيّاً وضرورة ملحّة من ضرورات الواقع، ويزيد في تَأكّدها، فكلما ازدادت القسوة وازداد الظلم وانتهاك الحقوق كلما لزمت المطالبة بالإصلاح وتصحيح الوضع وهان الثمن على هذا الطريق وإن كان غاليا».

وتابع «وكل ذلك وهذا الشعب يزداد إيماناً وإصراراً على مواصلة حراكه السياسي السلمي وإن طال المدى وتضاعفت التضحيات».

وفي حين انتقد استهداف حوزة النور الأكاديمية النسائية التابعة للشيخ حسين النجاتي، أشار قاسم إلى أن «الصفة الطائفية للتعدّي على الحرُمات والمقدسات فإن القضية مكشوفة لا ستار عليها ولا غبار والجانب المستهدف لا يحتاج تعيِينه إلى تدقيق ولا أدنى بحث، وإنما السؤال عن: من يتحمل مسئولية كل هذه التعديات والانتهاكات والاستفزازات وما هدفها».

كما انتقد عدم الترخيص للمسيرات والاعتصامات، معتبراً أن «بذلك تفرض حصاراً تامّاً على الكلمة الناقدة، ومصادرة كاملة لحرية الرأي وإلغاء نهائياً لأي وجهة نظر معارضة، لتبرهن على عراقتها وأصالتها بكل صدق وقوة، بل لتكون بلادنا أسوار قانون وأَسوار سجون لمنع نسيم الحرية لكن هنا شعباً يصر على نَيْل حريعته واسترداد حقوقه».

وفي سياق خطبته، دعا إمام وخطيب جامع الإمام الصادق (ع) في الدراز الآباء والأمهات إلى حفظ أبنائهم، مؤكداً أنه «يتحتّم على الإخوة الآباء والأمهات أداء الأمانة التي سيُسألون عنها بين يدَي الله عزّ وجلّ، فيما يتعلق بتربية الأبناء والبنات وحفظ دينهم، وإنقاذهم من الانحراف والتَسيب والضللل، والضياع والسقوط، أن يلحقوهم بالمشاريع التعليمية والتربوية الدينية المأمونة القائمة، الَتي تسهم في توعيتهم وتقويمهم، وهدايتهم إلى طريق الله القوي».


المحمود: القضاة مطالبون بعدم التأثر بالصلات النسبية والمعارف في إصدار الأحكام

من جانبه، قال إمام وخطيب جامع عائشة أم المؤمنين الشيخ عبداللطيف المحمود: إن «على القاضي أن يضع في اعتباره ليحصل على أجر القضاء، ولا يُحرَم منه في الآخرة، ويكون من أهل الجنة، ولا يكون من أهل النار، الحكم بالعدل والقسط بين الناس، وعدم اتباع هوى النفس».

وأكد المحمود، في خطبته أمس (الجمعة) على «أن لا يتأثر حكم القاضي بالصلات النسبية، أو المصاهرة، أو الصداقة، أو المعرفة الشخصية، أو المكانة الاجتماعية، أو المكانة المالية»، معتبراً أن «هذا النوع من القضاة يبيع آخرته بدنيا وهوى غيره».

وقال إنه على القاضي «عدم اتباع هوى الناس حاكماً، أو محكوماً، مدعياً، أو مدعى عليه، وهذا أيضاً من القضاة الذين يظلمون أنفسهم؛ إذ يبيع آخرته بدنيا وهوى غيره أيضاً».

وتحت عنوان «مخاطر القضاء»، أوضح المحمود «مخاطر القضاء كثيرة، ولابد للقاضي أن يتحملها، ومنها اتهام القضاة من المحكوم عليهم من المتخاصمين، الذين لا يحكم لهم بما يظنون أنه الحق لأي سبب من الأسباب بأنه ظلمه، وقد يكون السبب في عدم وصول صاحب الحق لحقه عدم تقديم الأدلة التي تدل على حقه، والقاضي لا يحكم بعلمه، بل يقضي بنحو ما يسمع من أدلة الخصمين، وقد يكون أحدهما قادراً على إظهار حجته، والآخر غير قادر على إظهارها، فيحكم القاضي بما يقدمه الطرفان المتخاصمان من أدلة، والقاضي لا يجوز له أن يوجه أيّاً من الخصمين إلى كيفية إظهار حقه».

وذكر أن «منزلة القضاة ليست في المكانة التي يحصلون عليها في الدنيا بحكم مناصبهم، وإنما بما يكون مردودها عليهم في الآخرة، من فضائل القضاة الذين يحكمون بالقسط والعدل بين الناس، ثبوت محبة الله لهم، وحكم لهم رسول الله (ص) بأنهم من أهل الجنة حيث قال (ص): (وَقَاضٍ قَضَى بِالْحَقِّ فَذَلِكَ في الْجَنَّةِ)، ويظلهم الله في ظله يوم القيامة كما أخبر بذلك رسول الله (ص)، وهم على منابر من نور يوم القيامة».


العصفور: الاعتراف بالأخطاء «شجاعة» وطريق لتصحيحها وتداركها

من جهته، رأى إمام وخطيب جامع عالي الكبير الشيخ ناصر العصفور، أن الاعتراف بالأخطاء «شجاعة»، وطريق لتصحيحها وتداركها، مؤكداً أنْ ليس من العيب الاعتراف بالأخطاء. وأشار العصفور، في خطبته أمس الجمعة إلى أن «الإنسان بطبيعته تصدر منه الأخطاء ويقع في الزلات، فالمعصوم من عصم الله، والإنسان لما كان غير معصوم يصدر منه الخطأ والتجاوز».

واعتبر أن «المعيب أن يقع المرء في نفس الخطأ مراراً وتكراراً، ويرتكب الزلات والهفوات ذاتها من دون شعور وإحساس، بما يترتب على ذلك من مفاسد وأضرار، سواء على نفسه وذاته أم على الآخرين من حوله».

وقال: «ليس عيباً أن يعترف الإنسان بالخطأ، ويقر بأن الأمر الفلاني والتصرف الكذائي كان خطأ، أو تجاوزاً أو كان نتيجة مواقف غير مدروسة، أو خطوات ارتجالية، بل يعتبر هذا الاعتراف فضيلة وشجاعة، خصوصاً إذا كان في حق الآخرين أو يمس واقع الناس». وأضاف «الأمر المعيب هو أن يصر الإنسان على موقفه، على الرغم من عدم صوابيته ويكابر دون مراجعة أو تصحيح وهذا خلاف الحكمة والعقل والإنصاف، فالاعتراف بالخطأ هو أول الطريق إلى التصحيح وتدارك الأمر قبل استفحاله؛ فإن الاستمرار في النهج الخاطئ وتراكم الأخطاء هو خطأ آخر يضاف إلى مجموع تلك الأخطاء».

وتابع «المعيب هو الإصرار على النهج الخاطئ وأن تأخذ الإنسان العزة بالإثم، ويدفعه التكبر والغرور واللامبالاة إلى هذا المنحى الخطير والمدمر». وأشار العصفور إلى أن «على الإنسان أن يتعلم من أخطائه، ويستفيد من تجاربه والعاقل من يتعلم ويضيف إلى حياته وتجاربه. الاعتراف بالأخطاء، ليس نقصاً ولا ضعفاً بل هو دليل على القوة والشجاعة».

وأوضح «لماذا يبقى الإنسان يخشى من الاعتراف بالخطأ، وهو تارة يكون في حق نفسه وأخرى في حق غيره، وفي الحالتين يمثل عدم الاعتراف ضعفاً وعدم ثقة في النفس والذات وجمود على الواقع».

وشدد على أن «من المهم جداً أن يضع الإنسان نفسه في موضع ومكان الآخرين، ويتأمل في مواقفهم ويدرس ظروفهم ودوافعهم، ووجهة نظرهم وخياراتهم وكيف يفكرون، حتى يمكنه أن يتفهم مواقفهم بطريقة موضوعية منصفة».


القطان: نصرة أهلنا في سورية «واجب شرعي»

على صعيد آخر، دعا إمام وخطيب جامع مركز أحمد الفاتح الإسلامي الشيخ عدنان القطان، الحكام والمحكومين إلى ما أسماه بـ «التنادي» لنصرة سورية وأهلها و «دفعِ البَغيِ عنهم، ورفعِ الضَّيْمِ عنهم».

وقال القطان، في خطبته أمس (الجمعة): «لقد نادى العُقلاءُ الغيورون على مصالح الأمة، وارتفع صوتهم من أول ساعة ينادون بتحكيم الحق والعدل، والمنطق والحكمة والعقل، وتقديم المصالح العامة العُليا على المصالح الشخصية حقناً لدماء المسلمين، وحفظاً لوحدة صفّهم وأراضيهم، ودفعاً للخلافات الطائفية والمذهبية، وثباتاً على مواقف الدين والأخلاق، فسدّد الله المساعي، وأصلحَ الشأن، وجعل العواقب إلى خير».

وأمل في «صُبْحٍ يَطوي الليل الخانق، وتتنفّسُ له الأزهار، وتُشرقُ به شمسُ الخلاص، والأملُ بالله كبير أن تعود إلى بُشراها الأيام، والسماءُ تُرجَّى حين تحتجبُ». واعتبر أن الوضع في سورية «يعصرُ القلوبَ ألماً، ويَفُتُّ الأكباد فتّاً، تتمزق أفئدتنا ونحن نرى ما يجري لإخواننا من إبادة جماعية، وقتل ونحر بطرق وحشية، لا يُستثنى منها النساء، ولا يُرحَم فيها الشيوخ الركع، ولا الأطفال الرضع، حوصر الناس داخل منازلهِم ومُنعوا الماء والكَهرباء، والغذاء والدواء، إنها جرائم قتْل وإبادة جماعية منظمة لأنفس بريئة معصومة، وسرى الظلم حتى بلغ بيوت الرحمن، ومحاريب القرآن، فضُربت المساجد بالمدافع، واستهزئ بالخالقِ جلّ وعلا جهاراً نهاراً». وتساءل القطان «كم من طفل يُتِّم؟ وكم من أمٍّ فُجعت؟ وكم من امرأة عفيفة اغتُصبت؟ وكم حرُمات انتُهكت؟، شُرِّد الضعفاء وأخرجوا من ديارهم فارِّين بدينهم وأرواحهم من هَوْل ما رأوا فأصبحوا لاجئين في مواطن الشتات، فأيُّ ضمير بعد ذلك يَسكُت؟». إن ما يحدث في بلاد الشام اليوم لممّا يندى له الجبين، وإنها صورة من صور الظلم والطغيان في الأرض، لا أقول من النظام السوري وحده، بل من العالم بأسره؛ إذ تقف الجامعة العربية الكسيحة والعالم الغربي والشرقي، يقفون متفرجين على ما يحدث هناك من مجازر ومآس، وليس عندهم سوى الكلام في أحسن الأحوال، بل إن البعض منهم من يقوم بدعم وتمويل هذا النظام المجرم، وحسبنا الله ونعم الوكيل.

وأكد أن «فضْل الشام وكونها حصن الإسلام، يُحتِّمُ على المسلمين التنادي لنصرة أهلها ودفْع البغْي عنهم، وفاءً للصحابة الفاتحين، والعلماء الربانيّين الذين توسّدوا ثَرَى الشام وماتوا فيها، وقياماً بواجب النصرة للمستضعَفين، ولنحذرْ من خِذْلان المسلمين المستضعَفين».

وتساءل القطان أيضاً «هل يقف العرب والمسلمون موقف المتفرِّج؟!، لقد استغاث بنا إخواننا الضعفاء في بلاد الشام، ونصرة المسلمين في كل مكان واجبة، ونصرة أهلنا في سورية الآن واجب شرعي».

العدد 3584 - الجمعة 29 يونيو 2012م الموافق 09 شعبان 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 19 | 9:39 ص

      فاطمه

      الى زائر 14
      كلمه نفس مو حارقه دمك وقلبك ايضا الامهات يحترقون على اولادهم وعرض البنات ترضى على اي انسان اي مخلوق يعتدي على اختك ويش بسوي ردت فعلك .

    • زائر 18 | 9:18 ص

      الزائر 14 رقم 7

      لو رجعت لخطب الشيخ ، لوجدت الإجابة الصريحة على سؤالك

    • زائر 16 | 6:53 ص

      لماذا التشكيك في عدالة القضاء ؟.. وين عين عذاري عنكم ؟

      لو قلبنا الصورة وجعلنا اسم الشيخ عيسى قاسم تحت الخطبة الثانية ، لقامت الدنيا وما قعدت ولاتهمت الطائفة بأسرها ، بأنها تشكك في عدالة القضاء

      والخطبة الثالثة : أين عين عذاري منكم ؟ ألا يستحق بني جلدتكم ومواطنيكم من هذا الدفاع ؟ وأين نصرتكم للشعب اليمني يوم أن كان يذبح يوميا وتسفك دمائهم بالساحات ؟!!

    • زائر 15 | 6:16 ص

      يا شيخ عدنان القطان

      عفوا والمعذرة ياشيخ هل كنت تقصد البحرين ام سوريا

    • زائر 14 | 5:51 ص

      الشيخ عيسى قاسم

      نحترمك ونقدرك ونرفعك على رؤوسنا,ولكن يجب ان يكون لديك موقف واضح وصريح من استعمال فتوى اسحقوهم للأعتداء على الناس والشرطة من قبل البعض

      صحيح من يقوم بالإعتداء على اعراض المؤمنات يستحق السحق واكثر,ولكن واحد ماشي في الشارع يحمي الديرة يجون له 20 واحد بمولتوفات وهم يرددون اسحقوه اسحقوه ؟

    • زائر 11 | 3:21 ص

      روحي فداك أبتي

      حديثك درر يا أبانا فأنت الطبيب الحكيم الذي يشخص ويصف الدواء الناجع ولو وضع القائمون على إدارة البلاد يدهم بيديك لوصلنا إلى بر الأمان منذ أن حدث ما حدث.

    • زائر 10 | 2:36 ص

      حفظك ربي ذخر للشعب يا شيخ، والله كلامك عين العقل ولكن أين هم العقلاء في هذا البلد،

    • زائر 8 | 1:43 ص

      فاطمه

      اولا: الله يعطيك صحه وعافيه الله يحفضك وخليك ويبعد عنك الشر والضر ان شاء الله ويبعد عنك العدوان .
      ثانيا : كلامك من ذهب على العين والراس .
      ثالثا: (سير كل الشعب وياك )

    • زائر 7 | 1:39 ص

      terrorist

      Syria is fighting extremist and terrorist

    • زائر 3 | 11:56 م

      لماذا الاصرار

      علا كل ما هوا همجي من قبل ال. اليس با الاحرئ ان تكون اصلاحات كبيره حت ابسطها توظيف لا يوجد افراج عن المعتقلين لا يوجد في ضغطت زر بامكان الامور ان تنفرج ولاكن لماذا

    • زائر 2 | 11:54 م

      الازمه السوريه

      الازمه السوريه مشاكلها ليس النظام فحسب بل هناك التكفيرين والمحرضين والذي يريد ان يقاتل هذه ساحت القتال فليذهب يدافع عن اخوانه واخواته فل يدمروا سوريا الصمود كلها هذه

اقرأ ايضاً