العدد 3583 - الخميس 28 يونيو 2012م الموافق 08 شعبان 1433هـ

«لا روخا» لم يبُحْ بكلِّ ما لديه مِنْ أسرارٍ حتى الآن

لم تقدم إسبانيا حاملة اللقب أفضل ما لديها في بطولة أوروبا لكرة القدم 2012 لكن لسوء حظ من ستلاقيه في المباراة النهائية المقررة الأحد المقبل فإن دفاعها القوي يعني أنها ستلعب ضد إيطاليا أو ألمانيا بعدما تلقت شباكها هدفا وحيدا.

ونجح الإيطاليون في التسجيل ضد إسبانيا بطلة العالم في المباراة الأولى لهما في المجموعة الثالثة حين تعادلا 1/1 في غدانسك لكن بعد ذلك حافظت حاملة اللقب على نظافة شباكها ضد ايرلندا وكرواتيا وفرنسا والبرتغال.

وخرج كريستيانو رونالدو قائد البرتغال بوجه حزين بعد الهزيمة 4/2 بركلات الترجيح أمام بطلة العالم في قبل النهائي الترجيح في دونيتسك الأربعاء بعدما ظن أنه سيصبح الرجل الذي سيفك شفرة دفاع حاملة اللقب بوصفه يلعب في ريال مدريد مع ايكر كاسياس وسيرجيو راموس والفارو اربيلوا ثلاثي إسبانيا.

وسدد رونالدو وهو أفضل لاعب في العالم سابقا كرة مرت بجوار القائم مباشرة في الدقيقة 31 لكنه غير ذلك فشل في ركلتين حرتين بعيدا عن المرمى قبل أن يهدر فرصة خطيرة لحسم المباراة في الدقيقة 90 حين سدد الكرة فوق العارضة.

ويعني التعادل من دون أهداف بين إسبانيا والبرتغال قبل ركلات الترجيح أن حاملة اللقب لم تهتز شباكها في آخر 9 مباريات في أدوار خروج المغلوب في بطولة أوروبا وكأس العالم. وآخر فريق هز شباك إسبانيا في ادوار خروج المغلوب كان منتخب فرنسا حين فاز عليها 3/1 في دور الستة عشر في كأس العالم 2006.

ومثلما أشار مدرب إسبانيا فيسنتي ديل بوسكي فإن هذه تركيبة مفيدة للفوز بالمباريات: «لا نلجأ أبدا للدفاع ولسنا بفريق دفاعي لكننا نؤدي بطريقة جيدة جدا».

ويعني انتصار الأربعاء أن إسبانيا أصبحت تتقاسم مع فريق ألمانيا الغربية في السبعينيات في الوصول 3 مرات متتالية للنهائي في بطولة أوروبا وكأس العالم ويمكنها التفوق على الألمان الذين خسروا نهائي بطولة أوروبا 1976 أمام تشيكوسلوفاكيا لو حققت الفوز الأحد في كييف.

لكن حين يتوجه ديل بوسكي بفريقه إلى العاصمة الأوكرانية سيكون أمامهم الكثير للتفكير فيه فيما يخص خط الوسط الذي لم يقدم الأداء المتوقع منه خصوصا في الشوط الأول.

ولم تكن تمريرات الرباعي زافي وتشابي ألونسو واندريس انيستا وديفيد سيلفا دقيقة مثلما عرف عنهم.

ومرة أخرى بدا زافي ظلا للاعب الذي وضع معايير جديدة لمركز صانع اللعب في السنوات الأخيرة.

ولم يكن قرار ديل بوسكي بإشراك المهاجم الفارو نيغريدو من البداية مفيدا وندرت مساهمات اللاعب قبل أن يدخل سيسك فابريغاس بدلا منه في الدقيقة 54.

وبدت إسبانيا أكثر خطورة مع مرور الوقت خصوصا في الوقت الإضافي حين لعب بيدرو وخيسوس نافاس في طرفي الملعب لكنها بصفة عامة لم تقدم العرض القوي فأنهت المباراة وقد سددت 5 مرات فقط على المرمى مقابل مرتين للبرتغال.

لكن يوجد شيء واحد لا شك أنه سيسعد ديل بوسكي وهو القوة الذهنية للاعبيه في ركلات الترجيح خصوصا بعد أن أهدر تشابي ألونسو ركلة الترجيح الأولى التي أنقذها الحارس البرتغالي روي باتريسيو.

كما أظهر المدافع سيرجيو راموس شجاعة كبيرة وهو ينفذ بنجاح ركلة الترجيح الثالثة حين سددها بطريقة ذكية من فوق الحارس تماما مثلما فعل لاعب إيطاليا اندريا بيرلو ضد انجلترا في ركلات الترجيح بدور الثمانية.

ما هو مؤكد أن المنتخب الإسباني ليس في قمة عطاءاته في البطولة القارية الحالية، ويبدو أن ما كان يعتبر في 2008 قوة صاعدة على الساحة العالمية أصبح اليوم منتخبا منهكا بعض الشيء يعاني من الناحية التهديفية على رغم هيمنته على أجواء المباريات.

صحيح أن المنتخب الإسباني لم يتلق أي هدف في 9 مباريات على التوالي في الأدوار الإقصائية، لكنه توج بلقب مونديال جنوب إفريقيا بأربعة انتصارات متتالية بهدف يتيم أمام البرتغال ثم الباراغواي وألمانيا وأخيرا هولندا.

وكما كانت حاله أمام فرنسا في ربع النهائي وأمام كرواتيا في الدور الأول، فرض المنتخب الإسباني هيمنته الميدانية على المباراة أمام البرتغال من دون أن يتمكن من تهديد مرمى الحارس روي باتريسيو بشكل فعلي حتى الوقت الإضافي، وحتى حينها لم يضطر الأخير إلا للتدخل على تسديدتين لاندريس انييستا وخيسوس نافاس.

«كانت مباراة صعبة ولم تكن الأفضل لنا لأنهم صعبوها علينا»، هذا ما اعترف به مدافع «لا فوريا روخا» سيرخيو راموس، مضيفا «يحبون تناقل الكرات والانطلاق بالهجمات المرتدة، والوضع كان صعبا علينا».

حاول المدرب فيسنتي دل بوسكي أن يفاجئ البرتغاليين بإشراك نيغريدو أساسيا للمرة الأولى في البطولة القارية، لكن مهام اشبيلية لم يقدم شيئا يذكر ولم يسدد على المرمى ولو مرة واحدة ما تسبب باستبداله بفابريغاس الذي كان بدوره موضوع اختبار بالنسبة للمدرب كما حال فرناندو توريس لأن الأول شارك أساسيا أمام إيطاليا (1/1) ثم ترك مكانه للثاني أمام ايرلندا (4/صفر).

وعلى رغم نجاح فابريغاس في إدراك التعادل لبلاده أمام إيطاليا والثنائية التي سجلها توريس أمام ايرلندا، لم يتمكن أي من منهما من فرض نفسه على دل بوسكي كلاعب لا يمكن الاستغناء عنه في التشكيلة الأساسية.

وإذا كان فابريغاس وتوريس نالا فرصتهما في البطولة القارية كما حال نيغريدو، فان مهاجم اتلتيك بلباو فرناندو يورنتي لم يطأ أرضية الملعب حتى الآن على رغم الموسم الرائع الذي قدمه في الدوري المحلي أو مسابقة الدوري الأوروبي «يوروبا ليغ» أو الكأس المحلية.

وعلى رغم إستراتيجية التغيير في التشكيلة، يبدو دل بوسكي محافظا على التركيبة التي منحته النجاح في جنوب إفريقيا قبل عامين وهي التمرير، ثم التمرير، ثم التمرير، وإذا لم يفلح الأمر فاللجوء إلى مقاعد الاحتياط.

أن الأداء الذي قدمه «لا فوريا روخا» في كأس أوروبا كان محط انتقاد وهذا ما اعترف به الحارس والقائد ايكر كاسياس، لكن هل بدأ يخسر الموقع الذي كسبه في قلوب المشجعين «المحايدين» بفضل الأداء الرائع الذي ترافق مع ما حققه في الأعوام الأربع الأخيرة، وهل بدأت حسابات الألقاب تلعب دورها في دفعه إلى أن يكون متحفظا؟

ما هو مؤكد أن الأسبان لن يكترثوا لجميع هذه الانتقادات في حال تمكنوا الأحد من رفع الكأس القارية للمرة الثالثة في تاريخهم.

العدد 3583 - الخميس 28 يونيو 2012م الموافق 08 شعبان 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً