وصل زعماء الاتحاد الأوروبي لحضور قمة بروكسل اليوم الخميس (28 يونيو/حزيران 2012) وبدت انقساماتهم أكثر وضوحا عنها في أي وقت منذ بدء أزمة ديون منطقة اليورو إذ لم تظهر المستشارة الألمانية انجيلا ميركل أي بادرة على التراجع عن رفضها مساندة الدول المدينة.
وطلب من ميركل في الداخل ان تتمسك بموقفها المتشدد وترفض أي جهود لحمل ألمانيا على الاكتتاب في قروض شركائها الأوروبيين أو بنوكهم في حين يقول شركاؤها في الاتحاد الأوروبي إن ذلك قد يكون السبيل الوحيد لإنقاذ العملة الموحدة. ونشرت صحيفة هاندلسبلات الاقتصادية عنوانا رئيسيا على صفحتها الأولى تقول فيه ميركل "لا" بثلاث لغات وقال رئيس التحرير في الافتتاحية إنه يتعين على ميركل ان تظل حازمة في القمة التي تستمر يومين. وتنادي اسبانيا وإيطاليا أحدث دولتين في منطقة اليورو في مرمى نيران الأسواق المالية باتخاذ إجراء طارئ لخفض تكاليف اقتراضهما المرتفعة للغاية قبل ان تغلق أسواق السندات في وجهيهما. وتريدان تدخلا سريعا من صناديق إنقاذ منطقة اليورو أو البنك المركزي الأوروبي. وهون مسؤول حكومي ألماني كبير تحدث مع الصحفيين في برلين قبيل بدء القمة من شأن الارتفاع الكبير في تكاليف الاقتراض الاسبانية والإيطالية. وقال "نحن نحذر من المبالغة في إثارة الذعر." واقترح هيرمان فان رومبوي رئيس المجلس الأوروبي وجوزيه مانويل باروزو رئيس المفوضية الأوروبية في تقرير إنشاء خزانة منطقة اليورو لإصدار سندات مشتركة في الأجل المتوسط وإقامة اتحاد مصرفي برقابة مركزية. وتصر ميركل على أن الإصلاحات الجوهرية التي تعطي الاتحاد الأوروبي سلطات على الميزانيات والسياسات الاقتصادية الوطنية يجب أن تأتي أولا قبل إصدار سندات مشتركة. وكتب جابور شتاينجارت في صحيفة هاندلسبلات "الآن عليها ان تشرح لأصدقائنا في القمة أنه ليس من مصلحة احد ان توزع ألمانيا ثمار عملها بسخاء. بل على العكس.. نعم للوسائل الأوروبية ولا لأفكار باروزو." وتعكس تعليقاته وجهة نظر سائدة في ألمانيا التي شهدت ازدهارا لصادراتها في حين احتاجت اليونان وأيرلندا والبرتغال والآن اسبانيا وقبرص للإنقاذ.