العدد 3583 - الخميس 28 يونيو 2012م الموافق 08 شعبان 1433هـ

هل يعيد التاريخ نفسه عبر بوابة فابريغاس؟

هاجس ضربات الجزاء أثبت رجاحة عقل سيسك

ركلتان ترجيحيتان تفصل بينهما 4 أعوام لكنهما قد تشكلان الرابط الذي سيدون اسم إسبانيا في سجل الانجازات التاريخية، وبطلهما هو لاعب واحد اسمه سيسك فابريغاس الذي أصر الأربعاء على مدربه فيسنتي دل بوسكي ليكون صاحب الركلة الترجيحية الأخيرة لبلاده أمام البرتغال. فهل كان يعلم باطنيا بأن مجد «لا فوريا روخا» يمر عبره.

«سيسك قال لي بأنه يريد تنفيذ الركلة الترجيحية الأخيرة لكي يتمكن من أن يكون صاحب الفوز»، هذا ما قاله دل بوسكي بعد مباراة الأربعاء التي شهدت فوز منتخبه على نظيره البرتغالي بركلات الترجيح 4/2 بعد تعادلهما صفر/ صفر في الوقتين الأصلي، فعندما كان فيسنتي دل بوسكي يناقش ترتيب لاعبيه في تسديد ضربات الجزاء خلال المباراة، أكد أن سيسك فابريغاس ينبغي أن يسدد ضربة الجزاء الثانية. ولكن نجم فريق برشلونة فابريغاس رفض، مشيرا إلى أنه انتابه حدس في وقت سابق من اليوم بتسديد ضربة الجزاء الخامسة الحاسمة.

كان فابريغاس صاحب الركلة الترجيحية الأخيرة التي حملت بلاده إلى النهائي، كما كانت حاله قبل 4 أعوام في فيينا حين سجل الركلة الترجيحية الأخيرة لبلاده أمام إيطاليا في الدور ربع النهائي من كأس أوروبا 2008 ليقودها إلى الفوز 4/2 والتأكيد أنه أصبح بإمكانها أخيرا الفوز على الكبار، وهذا ما أكدته بعد أسبوع من مباراتها مع «الآتزوري» بفوزها على ألمانيا في النهائي 1/صفر، لتحقق لقبها الأول منذ 1964 حين توجت أيضا بطلة لأوروبا.

وكان اللقب القاري قبل 4 أعوام مفتاح عبور إسبانيا إلى نادي الكبار وقد نجح «لا فوريا روخا» أخيرا في فك عقدته كالمنتخب المرشح دائما دون أن يحقق الألقاب، وأصبح اليوم على بعد 90 دقيقا من دخول التاريخ كأول منتخب يتوج بثلاثية كأس أوروبا - كأس العالم -كأس أوروبا.

«اعتقد أننا غيرنا طريقة تفكيرنا بعد تلك المباراة»، هذا ما قاله المدافع جيرارد بيكيه عن مباراة إيطاليا في الدور ربع النهائي من كأس أوروبا 2008، مضيفا «قبل ذلك، عندما كانت إسبانيا تصل إلى ربع النهائي كنا نلعب من أجل أن لا نخسر. ومنذ حينها، نحن نلعب من أجل الفوز».

بعد 4 أعوام على ربع نهائي 2008، ها هو فابريغاس يلعب مجددا دورا مفصليا في تاريخ «لا فوريا روخا» على رغم أنه لم يتمكن حتى الآن من فرض نفسه أساسيا في التشكيلة وهو دخل إلى مباراة أمس الأول في الشوط الثاني كبديل لالفارو نيغريدو.

وبالإمكان القول أن فرحة التأهل إلى النهائي كادت أن تتحول حسرة بالنسبة لفابريغاس لو لم يسعف الحظ صانع ألعاب برشلونة الحالي وأرسنال الإنجليزي السابق، وذلك لأن الكرة التي سددها ارتدت من القائم الأيمن ثم تحولت إلى داخل الشباك.

وعلى رغم فشله في أن يكون ضمن الركائز الأساسية الدائمة، كزميليه في برشلونة اندريس انييستا وزافي هرنانديز، يلعب فابريغاس دورا مؤثرا تماما في فريق دل بوسكي الذي بإمكانه الاعتماد على الآخرين خيسوس نافاس وبيدرو رودريغيز اللذين منحا المنتخب دفعا هجوميا هاما في مباراة أمس الأول.

ورأى دل بوسكي أن المشاكل التي واجهت البرتغال كانت أكبر بوجود فابريغاس ونافاس وبيدرو، وعلى رغم أن هناك احتمال بأن يكون سيسك ضمن التشكيلة الأساسية للمباراة النهائية الأحد المقبل في كييف، فمن المستبعد جدا أن يتمكن الأخيران من شق طريقهما إلى الـ 11 الأساسيين.

وقال فابريغاس للمراسلين الصحافيين عقب انتهاء المباراة: «لقد تصورت أن المباراة ستنتقل إلى ضربات الجزاء وأنني سأحظى بفرصة تسديد الضربة الأخيرة التي قد تحسم لنا الفوز، لذا أخبرت المدرب أنني لا أريد أن أسدد ضربة الجزاء الثانية وأنني أرغب في تسديد الضربة الخامسة».

وأشار دل بوسكي خلال المؤتمر الصحفي عقب المباراة «لقد كان (فابريغاس) غاية في الثقة، لقد أخبرني برغبته في تسديد ضربة الجزاء الخامسة، مؤكدا أنها الضربة الحاسمة». وسمح دل بوسكي (61 عاما) لفابريغاس بتسديد ضربة الجزاء، وبعد إهدار برونو الفيش ضربة الجزاء الرابعة للمنتخب البرتغالي في العارضة، سنحت الفرصة لفابريغاس لحسم اللقاء. وحالف الحظ فابريغاس (25 عاما) في تسجيل ضربة الجزاء إذ ارتطمت الكرة بالقائم الأيمن لمرمى روي باتريشيو وعرفت طريقها للشباك. ومنح هدف فابريغاس المنتخب الأسباني الفوز 4/2 بضربات الجزاء الترجيحية، بعدما فشل الفريقان في هز الشباك طوال 120 دقيقة لعب.

وقال فابريغاس: «لقد وصلنا إلى ثالث مباراة نهائية على التوالي. هذا أمر مذهل ونريد الآن الفوز في النهائي».

العدد 3583 - الخميس 28 يونيو 2012م الموافق 08 شعبان 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً